منطقة الراحة: أ أستقرّ أم أستمرّ؟

منطقة الراحة: أ أستقرّ أم أستمرّ؟

دُعَاء:

" ربِّ أعوذُ بكَ من الكَسَلِ ، و سُوءِ الكِبَرِ، و رَبِّ أعوذُ بكَ من عذابٍ في النارِ ، و عذابٍ في القبرِ "

   

مقدّمة:

يمكن تشبيه الشّخص المرتبط بــ "منطقة الرّاحة" بـ"العالق" أو "المتعلّق" أو "المرتبط". إنّه متورّط، و مضطرب!!

هو عالق بين أمان المنطقة، و قرارها، و الطّمأنينة، و السّكينة الذين يبعثون على الرّغبة بالبقاء و الاستقرار بها، و بين فضوله الجامح و رغبته العنيدة في مزيد من العمل و التّعلّم؛ و اللّذان قد يدفعانه إلى اختيار الاستمرار بدل الاستقرار في المنطقة - منطقة الرّاحة.

منطقة الرّاحة: مفهوم منطقة الرّاحة

منطقة الرّاحة هي مجموع الأفعال التي يكرّرها صاحبها لا شعوريّا من دون الحاجة إلى التّفكير؛ فهي مساحة سلوكيّة توفّر له أمانا و استقرارا نفسيّا لمّا يقوم بها، و كذلك روتينا مريحا.

في كتابها "الحياة تبدأ خارج منطقة راحتك" تحاول الكاتبة و الأكاديميّة المصريّة  لبنى الحو أن تبيّن بأنّ التّأويل الصّحيح لما يطلق عليه مصطلح "منطقة الرّاحة" لا ينبغي أن يكون الارتياح، و الاستجمام، و الأمان، و الاستقرار، و القرار، و الطّمأنينة، و السّكينة، و السّكون، و اليسر، و الدّعة، و الاسترخاء... وغيرها من معاني الرّاحة. كما لا ينبغي أن يكون نقيضها لأنّ هذه المنطقة -حسب الكاتبة  لبنى الحو- لا توفّر راحة حقيقة للفرد؛ و إنّما تُحكم  عليه السّيطرة -لا شعوريّا- فيستسلم، و يصبح عبدا، و خانعا لكلّ ما هو ممكن، و مألوف، و سهل، و مريح.

الخروج من منطقة الرّاحة (حسب الكاتبة منى الحو):

  • فهم كيفيّة اشتغال العقل الباطن: هل ترى نفسك شخصا يميل إلى التّجديد، و لكنّ التّردّد يمنعك من ذلك؟
  • جعل العقل الواعي يكلّم العقل اللّا واعي.
  • السّماح للبوصلة بتغيير الاتّجاه من وقت لآخر حتّى تصل إلى الوجهة الصّحيحة.
  • تعطيل المشاعر و تشغيل العقل عند التّعرّض لموقف صعب مفاجئ.
  • جعل السّلوك يسبق الدّوافع، و المخاوف، و المشاعر، و الأفكار.
  • خطوة خارج منطقة الرّاحة هي خطوة تجاه نفس أكثر ثقة بقدراتها.
  • تعويد النّفس على التّفكير في فعل ما هو "أولى".
  • التّركيز على ما هو "أولى" بدل خطط "الهوى" أو "المزاج".
هل ترى نفسك شخصا يميل إلى التّجديد، و لكنّ التّردّد يمنعك من ذلك؟

و أنت تغادر منطقة الرّاحة:

- تكتشف سجنك.

- تكتشف مخاوفك.

- تعرف قوّتك الحقيقة.

- تتحدّى سلبيّاتك النّفسيّة.

- تتحدّى سلبيّاتك المحيطة.

- تخلق الفرص.

- تستغلّ الفرص.

- تعزّز قدراتك.

- تتأقلم مع الأوضاع.

-...

مراحل الخروج من منطقة الرّاحة (حسب الكاتبة منى الحو):

  • منطقة الرّاحة: الشّعور بالأمان و التّحكّم.
  • منطقة الخوف: عدم الثّقة بالنّفس - التّأثّر بآراء النّاس - خلق الأعذار
  • منطقة التّعليم: التّعامل مع المشاكل و التحدّيّات - اكتساب مهارة جديدة - توسيع منطقة الرّاحة الخاصّة بالشّخص.
  • منطقة التّطوير: إيجاد هدف للحياة - تحقيق الحياة - وضع أهداف جديدة - التّغلّب على الصّعوبات.

خاتمة:

الخروج من منطقة الرّاحة خطّةٌُ و خطوةٌُُ مهمّتان و منطقيّتان؛ بهما يتخلّص الفرد من سيطرة الرّاحة، و الأمان، و الاستقرار الذين استعبدوه، و حوّلوه من فرد مرتاح، و آمن، و مطمئنّ، و ساكن، و متّزن إلى شخص قلق ، و خائف.. شخص يعاني من الرّهاب و من الاكتئاب.. شخص ببساطة مضطرب، و متورّط...!

 

منطقة الراحة أسوأ إدمان و رخصة بسيطة للإكتئاب.