أسرار أعماق المحيطات: 10 ألغاز عن أعماق المحيطات ما زالت مجهولة!

إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوع
آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

في الواقع لا أعلم لماذا ينتابني شعور بالرعب والخوف بمجرد الحديث عن أعماق المحيطات! لا أعلم إن كانت فوبيا أم مجرد التفكير العميق بهذه المساحات العميق المهيبة يولد لدي الخوف، ويزداد القلق والتوتر أكثر كلما تذكرت المساحة المترامية التي تغطيها قيعان المحيطات؛ فإنها تتخطى 70% من مساحة هذا الكوكب الضخم، وتخيل يا رعاك الله أنه بحجم المساحة المترامية هناك غموض وغرائب دفينة؛ منها ما تم اكتشافه والبعض الآخر رفض أن يرفع الستار عن نفسه.

يبدو أن رهبة المحيطات وعظمتها قد ولدت لدى البشرية جمعاء رغبة في استكشافها وفضولًا قاتلًا في رفع الستار عما يختفي هناك في غياهب المياه، فإن استكشاف أعماق البحار من الأنشطة التي يمكن تصنيفها بأنها حديثة تقريبًا قام بها الإنسان في المناطق المختلفة لأغراضٍ جيوفيزيائية وعملية وتجارية، ورغم ما توصل إليه العلم؛ إلا أن ما خفي أعظم، نعم أعظم ويحتاج جهودًا جبارة لاستكشافه.

بناءًا على ما تقدّم، فإن علم المحيطات قد حظي باهتمام كبير وعظيم على مر السنوات والعقود المنقضية، وانطلاقًا من أهمية ما تم التوصل إليه فقد تكاثفت الجهود أكثر في دراسة المحيطات للوقوف على المزيد من الأسرار والخبايا.

علم المحيطات Oceanography

أسرار أعماق المحيطات: 10 ألغاز عن أعماق المحيطات ما زالت مجهولة!

علم المحيطات فرع من فروع علم الجغرافيا التي تسلط الضوء على دراسة المحيطات والغوص في أعماقها لمعرفة ما تخفيه في عرض البحر وحتى أبعد نقطة منها، كما يهتم في التعامل مع الأحياء البحرية ورصد تفاصيل حياتها لمعرفة أبعاد الحياة البحرية والنظم البيئية الموجودة هناك.

في الواقع إن علم المحيطات هو المجهر الأول الذي يمكننا القول بأنه يمكن استكشاف أسرار المحيطات وجلبها من أعماقها بكل بساطة، إذ يشمل الأمر أيضًا معرفة حركة الصفائح التكتونية ودراسة جيولوجيا قاع البحر، والتحركات المترددة في تيارات المحيط وكيفية تكوين الأمواج، إضافةً إلى الخصائص الفيزيائية للمحيطات عامةً.

هذا وقد توسع نطاق عمل التقنيات الجديدة المطورة مؤخرًا في السنوات الماضية؛ والتي بلغت تعظيم شأن الفرص المطروحة بين يدي علماء المحيطات في دراسة كيفية استغلال الموارد البحرية لصالح البشرية من خلال تطوير المنتجات الصناعية والبيئية والطبية على حدِ سواء، لذلك فقد سمعنا عن الجهود الجبارة في استخراج وتحضير الأدوية الفعالة من الكائنات البحرية بعد عزل وتصنيع الخصائص البيولوجية من الأنواع البحرية اعتمادًا على عملية التقليد الحيوي، والكثير من الأسرار والاستشكافات المؤثرة في حياتنا.

مهام عالم المحيطات: كشف أسرار قاع المحيط والتعرف على الخفايا

أسرار أعماق المحيطات: 10 ألغاز عن أعماق المحيطات ما زالت مجهولة!

عالِم المحيطات يتولى زمام أمور عظيمة جدًا في الغوصِ إلى ظلمات البحار وقيعان المحيطات للإتيان إلينا بجواهر الأسرار ولآلئ الخفايا لنحظى بها ونتعرف على ما يستتر خلف تلك المياه الزرقاء اللامعة أمامنا في البحار، ومن أهم المهام التي يتولى إنجازها:

  • المعرفة والخلفية الواسعة في استيعاب أي موضوع له علاقة بالمحيطات وعلمها، مثل الكيمياء، الجغرافيا، الأرصاد الجوية، الجيولوجيا، الكيمياء، الأحياء وغيرها.
  • القدرة الكافية والخبرة الواسعة في التعامل مع مختلف القضايا المتنوعة ذات العلاقة؛ منها تآكل السواحل، التغيرات المناخية، تهديدات الحياة البحرية.
  • التمكن من استشكاف تقنيات غير مسبوقة وابتكارية تساعد في رفع الستار عن أسرار أعماق المحيطات وكشفها.
  • القدرة الخارقة على مراقبة دوران المياه وحركتها وعلاقتها مع الكرة الأرضية، ما يساعد على إمكانية توليد السحب الماطرة ويكون ذلك عادةً بالتعاون مع خبراء الأرصاد الجوية.
  • الخبرة الكافية في الأعاصير بأنواعها وما يرافقها من أمواج تسونامي مثلًا وأعاصير، ودراسة الساحل من المخاطر المترتبة على هذه الأعاصير والتلوث المرافق.
  • تسليط الضوء على سطح المحيطات والوقوف على المستويات العميقة لها لمعرفة ما يتوقع حدوثه بالنسبة للتغيرات المناخية، والتعرف على الموارد الطبيعية.

غرائب قاع المحيط المكشوفة على مر التاريخ

أسرار أعماق المحيطات: 10 ألغاز عن أعماق المحيطات ما زالت مجهولة!

عندما نقول أن 70% من إجمالي سطح الماء يغطيّه الماء؛ فإننا نعترف إذًا بأنه كوكب أساسًا مائي على الأرجح، رغم ذلك إلا أننا نجهل الكثير من كنوز المعرفة حول هذا العالم الزاخر بالخبايا والتفاصيل الغريبة؛ لكن لا يعني الاستسلام أبدًا بل يجب الغوص في أعماقه لمعرفة ما يخبئه عنا هذا الجزء الفسيح من كوكبنا.

أشارت عالمة الأبحاث فيكي فيريني Vicki Ferrini في جامعة كولومبيا إلى أن هذا الكوكب مليء بالخفايا ويوجد الكثير ما يمكننا معرفته حوله، إلا أن الخفايا والتفاصيل الحقيقية مختبئة في متاحف تحت أعماق البحار هناك.

كما أن العلماء قد أقرّوا واعترفوا رسميًا بأن قاع المحيط ليس فقط غامضًا؛ بل أنه مليء بالمغامرات التي تجعل اكتشافه محفوفة بالمخاطر والرعب والقلق، فإنك تمضي نحو عُمق مختلف تمامًا عما نعيش عليه فوق الأرض.

من أغرب أسرار قاع المحيط التي تم رفع النقاب عنها على مر التاريخ أنه تم رصد حالات وفيات غامضة لم يعرف لها سبب حسب الطب الشرعي، كما تم العثور على أجسام غريبة ضخمة لدرجة الرعب والخوف مثل الحبار العملاق.

ليس ذلك فحسب؛ فإن في تلك الأعماق المهيبة تجمعات كبيرة من الأخطبوط حتى اعتبرت مدنًا بأكملها، والمثير أن الإنسان حاول جاهدًا الانغماس في تلك الأماكن قدر الإمكان؛ إلا أنه عند نقاطٍ معينة بات عاجزًا عن المضي قدمًا دون معرفة السبب أحيانًا.

لكن رغم ما قدمته لك من تفاصيل؛ إلا أن ليس هذا ما أنوي العروج في هذا البند أبدًا؛ بل هناك ما هو أغرب أيضًا:

1. من أين أتت هذه المساحات الشاسعة من المياه!

النظرة العامة للكرة الأرضية من الفضاء لا يظهر لك سوى المحيطات والسحب فقط! ما يثير موجة عارمة من التساؤلات حول مصدر هذه المياه أصلًا وكيف وصلت إلى الكوكب حتى بلغت ثلثي سطحه، وقد كشفت المعلومات بأن السر في تكاثف السوائل في بداية عهد تشكل الكرة الأرضية بالتزامن مع ارتفاع الحرارة الهائل؛ الذي قد يوصل الماء لدرجة الغليان، ما جعل الماء يتكاثف ويتواجد على سطح الأرض، هذا في صدد التفسير الأول.

في تفسير علمي آخر أن الماء كان مجرد نتاج ظرفي تولد تحت تأثير اصطدام المذنبات بكوكب الأرض والطواف الذي يقوم به المشتري وإخوته نحو الشمس؛ ما فجر الماء الدفين في الأرض، وجميع ما تقدم يؤكد أن الماء والمحيطات بالمجمل أساس الحياة ولا يمكن للأرض الوجود بدونها.

في الواقع الكثير من المحاولات التي باءت بالفشل في الوصول إلى عينات ماء قديمة جدًا تعود إلى بداية عهد تكون الأرض، لكن لم يتم الوصول لأي شيء أبدًا.

2. تلاشي وفقدان البلاستيك المترامي فوق سطح مياه المحيطات

رصدت كاميرا وكالة فرانس برس كميات ضخمة من أكياس البلاستيك تطفو فوق سطح مياه البحر قبالة سواحل فرنسا، حيث تشهد هذه المناطق إلقاء أطنان من البلاستيك سنويًا، لكن ما يثير الدهشة والاستغراب هو مصير هذا التلوث البلاستيكي المستفز!

فقد أطل عالم المحيطات إريك فان سيبيل عبر برنامج Unexplainable مؤكدًا للعام بأن 99% من إجمالي البلاستيك مفقود مما يتم إلقاؤه في المياه، مشيرًا إلى عدم تمكن علماء المحيطات من الكشف عن سر ابتلاع البلاستيك في المحيطات أبدًا حتى اللحظة؛ كل ما بالأمر أنها تختفي تمامًا.

3. ما هو مصدر قوة الموجات المتطرفة rogue waves

من أسرار قاع المحيطات هو نشأة الموجات المارقة أو كما تعرف باسم الموجات المتطرفة، التي تمتاز بقوة خارقة جدًا وعلو مهيب يتخطى 100 قدم على الأقل، والغريب بالأمر أنها مجهولة المصدر، على خلاف تسونامي التي عرفت بنشأتها تحت تأثير الزلازل مثلًا.

كانت الموجة المتطرفة معروفة في اليابان أولًا وظهرت هناك حسب الأقوال، إلا أن أمر ما قد دعا العلماء إلى توقع عدم وجودها أساسًا نظرًا لغياب السبب الرئيسي لها، وبالطبع لم تكن مجرد موجة مارقة مرور الكرام؛ بل تسببت باختفاء الكثير من السفن على مر السنين، وقد اعتبرت في مرحلةٍ ما أنها محض خيال ليس أكثر.

4. ترامي الحيتان وأسماك القرش على الشواطئ دون مبرر

تتهافت الكاميرات ويحتشد الناس بالآلاف بمجرد ظهور حوت أو سمكة قرش على الشاطئ اندهاشًا واستغرابًا وبحثًا عن السر،

لكن الأمر ليس بتلك السهولة إطلاقًا، بل يحتاج إلى وقفة علمية تتمكن بكل وضوح أن تطرح الأسئلة من قبل العلماء حول تفسير سلوكيات الكائنات البحرية الغريبة، لماذا نشهد سنويًا وجود الثدييات البحرية على مقربةٍ من الشواطئ أو في المياه الضحلة! لم يعد الأمر مفهومًا ماذا يحدث في أعماق البحار يدفع بها للخروج منه، أم هل يمكن توجيه أصابع الاتهام للعنصر البشري في تأثيره على الحيتان ووفاتها!

لكن ما يثير الدهشة أن حالات الوفاة للحيتان وأسماك القرش جميعها قد جاءت بعد اطلاع الطب الشرعي على عدم وجود سبب خارجي أو مؤثر خارجي خارج عن المألوف.

5. منطقة الغسق أو الشفق twilight zone الوجهة المعتمة تمامًا

لا أقصد فقد أنها تفتقر لضوء الشمس الذي يتلاشى تدريجيًا بمجرد وصولها؛ تحديدًا أنها تقع على بعد 200 متر تحت سطح البحر؛ ما يجعل ضوء الشمس منعدمًا فيها، وتعم العتمة والظلام الدامس فيها، لكن السؤال أي الكائنات البحرية تعيش هناك! حقًا هناك غياب للمعلومات حول هذه المناطق أيضًا التي تحتاج تسليط الضوء عليها أكثر.

رغم الظلام الدامس في هذه المنطقة المريبة إلا أن هناك توقعات كبيرة بأن تكون أعداد الكائنات البحرية والأسماك التي تستوطنها أكبر من أي مكان آخر، وفي الحقيقة وجودها لم يأتي عبثًا أبدًا، بل جاء ليكون منظمًا للمناخ وموازنًا للبيئة.

من شدة غرابة منطقة الغسق فقد أشار لها أندون لافيري Andon Lavery خبير الصوتيات في معهد وودز هول لعلوم المحيطات ووصفها بأنها بعيدة وعميقة، مظلمة، بعيدة المنال جدًا يصعب فهمها واستيعابها.

ختامًا، إن التعمق في أسرار قاع المحيطات لا يمكن أن تكفيه مجلدات، لكنني حاولت تناول نبذة بسيطة لتعرض لك مدى تعقيد المحيط وما يخفيه في أعماقه من أسرار وخفايا لا يسهل تحليلها ومعرفة تفسير علمي حقيقي ودقيق واضح لها أبدًا.

المراجع

1. Uncovering the Mysteries of the Oceans

2. Uncovering Secrets of the Ocean Floor

3. 10 ocean mysteries scientists haven’t solved yet

إيمان الحياري

إيمان الحياري

كاتبة محتوى تقني ومنوع

كاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ