حلم شاب من الريف الجزائري

 

في قلب الريف الجزائري، حيث يلتقي عطر الأرض بندى الصباح، يعيش شاب لا يشبه الآخرين إلا في ملامحه، لكنه على غرار الآخرين يحمل بين أضلعه قلبًا أكبر من قريته، وأحلامًا أوسع من الأفق الذي يراه كل صباح.

هو ليس مجرد طالب يقطع المسافة إلى مدرسته البعيدة بين الغبار وقطرات الندى، بل هو مشروع إنسان يصرّ على أن يكتب اسمه ذات يوم في سجل الناجحين، في سجل المميزين .

يوميات بسيطة 

كانت يومياته بسيطة، مليئة بالود والصفاء، كلما خرج صباحًا من منزله، ألقى التحية على كل من يصادفه في الطريق: على العم عبد القادرالجالس عند باب بيته يستمتع بأشعة الشمس الصباحية ، على الجدة سعدية التي تحضر الخبز الساخن، والتي لم يوقفها الوهن والتعب عن أداء مهامها التي ترفض أن تقوم بها كنتها وكأن بها إعاقة .....على أقرانه الذين يسبقونه بخطوات نحو المدرسة، يعرف الجميع جيدًا، ويعرفونه ، فهو ذلك الفتى الذي يلاطف الكبار بابتسامته، ويساعد الصغار بحماسته.

تواضع وعزيمة 

لم يكن يتأخر عن مساعدة أهل القرية في أعمالهم الموسمية،فهو يشارك في جني الزيتون، ويرعى الأغنام أحيانًا حاملا كتابه يستغل هذا الوقت للدراسة، وفي العطل كان يبحث عن أي عمل يضيف له بعض الدنانير، يشتغل في البناء، أو يساعد في تحميل السلع، كل ذلك ليشتري ملابس دراسته وبعض الكتب،  دون أن يثقل على والده بطلب ثمنها، فقد كان يرى في تعبه عزة، وفي عرقه كرامة، وفي جهده طريقًا ممهدًا نحو حلمه الكبير.

امتنان

كلما نظر إلى والديه وهما يتعبان في الحقل، ازداد يقينًا أن العلم هو السبيل الوحيد لرد الجميل، وأن مستقبله يجب أن يكون مختلفًا عن حاضرهم، لم يكن يحلم بالثراء فقط، بل كان يتوق إلى أن يصبح رمزًا للأمل في قريته، أن يثبت أنّ الريف ليس مجرد مكان للنسيان، بل أرض خصبة تنبت منها العقول اللامعة.

أحلام كبيرة وعزيمة أكبر

كان يحلم أن ينجح في دراسته، أن يعبر أبواب الجامعة، وأن يحمل يومًا بين يديه شهادة ترفع رأسه ورأس عائلته عاليًا، كان يتخيل نفسه طبيبًا يداوي، أو مهندسًا يبني، أو معلمًا يغرس بذور الأمل في قلوب الآخرين لكن الأهم من كل ذلك، أنه كان يحلم أن يظل وفيًّا لجذوره، أن يعود يومًا إلى قريته ويزرع فيها نور المعرفة كما زرع والده أشجار الزيتون.

إنه حلم شاب بسيط، لكنه في صدق طموحه عظيم، فالأحلام التي تولد في الريف، رغم قسوة الطريق، غالبًا ما تصير أعظم إن تحصنت بالصبر والإرادة ، والامثلة في هذا الصدد كثيرة في الجزائر .

  لا شيء مستحيل لمن يواصل المحاولة، فالحلم الذي نتمسك به يصبح قوة تدفعنا رغم التعب والمشقة.
— نيلسون مانديلا  

📚 المراجع

- YouTube

Auf YouTube findest du die angesagtesten Videos und Tracks. Außerdem kannst du eigene Inhalte hochladen und mit Freunden oder gleich der ganzen Welt teilen.

تصفح المرجع ↗
- YouTube

Auf YouTube findest du die angesagtesten Videos und Tracks. Außerdem kannst du eigene Inhalte hochladen und mit Freunden oder gleich der ganzen Welt teilen.

تصفح المرجع ↗
Boumerdès: Le village Tiza lauréat du concours «Top village» pour l’année 2018 – L'Echo d'Algérie

Boumerdès: Le village Tiza lauréat du concours «Top village» pour l’année 2018 –

تصفح المرجع ↗