بلال القرشي: مولى محمد بن أبي بكرٍ الصديق

كاتب
تاريخ النشر :
وقت القراءة: دقائق
بلال القرشي: مولى محمد بن أبي بكرٍ الصديق

عندما يقرأ الجميع العنوان سيظنون أننا نتحدث في هذا المقال عن الصحابي الجليل بلال بن رباح (رضي الله عنه) مؤذن النبي (صلى الله عليه وسلم)، ولكننا نتحدث عن شخص آخر وهو بلال القرشي مولى محمد بن أبي بكرٍ الصديق.

حيث إنه في قرية ميت بدر حلاوة التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية، يتوارث الأهالي وجود ضريحٍ شريفٍ يُنسبُ إلى بلال القرشي، ويُعتقد أنه بلال مولى وخادم محمد بن أبي بكر الصديق (رضي الله عنه)، ووالد المحدث الكبير سليمان بن بلال القرشي.

بلال القرشي: مولى محمد بن أبي بكرٍ الصديق

من هو محمد بن أبي بكر الصديق ؟

هو محمد بن أبي بكر التيمي القرشي، ابن خليفة المسلمين الأول أبو بكر الصديق (رضي الله عنه)، وأمه أسماء بنت عميس، وأخته أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق (رضي الله عنها).

ولد في كنف أبيه عام حجة الوداع وقت الإحرام في السنة العاشرة من الهجرة، حتى توفي أبو بكر الصديق بعد زمن ليس بكثير من ولادته فتزوج علي بن أبي طالب أمه أسماء بنت عميس، وتربى محمد في بيت علي كولدٍ من ولده، حيث لقب بـ "ربيب بيت على" ونشأ مع الحسن والحسين في بيتٍ واحد.

تزوج محمد بن أبي بكر ، وأنجب ابناً واحداً وهو العالم الفقيه القاسم بن محمد بن أبي بكر، الذي خرج من مصر وهو طفل ابن سبع سنوات بعد مقتل أبيه محمد في مصر، وذلك في إحدى المعارك على يد قائد من قوات معاوية، وكان يسمى معاوية بن خديج، وذلك بعد أن ولاه علي بن أبي طالب إمرة الديار المصرية.

اكتشف قبر محمد بن أبي بكر الصديق في مصر عام 1950م، حيث كان جسده متوارياً تحت مسجد بقرية تدعى ميت دمسيس بمحافظة الدقهلية، فأثناء تجديد المسجد، قام العمال بالحفر لبناء مئذنة جديدة للمسجد، فإذا بهم يُفاجأون بوجود صخرة كبيرة تحت الأرض. وبعد أن أخرجوها، وجدوا تحتها قبرًا، وعليه لافتة خشبية خشبية مكتوبٌ عليها بالخط الكوفي "هذا قبر محمد بن أبي بكرٍ الصديق"، ومن وقتها عرف المسجد باسم: "مسجد محمد بن أبي بكر الصديق".

بلال القرشي: مولى محمد بن أبي بكرٍ الصديق

من هو سليمان بن بلال القرشي ؟

هو الإمام المفتي الحافظ أبو أيوب سليمان بن بلال القرشي التيمي، مولى محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، ويقال مولى القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، ويعد من كبار رواة الحديث النبوي الشريف ومن أوثقهم.

وهو والد أيوب بن سليمان بن بلال، الذي كان هو الآخر راوياً للحديث، وروى عن أبيه سليمان شيئاً يسيراً.

ومما رواه أيوب عن أبيه سليمان ما جاء في صحيح البخاري:

حدثنا أيوب بن سليمان: حدثنا أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن صالح بن كيسان: قال ابن شهاب: أخبرني أنس بن مالك: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ، فَيَأْتِي الْعَوَالِيَ، وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ) رواه البخاري، طبعة البغا، رقم الحديث (٦٨٩٨).

قال أحمد بن حنبل عن سليمان: "لا بأس به، ثقة".

وقال عنه محمد بن سعد : "كان بربرياً جميلاً، حسن الهيئة، عاقلاً، وكان يفتي بالمدينة، وولي خراجها، وكان ثقة، كثير الحديث".

توفي سليمان بالمدينة سنة مائة واثنتين وسبعين هجرياً.

تحقيق حول بلال القرشي

يُعتقد أن بلال القرشي الكائن ضريحه بقرية ميت بدر حلاوة التابعة لمحافظة الغربية هو مولى محمد بن أبي بكرٍ الصديق والي مصر في فترة خلافة الإمام علي بن أبي طالب (كَرَّمَ اللهُ وجهه)، وعندما قُتل محمد بن أبي بكر على يد جيش معاوية سنة 38هـ تم إحضار جسد محمد بن أبي بكرٍ إلى قرية تطل على النيل بمحافظة الدقهلية وتدعى ميت دمسيس، وإخفاء جسده تحت مسافة كبيرة من الأرض مع وضع صخرة كبيرة على قبره.

ومما يعزز صحة تلك النسبة، هو أن ضريح محمد بن أبي بكر يُعرف شعبيًا في قرية تدعى "ميت دمسيس"، وهي قرية تقع مباشرة على الضفة المقابلة من نهر النيل أمام قرية "ميت بدر حلاوة"، حيث ضريح بلال القرشي، ومن المنطقي جغرافيًا وتاريخيًا، وبناءً على سياق الأحداث أن يعيش المولى ويُدفن قرب سيده، خاصة إذا كان قد شارك في نقله إلى القرية البعيدة عن الصراعات.

كما يعزز من ذلك أن سليمان ابن بلال قد انتقلت ولاءاته بعد موت أبيه إلى آل القاسم بن محمد بن أبي بكر، أو إلى محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، كما جرت عادة الموالي في ذلك الزمن.

هذا، ويحظى ضريح بلال القرشي في قرية ميت بدر حلاوة بمكانة روحية بين السكان، حيث يُزار للتبرك، وتقام له أحيانًا مواسم شعبية، وقد توارث الأهالي اسمه واحترامه جيلاً بعد جيل.

المراجع:

1- الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء الثالث، ص842.

2- الذهبي، سير أعلام النبلاء، الجزء السابع، ص426.

3- المزي، تهذيب الكمال في أسماء الرجال، الجزء الرابع والعشرون، ص540.

4- المزي، تهذيب الكمال في أسماء الرجال، الجزء الحادي عشر، ص373.

اقرأ ايضاّ