أب يعلم ابنه قيمة الحياة من خلال جعله يبيع حجرًا لأشخاص مختلفين
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولفي إحدى المدن الصغيرة، أراد أبٌ حكيم أن يعلّم ابنه درساً مهماً عن قيمة الحياة وكيفية تقييم الذات. فقدّم له حجرًا صغيرًا، وقال له: "خذ هذا الحجر وحاول بيعه لأشخاص مختلفين، لكن لا تعرضه للبيع فعلياً، فقط استفسر عن سعره المقترح." انطلق الابن في رحلته، محملاً بحجره البسيط، وقصد أولاً بائع خضار. وعندما سأله عن سعر الحجر، أجابه البائع: "ربما يساوي بضعة قروش، يمكنني استخدامه كوزن للميزان."
واصل الابن رحلته إلى محل المجوهرات، وهناك عرض الحجر على الجواهري. لاحظ الجواهري الحجر بعناية وطلب من الابن الانتظار قليلاً. عاد الجواهري وقال: "هذا الحجر يمكن أن يُباع كحجر شبه كريم، قد تصل قيمته إلى مئات الدولارات." صُدم الابن من التفاوت الكبير بين تقييم البائعين. استمر الابن في رحلته، حتى وصل إلى متحف للجيولوجيا. هناك، تفحص العالم الحجر بعناية، وقال: "هذا الحجر هو عينة نادرة من المعدن، قيمته العلمية لا تُقدّر بثمن، ويمكن أن يكون له مكان في مجموعة المتحف."
يتعلم الابن أن قيمته الذاتية ليست متأصلة بل تعتمد على الأشخاص الذين يحيطون به والاختيارات التي يتخذها
عاد الابن إلى والده، مذهولاً من النتائج المختلفة التي حصل عليها. فابتسم الأب وقال له: "ما تعلمته اليوم هو أن قيمة الشيء ليست ثابتة، بل تعتمد على من يقدّرها. الناس يرون الأمور من منظورهم الخاص، بناءً على معرفتهم وخبراتهم." واصل الأب شرحه قائلاً: "وهذا يشمل أيضاً قيمتك الذاتية. لا تعتمد على الآخرين ليحددوا قيمتك. ما تعرفه عن نفسك وما تقدر على تحقيقه هو ما يحدد قيمتك الحقيقية."
أدرك الابن أن الناس قد يقيّمون الشخص بطرق مختلفة بناءً على معتقداتهم وتصوراتهم. كما أن الأشخاص الذين لا يرون القيمة في شيء ما قد يكونون ببساطة غير مدركين لإمكاناته الحقيقية. وهكذا، فإن قيمة الذات ليست مجرد مفهوم ثابت، بل هي شيء يمكن أن يتغير مع الزمن والخبرات والمواقف.
تؤكد القصة على أهمية تقدير الذات والحاجة إلى العثور على أولئك الذين يقدرون إمكاناتنا الحقيقية، بدلاً من السماح للآخرين بتحديد قيمتنا
تعلم الابن درساً عميقاً من تجربته، مفاده أن العالم مليء بتقديرات مختلفة، وأن الإنسان يجب أن يحيط نفسه بأشخاص يقدّرون قيمته الحقيقية. على الإنسان أن يكون مدركًا لقيمته الذاتية وألا يسمح للآخرين بتقليلها أو تحديدها له. كما يجب أن يسعى لاكتشاف من يستطيع رؤية إمكاناته الحقيقية ويقدّرها بشكل مناسب.
تُعلمنا هذه القصة أن القيم الحقيقية لا تتعلق بالمظاهر الخارجية أو آراء الآخرين، بل تتعلق بالجوهر الداخلي والإمكانات الكامنة. علينا أن نكون حذرين من الاعتماد المفرط على آراء الآخرين في تحديد قيمتنا، وأن نبحث عن أولئك الذين يستطيعون رؤية الموهبة والقدرة فينا. نستخلص من هذا أن الذات الحقيقية ليست ما يراه الآخرون، بل ما نؤمن به ونحققه بأنفسنا.