إعلان

تعلمت الإيجابية من نملة

وقت القراءة: دقائق

طلعت الشمس على أمة النمل يوما وهم يعملون ويجمعون قوتهم، وكما نعلم فإن النمل لا يكل عن العمل دائما فى نشاط وهمة لا يعرف الكسل ، لكن كان ثمة نملة مختلفة عن الجميع لا تعمل فقط من أجل أن تجمع لنفسها او لأسرتها الطعام، لا تعمل لتؤمن مستقبلها فقط لكنها كان لديها رؤية مختلفة ، تعرف أن السعادة ليست سعادة الفرد أو الجسد و إنما سعادة الروح، عندما ترى أولئك الذين حولك سعداء، عندما تعمل لتنفع غيرك بدون أن تطلب مقابل، عندما يكون شغفك رفعة أمة وليس فرد، كانت تلك النملة تتمتع بايجابية التفكير وتؤمن بأن الفسيلة التى تزرعها -وإن كانت الساعة ستقوم- ستنفع حتى وإن لم يعد النفع عليها بنفسها فقد فعلت الصواب، وأدت الوظيفة التي وضعت من أجلها في الارض وحققت معنى الاستخلاف. نعم أنتم تعرفونها نملة سليمان.!

تعلمت الإيجابية من نملة

القصة من البداية:

كان لسليمان -عليه السلام- جيشاً عظيما من الإنس والجنّ والطير، ولقد خرج نبي الله سليمان يوما في جيشه ليقود إحدى المغازي في بلد ما، فمر جيشه على واد نمل، وكانت نملة -بطلة القصة- تعمل بجد لا تكل ولا تمل عن صنع الخير، فرأت غبارا كثيرا من بعيد، ولما دققت النظر رأت جيش سليمان العظيم قد أقبل، ولقد كان من المتوقع أن تجري تلك النملة إلى جحرها تختبئ من تلك الأرجل العظيمة حتى لا تحطمها، لكنها نظرت بعين الإيجابية وبعين الأخوة والمصلحة العامة، فجرت نحو أصدقائها وأخواتها من النمل تصيح فيهم أخرجوا ابتعدوا أو ادخلوا إلى مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده، إنهم لن يشعروا بكم -سبحان الله- أنظر أخي الكريم قدر الإيجابية في تلك النملة: أولا لم تنج بنفسها وفرت هاربة، ولكنها آثرت حياة أصدقائها وأخواتها على حياتها وعلى نجاتها، ثم إنها لم تلقي اللوم والخطأ على جيش سليمان، بل العكس فقد التمست العذر لهم فقالت: (وهم لا يشعرون)، سيحطمونكم وهم لا يشعرون فلو أنهم عرفوا أن هنا أمة نمل لرجعوا وغيروا طريقهم لكنهم لا يشعرون بكم.

تعلمت الإيجابية من نملة

(وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ* حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ).

السيناريو المتوقع:


اقرأ ايضا

    كان من الممكن أن يكون هناك أكثر من سيناريو آخر لذلك الموقف: أن تهرب النملة ولا تتوقف لتنادى على أحد فذلك قد يستنزف وقتا حتى يصل الجيش ويقلل فرصها في النجاة أو أنها تخبر النمل القريب منها فقط حتى تسرع ويتسنى لها النجاة. لكنها أبت الا أن تذهب لأعلى نقطة بين القوم وتنادى عليهم جميعا ادخلوا مساكنهم.

    النملة لم تخترع، ولكنها أدت واجبها بصدق:

    تلك النملة لم تقاتل أو تصنع شيئا عظيما لقومها، وإنما فكرت مرة واحدة بايجابية وكانت فكرة الأخوة وحب الغير تسيطر عليها وأن أمتها والجميع أفضل من الفرد والمسئولية الجماعية واجب لكل فرد داخل المجتمع. كان ذلك العمل سببا في أن تذكر في القران وأن يتلوا الناس قصتها إلى يوم القيامة، يا له من شرف عظيم ويا له من عمل كبير، ألا وهو مصلحة الأمة، والايجابية فى التفكير والأفعال والحرص على تحمل المسئولية الاجتماعية.

    تعلمت الإيجابية من نملة

    الإيجابية تصنع المعجزات:

    الايجابية نعمة من الله عز وجل على الانسان من تمسك بها حصل على الخير والنجاح والصلاة والفلاح في الدنيا والآخرة والله عز وجل حث عليها في كتابه المبين وامرنا ان نكون ايجابيين في هذه الحياة. وعندما تنعدم من حياة الانسان تصبح عيشته في كدر كيف لا والايجابية تعتبر ضابط الايقاع ومحور الارتكاز وعن طريقها يصبح للحياة معنى وهدف والايجابية.

    تعلمت الإيجابية من نملة

    الراحة بين المشقة:

    وقد اتفق جميع العقلاء على " من أراد الراحة ترك الراحة " وأن الفكر الإيجابي الداعم للحياة الكدة والمليئة بالعمل من اجل الانتاجية هو السعادة بعينها وليست السعادة في الراحة أو المكوث أسفل الجبل يخاف أن يتسلقه ولا يعلم حجم العظمة والمجد الذي ينتظره هناك في أعلى القمة.

    نصيحة محب:

    أخي الموظف أو الطبيب أو العامل في مصنعك أيا كان عملك أود أن اخبرك عن بعض المفاهيم الصحيحة حول الايجابية في حياتك وعملك. ترتبط السعادة بالإنتاجية والرغبة في تطوير الذات ولهذا تحرص الدول والأنظمة على إيجاد كل سبل السعادة لشعوبها لما له من مردود إيجابي على العمل والإنتاجية. من جهة أخرى فإن هناك قيمة أخرى مرتبطة بالسعادة ألا وهي الأمن.

    ابتعد عن الأفكار السلبية:

    إن الأفكار السلبية لها تأثير مرعب على أدمغتنا وتفكيرنا، بل ونفسيتنا وعلى تصرفاتنا وعلى حياتنا بشكل عام، فهي تجعل من يومك سيئا وتجعل طريقة تفكيرك سيئة، وعقلك مجهدا دائما، ونفسيتك كئيبة حزينة لا تستمتع بأي شيء تقوم به، السلبية تجعلك تفقد حماسك وحافزك وتجعلك تشعر بأنك غير قادر على المواصلة، ولا تقدر على شيء، فتجعل الشيء السهل البسيط بالغ التعقيد، وتجعل الممكن مستحيل وتجعل الواضح مبهم، هذه هي الأفكار السلبية وما يمكن أن تفعله بك، لذا فكن دائما متفائلا، وإيجابيا. ولقد قال سيد المرسلين يوصينا بوصية عظيمة: (تفاءلوا بالخير تجدوه) وما خير النبي صلي الله عليه وسلم بين أمرين إلا واختار أيسرهما ما لم يكن إثما، لا تستسلم للملل، ولا لمحاولات الإحباط الذي يتسلل إليك من نفسك أحيانا، أو من الشيطان الذي لات يريدك إلا كسولا جزينا قال تعالي: (إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا)، وقد يتسلل إليك ممن حولك، فأول نصيحة ابتعد عن بيئة المحبطين، والتزم ببيئة الشخص النشيط الحريص على العمل والنفع، لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، اقترب من الله وسيدهشك الله بتيسيره وعطاءه.

    تعلمت الإيجابية من نملة

    اقرأ ايضاّ