أخوة متحابين خير من مال موروث

آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

في زمن أصبح فيه المستحيل واقعاً و الواقع ضرباً من الخيال ، لم نعد نتوقع كيف سيكون يومننا ، و هل ستشرق شمس هذا اليوم أم أننا لن نراها بعد الآن ، و في عصف الأحداث و تواليها يضيء لنا شعاع أمل من رحم المعاناة و المثابرة ليخفف وطأ هذا الركود في النفس ألا و هو وجود الأب و الأم بلسماً لآلامنا و أحزاننا و دعماً لنجاحنا و تميزنا ، و لكن ما يثقل النفس بالألم هو أخ أو أخت لا يحملون إلا الأحقاد و الضغينة بدون وجه حق و خصوصاً في غياب الأهل و موتهم .

على العكس تماماً من ان تكون محاطً بدفء الأخوة و محبتهم ، أن تُلدَغ بألسنة كرههم بلا سبب لمجرد أنك متميز و محاط بمحبة الآخرين . و لا تكاد تخلو فرصة و إلا و تجد السنتهم تضخ الحقد و الشتائم و الاستهزاء بك و محاولة التقليل من شأنك و التطاول عليك في أي موقف . يسعون سعياً لإيذائك و إذلالك جهارة أو سراً . لكن لم نعد نستغرب شيئاً فالحقد و الكراهية كانت منذ الأزل و لا زالت و لكن أن تكون مكروهاً منذ نعومة أظافرك لمجرد نقصهم أو وجود عيب فيهم أو عدم مقدرتهم على الوصول إلى ما وصلت إليه فهذا ظلم بشري ما أنزل الله به من سلطان عندما يكون من أقرب الناس إليك .

أخوة متحابين خير من مال موروث

لتجد نفسك وحيداً بين كتبك و أشيائك اتقاء شرهم و أذاهم . لم تعد الوحدة أو الغربة غربه البلد أو غربة الأهل بل أضحت الوحدة غربة روحك في هذا الزمن مع أقرب الناس إليك من حملتهم بطن واحدة و لكنها أفرزت للحياة بشر على هيئة شر و حقد و كراهية لأتفه الأسباب . لا يسعني أن أقول أن جدران المنزل بات أحن من أخوة قاسيين في ظل غياب الأب و الأم .

أنصح كل عائلة أن تتبع هذه النصائح لا لتترك ورثة مادية طائلة يصعب حصرها و لكن لتترك أخوة متحابين في الله ، تلفهم المحبة و يسود بينهم العدل ، يحنو كبيرهم على صغيرهم و يحترم صغيرهم كبيرهم ، يتقاسمون الأتراح كما الأفراح .

منذ الصغر عليكم بالعدل في كل موقف و كلمة و تصرف مهما كان ، و من يحتاج دعماً بسبب مرض أو عاهة لا بأس و لكن بأسلوب يكون موضع اهتمام كل العائلة .

إن كان لديكم ذكوراً و إناثاً لا للتفرقة في المعاملةبينهم ، الذكر كالأنثى بكل شيء إلا ببعض الأمور التي تخص الذكور دون الإناث فالتعاون في أعمال المنزل ليس حطاً من قيمة أحد ، للذكور أعمالهم و للإناث مهامهم . ليس عيباً إن كان الذكور في عون الإناث ، إن لم تحظى اختك باهتمامك ربما ل تحظى بالمستقبل باهتمام أحد . فكن لها سنداً تتكىء عليه في خضم الأيام و تذكر أن التي أنجبتك أنثى أيضاً .

ليكن التعاون هو عنوان أبنائكم ، فإن كان لأحدهم حاجة فليكن الجميع في عونه و هكذا في كل أمور حياتهم ليبقوا يد واحدة طيلة حياتهم ليعتادوا إن تعثر أحدهم أن يكون الجميع في عونه وكان الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه . و أن يحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه فلا أجمل من أن أرى أخوتي في سعادة و وفرة .

عندما تنشر كل أسرة المحبة بين أبنائها يعم المجتمع الخير و الراحة و الأمان ، فسر الحياة الجميلة يبدأ من الأسرة لينتقل إلى المجتمع بأكمله . و لا يمكن للمجتمع أن يجذب من أخلاق الجميع فالنواة تبدأ من الأسرة و تتكامل مع بقية المجتمع .

اقرأ ايضاّ