التسويف قاتل الأهداف: إزاي تتغلب على التأجيل وتبدأ فعلاً تحقق اللي نفسك فيه

التسويف قاتل الأهداف: إزاي تتغلب على التأجيل وتبدأ فعلاً تحقق اللي نفسك فيه

صورة

كم مرة صحيت من النوم وأنت حاسس إنك عايز تبدأ يومك صح، بس فجأة تلاقي نفسك بتقول خلاص بكرة إن شاء الله أبدأ!

والبكرة دي ما بتيجيش أبدًا. 

ده مش كسل… دي عادة اسمها التسويف (procrastination)، وصدقني، كلنا وقعنا فيها في وقت من الأوقات.

 التسويف مش ضعف إرادة

ناس كتير بتفهم إن اللي بيأجل هو شخص “ضعيف” أو “مش عنده إرادة”، لكن الحقيقة زي ما بيقول

د. "Neil Fiore" في كتابه الشهير "The Now Habit":

      "التسويف مش دليل على الكسل، لكنه محاولة                      غير واعية للهروب من القلق"
— The Now Habit

يعني ببساطة، لما تكون خايف تفشل أو مش واثق إنك هتعمل الحاجة صح، عقلك بيحاول يريحك، فيقولك: مش دلوقتي، كأنه بيحميك من الإحباط بس الحماية دي بتتحول مع الوقت لسجن اسمه "التأجيل".

 أمثلة بنعيشها كل يوم

  • الطالب اللي يقول "هبدأ أذاكر أول الأسبوع"، ولما الأسبوع ييجي، يلاقي نفسه بيقول "خلاص قبل الامتحان على طول".
  • اللي عايز يبدأ مشروعه بس مستني "الوقت المثالي".
  • أو اللي ناوي يغيّر نظام حياته، بس كل يوم يلاقي سبب جديد يخليه يأجل.

ليه بنأجل أصلًا؟

فيه ٣ أسباب رئيسية:

  • 1- الخوف من الفشل: خايف تبدأ وتفشل، فبتأجل عشان تفضل في “منطقة الأمان”.
  • 2- الكمال الزايد (Perfectionism): بتحاول تعمل كل حاجة صح ١٠٠٪، فمش بتبدأ أصلًا.
  • 3- التحفيز اللحظي: بتدور على متعة سريعة (زي السوشيال ميديا أو فيديو قصير)، فتأجل الحاجة اللي فعلاً مهمة.

زي ما بيقول "ستيفن كوفي" في كتاب "العادات السبع للناس الأكثر فعالية" وهو واحد من افضل الكتب الي انصح بقراته :

      “الناس الفعالة مش بتستنى الدافع، هما اللي                                      بيخلقوه”
— العادات السبع للناس الأكثر فعالية

 كيف تكسر دائرة التأجيل؟

خلينا ناخدها بخطوات بسيطة واقعية، ممكن تطبّقها من النهارده:

  • 1- ابدأ بخطوة صغيرة جدًا

مش لازم تبدأ بكل حاجة مرة واحدة ابدأ بخطوة صغيرة خفيفة على دماغك

زي ما بيقول أدهم شرقاوي في "حديث المساء":

 “أول خطوة مش لازم تكون كبيرة، المهم إنها تكون                                     صادقة”
— حديث المساء

ابدأ بعشر دقايق مذاكرة، أو صفحة واحدة من الكتاب،

بس أهم حاجة تبدأ.

  • 2- استخدم مبدأ "دقيقتين"

لو في مهمة تقدر تخلصها في دقيقتين، اعملها فورًا.

المبدأ ده من كتاب "Atomic Habits" لـ "James Clear".

تخيل كمية الحاجات اللي ممكن تخلصها لو فعلاً طبّقت القاعدة دي.

  • 3- واجه خوفك بصدق

اكتب على ورقة:

"إيه أسوأ حاجة ممكن تحصل لو بدأت؟"

وساعتها هتكتشف إن أغلب مخاوفك مبالغ فيها جدًا مجرد كتابتك لها بتقلل قوتها.

  • 4- كافئ نفسك على التقدّم

مش لازم تستنى توصل للهدف عشان تفرح احتفل بخطواتك الصغيرة.

اشرب قهوتك المفضلة بعد ما تخلص مهمة كنت مأجلها كده بتعلّم عقلك إن الإنجاز ممتع، مش عبء.

  • 5- غيّر بيئتك

لو كل مرة تقعد تذاكر على السرير بتنام، غيّر مكانك. بيئتك بتأثر أكتر مما تتخيل.

في دراسة من جامعة "Stanford" بتأكد إن تغيير البيئة بيزوّد الإنتاجية بنسبة ٤٠٪.

ودي نصيحتي انا ليك لو مش مبسوط في البيئة حواليك غير مكانك فورا صدقني مش هتخسر بالعكس هتكسب كثير.

التغيير مش قرار، ده تدريب

التحفيز مش هيجيلك من فراغ زي ما الرياضي بيتمرن عضلاته، إنت كمان لازم “تدرّب إرادتك”.

كل مرة تواجه فيها كسل أو تأجيل وتختار “تبدأ”، إنت بتقوّي عضلة اسمها "الانضباط الذاتي".

ومع الوقت، الحكاية بتتحول من “مجهود” لـ “عادة”.

زي ما بيقول جيمس كلير:

“أنت لا ترتقي لمستوى أهدافك، بل تسقط لمستوى                                    عاداتك”
— Atomic Habits

 خلاصة الكلام

التسويف مش عدوك… هو مجرد إنذار بيقولك إنك محتاج تغيّر طريقة نظرتك للأمور.

ابدأ صغير، واجه خوفك، وافرح بخطواتك.

الإنجاز مش محتاج ظروف مثالية، هو محتاج منك تبدأ بس… دلوقتي.

📚 المراجع

The nature of procrastination: a meta-analytic and theoretical review of quintessential self-regulatory failure - PubMed

Procrastination is a prevalent and pernicious form of self-regulatory failure that is not entirely understood. Hence, the relevant conceptual, theoretical, and empirical work is reviewed, drawing upon correlational, experimental, and qualitative findings. A meta-analysis of procrastination's possibl …

تصفح المرجع ↗
Atomic Habits: An Easy & Proven Way to Build Good Habits & Break Bad Ones

Packed with evidence-based strategies, Atomic Habits will teach you how to make small changes that will transform your habits and deliver amazing results.

تصفح المرجع ↗