أنواع الخطوط العربية وأشكالها وتاريخها وأهم أدواتها القديمة والحديثة

الكاتب

إيمان الحياريكاتبة محتوى تقني ومنوع

أثنى يومًا أبو الحسن عليّ بن أبي الرّجال، يمدح كاتبًا لشدةِ جمال خطه:

إذا مَشَقَتْ يُمناكَ في الطِّرسِ أَسْطُراً حَكَيتَ بها وَشْيَ المُلاءِ المُعَضَّدِ

يَروقُ مُجيدَ الخَطِّ حُسنُ حُروفِها ويَعجَبُ مِنها بالمقالِ المُسَدَّدِ

فإن جمال الخط العربي وإتقانه فن يهيم به العرب عشقًا منذ القدم ويحرصون على إتقانه خير إتقان، حتى أصبح ميزة يمتاز بها المرء عن غيره من أبناء عصره، وقد تجلّت أهمية الخطوط العربية وزخرفتها وأشكالها الجميلة في تزيين العمارة الإسلامية الطاغية على المساجد والمعالم الإسلامية والقصور الباهرة.

الخطوط العربية فن وجمال وعظمة، ورغم شدة دقته وجماله والحاجة لاحترافه إلا أنه ينفرد بسهولة التعامل مع حروفه بالتمديد والزخرفة وتشكيلها دون المساس بصلاحيتها، ففي اللغةِ العربية تفتح لك الآفاق لكتابة الكلمة الواحدة بأشكال كثيرة تتسم بالجمال، لذلك صنف الخط العربي واحدًا من أهم الفنون الواجب إتقانها في ظلِ الحضارة الإسلامية.

في تاريخ الخط العربي شهد تطورات كثيرة جدًا طرأت عليه ساهمت في تنوع أشكاله بفضل المرونة والانسيابية التي تتحلى بها حروف لغتنا الجميلة، كما أن اختلاف الأقلام وتنوعها ساعد في إظهار الإبداع أكثر بتجميل الحروف وتشكيلها حتى اتخذ كل نوع خط مجموعة من القواعد يجب التقيد بها.

تاريخ الخط العربي

تسود الاعتقادات حول علاقة وثيقة بين اللغة العربية واللهجة النبطية كثيرًا؛ وما يفنّد ذلك العثور على نقوش مخطوطة على صخرة في العصر الجاهلي يعود تاريخ وجودها وكتابتها إلى القرن السادس عشر الميلادي، علمًا بأن أقدم خط عربي هو خط الجزم الذي انبثق عنه الكثير من الخطوط والأشكال المتنوعة التي ساهمت في تطوير الخطوط العربية؛ على رأسها الخط الكوفي المعروف بأنه أو خط كتبت به آيات القرآن الكريم.

ازداد انتشار اللغة العربية أكثر بعد انتشار الدعوة الإسلامية في مختلف بقاع الأرض في غضون القرنين السابع والثامن، ما ساهم في اتساع رقعة استخدام الخط الكوفي أكثر؛ فأصبح شائع الاستخدام وسهل القراءة لشدة الجمال الهندسي الطاغي عليه، ثم بدأت العديد من أنواع الخطوط العربية بالظهور والتطور إزاء ذلك، إلا أن الخط الكوفي كان الأكثر سيادة وانتشارًا في القرن الثاني عشر [1].

مؤسس الخط العربي

يعتبر الخطاط والوزير العباسي محمد بن علي بن الحسين بن مقلى المكنى بأبي علي، والمعروف باسم ابن مقلة أول من جاء بأهم الأسس والقواعد المتعلقة بكتابة الخطوط العربية بأنواعها المختلفة، ويعتبر من أعظم خطاطي العصر العباسي بحاله.

ورث ابن مقلة جمالية الخط والخبرة العميقة فيه عن والده، كما يقال بأنه نشأ وترعرع في كنف أسرة تمتهن الخط العربي؛ حيث تمكن من إتقان الخط العربي بمهارة مطلقة بمجرد بلوغه سن السادسة عشرة من عمره؛ فكان مطلعًا على أهم الأسرار حول الخط العربي ما منحه مكانةً مرموقة في عصره.

مارس مهنة تعليم كتابة الخط في أشهر مدرسة للخط هي مدرسة ابن الفرات، ما ساهم في تطوير أوضاعه ومساعدته في إخراج بعض الأعمال فارس، ثم عاود أدراجه إلى بغداد ليخدم أفضل الخدمات في بعض الدواوين مقابل راتب شهري 6 دنانير إزاء نسخ الكتب، وقد ساهم أبي الحسن بن فرات في تحسين مكانته وقيمتها حتى أصبح رئيسًا للخط العربي في عصره.[2]

أنواع الخطوط العربية وأشكالها

شهدت العصور العربية تطورًا ملحوظًا وملموسًا على أنواع الخطوط العربية عامةً، ودخلت العديد من التغييرات الإيجابية على طريقة كتابتها وأشكالها، من أشهر الخطوط العربية وأكثرها استخدامًا على مر التاريخ [3]:

1. خط النسخ

خط النسخ من أجود وأشهر الخطوط العربية على الإطلاق، ويشيع استخدامه عادةً في نسخ الكتب لذلك اتخذ هذه التسمية، ويشار إلى أن تاريخ ظهوره أساسًا يرجع إلى مطلع القرن الرابع هجريًا، من المتعارف عليه أن خط النسخ شائع الاستخدام في الوقت الحالي تحديدًا في كتابة المصاحف والكتب المختلفة، ويطغى عليه طابع السهولة المطلقة في كتابته وإتقانه.

يعود الفضل في الإتيان بأسس وقواعد خط النسخ إلى ابن مقلة الشيرازي أولًا، إلا أن الخطاطين العرب والأتراك قد جاءوا بالعديد من الإضافات والتطورات عليه.

يمتاز خط النسخ عن بقية أنواع الخطوط العربية بأنه لا يطمس جميع الحروف؛ بل يقتصر طمسه على 3 حروف فقط، من هنا يعتبر من أسهل الخطوط كتابةً وقراءةً.

أدلت نخبة من العلماء بمعلومات قيمة حول اشتقاق خط النسخ أساسًا من الخط الكوفي على يد الوزير والخطاط العباسي الكبير ابن مقلة سنة 328 هجرية، وتوسع نطاق تطوره على يد ابن البواب،ولم يقف الأمر هنا؛ بل ازداد الاهتمام من قبل قطبة المحرر وإسحاق بن حماي وإبراهيم الشجري وغيرهم.

من أبرز القواعد العامة لكتابة خط النسخ أن تعرف أن الحروف تصنف إلى حروف تكتب على السطر مباشرة منها الفاء، القاف، الميم، الباء، التاء وغيرها، أما الشق الآخر فإنه يكتب تحت السطر منها النون، الياء، الراء، والزاي وغيرها.

2. الخط الكوفي أجمل خط عربي

يعتبر الخط الكوفي من أوائل الخطوط العربية وأقدمها أيضًا، وقد سمي بذلك نسبةً إلى الكوفة؛ فإن تسمية الخطوط كانت في بداية عهدها تتخذ اسم المدينة التي ظهر بها، وكانت التسمية العامة للخط العربي هي الكوفي نظرًا لاعتباره الوحيد والرائج حينها، ثم بدأ بالانتشار حول العالم بالتزامن مع انتشار الدين الإسلامي.

كان الخط الكوفي محط اهتمام وعناية فائقة جدًا تحديدًا بعد وصوله للعصر العباسي؛ فقد صب الحكام والوزراء جل اهتمامهم في تطويره وتجميله من حيث الشكل والرسم وإضفاء العديد من التفاصيل الزخرفية دون المساس بقواعد الحروف، ويجدر التنويه أنه قد شهد تطور حتى أصبحت الصفة الجمالية ملازمة له، واتخذ عدة مستويات منها كوفي القرن الأول والقرن الثاني والثالث وغيرها، إلا أن بعض المؤرخين فضلوا الابتعاد عن مسميات القرون والاعتماد على تسمية الخط بالشامي والموصلي والبغداد والمغربي وغيرها، إضافةً إلى اتخاذه تسمية الفاطمي والأيوبي وغيرها.

تصنيفات الخط الكوفي أقدم أنواع الخطوط العربية

صنفت أنواع الخط الكوفي أقدم الخطوط العربية بناءًا على الفروق الشكلية فيما بينها وأيضًا الزخرفية، إضافةً إلى التصنيف تبعًا للاستخدام الرائج لها، وتاليًا أهمها:

• خط الكوفي المصاحف البسيط، ويصنف إلى عدة أنواع منها الخط الكوفي الإيراني، الكوفي الموصلي، الخط الكوفي الفاطمي.
• الخط الكوفي الهندسي ويعرف أيضًا باسم الخط المعماري.
• الخط الكوفي المزخرف ومنه ذو الإطارات الزخرفية وأيضًا الخط الكوفي ذو النهايات العلوية المزخرفة.
• الخط الكوفي المورق من أجمل أنواع الخط العربي ينبثق عنه الكوفي المظفر وأيضًا المخمل.

3. خط الرقعة

يتشابه خط الرقعة كثيرًا من حيث الشكل والزخرفة مع خط النسخ إجمالًا، إضافةً لوجود أوجه تشابه بينها وبين الثلث والريحان أيضًا، يقال في معنى تسمية خط الرقعة بأن الرقعة أساسًا هي الخرقة المستخدمة في ترقيع الأثواب البالية، أو قطعة الجلد والورق التي يكتب عليها أيضًا، لذلك يعتبر خطًا بسيطًا والأقل شأنًا، فإنه سهل لا يتكلف في التحسينات والزخرفة أبدًا، ولا يطمع بتوظيف الميلان والتدوير إطلاقًا؛ بل يقتصر استخدامه على الخطوط والعناوين والصحف لكتابة الأخبار؛ لذلك يمكن تصنيفه بأنه من أكثر الخطوط تجارية.

هذا وتكشف سطور تاريخ الخط العربي بأن خط الرقعة قد رأى النور في ربوع الدولة العثمانية في تركيا، حيث بدأ استخدامه في تدوين مختلف أنواع الوثائق والمخطوطات حتى اتسع نطاق استخدامه في كتابة الإعلانات التجارية والصحف والكتابات اليومية في كافة أرجاء العالم الإسلامي.

إضافةً إلى ما تقدّم فإن خط الرقعة من الخطوط العثمانية التي رأت النور في القرن التاسع الهجري ثم ازدادت انتشارًا في مطلع القرن الثالث عشر، ويكمن السر في سرعة انتشاره وشيوع استخدامه أنه من جميع البشر يحتاجون إلى خطوط يسهل عليهم كتابتها وإتقانها إضافةً إلى تميزّها بالبساطة والجمال، كما أنه من الخطوط التي لا تحتاج إلى قواعد معينة لكتابته.

4. خط الثلث من أشهر الخطوط العربية

خط الثلث من الخطوط المعتمد استخدامها في كتابة أوائل سور القرآن الكريم وأيضًا كتابة مسميّات الكتب ومطلع الأجزاء في الكتب إضافةً إلى كتب الألوان وغيرها، ويتجه العلماء عادةً لاعتباره وليد خط النسخ الأول، إلا أن البعض يؤمن بأنه مستوحى من خط الطومار أكثر من النسخ، إلا أن ماهو مؤكد أن القرن الرابع الهجري أول مرة عُرف بها وبدأ بالظهور.

يعود السبب في تسمية خط الثلث بهذا الإسم بأن حروف اللغة تكتب بواسطة ثُلث طرف القلم العادي ليظهر بهذه الجمالية، كما يقال بأنه خط عربي من الخطوط المستقيمة التي شهدت قطعًا على ثلثها حتى سميت بالثلث؛ وما زال هناك بعض الاختلافات حول السر الكامن خلف تسميته بالثلث.

ولذلك يعتبر من أكثر الخطوط مرونةً بالكتابة والتميز، إلا أنه لا يمكن نكران مدى صعوبة تعلمه نظرًا لتعقيد أسسه وقواعده.

يصنف خط الثلث إلى ثلاثة أنواع رئيسية منها خط ثلث مشبك، خط ثلث مفرق، وأيضًا خط ثلث وسط، وقد بلغت ذروة التطوير عليه في العصر العباسي مقارنةً مع العصور القديمة.

أشار القلقشندي إلى أن كتابة خط الثلث بين أنواع الخط العربي يحتاج إلى نوعين من الأقلام هما:

• قلم الثلث الثقيل: من الأقلام التي تستحوذ على مساحة 8 شعرات كاملة، بينما تصل منتصباته ومبسوطاته إلى 7 نقاط.
• قلم الثلث الخفيف: يعتبر الخط الأدق نسبيًا ويطغى عليه طابع اللطافة رغم التشابه الكبير بينه وبين الثلث الثقيل، إلا أن مستوى منتصباته ومبسوطاته لا يتجاوز خمس نقاط.

أما بالنسبةِ لقواعد خط الثلث وأسسه فإن الفضل الأول في كتابتها هو ابن مقلة، ثم جاء حمد الله الأماسي ليضفي لمسة عليها، وتلاه مصطفى راقم الذي ترك تفاصيله الخاصة به.

5. الخط الديواني من الخطوط العربية المرموقة

الخط الديواني من أكثر الخطوط العربية شائعة الاستخدام في العهد العثماني؛ حيث استخدمت بكثرة في كتابة المراسلات والتوقيعات وتعميم الأوامر الملكية في بلاط الديوان العثماني، وقد طرأ عليه العديد من التطورات تحت راية الدولة العثمانية، ويشار إلى أن الخطاط الكبير إبراهيم منيف التركي قد رسم الأبعاد الأساسية له ووضع قواعده في فترة حكم السلطان محمد الفاتح، واستمر الاهتمام وتضاعف في عهود السلاطين والحكام العثمانين عامةً؛ فقد جاء العديد من الخطاطين الأتراك والعرب بالمزيد من القواعد منهم مصطفى غزلان وشهلا باشا وأيضًا الحافظ عثمان.

يعتبر الخط الديواني خطًا مقدسًا إجمالًا من الخطوط التي يقتصر استخدامها على القصور السلطانية، لذلك أسرارها محدودة لا يعلم بها ويتقنها سوى الفئة التي توكل لها مهمة كتابة الأوسمة والأوامر الملكية والنياشين والتعيينات والتوقيعات والمناصب الرفيعة، لذلك اقترن اسمه بالديوان نظرًا لاستخدامه في الدواوين الحكومية فقط.

طرأ العديد من التطوّرات على شكل الخط الديواني تحديدًا بعد فتح القسطنطينية، بينما جاء الوزير أحمد شهلا بك في فترة حكم السلطان أحمد الثالث وساهم في تجويد الخط الديواني خاصةً الجليّ منه، واستمرت التطورات عليه وتجويده أكثر على يد كل من معلم الخط في المكتب السلطاني محمد عزت التركي، والخطاط محمود شكري باشا المصري وغيرهم.

أما المصريين الذين ساهموا في إدخال التجويد على الخط الديواني هم الحاج زايد ومحمد عبد العال، وأيضًا الأستاذ محمد عبد القادر.

6. خط الإجازة خط عربي بمنتهى الجمال

اشتهر خط الإجازة عامةً بهذا الاسم، إلا أن هناك الكثير من المسميّات التي اقترنت به منها الخط الرياسي وأيضًا خط التوقيع إضافةً إلى الخط المدور، وجميعها يشار بها إليه، لكن التسمية الرائجة الإجازة جاءت من كونه معتمدًا في كتابة الإجازات العلمية المقدمة للأشخاص؛ لذلك كان تقديرًا وتعظيمًا للخطاط أن يجاز بهذا الخط، ليس ذلك فحسب؛ بل استخدم أيضًا في كتابة مقدمات وخواتيم الكتب.

يمتاز خط الإجازة بأنه من الخطوط التي ترفض قطعيًا التركيب التكويني، فإنه اندماج واضح وصريح بين خط الثلث والنسخ ومزيج منهما، وينفرد باعتماده كليًا على كثرة التشكيل بالدرجةِ الأولى.

يعود الفضل في رسم قواعد خط الإجازة خلال فترة حكم الخليفة المأمون إلى الخطاط إبراهيم الشجري، وجاء مير علي التبريزي ليضاعف التحسين ويمنحه جرعة إضافية من الجمال والرونق غير المسبوق.

من أشهر رواد خط الإجازة هم الشيخ عبد العزيز الرفاعي، محمد علي المكاوي، حامد الآمدي وغيرهم الكثير.

7. خط السنبلة

من الخطوط العربية التي يمكن القول حديثة نسبيًا؛ إذ يعود تاريخ ظهورها أولًا إلى 1333 هجرية على يد الخطاط عارف حكمت بن الحافظ، فقد كان الرائد الأول باختراعه حيث لم يكن موجودًا أساسًا.

لذلك نلاحظ أن المؤلف الكبير ناجي زين الدين قد أشار إلى أن خط السنبلة مشتق أساسًا من الخط الديواني، انطلاقًا من ذلك يمكن المقارنة والوزن بين حروف الخطيّن الديواني والسنبلي، كما أشار مصرحًا في كتابه مصور الخط المغربي إلى أن حروف خط السنبلة المفردة مستوحاة أساسًا من ثلاثة خطوط هي الطغراء والديواني وأيضًا الإجازة.

8. الخط الفارسي (خط التعليق)

يعتبر الخط الفارسي أو الخط المعلق أيضًا ضمن أجمل الخطوط العربية وينفرد بميزات وسمات خاصة به، وقد تجلى ظهوره بين الكتاب والخطاطين إبان القرن السابع الهجري حاملًا معه ميزات وخصائص فريدة أضفت جمالًا ووضوحًا على حروفه غير مسبوق، وتشير المعلومات إلى الخط الفارسي جاءت تسميته نسبةً إلى بلاد فارس، لكن شاع استخدامه بكثرة في كل من أفغانستان وإيران والهند وباكستان.

أكد العلماء بأن الخط الفارسي وليدًا للخطوط الثلاثة الرقعة والتوقيع والنسخ معًا، وقد ظهر عليه أثر الاندماج بالخطوط الشرقية والتأثر بها، فقد اعتمد ظهوره كاملًا على الحروف العربية، واستمر تطوره أكثر من أي وقتٍ مضى في أواخر القرن الثامن عشر؛ حيث توجه الخطاطين لاستخدام الشكستة عوضًا عن القلم ليصبح مقترنًا بالمنشئين وعمال الديوان حتى أطلقت عليه تسمية خط الترسل.

من أبرز الخطاطين المساهمين بتطوّر هذا الخط هم محمد شفيع الهروي ومرتضى قلي خان شاملو، وتشير المعلومات إلى أنه أيضًا يحمل تسمية المكسر نظرًا لاتخاذ بعض الحروف هيئة كأنها مكسورة وبعض الميلان فيها خلال كتابتها.

9. الخط المكي والمدني من الخطوط العربية المفضلة

يعتبر خط المكي المدني من الخطوط العربية اللينة إجمالًا، حيث كان يشيع استخدامها بالمراسلات والأمور المستعجلة لذلك كان يطلق عليها اسم الخط الحجازي غالبًا، وفي وصف الخط يقال بأنه تعويجًا نحو يمين اليد وإلى أعلى الأصابع، ويطغى عليه صفة المدوّر والمثلث عامةً.

من أهم استخدامات الخط العربي المكي والمدني جذائن المصاحف المرسلة والمنقولة إلى سائر الأمصار وتحديدًا اليمن والشام والكوفة والبصرة، لذلك فإن أصول الخط المكي والمدني هي حجازية وليست كوفية كما يشيع.

10. خط حروف التاج من الخطوط العربية النادرة

عند الرغبةِ في الجمع بين خطّي النسخة والرقعة في كتاباتك للخروج بطريقة خارجة عن المألوف فإنك حتمًا ستتجه للكتابة باستخدام حروف التاج، الذي جاء تلبية لرغبة الملك أحمد فؤاد الأول ملك مصر، وقد تمكن الأستاذ محمد افندي محفوظ من تلبية هذه الرغبة بكل براعة وذكاء، إذ لم تتأثر روح الحروف إطلاقًا.

وتمتاز حروف التاج بأن استخدامها قليل وفريد جدًا حسب ما أوردها الأستاذ عبد القادر عاشور في كتاب "حروف التاج"، إذ أشار إلى أنه الأكثر رواجًا في كتابة كلمات العناوين القصيرة وأيضًا الجمل المستقلة ومطلع عبارة التنصيص وغيرها.

إضافةً إلى الكتابة بعد علامة الاستفهام والنقطتين والأشرطة والكثير من المواضع المختلفة، كما ترتبط باسم بالصفة المرتبطة النائبة عن اسم العلم من أبرز الأمثلة عليها "الرسول صلى الله عليه وسلم".

ختامًا، فإن إتقان الخطوط العربية بأنواعها فن بحد ذاته، يمكنك الاعتماد عليه في إظهار البراعة والابتكار ومحبة الإبداع بكتابة الصفحات واللوحات وجميع ما يمكن تخطيطه، كما أنه عند العرب صفة مميزة جدًا، هل تعتقد بأنك قادر على الإبداع في تعلم أحد الخطوط العربية المذكورة أعلاه؟!