أيُّ عَربٍ وأيُّ عُروبة؟! لماذا نُكابر؟!

آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

جميعنا اشتكينا خلال الفترة الماضية من حال الامة ومن حال حكامها تجاه ما نراه من استعلاء وتنمر واجرام من الكيان المحتل ومعه الغرب المستعمر فيما يجري لأهلنا في الحرب الدائرة في غزة فلسطين.

تتردد النداءات اين أنتم يا حكام العرب؟ اين أنتم يا عرب؟ ولكنني تساءلت، عندما نقول اين أنتم يا حكام العرب او اين أنتم يا عرب فإن ذلك يستدعي بالضرورة ان لدينا قناعة دفينة وخبرة سابقة وكأنه من الطبيعي والمفترض ان يكون العرب متحدين في مواقفهم وان يكون لحكامهم كلمة موحدة امام كل من يعادي هذه الامة او اي فرد او عضو من افرادها. ولكن لماذا؟ متى فعلا كان العرب متحدين؟ متى قام حكام العرب بأخذ موقف موحد ضد قرار او تحرك أجنبي وصدوه وكأنهم جميعاً على قلب رجل واحد؟

لقد امضيت ما يقارب ال 50 عاما في هذه الحياة وكل ما اتذكره منذ طفولتي ومما تسعفني الذاكرة لتذكره انني طالما سمعت الكل حولي يقول ويردد (وينكم يا عرب) و(وينكم يا حكام العرب)؟! غريب كم طالت غيبتهم! ام انها لم تكن غيبة لأنهم لم يكونوا حاضرين ابداً من قبل لكي يغيبوا.

الدول العربية كما تركها لنا الاستعمار بحدوده التي رسمها لنا (فَرَّقونا فَسَادوا) والقادة الذين عينهم لنا او قام بوضعهم امامنا لنختارهم لم يتحدوا يوما الا بالاسم في اجتماعات جامعة الدول العربية والقمم العربية الطارئة والعادية (لا فرق بين الحالتين) والتي نعلم جميعا حالها وكم تنَدَّرنا بتوقعاتنا لكل او اي شيء قد ينتج عنها وعنهم؟! إذاً من اين جاء هذا الوهم الخداع وكيف دخل الى حياتنا وعقولنا؟ لماذا إذا نكابر؟! ام اننا من عُمق الغيبوبة التي نعيش فيها صدقنا الكذبة من كثر تكرارها؟ كيف صدقنا ان العرب اخوة واستناداً لماذا؟ كنا وما زلنا دوما نحلم بالحلم العربي ((حلمنا في كل زمان وحدة كل الاوطان كل الخلافات ستزول وكفاية إنك انسان ده حلمنا طول عمرنا حضن يضمنا كلنا))، ما أجملها من كلمات؟ ولكنها كلمات شاعر والشعراء يتبعهم الغاوون.

اعتقد انه آن الاوان لنستفيق من سباتنا وان ننسى هذه الأمنية بعيدة المنال وان نحاول على الاقل ان نتمسك بإنسانيتنا واخوتنا في الإنسانية لعل ذلك يكون رابطا أفضل من رابط وهمي لا وجود له. طبعا ولكي اكون عادلا فنحن نعلم ونُدرك ان معظم الشعوب ما زالت على الفطرة السليمة وتدعو بصدق للتعاضد العربي، وتطمَحُ بصدقٍ لهُ ولكن الواقع يا للأسف يقول غير ذلك.

فهل نحن نكابر أم أنكم تظنون أنه ما زال هناك فسحة من الأمل؟!

أنا شخصياً أرى أنه في اليوم الذي تم فيه رسم خطوط الحدود على الخرائط بين دولنا "العربية" عن طريق المستعمر، هو ذاته نفس اليوم الذي أعلنت فيه رسمياً وفاة العرب، ولكنهم لم يخبرونا بذلك خوفاً علينا من صدمة الفراق! وتركونا نعيش الحلم!


اقرأ ايضا

    والله من وراء القصد

    إنها حربُ وُجودٍ لا حربُ حُدود

    النصر قريبٌ بإذن الله وإن غداً لناظره قريب

    أيُّ عَربٍ وأيُّ عُروبة؟! لماذا نُكابر؟!

    ~~~~~~~~

    أشرف قاحوش

    اقرأ ايضاّ