التأخر النمائي والتأخر النمائي الشامل

مقدمه

يشير النمو البشري إلى التغيرات الجسديه والمعرفيه والنفسيه والإجتماعيه. والتي تحدث طوال الحياة. ويتطور العديد من مسارات النمو بشكل طبيعي ومتتابع ومستقل مع مرور الوقت, مع تفاعلها مع بعضها البعض. وهذه المسارت تتضمن النمو الفسيولوجي, النمو الهيكلي, النمو الحركي, النمو اللغوي, النمو المعرفي, ونمو المهارات التكيفيه المختلفه...ألخ. ولكن في بعض الحالات يحصل تأخر نمائي أو تأخر نمائي شامل للطفل. فماهو التأخر النمائي؟ وماهو الفرق بينه وبين التأخر النمائي الشامل؟ وماهو تاثير الإصابه بأحدهما أو كلاهما على الطفل؟

   التأخر النمائي

هو عدم تحقيق الطفل مراحل نمو متقدمه, مقارنة بأقرانه من نفس الفئه العمريه. ويحدث بمعدل أعلى لدى الذكور بسبب وجود فرق عصبي حيوي بين أدمغه الذكور وأدمغة الإناث, ذلك لأن دماغ الجنين للأنثى محمي من الافات الأفقارية الناجمه عن نقص الأوكسجين بسبب تاثير هرمون الأستروجين. يمكن أن يكون التأخر في مجال واحد فيطلق عليه بالتأخر النمائي المعزول, وفي معظم الحالات يمكن أن ينتهي تلقائيا بمرور الوقت وبالكشف عليه مبكرا. حيث ممكن أن يتأخر الطفل في مجال واحد ويكون تاخر طبيعي وممكن أن يحصل لاي طفل. والمخطط التالي يمثل مجالات النمو الطبيعيه للطفل الطبيعي من عمر شهرين الى عمر ثمانية عشر شهرا.

ولكن إذا كان التأخر في أكثر من مجال, فعندها يطلق عليه بتأخر النمو الشامل. 

تأخر النمو الشامل

هو تأخر في معظم مجالات النمو, ويعرف بأنه تأخر شامل عندما يكون في مجالين أو أكثر. ويتميز بعجز نمائي شاملا المجالات المسؤوله عن التعلم, وحل المشكلات, وتنميه المهارات التكيفيه والإستقلاليه. أي ممكن أن يسبب إعاقه ذهنيه وإضطراب لغوي للطفل. وهو في الأصل عباره عن تأخر نمائي شامل ولكن إذا ماتوفرت الظروف الملائمه له قد يتطور ويؤدي للإصابه بإضطرابات نمائيه لاحقا. اقرأ المزيد

المجالات التي لايتبع فيها بعض الأطفال نمط النمو الطبيعي

وتشمل:

• بعض الاطفال يتاخر في القدره على المشي عن المعدل الطبيعي, وقد يعاني بعضا منهم ضعفا في الأوتار العضليه خاصه في الأطراف السفليه. حيث يحدث تاخر في موعد مقدره الطفل على خطو خطواته الاولى, عن الوقت الطبيعي لاقرانه. كذلك قد تحدث مشكلات وتاخر في القدره على الجلوس عن المعدل الطبيعي.
• قد يظهر بعض الأطفال إختلافا في معدل أكتساب اللغه, وممكن أن يكون الإختلاف طبيعي. إلا انه في بعض الحالات يكون تأخرا ملحوظا, ولاينطق الطفل أو حتى يتمتم بأي صوت أو حرف.
• قد يكون هناك نقص ملحوظ في الطول والوزن لايتناسب مع العمر, أو قد يكون هناك ضعف في الإستجابه الإجتماعيه المناسبه للعمر, أو تأخر في التغيرات الحركيه الجسديه (التطور الحركي أو المهارات الحركية). والتأخر في المهارات الحركية تشمل صعوبه رفع الراس بحلول اربعه اشهر, وعدم القدره على الإنقلاب أو التدحرج بعمر سته اشهر, وعدم القدره على المشي بعمر ثمانيه عشر شهرا.
• قله التواصل البصري وعدم الإستجابه للوجوه المألوفه, وعدم الإبتسامه بحلول الشهرين, وعدم اظهار اي اهتمام بالتفاعلات الاجتماعية بحلول سته أشهر...الخ.

وتجدر الاشارة أنه في حاله غياب أي خطر أحاط بالطفل سابقا, فأنه ليس كل تاخر هو تأخر نمائي. فقد يتبع بعض هذه التاخرات نمطا عائليا(كوجود تاريخ عائلي في التأخر). 

أسباب التأخر النمائي

• أسباب ماقبل الولادة: وتشمل الإضطرابات الوراثيه, متلازمه داون, أمراض وعائيه, أدويه تناولتها الأم أثناء فتره الحمل وأثرت على حاله الطفل, أو عدوى أصابتها أثناء فتره الحمل كالحصبه الألمانيه...ألخ
• أسباب حدثت أثناء الولاده: كإصابه الطفل بإعتلال دماغي ناتج عن ولاده متعسره أدت إلى نقص الاوكسجين الافقاري, نتج عنه خلل عصبي أو التهاب دماغي نتج عن صدمه لرأس الطفل أثناء الولاده, أدت إلى إستسقاء الرأس, أو نزيف تحت العنكبوتيه أو تحت الجافيه..ألخ.
• أسباب تحدث بعد الولاده: تشمل سوء التغذيه الشديد, ضربه على رأس الطفل, سقوط الطفل على الأرض وإرتطام رأسه بها...ألخ

 تأثير التأخر النمائي على الطفل

تم تصنيف  درجه التاخر الى:

• درجه خفيفه (العمر الوظيفي اصغر ب33 % من العمر الزمني)
• درجه متوسطه (العمر الوظيفي من 34% الى 66% من العمر الزمني)
• درجه شديده (العمر الوظيفي اصغر ب66% من العمر الزمني)

إن تأخر النمو هو وصف عام لنمط ظاهري واسع. يتم تحديده من خلال ملاحظه التأخر في مجال واحد أو اكثر مرتبط بمنطقه اضطراب النمو بدقه. أو يمكن تعريفه بأنه اداء يساوي , أو يزيد عن إنحرافيين معياريين أقل من المتوسط في الإختبارات المعياريه المرجعيه المناسبه للعمر. 

تأخر النمو في مجال واحد (الذي يطلق عليه بالمجال المعزول), يمكن معالجته سلوكيا ووظيفيا. 

أما إذا كان في أكثر من مجال, فانه يكون تأخر نمو شامل, ممكن أن يؤدي إلى إعاقه فكريه, وإضطراب لغوي متمثل في ضعف اللغه الإستقباليه وضعف في الإدراك اللغوي (عدم القدره على التواصل من خلال اللغه). ويمكن ملاحظه تأخر النمو لدى الاطفال في عمر التسعه أشهر, وتوجد دراسه في الهند تمت فيها ملاحظه تأخر النمو في عمر خمسه أشهر للاطفال. وتأخر النمو الشامل يحدث بسبب وجود ضرر في الجهاز العصبي, ووجدت الدراسات بإنه يمكن الكشف عنه, عن طريق التصوير المقطعي المحوسب, والتصوير بالرنين المغناطيسي. حيث تساعد هذه الأجهزه على معرفه ما إذا كان هناك أي تلف في الانسجه داخل الجهاز العصبي المركزي. وذلك من خلال أخذ صورة مفصله عن الدماغ, وملاحظه اذا ماكان هناك خلل كإستسقاء الرأس, أو نزيف تحت العنكبوتيه, أو نزيف تحت الجافيه...وغيرها من الأسباب التي تسببت في إعتلال وخلل عصبي,  أديبالنتيجه إلى تأخر نمائي شامل, وإلى إعاقه ذهنيه وفكريه وإضطراب لغوي...  

الخاتمه

 من الضروري مراقبه الوالدين لطفلهما أثناء مراحل نموه الطبيعيه, ورصد أي تأخر في أي مجال من مجالات النمو لديه. ويمكن تحديد الاطفال الذين يعانون من تأخر نمائي بدقه من خلال ثلاثه قنوات رئيسيه تتضمن: ملاحظه الوالدين لطفلهما, أخصائيين الرعايه أو الأطباء المختصين, وملاحظات المسؤولين في دور الحضانات (اذا كان الطفل مسجل في حضانه). وتوجد في بعض المراكز الطبيه أو في المكتبات كتيبات خاصه بصحه الطفل ومراحل نموه. لذا من الضروري وجود هذا الكتيب لدى الأم قبل ولاده الطفل, ليتسنى لها المقارنه , ومعرفه  المجالات المتأخره عن المعدل الطبيعي. فهناك أدله بحثيه قويه, تشير ألى إن التحديد المبكر الفعال لتأخر النمو والتدخل المبكر, ممكن أن يغير مسار نمو الطفل على المدى الطويل بشكل ايجابي. كذلك معرفه إن هناك تاخر في مجالين أو أكثر للطفل, يمكن الأهالي من تجنب طفلهما من العديد من المخاطر التي تساعد على تطور التأخر الشامل إلى إضطراب نمائي يلازم الطفل مدى الحياة( في المقال القادم سيتم شرح الأسباب المحيطه التي يتحول على أثرها التأخر الشامل للنمو إلى إضطراب نمائي).