القراءة علاج للوساوس والاكتئاب أيضا ..

لم تعد القراءة وسيلة لإثراء العقل وتغذيته بمفاهيم حياتية مختلفة فقط ، بل إن للقراءة فائدة كبيرة في علاج بعض الأمراض النفسية التي بدأت تتفاقم يوما بعد يوم .. بحسب صحيفة (الجارديان) حيث يوجد في بريطانيا حاليا نحو 50 مصحة تعالج نزلائها عن طريق علم نفس القراءة وهناك مجموعات طبية متخصصة في هذا المجال تستخدم الكتب كعلاج مساعد لبعض الأمراض النفسية والعصبية ، وهي كتب من نوعية خاصة ومنتقاة بعناية حسب كل مجموعة على حدة. المصدر/ ( جريدة الجارديان البريطانية)
القراءة كوسيلة لعلاج المساجين ..
لقد انتقد بعض متخصصي علم الاجتماع عدم استخدام العلاج بالقراءة في المستشفيات والسجون حيث إنهم لاحظوا على حد قولهم مدى التأثير الكبير للقراءة على المساجين حيث إنها تعمل على تعديل سلوك المجرمين بالفعل وتعمل على شفاء نفوسهم .. وذلك لأن المساجين في النهاية مرضى نفسيين وهم أكثر من يحتاج إلى الكتاب .. ومن جانبنا نضيف نقطة هامة أن تأثير السجن والحرمان من الحرية له تأثير كارثي على نفوس المجرمين وهذا يستدعي التدخل بصورة مباشرة من المسئولين في دول العالم لإلحاق مكتبة بكل سجن .. ويجب أن تتم دراسة تلك الفكرة لتطبيقها بشكل جاد ووضع نظم معينة لتثقيف المساجين .. فالسجن تهذيب وإصلاح .
القراءة كجزء من العلاج المعرفي السلوكي ..
إن فكرة العلاج بالقراءة تدخل ضمن العلاجات المختلفة التكاملية في العصر الحديث حيث تقع تحت بند العلاج المعرفي لكثير من الأمراض مثل الاكتئاب والوسواس القهري والأرق وانعدام الثقة بالنفس .. حيث يقوم الأطباء النفسيين بتدريب المريض على التفكير أولاً قبل الانجراف بالمشاعر والسلوك وذلك في جزء من الثانية حيث يستلزم هذا أن يكون المريض مستبصرا بإدراكه ، وذلك ينمي عنده الثقة بالنفس .. فالطبيب يوصي المريض بشراء كتاب بذاته مما يساعده على الاستبصار بحالته .. فيستطيع المريض هنا معالجة نفسه بنفسه.. وهذا يفيد المريض بشكل كبير جدا حيث يمنع الانتكاسات المرضية من خلال الواجبات التي يضعها المعالج له ، والتي تعتمد بشكل أساسي على القراءة والبحث وهذا ما يفيد إدراكات المريض تجاه نفسه وتجاه أسرته.
القراءة وأثرها على الأطفال والجانب الروحي..
إن الجانب الروحي والوجداني هو النواة الرئيسية عند الأطفال .. وهنا يأتي دور الأم والأب بأهمية تدريبهم على اختيار ما يناسبهم للقراءة والإدخار من مصروفهم لتأسيس مكتبة صغيرة .. على أن تكون القراءة قبل النوم بساعة واحدة حيث تخفف القراءة من القلق والتوتر وتساعد على النوم الهاديء. على جانب آخر ربما يرى فئة كبيرة من الناس أن استخدام القراءة للعلاج وتعديل السلوكيات تعد من قبيل الفانتازيا .. أو ينظروا لتلك الفكرة باعتبارها نوع من المبالغة في المثاليات وإصلاح النفوس .. بل وربما يراها بعض البسطاء نوع من الرفاهية لأنهم يرون أنها لا تصلح إلا لمن يهوى القراءة ويقبل عليها في عصر أصبح الناس تهرب من القراءة إلى متابعة الفيديوهات على الانترنت .. ولذلك فإن فكرة العلاج بالقراءة تناسب فئات صغيرة أما فيما عدا ذلك فإنها تكون غير مجدية ..
الحرف اليدوية والقراءة ...
وقد ذكر أحد أهم التقارير الطبية بمستشفى الأمراض العقلية بلندن أن الحرف اليدوية تساعد مرضى الأمراض العقلية بنسبة تصل الى 75% مقارنة بالقراءة التي لا تتعدى نسبتها 15% وهم يفضلون قراءة الكتب التي تزخر بالصور والرسومات المميزة . في النهاية يجب ألا ننسى أن القراءة بشكل عام هي غذاء الروح وأن فكرة العلاج بالقراءة ليست مستحدثة في العلاج النفسي .. بل تمتد جذورها إلى زمن بعيد جدا .. لقد كان الفراعنة يعالجون المرضى بالقراءة ولكن الزمن الآن أصبح مختلف ورغم ذلك .. فالعلاج بالقراءة له تأثير إيجابي ضخم .. ولكن كل تلك الوسائل لن تغني عن العقاقير لأن القراءة من الوسائل المساعدة ولكن لا غنى عنها ...
هل تعتقد أن القراءة يمكن أن تكون علاجاً فعالاً؟ وهل جربت كتاباً غير حالتك النفسية بالفعل ؟