هل تشعر بالتعب والإرهاق حين تستيقظ من نومك؟ هل يصاحب ذلك جفافًا بالحلق والشفتين؟
قد يكون التنفس من الفم هو السبب الخفي لذلك؛ حيث يسبب عدة آثار سلبية منها المزاج السيئ والصداع عند الاستيقاظ وغيرها.
في هذه المقالة سنناقش أضرار التنفس من الفم ( التنفس الفموي) وأسبابه وطرق علاجه.
أيهما أفضل أفضل التنفس من الفم أم الأنف؟
الأنف ليس مجرد فتحة للهواء؛ هو نظام متكامل لتنقية وتنظيم عملية التنفس. عند التنفس من الأنف تحدث عدة عمليات مهمة:
- تنقية الهواء من الغبار والملوثات
- ترطيب الهواء وتدفئته
- زيادة نسبة امتصاص الأكسجين عبر إنتاج أكسيد النيتريك (Nitric Oxide)
- تحسين أداء الرئتين والدورة الدموية
لذلك، حين يُهمل الجسم هذا الطريق الطبيعي ويعتمد على الفم، تبدأ المشكلات.
ما أعراض التنفس الفموي؟
ربنا لا تلاحظ أنك تتنفس من فمك أثناء نومك، إليك بعض الأعراض الواضحة:
- الشخصير
- النوم المتقطع
- سيلان اللعاب على الوسادة أثناء النوم
ما أسباب التنفس من الفم؟
الجسم لا يختار الفم إلا عندما يكون الأنف غير قادر على أداء دوره. من هذه الأسباب:
١) انسداد الأنف في حالات:
- انحراف الحاجز الأنفي
- لحمية الأنف
- تضخم القرينات
- الحساسية الموسمية
- البرد ونزلات الأنفلونزا
٢) تضخم اللوزتين
خصوصًا عند الأطفال، وهو أحد أهم الأسباب.
٣) التهاب الجيوب الأنفية المزمن
٤) العادات
يتنفس البعض من أفواههم عند التوتر أو أثناء الرياضة، ومع الوقت تصبح عادة دون وعي.
أضرار التنفس من الفم أثناء النوم
1 ) مشكلات الفم والأسنان
عند النوم والفم مفتوح يجف اللعاب، ويزيد خطر:
- تسوس الأسنان
- التهاب اللثة
- رائحة الفم الكريهة
- تشقق الشفتين
اللعاب مهم لأنه يحمي الأسنان من البكتيريا. لذلك نقصه أثناء النوم يسبب مشكلات حقيقية.
٢) قلة كفاءة دخول الأكسجين مما يؤدي إلى:
- صداع مستمر
- ضعف التركيز
- تشتت ومزاج سيئ
- إرهاق مستمر وإن حصلت على عدد ساعات نوم طويلة
اقرأ أيضا: نصائح تساعد على النوم العميق
٣) أضرار خطيرة على الأطفال
- التهابات متكررة في الأذن والحلق
- ضعف المناعة
- مشاكل في النطق والكلام
- اضطرابات النوم
- بطء نمو الوجه والفكين
هل التنفس من الفم يغير شكل الوجه؟
نعم، والتنفس الفموي المزمن عند الأطفال تحديدًا يؤدي إلى تغييرات واضحة في شكل الوجه فيما يسمى بمتلازمة الوجه الطويل التي تتسم ب:
- طول زائد في الوجه
- بروز الأسنان الأمامية
- تراجع الفك السفلي
- الشفاه تبقى مفتوحة أغلب الوقت
هذه التغييرات لا تحدث خلال أسابيع، لكنها تظهر تدريجيًا على مدار سنوات، وخاصة عند الأطفال بين 3–12 سنة.
كيف يمكن علاج التنفس من الفم؟
يعتمد علاج التنفس الفموي على علاج السبب أولا، وسيختار طبيبك الطريقة المناسبة لحالتك،
إليك بعض سبل العلاج:
١- علاج دوائي:
- مضادات الحساسية
- بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان
- مضادات حيوية عند وجود التهاب الجيوب الأنفية
٢ـ علاج جراحي:
- استئصال اللحمية المتضخمة (Adenoidectomy) التي تسد مجرى الهواء عند الأطفال
- تصحيح انحراف الحاجز الأنفي (Septoplasty) لتحسين تدفق الهواء عبر الأنف
- استئصال اللوزتين
- تصغير القرينات الأنفية (Turbinate reduction) لتقليل حجمها وتسهيل مرور الهواء
٣- علاجات مساعدة:
- ممارسة تمارين التنفس بانتظام
- استخدام الشريط اللاصق للأنف المخصص للنوم
- استخدام بخاخات محلول الأنف قبل النوم
- النوم على وسادات مناسبة لرفع الرأس
- ترطيب الغرفة ليلا باستخدام(Humidifier)
نصائح مهمة للأمهات
الأطفال يتأثرون بسرعة، لذلك يجب الانتباه إلى:
- مراقبة طريقة تنفس الطفل أثناء النوم
- علاج الحساسية ونزلات البرد سريعًا
- مراجعة طبيب أنف وأذن عند ملاحظة الشخير أو النوم الفموي
التدخل المبكر يمنع تغيّر شكل الوجه ويُحسّن نمو الفك والأسنان.
خاتمة
التنفس من الفم قد يبدو عادة بسيطة، لكنه يؤثر في النوم، التركيز، المناعة، وحتى ملامح الوجه. ابدأ بمراقبة تنفسك وتنفس أطفالك، وقدّم العلاج مبكرًا. صحتك تبدأ من شيء بسيط مثل: كيف تتنفس؟