من الصعب أن تبقى إنسانًا طبيعيًا وسط هذا القطيع المفترس، ومن الأصعب ألا تصبح فريسة لوحوشه موقعك الجغرافي
لقد كتب التاريخ كل شيء، لكنه للأسف نسي أن يكتبني. لم يترك لي سوى نجاحي، لكنه محا الإنسان الذي كنت عليه.
عندما ذرفتُ دموعي مع أول كتاب ألفته لي وبدأ الحشد يصفق، لم أكِن ابكي فرحًا بنجاح الرواية بل بكيتُ للسبب الذي دفعني إلى كتابتها.
عد إلى المكان الذي بدأ فيه كل شيء، فربما تكن الحقيقة في المشهد الأول.
لكن يا لك من مغفل… انتظرت حتى أسدل الستار، وعندها فقط أدركت أنك كنت الضحية طوال الوقت.
يقف الزمان متأملًا جراح إنسان، في مكان لم يعد يعترف بإنسانيته.
يمضي وكأنه مجرد دفتر مهمل، ملقى على رفوف النسيان.
في بيئتكم، لا تصلح الحياة البشرية، لأن الجسد فيها أثمن من الروح. إذا تعرض أحدهم لحادث سير، يرتعب الجميع خوفًا عليه، لكن إن أخبرتهم بأنك متعب نفسيًا، فلن يُحركوا ساكنًا، وكأن الأمر لا يستحق الاهتمام. لا أدري من قال إن الروح غالية، بينما نحن نحمل أنفسنا جميلًا فقط لأننا لم نقتلها
كان ينبغي للساعة أن تكون أكثر لطفًا، فتتوقف عند اللحظات الجميلة، ويصبح الوقت نسيجًا من الحب، لا مجرد ذهب يمضي بلا عودة.
في الليلة الأخيرة من حزيران القادم، كتبت رسالة ورقية إلى شخص مجهول الهوية. لكنني سأكتبها غدًا ليقرأها اليوم. أعتقد أنني سأنتظر وقف إطلاق النار، حتى تعم الفوضى في البلاد، فأتمكن من أن أصبح شهيدًا.
لا يمكن أن تُقرأ رسالة مأساوية في ليلة رومانسية... لذا، لا تنتظر ساعي البريد.
قد يكون الناجي الوحيد هو ذاته من يغرقك في النجاة. كان أمرًا بالغ الجمال حين أزهرت الزهور المجففة في غرفتي.
هل هناك من يترجم لغتي؟ أشعر أنني أسأت فهم نفسي.
أشعلت النار تحت القهوة، ثم ذهبت للنوم، ولا أعلم ما حلّ بي.
أخبرُ القمر عن نهاري، وأبوحُ للشمس بأسرار ليلي.
ربما تكون كلماتي أشبه بشيفرة، لا يفك رموزها سواي.
ليست وسيلتي أن أعرض موهبتي على طاولة مستديرة داخل جدران الصمت.
نواصل الكتابة كل يوم، نضيف ألف حرف، لكن هل هناك من يقرأ؟ هل هناك من ينصت إلى معارك الورق؟
إيمانك بنفسك: مصدر قوتك الحقيقية
أنت لم تختار اسمك، لكنك تحبه. لم تختار عائلتك، لكنهم أغلى ما تملك. لم تختار جنسيتك، لكنك تفتخر بها. لم تختار دينك، لكنك تؤمن به. لم ترَ الله، لكنك تؤمن بوجوده. جميع هذه الأمور، التي لم تكن لك فيها يد، هي اختيارات الله، ورغم ذلك، تحبها وتؤمن بها بكل جوارحك.
لكن هناك شيء واحد تختاره أنت، ألا وهو نفسك. أنت تعرف نفسك أكثر من أي شخص آخر. تعرف شخصيتك، أسلوبك، شكلك الخارجي، وأفكارك الداخلية. تعرف كل شيء عن نفسك، حتى لو لم يعكس مظهرك الخارجي حقيقته الداخلية.
رغم ذلك، تجد أنك لا تؤمن بنفسك. كيف يمكن للإنسان أن يؤمن بشيء لم يختره، وفي نفس الوقت يشك في شيء هو نفسه؟ ربما بسبب انتقادات من حولك، أو الظروف الصعبة التي تمر بها. لكن دعني أخبرك: كل تلك التحديات ليست حاجزًا يمنعك من أن تؤمن بنفسك.
أعلم أن عائلتك قد تكون من طبقة مادية واجتماعية بسيطة، لكن ذلك ليس عائقًا. أعلم أن المسؤوليات قد تكون أكبر منك في بعض الأحيان، لكن ذلك ليس حاجزًا. أعلم أن لديك تحديات في العمل أو في التعليم، ولكن لا شيء يمنعك من النجاح. أعلم أنك لم تجد بعد قصة الحب التي تحلم بها، أو أن الشخص الذي تحبه لا يبادلك الشعور نفسه، لكن ذلك ليس حاجزًا.
حتى شكلك، الذي ربما تشعر أنه باهت أو متعب، ليس حاجزًا. ملابسك قد لا تكون على الموضة، أو ربما لم تتعلم لغات جديدة بعد، ولكن كل هذه الأمور لا تضعفك. بيتك قد يكون صغيرًا أو قديمًا، لكن لا شيء من هذا يُعيقك.
لا يوجد شيء في هذا العالم يجعل من غير الممكن أن تحب نفسك. لا يوجد حاجز حقيقي يجعلك لا تؤمن بها.
لكن، إذا أردت أن تنمو، عليك أن تطور فكرتك عن نفسك. استثمر في عقلك، اجعل الأفكار الجيدة تنبت فيه جذورًا وأغصانًا. الأشياء التي تأتي بسهولة، حتى لو كانت هدية، قد تكون لها تكلفة أكبر بكثير مما تتصور، وهي أنت.
جدد أفكارك، طور مهاراتك، وابنِ ثروتك الذهنية. لأن غدًا سيأتي شخص ليحكي لك قصصك، ويذكرك بتحديات حياتك، ولكن حينها قد يكون الأوان قد فات. هذا الشخص هو أنت، إذا لم تؤمن بنفسك اليوم.


بشرى حسن الأحمد
كاتبة مقالات اجتماعيةحاصلة على شهادة سينريست و إخراج كاتبة مقالات اجتماعية و متنوعة ناشطة اجتماعية و محاورة بقضايا المرأة