الحياة الصحية والسليمة خلال شهر رمضان المبارك

محمد موسى
كاتب ومحرر
آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

شهر رمضان المبارك .....

الحياة الصحية والسليمة خلال شهر رمضان المبارك

شهر رمضان المبارك هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار وهو من اعظم الشهور في التقويم الاسلامي ويحتل هذا الشهر مكانة مميزة في قلوب المسلمين حول العالم حيث يجسد معاني الصبر والتقوى والتكافل الاجتماعي ففي هذا الشهر الكريم فرض الله سبحانه وتعالى الصيام على المسلمين فقال في كتابه العزيز : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (سورة البقرة : 183)

يتميز شهر رمضان بسمات عظيمة فهو شهر تتضاعف فيه الحسنات وتفتح فيه ابواب الجنة وتغلق ابواب النار وتسلسل فيه الشياطين كما انه الشهر الذى انزل فية القرآن الكريم مما يزيد من روحانيته وقدسيته كما ان للصيام فوائد جسدية وصحية كثيرة فهو يطهر النفس ويقوي الارادة ويعزز الشعور بالتضامن مع الفقراء والمحتاجين

ومع حلول رمضان تسود الاجواء الايمانية والعائلية حيث يجتمع المسلمون على موائد الافطار والسحور ويكثرون من الصلاة والذكر وقيام الليل وخاصة في العشر الاواخر التي تحتوي على ليلة القدر الليلة التي وصفها الله بانها "خير من ألف شهر" وفي هذا الشهر يحرص المسلمون على البذل والعطاء من خلال الصدقات والزكاة مما يعزز روح التكافل والتراحم في المجتمع

فرمضان ليس مجرد صيام عن الطعام والشراب بل هو مدرسة تربوية تهذب النفوس وتعزز القيم وتقرب العبد من ربه ليخرج منه اكثر طهارة وقربا من الله سبحانه وتعالى

الحياة الصحية والسليمة خلال شهر رمضان المبارك

يعتبر شهر رمضان فرصة ذهبية لاعتماد حياة صحية وسليمة تساهم في تحسين الصحة العامة وتعزيز الطاقة والنشاط خلال فترة الصيام وفيما يلي بعض اهم العادات الصحية التي يجب اتباعها في رمضان لضمان التمتع بنهار رمضان وبالشهر الفضيل بأكملة :

تقسيم الوقت والاستفادة القصوى من نهار رمضان :

  • تخصيص وقت للعبادة وقراءة القرآن والتأمل الروحي
  • ترتيب المهام اليومية بشكل يضمن الانتاجية بدون الشعور بالارهاق
  • استغلال فترة الصباح في الاعمال التي تحتاج الى تركيز ونشاط
  • اخذ فترات راحة منتظمة للحفاظ على النشاط الذهني والبدن

النوم الصحي :

  • الحرص على النوم لساعات كافية بين (6-8) ساعات يوميا لتجنب الشعور بالارهاق
  • تجنب السهر لساعات متأخرة من الليل للحصول على راحة كافية
  • اخذ قيلولة قصيرة خلال النهار لاستعادة النشاط والطاقة

التغذية المثالية في شهر رمضان المبارك :

يعتبر شهر رمضان فرصة مثالية لتحسين النظام الغذائي الغير صحي والذى يترك اثارا وخيمة على الجسم بصفة عامة مما يجعل مسألة تغييره ضرورة اساسية وتتمثل في : (الاسراف في الطعام ، وقلة النشاط الجسدي)

فالاسراف في الطعام والموائد الكبيرة المليئة بالاطعمة الصحية وغير الصحية والتي تحتوي ايضا على انواع من العصائر المحلاة وتنوع في الحلويات الرمضانية والافراط في تناولها يؤدي للشعور بالتخمة وإلى انتفاخ المعدة وحدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي وعسر في الهضم ويضفي الشعور بالخمول والكسل والنعاس كما نلاحظ خلال الشهر الكريم بأن الكثير من الصائمين يكسبون زيادة في الوزن ويرجع ذلك الى الاسراف والافراط في تناول الطعام المشبع بالزيوت والاكلات الدسمة

أما بالنسبة الى النشاط الجسدي فا لان ساعات الصيام تتراوح بين (15-16) ساعة يوميا يؤدي ذلك الى قلة الحركة خلال ساعات النهار وبذلك يقل استهلاك السعرات الحرارية وتتراكم الدهون في الجسم فينبغي على الصائم ان يجد وقت بعد الفطور ليقوم ببعض النشاطات كالسير لمدة (30 دقيقة) على الاقل فهذا كفيل للحفاظ على صحتة

كيف نوازن طعامنا ونحسن من السلوكيات المتبعة غير الصحيحة في رمضان ؟

يعتبر شهر رمضان الكريم فرصة مثالية يجب اغتنامها في الالتزام بالعادات الغذائية الصحية بتناول وجبات متوازنة وصحية والابتعاد عن المأكولات غير الصحية لضمان جني آثار ايجابية كبيرة على الصحة بعيدا عن الامراض

الحياة الصحية والسليمة خلال شهر رمضان المبارك

العادات الغذائية الصحية المتوازنة تنقسم الى شقين :

اولاً : نوعية الطعام : يجب ان يشمل الغذاء على بروتينات ، نشويات ، دهون والفيتامينات والعناصر المعدنية والاهم من ذلك هو الماء وهذا يتحقق بتنويع المصادر الغذائية مع زيادة تناول الخضار والفواكة الطازجة

ثانياً : كمية الطعام : لابد ان يكون كافيا لحد الاشباع فقط وليس الافراط والشعور بالتخمة وان يكون كافيا لما يبذله الشخص من نشاط وطاقة حيث ان الافراط يؤدي الى السمنة ويصحبها الامراض والمشاكل الصحية والنفسية

ننصح في شهر رمضان الكريم بأن تقسم الوجبات على النحو التالي :

الافطار يكون الجسم بحاجة الى تعويض السوائل والى مصدر سريع للطاقة ويدفع عنه الجوع لذلك ننصح بتناول كأس او كأسين من الماء والتمر عند البدء بالفطور لتعويض ما استهلكه الجسم من السكريات خلال فترة الصيام فاذا لم يتيسر للصائم الافطار على التمر ينتقل الى الماء ويتناول معه قليلا من اللبن والحساء الدافئ (مفضل أن يكون الحساء قليل البهارات وغني بالخضار والحبوب)

ومن ثم الانتقال لوجبة الافطار الرئيسية المتوازنة والتي تشتمل على العناصر الغذائية الرئيسية : كتناول نصف الوجبة من الخضار الطازجة على شكل سلطة او الخضار المطبوخة لاهمية الالياف الغذائية للجسم والفيتامينات ثانيا تناول مصدر بروتيني حيواني (دجاج بدون الجلد ، سمك ، لحم قليل الدهن) ثالثا تناول القليل من النشويات (الارز ، البرغل ، البطاطا ، الفريكة)

وجبة بسيطة بين الافطار والسحور وتكون عبارة عن فاكهة طازجة ومكسرات قليلة الملوحة ويمكن تناول الحلويات الرمضانية (ذو السكريات القليلة) ولكن بدون اكثار او شرب بعض العصائر الطبيبعة او مشروب دافئ غني بالفيتامينات

ومن الامور الشائعة بين الصائمين شرب الشاي والقهوة بكثرة وهذه من الامور الخاطئة لان الشاي والقهوة هما من المشروبات المدرة للبول والتي تسبب فقدان سوائل الجسم وهذا الامر يسبب العطش للصائم ويسبب فقدان العديد من المعادن ويمكن ان تسبب ايضا لدى بعض الاشخاص (بالامساك) لذلك يجب التخفيف من شرب الشاي والقهوة الى الحدود المعقولة

السحور وجبة السحور هي وجبة اساسية للصائم حيث تساعده على تحمل ساعات الصيام الطويلة وتمنحه الطاقة والترطيب اللازمين طوال النهار فيجب ان تكون وجبة السحور متوازنة وغنية بالمعادن والفيتامينات لتجنب الشعور بالتعب او العطش فيجب ان تتكون من :

  • الكربوهيدرات المعقدة : مثل الشوفان ، الخبز الاسمر ، الارز البني ، والفول لانها توفر طاقة تدوم لفترة طويلة
  • البروتينات : مثل البيض ، اللبن ، الزبادي ، الجبن قليل الدسم حيث تساعد في بناء العضلات وتمنح الشعور بالشبع
  • الخضروات والفواكه : مثل الخيار ، الطماطم ، الجرجير ، والموز لاحتوائها على الالياف والفيتامينات والمعادن التي تحافظ على ترطيب الجسم
  • الدهون الصحية : مثل زيت الزيتون ، زبدة الفول السوداني ، الافوكادو ، والمكسرات التي تمد الجسم بالطاقة وتساعد في امتصاص الفيتامينات
  • السوائل : شرب كمية كافية من الماء ، والحليب ، والعصائر الطبيعية لانها تساعد في منع الجفاف خلال ساعات الصيام

الحرص على تناول وجبة سحور متكاملة يضمن لك صياما صحيا مليئا بالنشاط والحيوية

الحياة الصحية والسليمة خلال شهر رمضان المبارك

فمن المهم التذكير ببعض النقاط المهمة التي يجب ان يضعها الصائم في عين الاعتبار :

  • ابدأ افطارك بكأس من الحليب مع التمر لاحتوائة على الكثير من السعرات الحرارية ليمد الجسم بالطاقة
  • لا تنسى ان تشرب 8 كؤوس من المياه على الاقل بين الوجبتين
  • انتبه الى التنويع في وجبة الفطور والسحور ويجب ان تحتوي على خضروات طازجة او مطبوخة
  • تجنب تناول المقالي المشبعة بالزيوت قدر الامكان لانها تساعد على تراكم الدهون
  • امضغ الطعام جيدا وببطء خصوصا في وجبة الافطار لتجنب سوء الهضم
  • تناول السلطات كجزء أساسي من الوجبة لامداد الجسم بالفيتامينات والمعادن والالياف التي تساعد على الهضم
  • لا تأكل حتى الشبع لتجنب الاصابة بالتخمة بعد وجبة الافطار
  • عدم الاكثار في تناول حلوى الشهر الكريم لتجنب زيادة الوزن
  • ابتعد عن الاطعمة المالحة لانها تسبب الشعور بالعطش

ولاكتمال المنظومه الصحية لجسدك لابد من ممارسة القليل من الرياضة للتمتع بصحة جيدة ونشاط عام للجسم عزيزي الصائم

ممارسة الرياضة خلال رمضان :

  • ممارسة التمارين الخفيفة مثل المشي بعد الافطار لتحسين الهضم وتنشيط الدورة الدموية
  • تجنب ممارسة الرياضة المكثفة اثناء الصيام لتفادي الجفاف والاجهاد
  • يفضل اداء التمارين الرياضية قبل الافطار بساعة او بعده بساعتين لضمان استفادة الجسم من الغذاء والسوائل

فالالتزام بالعادات الصحية الصحيحة في شهر رمضان المبارك عاملا اساسيا للحفاظ على الصحة والنشاط طوال الشهر الفضيل فالتوازن بين الصيام والتغذية السليمة يضمن امداد الجسم بالعناصر الغذائية الضرورية مما يساعد في تعزيز الطاقة وتحسين الهضم والوقاية من المشكلات الصحية لذا من المهم اختيار الاطعمة الصحية وشرب كميات كافية من الماء وتجنب العادات الضارة فلنجعل من رمضان فرصة لاعتماد نمط حياة صحي

وبعد ان اهتمننا بصحتنا الجسدية قدر الامكان خلال الشهر الفضيل فلابد من التركيز ايضا على صحتنا النفسية والروحانية باستغلال هذا الشهر الكريم والاستفادة منة وعمل كل مايقربنا الى الله عز وجل....

الحياة الصحية والسليمة خلال شهر رمضان المبارك

شهر رمضان هو فرصة ذهبية للارتقاء بالروح وتجديد الصلة بالله عز وجل فهو ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب بل هو شهر الطاعة والعبادة والتأمل ففي هذا الشهر المبارك تتهيأ القلوب لاستقبال النفحات الايمانية وتتجلى روحانيات الصيام في السكينة والخشوع والاقتراب من الله عز وجل ومن هنا فإن استثمار الوقت في العبادات من صلاة وذكر وقراءة للقرآن بالإضافة الى التأمل والتقرب من الله يمنح الانسان صفاء روحيا وسكينة داخلية تعينه على مواجهة تحديات الحياة ففي هذا الشق من مقالنا عزيزي القارئ والصائم تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال سنتناول اهمية العناية بالجانب الروحاني في رمضان وكيف يمكننا استغلال اوقاتنا بشكل مثمر لتعزيز علاقتنا بالخالق والاستفادة القصوى من هذا الشهر الكريم

1. الصيام بإخلاص :

يعتبر الصيام ركنا اساسيا من اركان الاسلام وهو عبادة تقرب العبد من ربه وتعزز التقوى كما قال الله تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة : 183)

2 . قراءة القرآن :

رمضان هو شهر القرآن لذا يجب استغلاله بقراءة القرآن بتدبر وخشوع ومحاولة ختمه مرة او اكثر خلال الشهر ان امكنك ذلك

3 . الاكثار من الذكر والاستغفار :

ذكر الله والاستغفار من الاعمال التي تطهر القلب وتزيد من الحسنات كقول : (سبحان الله الحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر)

4 . صلاة التراويح وقيام الليل :

من السنن العظيمة في رمضان فهي فرصة لمضاعفة الاجر وتحقيق القرب من الله وقيام الليل من اعظم العبادات التي يجتهد فيها المسلم

5 . الصدقة والاحسان :

الانفاق على الفقراء والمحتاجين له اجر مضاعف في رمضان ومن افضل الصدقات افطار الصائمين كما قال النبي ﷺ : "من فطر صائما كان له مثل اجره غير انه لا ينقص من اجر الصائم شيء" (رواه الترمذي)

6 . الدعاء في اوقات الاستجابة :

رمضان فرصة للتقرب الى الله بالدعاء خاصة عند الافطار وفي الثلث الاخير من الليل وليلة القدر التي هي خير من الف شهر

7 . تجنب المعاصي واللغو :

يجب على المسلم في رمضان ان يحرص على حفظ لسانه وجوارحه عن كل ما يفسد الصيام من غيبة او نميمة او كلام سيئ فالصوم ليس عن الطعام والشراب فقط بل عن كل ما يبعدنا عن الله عز وجل

الحياة الصحية والسليمة خلال شهر رمضان المبارك

كيفية استثمار الوقت في العبادات ؟

  • تنظيم الوقت بين العمل والعبادة بحيث يكون هناك وقت مخصص للصلاة ، وقراءة القرآن ، والذكر
  • تحديد ورد يومي للقرآن الكريم ومحاولة ختمه خلال الشهر
  • إعداد جدول للقيام بالأعمال الصالحة مثل الصدقة وصلة الرحم
  • تقليل الوقت الضائع في مواقع التواصل الاجتماعي او مشاهدة التلفاز واستبداله بالعبادة

وقبل الختام فقرة هامة جدا لك عزيزي المدخن رمضان شهر لاعادة تهذيب واصلاح الروح فاغتنم هذه الفرصة وحاول الاقلاع عن التدخين لسلامة صحتك التى هي امانة ونعمة عظيمة من الله عز وجل ادعو الله لكل مدخن ان يكون هذا الشهر الفضيل بداية بعدة عن هذه العادة الضارة بصحتك النفسية والجسدية اسأل الله لي ولكم الصحة والعافية

وفي الختام فإن اتباع العادات الصحية والسليمة خلال شهر رمضان المبارك يساعد في استثمار هذا الشهر الفضيل بشكل صحيح من جميع الجوانب سواء الجسدية او الروحية او النفسية فالتوازن في تناول الطعام ، وشرب كميات كافية من الماء ، والحفاظ على النشاط البدني المعتدل الى جانب تعزيز العبادات والروحانيات يساهم في تحقيق الفوائد العظيمة لهذا الشهر لذا لنحرص على جعل رمضان فرصة لاعادة تنظيم نمط حياتنا نحو الافضل حتى يستمر اثره الايجابي معنا طوال العام وهذا مايجعلة شهر مميز وشهر محبب لدينا جميعا

لذلك فان شهر رمضان المبارك فرصة ذهبية للتغيير والتقرب الى الله فاحرص على اغتنامه بكل خير واسأل الله ان يجعلنا من المقبولين الفائزين المعتوقين في هذا الشهر المبارك اعده الله علينا وعلى الامة الاسلامية جميعا بالخير واليمن والبركات ....

اقرأ ايضاّ