بناء علاقات قوية: تواصل مع الأشخاص في مجال عملك

الكاتب

إيمان الحياريكاتبة محتوى تقني ومنوع

يعتبر بناء علاقات قوية فن بحد ذاته سواء على الصعيد الشخصي أو العملي! فإنك توظّف الجانب الإنساني وتجعله مهيمنًا على العلاقة والتواصل بينك وبين الآخر رغم الضغوطات الهائلة التي يعاني منها البشر، فإن الاهتمام بالآخرين فن بحد ذاته لتوطيد أواصر العلاقات وجعلها لا تنسى أبدًا! فإن التواصل وبناء علاقات مهنية قوية لا يقتصر فقط على تبادل المعلومات فحسب؛ بل أنك تبني جسرًا يضمن تبادل المنافع بينكما حاضرًا ومستقبلًا، لذلك لا بد أن يكون التواصل ركيزة أساسية في حياتك المهنية والشخصية على حدِ سواء.

ما يؤكد أهمية بناء علاقات مهنية واجتماعية هو إيمان البشرية بمقولةِ الشاعر الإنجليزي جون دون (John Donne):

حقًا يستحيل الأمر أن نعيش دون علاقات مع الآخرين! فإن الحياة تحتاج جدًا إلى تواصل إيجابي وجهود جبارة في تعظيم شأن ذلك لبلوغ قمة النجاح المهني، فإن هناك نخبة كبيرة قد حققت أحلامها المهنية بانتهاجِ فن بناء العلاقات المهنية الإيجابية والوطيدة من خلال إنشاء قنوات تواصل مع محيطهم المهني،

فن بناء العلاقات المهنية الإيجابية

فن بناء العلاقات الإيجابية في العمل يحتاج منك تركيز اهتمامك على تحديد الشريحة الأكثر أهمية بالنسبةِ لمهنتك، إذ لا يعني أنك ملزم بالتواصل مع المحيط كاملًا! قد يعتقد البعض أن القصد هو بيع النفس وتحقيق النجاح على حساب الآخرين، على العكس تمامًا فإنك تحتاج فقط لإثبات نفسك بمهاراتك وقدرتك على التطور ومساعدة الآخرين على النجاح، وذلك بعيدًا عن المواقف الرخيصة وإلحاق الضرر بالآخرين لتحقيق مصلحتك.

بناء العلاقات المهنية قد يتضمن في طياته دلالات مزعجة لدى البعض! إلا أن شأن بناء العلاقات في بيئة الأعمال بمنتهى لجعلك ذو سمعة مهنية طيبة على المدى الطويل، لا تتأخر أبدًا عن مساعدة الآخرين ومد يد العون لهم.

فإن العلاقات المهنية لها إطار شخصي أحيانًا، أو بمعنى أدق فإنها تندمج معًا لبناء مجتمع مهني متكامل، فإن العلاقات المهنية والشخصية تجعل هناك حلقة ترابط قوية قائمة على أسس ومبادئ محددة لا يسهل كسرها، ويستوجب الأمر الحفاظ عليها دومًا خالية من أي مشاعر سلبية.

11 فائدة من بناء العلاقات المهنية والتواصل الاجتماعي

يعتبر التواصل المهني أمر حيوي ومهم للغاية في نمو البيئة المهنية وجعلها أكثر إيجابية وتطورًا، فإن فن بناء العلاقات لا يتقنه الكثير أبدًا! بغض النظر عن طبيعة العمل الذي تمارسه فإنك بحاجة لتعزيز الثقة والدعم من خلال التواصل المهني الجيد، إليك أهمية بناء العلاقات في العمل:

1. تعزيز العلاقات في شبكة الأعمال يحقق لك أهدافك

تحتاج دومًا في شبكة الأعمال إلى تعميق جذور العلاقات مع الآخرين والمشاركة وليس الأخذ فحسب منهم! فإنك بحاجة لبناء جدار عالٍ من الثقة ومساعدة الآخرين للسعي نحو تحقيق الأهداف المشتركة والفردية على حدِ سواء.

من الضروري أن لا تتقاعس عن التواصل مع محيطك لخلق فرص جديدة في مساعدتهم وإفادتهم وجعلهم أكثر تقدمًا؛ فإن ذلك يعزز العلاقات ويجعل فكرة المساعدة متبادلة، ما يعود عليك لاحقًا بالمنفعة في تحقيق أهدافك، ولا يعتبر ذلك استغلالًا أبدًا بل أنه تبادل منافع بينك وبين زملائك.

2. استبناط الأفكار الجديدة والخبرات من التواصل

تعتبر شبكات الأعمال بيئة خصبة لنمو أفكارك وتجديدها وتطويرها، كما تضفي إليك المزيد من الخبرات أكثر في صقل مهاراتك المهنية ومواجهة الصعوبات والتحديات التي تطال بها أي مهنة، لذلك من خلال التواصل وبناء العلاقات المهنية فإنك تفتح الآفاق لاكتساب رؤى جديدة والتعرف عليها أكثر، وأيضًا إفادة الآخرين.

من الضروري أن تكون مبادرًا لمد يد العون والمساعدة لكل من يحتاجها، حتى تتمكن من الحصول على المساعدة فورًا بمجرد اتخاذك القرار في مواجهة تحدٍ ما أو الانطلاق في اتجاه جديد، بهذه الحالة ستجد الجميع على أهبة الاستعداد لمساعدتك في المضي قدمًا بخطى ثابتة نحو قرارك، فإن تقديمك سابقًا لأفكار مفيدة وإيجابية خالية من أي سلبيات أو أهداف خفية يعتبر وسيلة ممتازة لبناء سمعة طيبة في البيئة المهنية.

3. فن بناء العلاقات يعزز قيمة ملفك المهني

فن بناء العلاقات في الأعمال لا يقتصر على الموظفين المتواجدين في محيطك فحسب، بل أنك بحاجة ماسة لإثبات وجودك والظهور دومًا في مختلف الفعاليات المهنية والمشاركة بها حتى تصبح وجهًا معروفًا ومشهورًا في مجال عملك، ومن المؤكد أن ذلك ينطبق أيضًا على الحياة الاجتماعية.

لا تتقاعس أبدًا عن التواصل مع الحضور في الفعاليات والاستماع لهم، إضافةً إلى المبادرة للتواصل وتقديم نفسك وخبرتك للأشخاص في الموقع، فإنك تصبح بذلك عضو فعال ونشط وداعم لمهنتك من خلال طرح كم زاخر من النصائح والمعلومات لكل من يحتاج لها.

ليس ذلك فحسب؛ بل أن تحسين صورتك المهنية وبناء ملفك المهني يجعلك ذو مكانة مرموقة في البيئة الوظيفية المحيطة بك؛ بالتالي يسطع نجمك على مرأى المسؤولين الباحثين عن مواهب قوية وأصحاب عقول إبداعية وابتكارية أكثر.

4. علاقات الأعمال القوية تضاعف لك فرص العمل أكثر

جميعنا نطمح للتطور والتقدم في أعمالنا لا محالة! إن أتقنت فن بناء العلاقات في شبكات الأعمال فإنك بذلك تضاعف فرصة حصولك على فرص عمل أفضل وجديدة، فإنك بحاجة إلى بناء شبكة أعمال مميزة لتكون الخيار والمرشح الأول عند ظهور فرص وظيفية مميزة، كما يجب تسهيل التواصل معك دومًا بشتى الطرق لتبقى في صدارة الأذهان عند بزوغ أي فائدة مهنية قد تطور ملفك المهني.

5. التواصل في شبكات الأعمال يضاعف مخزون المعلومات الجديدة والقيمة لديك

التواصل في شبكات الأعمال (Business Networking) مهم جدًا في التعرف على طبيعة المهام والأعمال التي يمارسها زملائك في المجال، فإنك بهذه الحالة تواكب أحدث التطورات في المجال وتوسع نطاق معلوماتك أكثر، فإن توسيع نطاق معارفك مع الآخرين والتعمق في معرفة أعمالهم يجعلك أكثر خبرة ومعرفة بالمعلومات الجديدة والقيمة.

كما أن التواصل الاجتماعي في الأعمال يجعلك أكثر فرصة لاستقطاب المزيد من المعلومات الجديدة والاستفادة منها لاحقًا، فإن ذلك ستجني ثماره في التقدم والتطوير الوظيفي في وقت لاحق.

لا مانع من طرح التساؤلات على الزملاء حول التطورات والتقنيات التي يستخدموها في الآونة الأخيرة، ومتابعة آخر نشاطاتهم عبر السوشيال ميديا تحديدًا لينكد إن LinkedIn، فإن هذه المنصة معروفة بدورها العظيم في توطيد أواصر العلاقات المهنية مع زملاء المجال.

6. بناء العلاقات المهنية يضاعف حصولك على المشورة المهنية والدعم أكثر

حتمًا خلال علاقتك ستصادف فئات مختلفة؛ منهم أكثر تطورًا وآخرين أقل، لذلك لا تتردد في طلب المشورة والدعم المهني من ذوي الخبرة أبدًا، فإن ذلك من الفوائد والإيجابيات المحصودة من شبكات الأعمال.

هناك العديد من التفاصيل التي يمكن التحاور بها ومناقشتها منها التحديات والفرص والاقتراحات والإرشادات القيمة وغيرها الكثير، لذلك فإن تقديم المساعدة الحقيقية يبني لك أساسًا قويًا لتلقي الدعم المتبادل عند ظهور الحاجة إليه.

7. العلاقات في الأعمال تضاعف ثقتك بنفسك أكثر

إن عرفت جيدًا كيف تبني علاقات في العمل إيجابية وناجحة، فإنك بذلك ستحظى بجرعةٍ إضافية من الثقة بالنفس أكثر، ويأتي ذلك بالتعرف أكثر على أشخاص جدد ومقابلتهم باستمرار، فإنك تنقذ نفسك من منطقة الراحة (Comfort Zone) التي ألقيت بذاتك فيها؛ فإنك تضاعف قائمة جهات اتصالك وتجعلها أقوى وأفضل، بذلك فإنك تبني علاقات مهنية وتعزز المهارات الاجتماعية لديك ما يجعلك أكثر ثقة بنفسك بأنك محبوبًا ومرحبًا بك ومقبولًا بين الجميع، لذلك فإن العلاقة طردية بين حجم شبكة علاقاتك وثقتك بنفسك لا محالة.

8. الهروب من الروتين الممل بإتقان فن بناء العلاقات الوطيدة

قد نصل في بعض الأحيان إلى ملل مقيت من روتين الوظيفة التي نمارسها، لذلك نحتاج دومًا إلى فرصة جديدة تخرجنا من غياهب الروتين باكتساب منظور جديد وتبني رؤى وأفكار جديدة! حتمًا ذلك سيتحقق ببناء علاقات في الأعمال واسعة وعميقة قائمة على الثقة والاحترام، فإن ذلك يعبّد لك الطريق لرؤية ضوء جديد من الأفكار والمواقف والرؤى والمهارات وغيرها.

كما يساعد على تخطي العقبات والتحديات وتجاوز هذه الحواجز بكل نجاح، كن حريصًا على بناء العلاقة الإيجابية في العمل لتصل إلى مكانةٍ مرموقة وتحقيق المنفعة المتبادلة.

9. بناء علاقات طويلة الأمد

الاستمرار في توسيع شبكة العلاقات المهنية يجعلك أكثر احتمالية لبناء علاقات صداقات أطول عمرًا تنبع من علاقات الأعمال، لذلك تجد دومًا في علاقاتك تشابه كبير مع الأشخاص من حيث التفكير والأهداف، كما يمكنك توسيع النطاق أكثر والتعرف على أشخاص في مجالات لها علاقة بمهنتك.

10. الحصول على إجابات وافية لكل تساؤلاتك من خلال علاقاتك المهنية

في حال تمكنت من معرفة كيف تبني علاقات مهنية ناجحة! فإنك بهذه الحالة ستحظى بإجابات وافية وكافية لكل التساؤلات التي تحتاج لإجابةٍ لها.

فإن أصعب الأسئلة التي تعصف في فكرك ستحصل على إجابةٍ لها حتمًا، فإنك بهذه الحالة ستجد وجهة تثق بها لتبادل الأفكار ورسم أبعاد الخطط خطوة بخطوة لتصل في نهاية المطاف لعلاج جذري للمشكلات وإيجاد حلول فعالة.

11. البحث عن وظيفة الأحلام تجلب لك السعادة

بلوغ سدة النجاح في الحصول على وظيفة الأحلام يحتاج منك الصبر والمثابرة معًا! إضافةً لأن تكون الخيار الأول في الأذهان؛ فإنك أيضًا ستحظى بالعديد من النصائح المهنية والعلاقات الدائمة، فإن توسيع عدد المعارف في شبكة اتصالاتك سيجعل أمامك المزيد من الفرص والخيارات أكثر للحصول على وظيفة أفضل، وتلقائيًا التعرف على وجوه جديدة وبناء علاقات مهنية وثيقة أيضًا.

الشخصيات المهمة في شبكة أعمالك لا تتخلى عنهم أبدًا!

عندما تتقن اختيار الفئات وجهات الاتصال الواجب إدراجها في شبكتك المهنية؛ فإنك بذلك تكون مستعدًا للنمو المهني لا محالة، واكتساب المزيد من فرص التعلم، لذلك عليك بناء شبكة علاقاتك وأفكارك من الفئات التالية:

• الزملاء الحاليون والسابقون في مجال العمل.
• زملاء الدراسة في الحقل العلمي.
• المتخصصون والخبراء في مجالك.
• أعضاء الهيئات والجمعيات ذات الصلة بمهنتك.
• في حسابك لينكد إن تواصل مع الجهات المقترحة ذات الصلة.

أساليب فعالة في بناء العلاقات المهنية

قد يقع الكثير بحيرةٍ من أمرهم عند تولد الرغبةِ لديهم في بناء علاقات مهنية واسعة المدى، لذلك يهطل وابل التساؤلات كيف أبني علاقاتي المهنية بنجاح!؟ إليك الأساليب التي أثبتت فعاليتها:

• المبادرة في الانضمام للجمعيات والجهات التي تقيم أنشطة ذات علاقة.
• المشاركة في المعارض والمؤتمرات والفعاليات التي تقام في منطقتك.
• التواصل الفعال والدائم مع الزملاء السابقين.
• عدم التأخر عن التطوع في الفعاليات المجتمعية.
• المشاركة والانضمام في المجموعات الافتراضية والاطلاع على الأفكار والآراء والمعتقدات التولدة لدى الآخرين.

ختامًا، فإن بناء العلاقات المهنية لها تأثير إيجابي عميق على الموظف وبيئته كاملة، فإنها تقوم على تبادل المنفعة والخبرات، إضافةً إلى رسم صورة متكاملة حول الإبداع والمهارة في التواصل وطريقتك الخاصة في جعل الأجواء إيجابية جدًا، ما يوفر لك فرصة في توسيع نطاق التعارف والحصول على المزيد من الأعمال والنجاح أكثر.

https://www.michaelpage.com.au/advice/career-advice/career-progression/top-12-benefits-networking-why-networking-important