البلاد التونسيّة: السكان جغرافيا السنة السادسة ابتدائي الثلاثي الثاني

المقصود بالإقليم هو جزء من التراب التونسي حسب الاتجاهات، فنجد إقليم تونس الكبرى أقصى الشّمال الغربي وإقليم الشّمال الشرقي وإقليم الوسط الغربي وإقليم الوسط الشرقي وإقليم الجنوب الشرقي وإقليم الجنوب الغربي.يتفاوت التوزّع السكّاني بين الأقاليم فنجد أقاليم تشهد ارتفاعا هامّا في عدد السكّان مثل إقليم تونس الكبرى حيث ارتفع عدد السكّان من 1828,28 ألف ساكن سنة 1994 إلى 2247,8 ألف ساكن سنة 2004 كذلك الشأن بالنسبة لإقليم الشّمال الشرقي والوسط الشرقي والوسط الغربي في حين تشهد أقاليم أخرى انخفاض هام في عدد السكّان مثل أقاليم الشّمال الغربي والجنوب الشرقي والجنوب الغربي حيث يبلغ مثلا عدد سكّان الجنوب الغربي سنة 2004، 564,4 ألف ساكن.← هذه الاختلافات تعود أساسا إلى العوامل السّالف ذكرها في العنصر السّابق.3- الأدفاق الهجريّة بالبلاد التونسيّة :أ- الهجرة الداخليّة :حسب ما نمّ تقديمه في العنصرين السّابقين من الواضح أنّ الأدفاق الهجريّة داخل البلاد التّونسيّة متّجهة نحو وجهتين مهمّتين وهما : إقليم تونس والسّواحل بحثا عن العمل والدّراسة والمناخ الجيّد ذلك ما جعل من هذه المناطق تعدّ حصيلة هجريّة إيجابيّة
على عكس المناطق الدّاخليّة تشهد حصيلة هجريّة سلبيّة أي خروج السكّان.ب- الهجرة الخارجيّة :تعتبر الهجرة الخارجيّة عنصر مهمّ تشهده البلاد التّونسيّة كلّ عام وقد تطوّر عدد المهاجرين إلى خارج البلاد بصفة هائلة فمن 171000 مهاجرا سنة 1970 بلغ العدد 843203 مهاجرا سنة 2003
وتعتبر أوروبا هي الوجهة الأولى للمهاجرين التّونسيين وخاصّة فرنسا التي تستقطب أكثر من نصف المهاجرين إلى الخارج.يعتبر هذا النّوع من الهجرة مهمّ جدّا وله انعكاسات هامّة على الاقتصاد التونسي لما يوفّره من عائدات هامّة من العملة الصّعبة حيث نجد أنّ هذه العائدات بلغت سنة 2003، 1584 مليون دينار.
التوزّع الجغرافي للسكّان والأدفاق الهجرية في البلاد التونسية يعكس تأثيرات عدة عوامل طبيعية، اجتماعية، واقتصادية. يمكن تقسيم الموضوع إلى العناصر التالية:
1. التوزّع الجغرافي للسكان في تونس
- الساحل والشمال الشرقي:تُعد المناطق الساحلية مثل العاصمة تونس، وصفاقس، وسوسة الأكثر كثافة سكانية. ذلك يعود إلى توفر فرص العمل في الصناعات والخدمات، ووجود موانئ ومراكز اقتصادية.
- المناطق الداخلية والجنوب:تعاني المناطق الداخلية مثل القصرين وسيدي بوزيد من كثافة سكانية أقل بسبب ضعف التنمية الاقتصادية والبنية التحتية، مقارنة بالمناطق الساحلية. أما الجنوب، فيتسم بكثافة منخفضة نظرًا لطبيعة الصحراء والمناخ الجاف.

2. الأدفاق الهجرية في تونس
- الهجرة الداخلية:تتجه غالبية التدفقات السكانية من المناطق الريفية والداخلية نحو المدن الساحلية الكبرى بحثًا عن فرص العمل، والتعليم، والخدمات الصحية. هذا يؤدي إلى تركيز كبير للسكان في المدن وظهور مناطق حضرية مزدحمة، مقابل تراجع السكان في المناطق الريفية.
- الهجرة الخارجية:تشمل الهجرة نحو أوروبا، خصوصًا فرنسا وإيطاليا، حيث يسعى الكثير من الشباب لتحسين ظروفهم المعيشية. وتشكل هذه الهجرة ضغطًا على الفئات العمرية النشيطة في الداخل.
3. العوامل المؤثرة في التوزّع والأدفاق
- العوامل الطبيعية:توفر الموارد المائية والمناخ المناسب ساهم في تمركز السكان بالساحل والشمال، بينما تعيق الطبيعة الصحراوية والجبلية الاستقرار في الداخل والجنوب.
- العوامل الاقتصادية:قلة الاستثمار وضعف التنمية الاقتصادية في المناطق الداخلية يدفع السكان نحو المناطق الساحلية الأكثر حيوية.
- العوامل الاجتماعية:نقص الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة في المناطق الداخلية يعزز من معدلات الهجرة نحو المدن.
4. التحديات والانعكاسات
- مشاكل التوازن الجغرافي:يؤدي التركز السكاني في المدن الكبرى إلى مشاكل بيئية واجتماعية مثل الاكتظاظ والبطالة.
- تنمية المناطق الداخلية:تحسين البنية التحتية، وتعزيز الاستثمار يمكن أن يحد من الهجرة الداخلية ويخلق توازنًا في التوزيع السكاني.
خاتمة
يمثل التوزّع الجغرافي والأدفاق الهجرية في تونس تحديًا كبيرًا، يتطلب سياسات حكومية لتحسين الظروف في المناطق الأقل تنمية لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.

نزار لطفي
كاتب ومحرّر مقالات في جريدة أسبوعيّة محلّيّةنزار لطفي كاتب ومحرّر مقالات في جريدة أسبوعيّة محلّيّة، يتميّز بأسلوبه الواضح والعميق في تناول المواضيع التاريخية. تُعرف كتاباته بالدقة والبحث المدقّق، حيث يعمل على إبراز التفاصيل الدقيقة والأحداث المهمة التي شكلت التاريخ. يُقدّم نزار رؤى تحليلية تسلّط الضوء على الجوانب الإنسانية والسياسية والاجتماعية للتاريخ، مما يجعل مقالاته مرجعًا قيّمًا للقرّاء الذين يبحثون عن فهم أعمق للماضي وتأثيره على الحاضر.