"الأهلي وكأس العالم للأندية: عندما تعطلت الماكينة الحمراء في الطريق إلى المجد"

youseef sobhy
كاتب
تاريخ النشر :
وقت القراءة: دقائق
"الأهلي وكأس العالم للأندية: عندما تعطلت الماكينة الحمراء في الطريق إلى المجد"

مشاركة لا تليق بمكانة البطل

"الأهلي وكأس العالم للأندية: عندما تعطلت الماكينة الحمراء في الطريق إلى المجد"

في عوالم الكرة المستديرة، لا تُمنح البطولات للتاريخ، ولا تُوزع الألقاب على عدد النجوم فوق الشعار. وفي كأس العالم للأندية، حيث الكبار فقط يُسمح لهم بالصعود إلى منصة الكبار، وقف النادي الأهلي المصري – بطل القارة السمراء – على أطراف الحلم، لكنه لم يستطع أن يعبر العتبة.

الجماهير... بين الحلم والخذلان

"الأهلي وكأس العالم للأندية: عندما تعطلت الماكينة الحمراء في الطريق إلى المجد"

الجماهير، كعادتها، لم تتأخر. منهم من جلس أمام الشاشات بقلب نابض وأمل لا يُقهر، ومنهم من ذهب ليقنع نفسه أن المشاركة بحد ذاتها إنجاز. لكن الواقع كان أكثر صراحة من كل التوقعات: الأهلي لم يصمد. ليس لأنه ضعيف، بل لأنه ببساطة لم يكن جاهزًا لما هو أبعد من المجد المحلي والقاري.

أين الخلل؟ عبقرية ضائعة أم إعداد ناقص؟

"الأهلي وكأس العالم للأندية: عندما تعطلت الماكينة الحمراء في الطريق إلى المجد"

الفريق الذي يمزق خصومه في أدغال إفريقيا، ظهر في المحفل العالمي وكأنه هاوٍ في بطولة مدرسية. هل يفتقر الأهلي إلى الإعداد الذهني لمواجهة فرق بحجم أوروبا وأمريكا الجنوبية؟ أم أن التخطيط الفني لا يزال يظن أن "التمرير القصير والضغط العالي" كافٍ لإسقاط مدارس لعب متقدمة؟

الخروج المعتاد وتصريحات مكررة

"الأهلي وكأس العالم للأندية: عندما تعطلت الماكينة الحمراء في الطريق إلى المجد"

الأغرب من كل ذلك هو التصريحات "المعتادة" بعد كل إخفاق: "خرجنا مرفوعي الرأس"، "المشاركة كانت مهمة"، و"الأداء مشرف". وكأننا نعيش في مسلسل طويل لا تنتهي حلقاته، ونكتفي فيه بلعب دور "البطل الذي لم يُنصفه الحظ". لكن الحظ لا يزور إلا من يستحق.

ما لا يُقنع في طوكيو لا يكفي في إفريقيا

"الأهلي وكأس العالم للأندية: عندما تعطلت الماكينة الحمراء في الطريق إلى المجد"

المفارقة الساخرة أن الأهلي، وهو النادي الذي لا يعترف بغير المركز الأول، يكتفي في كأس العالم بدور الزائر الموسمي. تصبح الإنجازات الكبرى مجرد ذكريات تُعلَّق على الجدران، لا تُكتب على صفحات المجد العالمي.

رسالة إلى عقلية الأهلي: آن أوان التغيير

"الأهلي وكأس العالم للأندية: عندما تعطلت الماكينة الحمراء في الطريق إلى المجد"

إن كان الأهلي يريد لنفسه مكانًا في التاريخ العالمي، فعليه أن يتجاوز فكرة أن "الاسم يكفي"، وأن يبدأ من حيث انتهى الآخرون. فالعالمية لا تعترف بالماضي، بل تحترم فقط من يفرض نفسه بالحاضر.

المجد ينتظر من يطوّع الواقع

"الأهلي وكأس العالم للأندية: عندما تعطلت الماكينة الحمراء في الطريق إلى المجد"

الطريق إلى العالمية ليس في عدد الألقاب المحلية، ولا في التغني بالأمجاد القديمة، بل في عقلية جديدة، تخطيط علمي، وتواضع يعترف أن ما يُبهِر في القاهرة، قد لا يُقنع في طوكيو أو ميامي. الكرة تغيرت... فمتى يتغير الأهلي؟

قد يتعثر الأهلي، وقد يخسر معركة هنا أو هناك، لكن من يعرف هذا الكيان، يدرك جيدًا أن سقوطة مؤقت، ونهضته قادمة. الأهلي لم يُخلق ليكون زائرًا في البطولات، بل خُلق ليصنعها. إن ما يحتاجه النادي الآن ليس فقط لاعبًا موهوبًا أو مدربًا بخطة، بل ثورة فكر، وتجديد روح، وعقلية تعرف أن الوصول إلى القمة لا يكفي... بل يجب أن تبقى هناك بثبات.

على الإدارة أن تُراجع، وعلى الجهاز الفني أن يُخطط، وعلى اللاعبين أن يؤمنوا أن الشعار الذي يرتدونه لا يقبل إلا المجد. أما الجمهور، هذا الكنز الحقيقي، فلا يحتاج سوى وعد صادق بأن القادم سيكون أفضل... لا لأننا نحلم، بل لأننا نعمل.

فالتاريخ لا يُكتَب بالتمني، بل بالعزيمة. والمجد لا يُهدى، بل يُنتزع بشراسة. وإن كان الأهلي قد تعثر اليوم، فغدًا سيعود. ليس ليُشارك فقط، بل ليُذهل العالم من جديد... كما فعل مرارًا، وكما هو مكتوب في طين تاريخه: "الأهلي فوق الجميع".

youseef sobhy

youseef sobhy

كاتب

هاوي القارائه والكتابه

اقرأ ايضاّ