الصداع النصفي الزائر المزعج!

رشا العطار
كاتبة محتوى طبي باللغة العربية، والإنجليزية.
آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

نوبة الصداع النصفينوبة الصداع النصفي

هل أنت مصاب بالصداع النصفي؟

تعاني ألماً شديداً في جانب واحد من الدماغ، يسبقه أو يلازمه شعور بالدوار، والتعب، والقيء، والغثيان.

ربما تشعر بالتوتر والقلق، والميل إلى العزلة، والرغبة في عدم سماع أصوات، أو التعرض للضوء، وعدم القدرة على ممارسة الأعمال اليومية، والذهاب إلى العمل. ويتكرر هذا الأمر من وقت لآخر، وتتفاوت في درجة شدة الألم، تستخدم كثيراً من المسكنات لكن لا تشعر بالتحسن تريد تشخيصاً سليماً وعلاجاً مناسباً لما يحدث لك،

أنه الصداع النصفي ذلك الكابوس الذي يسبب الألم المبرح والنوبات التي تؤثر على الحياة العملية والأنشطة اليومية للمريض؟ فما أسباب حدوث تلك النوبات؟ وكيف نتغلب على تكرار النوبات وشدتها؟

أسباب الصداع النصفي

يعد هذا النوع من الصداع من الأمور التي تباين كثير من آراء العلماء في نشأته وأسبابه وأُجريت كثيراً من الدراسات إلى أن توصلوا وتبنت إحدى النظريات أن حدوث النوبات ربما يكون نتيجة زيادة نشاط الألياف العصبية المحيطة بالأوعية الدموية التي تغذي الأغشية المخية.


اقرأ ايضا

    يُعتقد أن الأوعية الدموية في الدماغ تنقبض ثم ترتد وتنبسط مما يتسبب في نشاط العصب الثلاثي التوائم الذي يزود الأوعية الدموية في منطقتي الجافية والسحائية بالأعصاب مما يؤدي إلى حدوث النوبات بما تشمله من ألم ونبضات.

    وقد تستمر النوبة لمدة 72 ساعة إذا لم تُعالج بالعلاج المناسب، الذي يختلف من مريض لآخر.

    وقد أثبتت هذه النظرية صحتها واعتمدت كثيراً من الأدوية المعالجة للصداع النصفي على هذه النظرية والتفكير في كيفية التحكم في هذه الميكانيكية لمنع حدوثه أو تقليله ونجحت في السيطرة على النوبات.

    ينتشر هذا النوع من الصداع في الكبار، والأطفال، ولكن تزيد نسبة الإصابة في النساء عن الرجال بنسبة 3:1 بسبب التغيرات الهرمونية.

    ولوحظ أن معدلات حدوث النوبات تزداد في أول أيام الطمث، وأثناء الحمل، وتقل بعد انقطاع الطمث لدى السيدات.

    والجدير بالذكر أن هناك مثيرات لحدوث النوبات، وتختلف هذه المثيرات من شخص لآخر، قد تكون أنواعاً من الأطعمة، والمشروبات وغيرها مثل:

    • التغيير المفاجئ في البيئة أو الطقس
    • النوم لفترات غير كافية أو النوم الزائد
    • الروائح أو العوادم النفاذة
    • الضغط العصبي
    • الصوت العالي والضوضاء
    • التدخين
    • الاكتئاب والقلق
    • التغيرات الهرمونية
    • الضوء العالي
    • منتجات منزوعة الدسم أو السكريات
    • فرط الإجهاد
    • بعض الأدوية

    أنواع الصداع النصفي

    هناك أنواع كثيرة نذكر منها:

    - الصداع النصفي المصحوب بالأورا (الكلاسيكي)

    يشعر المريض بالأورا، قبل بداية الصداع بقرابة من 10 إلى 60 دقيقة، وتكون بمثابة تنبيه لحدوث الصداع.

    - الصداع النصفي غير المصحوب بالأورا (الشائع)

    يحدث الصداع دون إنذار مسبق، ويمكن أن يكون مصحوباً بالقيء، والغثيان، والتغيرات المزاجية، والإعياء.

    تنقسم نوبات الصداع النصفي إلى أربع مراحل وهي:

    1- مرحلة البادرة

    قد تحدث قبل بداية النوبة ب 24 ساعة، وهي بمثابة تنبيه لحدوث النوبة، وفيها قد يشعر المريض بالرغبة الشديدة في تناول طعام معين، أو فقدان الشهية وحدوث التغيرات المزاجية غير المبررة يمكن أن تكون اكتئاباً أو فرحةً شديدة إضافة إلى التثاؤب الكثير.

    2- الأورا

    تحدث قبل النوبة بمدة تتراوح من 5 دقائق إلى ساعة يشعر المريض بالتعب، والإعياء ويميل إلى القيء والغثيان ربما يحدث اضطرابات في الرؤية أو رؤية ومضات ضوئية الشعور بضعف العضلات، إلى جانب الحساسية الشديدة للضوء، والصوت وعدم القدرة على الكلام كما يمكن أن يصل الأمر إلى تنميل ووخز باليد قد يزيد في الذراع بالكامل وقد ينتقل إلى الوجه.

    3- النوبة

    تستغرق مدة تتراوح بين 4 إلى 72 ساعة

    يبدأ عادة الصداع فوق العين ثم يؤثر في جانب واحد من الدماغ ويكون مصحوباً بالنبضات، والتنميل، تزداد الحساسية للضوء والصوت والرائحة وألم متوسط إلى شديد مع احتمال استمرارية الميل للقيء والغثيان.

    ويمكن حدوث النوبة دون صداع أيضاً.

    4- أعراض ما بعد النوبة

    يكون المريض مرهقاً، ومضطرباً لديه ألم بالرأس لمدة يوم إلى يومين بعد انتهاء نوبة الصداع.

    كيف يُعالج مرض الصداع النصفي

    يلجأ الطبيب المختص بعد التشخيص السليم إلى تقييم شدة الحالة والبدء في استخدام العلاج المناسب مع المريض ويتبع الأطباء ما أوصت به هيئة الغذاء والدواء والإرشادات المنصوص عليها.

    وتشمل العلاج استخدام:

    1- الأدوية المثبطة للألم

    تحسن وتساعد هذه الأدوية على تخفيف الأعراض وهي مسكنات أو مثبطات للألم يتناولها المريض عند حدوث الصداع النصفي مثل:

    • أدوية التريبتان ومشتقات الإرجوت تكون فعالة جداً في علاج المراحل المبكرة للنوبة، إذ ترتبط بمستقبلات السيروتونين في الخلايا العصبية وبالتالي يقلل نقل الألم عبر الألياف العصبية، مما يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية ويقلل الإحساس بالألم وتستخدم في علاج كل حالات الصداع النصفي البسيطة والشديدة ولكن بالتركيزات المختلفة حسب رؤية الطبيب.
    • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل: الإيبوبروفين، والباراسيتامول، وأسيتامينوفين إذ تساعد في تقليل الألم.

    2- الأدوية الوقائية

    هي أدوية يتناولها المريض يومياً باستمرار لفترات طويلة، لتجنب تكرار النوبات كثيراً والتقليل من حدتها حال حدوثها.

    وقد وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام أدوية كثيرة كعلاج وقائي منها الأدوية التي تحتوي على مادة إرين ماب ومضادات الصرع، ومضادات الاكتئاب، ومثبطات بيتا.

    وقد تستخدم أيضاً بعض الأدوية النباتية المنشأ مثل ريبوفلافين (فيتامين ب2) والماغنسيوم وكو إنزيم كيو 10 وأوراق زهرة الأقحوان كعلاج وقائي من نوبات الصداع النصفي.

    بعض النصائح التي قد تساهم في تقليل حدوث النوبات وشدتها

    إتباع برنامج العلاج الوقائي، وتحديد نوع المثيرات اللاتي تحفز بدء النوبة عند كل مريض، والبعد عنها هو أول طريق العلاج الصحيح.

    نضيف إلى ذلك نمط الحياة المتبع فلا بد من الحفاظ على ممارسة الرياضات البسيطة وتمارين الاسترخاء وتناول الوجبات في أوقات منتظمة، والحفاظ على الوزن وتجنب السمنة، والإكثار من السوائل وعدم الإفراط في تناول المنبهات التي تحتوي على مادة الكافيين، الحرص على النوم المنتظم، كل ذلك يساهم في التقليل من حدوث النوبات.

    إذا شعرت ببداية النوبة يجب عليك أن تقوم بالآتي:

    1- الاسترخاء والراحة في غرفة مظلمة

    2- وضع كمادات ماء بارد أو ثلج على الرأس

    3- شرب كثير من السوائل والماء خاصة إذا حدث القيء

    إلى جانب استخدام مثبطات الألم، وقت النوبة لتسكين الألم.

    ونؤكد أن لا بد من استشارة الطبيب المتخصص لتحديد نوع وجرعة العلاج المناسب لكل مريض، لتجنب الاستخدام المفرط للمسكنات اللاتي ينتج عنها كثير من الآثار الجانبية غير المرغوبة.

    نحن ندرك مدى التأثير السلبي الذي تتسبب فيه نوبات الصداع النصفي في حياة المريض ونفسيته.

    لذلك حرصنا أن نقدم في هذا المقال ما يساعد على فهم هذا النوع من الصداع وتوضيح طريقة التعامل معه.

    دمتم بخير وصحة

    المصادر: 1- World Health organisation

    2- American Migraine Foundation

    3- National Institute of Neurological disorders

    4- National Health services

    رشا العطار

    رشا العطار

    كاتبة محتوى طبي باللغة العربية، والإنجليزية.

    اختصاصية تحاليل طبية أحب الكتابة عن صحة الإنسان، والأمراض، للمساهمة في انتشار الوعي الصحي في المجتمعات العربية، وأيضاً طرق الوقاية، والتعايش مع الأمراض المزمنة لتقليل من مخاطر مضاعفاتها. درست قواعد الكتابة والتدقيق اللغوي لكي أتمكن من كتابة محتوى علمي صحيح.

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ