الدعم اللامحدود للكيان الصهيوني من طرف أمريكا وانعكاساته على فلسطين وحركة حماس
الدعم اللامحدود لإسرائيل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وانعكاساته على دولة فلسطين المحتلة وحركة حماس
لطالما كانت العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل محطّ اهتمام كبير على الساحة الدولية، حيث يُعتبر الدعم الأمريكي لإسرائيل من أوسع وأعمق أشكال الدعم التي تلقاها دولة منذ تأسيسها عام 1948. هذا الدعم لا يقتصر على المستوى السياسي والدبلوماسي، بل يشمل أيضاً مساعدات مالية وعسكرية غير مسبوقة، ما جعل إسرائيل قوة إقليمية ذات تأثير قوي في منطقة الشرق الأوسط.

الدعم الأمريكي لإسرائيل:
منذ بداية تأسيسها، كانت الولايات المتحدة حليفاً استراتيجياً لإسرائيل، وأعطت الدعم السياسي والدبلوماسي لإسرائيل في المحافل الدولية، خاصة في الأمم المتحدة. الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) عدة مرات لصالح إسرائيل، مما منعت من صدور قرارات دولية قد تضرّ بمصالحها أو تفرض عقوبات عليها.
كما قدّم الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن في عام 2007 تعهداً بقيمة 30 مليار دولار على شكل مساعدات أمنية لإسرائيل خلال عشرة أعوام، ولا يزال الدعم المالي والعسكري الأمريكي يتزايد بمرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك، تقدم الولايات المتحدة لإسرائيل أحدث الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية، مثل منظومة القبة الحديدية للدفاع ضد الصواريخ.
انعكاسات هذا الدعم على دولة فلسطين المحتلة
على الرغم من الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل، فإن هذا الدعم ينعكس سلباً على الوضع الفلسطيني بشكل عام. فكلما ازدادت الولايات المتحدة تأييداً لإسرائيل، ازدادت الضغوط على الفلسطينيين، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.
من أبرز هذه الانعكاسات:
- التوسع الاستيطاني: الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل يشجع الحكومة الإسرائيلية على الاستمرار في سياسات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما يعمق من معاناة الفلسطينيين ويزيد من صعوبة الوصول إلى حل عادل وسلمي.
- انتهاك حقوق الإنسان: الدعم الأمريكي لإسرائيل يجعل من الصعب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات فعالة ضد انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مثل عمليات الهدم والتهجير القسري وتقييد الحركة.
- رفض حل الدولتين: الدعم الأمريكي لإسرائيل يعزز موقف إسرائيل في رفض حل الدولتين، الذي يعتبر أحد الحلول المطروحة لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. حيث ترى إسرائيل أن هذا الحل يهدد أمنها وتظل تتجاهل المبادرات الدولية التي تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
انعكاسات الدعم الأمريكي على حركة حماس

فيما يتعلق بحركة حماس، فإن الدعم الأمريكي لإسرائيل قد أوجد واقعاً معقداً بالنسبة لهذه الحركة، التي تتبنى نهجاً مقاومًا للاحتلال الإسرائيلي. هذه بعض الانعكاسات:
- العزلة السياسية: الدعم الأمريكي القوي لإسرائيل أسهم في عزل حركة حماس على المستوى الدولي، حيث تعرضت لانتقادات شديدة من قبل العديد من الحكومات الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة. كما فرضت عقوبات اقتصادية ضد الحركة، مما أثر سلباً على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
- زيادة التصعيد العسكري: من جهة أخرى، أدى الدعم الأمريكي لإسرائيل إلى تصعيد النزاع العسكري بين حماس وإسرائيل. ففي ظل استمرار الدعم الأمريكي، وجدت حركة حماس نفسها في مواجهة مستمرة مع إسرائيل، مما يعمق من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة ويزيد من حالات القتل والتدمير.
- تعميق الانقسام الفلسطيني: الدعم الأمريكي لإسرائيل يساهم في تعزيز الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، حيث تواصل فتح من خلال السلطة الفلسطينية الحوار مع إسرائيل، بينما تواصل حماس مقاومتها المسلحة. هذا الانقسام الفلسطيني ساعد على إضعاف الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية.

خاتمة:
إن الدعم اللامحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل له تأثيرات عميقة على الوضع الفلسطيني، سواء على مستوى حقوق الإنسان أو الحلول السياسية. هذا الدعم يعزز سياسات الاحتلال والاستيطان ويزيد من معاناة الفلسطينيين، في حين يعقّد من الوضع الداخلي الفلسطيني، خاصة بالنسبة لحركة حماس. في ظل هذا الواقع، تبقى آفاق الحلول السلمية بعيدة المنال، ويظل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي محورًا ساخنًا في السياسة الدولية.