ثلاث فتيات صغيرات في حديقة الكتاكيت ( حواديت جدُّو هشام )

هشام طه سليم
باحث وكاتب
آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
2
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

الدجاجة حنونة وكتاكيتهاالدجاجة حنونة وكتاكيتها

ليلى و هانيا و جَنَى ثلاث فتيات صغيرات عندهن حديقة تسكنها الدجاجة " حنونة " , وصاحباتها , وكتاكيتهم الصغيرة ..

غير انه كل يوم تكتشف الفتيات وجود مشكلة يفتعلها كتكوت مشاكس تحتاج إلى علاج .. وتستنجد الدجاجة " حنونة " بالفتيات الثلاثة .. أغيثوني[1] .. أغيثوني.. وعلى الفور تصطحب ليلى كل من هانيا و جَنَى لتحل مشكلات الدجاجة " حنونة " وكتاكيتها الصغيرة ..

ويقمن جميعهن بفهم المشكلة والعمل على حلَّها .. وتقوم كل منهن بتعليم الكتكوت المشاكس الخلق الطيب الذي كان يجب أن يلتزم به .

والآن دعونا نستمع لحواديت جدّو هشام ........ هيا بنا ؛

الحدوتة الاولى

الكتكوت الكذاب

الكتكوت صدوقالكتكوت صدوق

( لا بد أن نكون صادقين )

كان يا ما كان في هذه الأيام .. ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام ..

ليلى و هانيا و جَنَى ثلاث فتيات صغيرات جميلات عندهن حديقة تسكنها الدجاجة " حنونة " , وصاحباتها , وكتاكيتهم الصغيرة ..

وكل يوم تنطلق الفتيات الثلاثة إلى الحديقة لرعاية , وإطعام , وجمع بيض الدجاجة " حنونة " وصاحباتها , ولمشاهدة كتاكيتهم الصغار وهم يلعبون.. ولكن هذا الصباح وجدت الفتيات الدجاجة " حنونة " غاضبة جدا من احد كتاكيتها .. اسمه " صدوق ".

- سالت ليلى عن السبب ..

- قالت الدجاجة " حنونة ":

الكتكوت " صدوق " فوجئت به منذ ثلاثة أيام يصرخ ويستنجد ويصيح : النسور الشريرة تهاجمنا .. النسور الشريرة تسرق قمحنا ..

جريت أنا والدجاجات صديقاتي كلنا حتى نحمي أنفسنا وننقذ قمحنا .. غير أننا لم نجد شيئا ..

ووجدنا الكتكوت " صدوق " يضحك ساخراً : أنا كنت أمزح بالكذب ......

فرجعنا جميعا مغتاظين من تصرفه السيئ ونبهنا عليه بعدم الكذب مرة أخرى .

- وفي اليوم التالي .. مرة أخرى إذا بالكتكوت " صدوق " يصرخ ويستنجد : الصقور الشريرة تهاجمنا .. الصقور الشريرة تسرق قمحنا ..

جريت أنا والدجاجات صديقاتي كلنا حتى نحمي أنفسنا , وننقذ قمحنا .. لم نجد شيئا .. ووجدنا الكتكوت " صدوق " يضحك ساخراً .. أنا كنت امزح بالكذب ......

فرجعنا جميعا مغتاظين من تصرفه السيئ ونبهنا عليه بعدم الكذب مرة أخرى.

- وفي اليوم الثالث .. مرة ثالثة إذا بالكتكوت " صدوق " يصرخ ويستنجد: الغربان الشريرة تهاجمنا .. الغربان الشريرة تسرق قمحنا ..

في ذلك اليوم قررت أنا والدجاجات صديقاتي إلا نستمع إليه .. وألا نسارع إلى نجدته .. حيث أننا جميعاً فقدنا الثقة فيه , لأنه كذب قبل ذلك مرتين رغم التنبيه عليه .. ولكننا فوجئنا بالغربان تهاجمنا فعلا .. وقد سرقت كل القمح المخصص لطعامنا فعلا ..

والحمد لله بسرعة هاجمناهم بمناقيرنا وأجنحتنا .. فخافوا من تعاوننا مع بعضنا البعض .. وفرُّوا هاربين .. لذلك أنا غاضبة جدا من الكتكوت " صدوق " وحزينة عليه .

- وهنا قالت ليلى للكتكوت " صدوق ": لقد أخطأت بكذبك .. وأصبحت عند الجميع كذاباً .. فلم يثق في كلامك أحد حتى ولو كنت صادقاً .. كما أنك أرعبت الجميع وهددتهم دون داعي في المرتين الأوليتين ..

يا " صدوق ".. الم تعلم أن الله سبحانه وتعالى قال في كتبه العزيز :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ } ( سورة التوبة – الآية 119 ) ؟

- وقالت جَنَى للكتكوت " صدوق ": هل فكرت في معنى اسمك ؟ .. معنى اسمك " صدوق " أنك صادق دائما ولا تكذب أبدا .

- رد الكتكوت " صدوق ": أنا آسف ولن اكذب مرة أخرى .

- وقالت هانيا للكتكوت " صدوق ": لقد أخطأت بكذبك .. ويجب عليك أن تعتذر لأمك حتى ترضى عنك .. وكذلك تعتذر للجميع عما بَدَر منك حتى يثقوا فيك مرة أخرى.

فاعتذر الكتكوت " صدوق ".. وقرر عدم العودة إلى الكذب مرة أخرى وأصبح بعد ذلك صادقاً.. والحمد لله رب العالمين .. وتوتة توتة فرغنا من الحدوتة .

الحدوتة الثانية

الكتكوتة المغرورة

الكتكوتة متواضعةالكتكوتة متواضعة

( لا بد أن نكون متواضعين )

كان يا ما كان في هذه الأيام .. ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام ..

ليلى و هانيا و جَنَى ثلاث فتيات صغيرات جميلات عندهن حديقة تسكنها الدجاجة " حنونة " , وصاحباتها , وكتاكيتهم الصغيرة ..

وكل يوم تنطلق الفتيات الثلاثة إلى الحديقة لرعاية , وإطعام , وجمع بيض الدجاجة " حنونة " وصاحباتها , ولمشاهدة كتاكيتهم الصغار وهم يلعبون..

ولكن هذا الصباح وجدت الفتيات الدجاجة " حنونة " غاضبة جداً من إحدى كتاكيتها .. اسمها " متواضعة ".

سالت ليلى عن السبب .. قالت الدجاجة " حنونة " :

لا أدري .. كما ترون جميع الكتاكيت يرفضون اللعب مع أختهم الكتكوت " متواضعة "وهي كذلك ترفض اللعب معهم .

- وهنا جمعت ليلى و هانيا و جَنَى كل الكتاكيت الصغار وسألوهم عن سبب عدم إشراك الكتكوت " متواضعة "معهم في لعبهم , وكذلك سبب رفضها اللعب معهم ..

- فأجابوا كلهم غاضبين كيف نتركها تلعب معنا وهي كتكوته مغرورة جدا .. تتعامل معنا باحتقار .. وتنظر إلينا من طرف عينها .. وكأنها طاووس منفوش معجب بجمال ريشه .

- قالت ليلى اهدءوا قليلا .. وقالت هانيا و جَنَى احكوا لنا ما حدث بالتفصيل ..

- وقفت إحدى الكتاكيت اللطيفة وقالت أنا أكثر من مرة أحاول أن أتكلم مع الكتكوت " متواضعة "..

وكل مرة تقول لي : لا يوجد في العالم كتكوته أجمل مني ولا أحلى مني .. ألا ترين ؟ .. أنا الأجمل .. أنا الأروع .. أنا الألطف .. أنا مشغولة بمشاهدة شكلي الجميل في مرآتي..

فتركتها وذهبت للعب مع باقي إخوتي .

- ثم قفزت كتكوته أخرى قائلة وأنا حاولت أن أمزح مع الكتكوت " متواضعة " وأن أتقرب إليها ..

ففوجئت بها تقول لي : هل رأيت جمال جناحي الأصفرين ؟ لا أرى أياً منكم لديها مثل ذالكما الجناحين الرائعين .. ألا ترين ؟ .. أنا الأجمل .. أنا الأروع .. أنا الألطف .. أنا مشغولة بمشاهدة شكلي الجميل في مرآتي.. فتركتها وذهبت العب مع باقي إخوتي .

- وصاحت كتكوته ثالثة قائلة وأنا حاولت اللعب معها..

فهاجمتني قائلة ابقي بعيدة عني حتى لا يتسخ ريشي الجميل , وعُرفي الصغير من التراب العالق بريشك .. ألا ترين .. أنا الأجمل .. أنا الأروع .. أنا الألطف .. أنا مشغولة بمشاهدة شكلي الجميل في مرآتي..

فتركتها وذهبت العب مع باقي إخوتي .

- وهنا قالت ليلى للكتكوتة " متواضعة " : لقد أخطأت حين اغتررت بهيأتك وجمالك على الآخرين.. هل أنتي سعيدة بما أنت فيه الآن ؟ .. الكل تركك وحيدة لأنك مغرورة .. وأصبحت ماما غاضبة من تصرفاتك مع إخوتك ..

فالمغرور لا يحبه احد .. المغرور يبعد عنه الجميع ويبقى دون أصدقاء .

يا " متواضعة ".. الم تعلمي أن الله سبحانه وتعالى قال في كتبه العزيز في القصة التي تحكي نصائح سيدنا لقمان لابنه :

{ وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } ( سورة لقمان – الآية 18 ) ؟

لا بد أن يكون كل منَّا متواضعاً حتى يحبه الجميع ويتقربون إليه , ويتحدثون إليه , ويلعبون معه .

- وقالت جَنَى للكتكوتة " متواضعة " : هل فكرت في معنى اسمك ؟.. معنى اسمك " متواضعة " انك تتآلفين مع غيرك دائما ولا تتكبرين عليهم أبدا .

- ردت الكتكوت " متواضعة ": أنا آسفة ولن أغتر بنفسي , ولن أتكبر على أي من إخوتي وأصدقائي مرة أخرى .

- وقالت هانيا للكتكوتة " متواضعة ": لقد أخطأت بتكبرك على إخوتك وأصحابك وأغضبت أمك .. ويجب عليك أن تعتذري لأمك حتى ترضى عنك , وكذلك يجب أن تعتذري للجميع عما بدر منك حتى يعودوا مرة أخرى إلى صداقتك والاطمئنان إليك .

فاعتذرت الكتكوت " متواضعة "لأمها ولجميع إخوتها .. وقررت عدم العودة إلى الغرور مرة أخرى , وأصبحت بعد ذلك أكثرهم تواضعا وتآلفاً مع الجميع .. والحمد لله رب العالمين وتوتة توتة فرغنا من الحدوتة .

الخاتمة

وهكذا يا حفيداتي الجميلات عاشت الكتاكيت في الحديقة سعيدة .. متعاونة .. نشيطة .. تحقق أهدافها .. وتطيع أمها في كل طلباتها ونصائحها ..

صحيح لا يمكن أن تمر الحياة بدون أي مشكلات .. ولكن المهم أن نضع كل مشكلة في حجمها الطبيعي ..

وإذا وجدناها مشكلة كبيرة فلا بد نتناقش بخصوص حلها ..

وأن نرجع بصفة دائمة إلى أبينا والى أمنا حتى نجد الحل المناسب ..

ويجب أن نعلم جميعاً أن بالحب , وبالرحمة يعيش الجميع سعداء .

هشام طه سليم

هشام طه سليم

باحث وكاتب

حصلت على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة عين شمس ..وقمت بتدريس مادة القانون لطلبة كليات الحقوق ..فضلا عن خبرتي العملية في مجالات إدارة الأزمات والكوارث وعلوم الحماية المدنية والانقاذ والأطفاء ولي العديد من المؤلفات المتعلقة بعلوم القانون المدني وعلوم الحماية المدنية حيث اني محاضر لتلك العلوم بالمركز القومي لدراسات السلامة والصحة المهنية بمصر

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ