8 اسباب تمنع الذكاء الاصطناعي من احتلال مكان البشر
هل تخشى أن يحل الذكاء الاصطناعي محلك في العمل قريبًا ؟ عندما يواجه أصحاب العمل النمو السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في سوق العمل اليوم، ربما يفكر أصحاب العمل في العمليات الآلية التي تجعل العمل أسهل وأسرع وأكثر كفاءة. ومن ناحية أخرى، ربما يخشى الموظفون فقدان وظائفهم واستبدالهم بآلة.
في حين أن الذكاء الاصطناعي مصمم ليحل محل العمل اليدوي بطريقة أكثر فعالية وأسرع لإنجاز العمل، فإنه لا يمكنه تجاوز الحاجة إلى المدخلات البشرية في مساحة العمل. في هذه المقالة، ستكتشف لماذا لا يزال البشر ذو قيمة كبيرة في مكان العمل ولا يمكن استبدالهم بالكامل بالذكاء الاصطناعي.
الأمور التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تحقيقها:
1- الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى الذكاء العاطفي
يعد الذكاء العاطفي أحد العوامل المميزة التي تجعل البشر مرتبطين إلى الأبد بمكان العمل. لا يمكن المبالغة في التأكيد على أهمية الذكاء العاطفي في مكان العمل، خاصة عند التعامل مع العملاء.
كحيوانات اجتماعية، فإن إحدى الاحتياجات الأساسية التي لا يمكن إنكارها لدى البشر هي الحاجة إلى التواصل العاطفي مع الآخرين. يحاول الذكاء الاصطناعي تقليد الذكاء البشري ولكن ليس من السهل تكرار الذكاء العاطفي مثل الذكاء الفكري. لماذا؟ لأنه يتطلب التعاطف والفهم العميق للتجربة الإنسانية، وخاصة الألم والمعاناة، والذكاء الاصطناعي ببساطة لا يشعر بالألم .
وبغض النظر عن مدى جودة برمجة آلات الذكاء الاصطناعي للاستجابة للبشر، فمن غير المرجح أن يطور البشر مثل هذا الارتباط العاطفي القوي مع هذه الآلات. ومن ثم، لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل البشر، خاصة وأن التواصل مع الآخرين أمر حيوي لنمو الأعمال .
2- يمكن للذكاء الاصطناعي العمل فقط مع بيانات الإدخال
لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعمل إلا بناءً على البيانات التي يتلقاها. وأي شيء أكثر من ذلك سيتطلب أكثر مما يمكنه التعامل معه، ولم يتم بناء الآلات بهذه الطريقة. لذلك، عندما لا تتضمن البيانات المدخلة في الجهاز مجالًا جديدًا للعمل، أو عندما لا تتضمن خوارزميته ظروفًا غير متوقعة، تصبح الآلة عديمة الفائدة.
تعد هذه المواقف شائعة في صناعات التكنولوجيا والتصنيع، ويحاول منشئو الذكاء الاصطناعي باستمرار إيجاد حلول مؤقتة. إن فكرة أن أدوات الذكاء الاصطناعي ستتكيف مع أي موقف هي واحدة من الخرافات الشائعة حول الذكاء الاصطناعي .
لذلك، إذا كنت تخشى أن يتسلل الذكاء الاصطناعي إلى جميع الصناعات ويقضي على الطلب على مهاراتك المهنية، فيمكنك أن تطمئن إلى أن ذلك لن يحدث. لا يمكن للذكاء الاصطناعي تكرار المنطق البشري وقدرة الدماغ البشري على التحليل والإبداع والارتجال والمناورة وجمع المعلومات بسهولة.
3- تقتصر العملية الإبداعية للذكاء الاصطناعي على البيانات التي يتلقاها
عند تبادل الأفكار حول المفاهيم الإبداعية وطرق أداء العمل، يفتقر الذكاء الاصطناعي إلى هذه القدرة البشرية لأنه، كما هو مثبت بالفعل، لا يمكنه العمل إلا مع البيانات التي يتلقاها. وبالتالي، لا يمكنه ابتكار طرق أو أساليب أو أنماط جديدة لأداء العمل ويقتصر على القوالب المحددة.
يعرف أصحاب العمل والموظفون مدى أهمية الإبداع في مساحة العمل. يقدم الإبداع إحساسًا لطيفًا بشيء جديد ومختلف بدلاً من الإجراءات المملة والمتكررة التي تم تصميم الذكاء الاصطناعي ليعمل فيها. الإبداع هو حجر الأساس للابتكار.
ترتبط القدرة على التفكير الإبداعي بالقدرة على التفكير خارج الصندوق. تم تصميم الآلات بحيث "تفكر داخل الصندوق". وهذا يعني أن أدوات الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن تعمل إلا ضمن ما تمليه بياناتها المعطاة.
ومن ناحية أخرى، يمكن للبشر أن يفكروا خارج الصندوق، فيحصلوا على المعلومات من وسائل مختلفة ويولدوا حلولاً لمشاكل معقدة ببيانات قليلة أو معدومة. وبما أن الذكاء الاصطناعي لا يمتلك القدرة على التفكير خارج الصندوق وتوليد أفكار إبداعية للابتكار، فلا يستطيع الذكاء الاصطناعي السيطرة على البشر في مساحة العمل.
4- الذكاء الاصطناعي ليس لديه مهارات شخصية
المهارات الناعمة ضرورية لكل عامل في مساحة العمل. وهي تشمل العمل الجماعي، والاهتمام بالتفاصيل، والتفكير النقدي والإبداعي، والتواصل الفعال، ومهارات التعامل مع الآخرين، على سبيل المثال لا الحصر. هذه المهارات الشخصية مطلوبة في كل صناعة، ويجب عليك تطويرها لتحقيق النجاح على المستوى المهني.
ويتم تعليم البشر ويُطلب منهم امتلاك هذه المهارات؛ إن تطويرها أمر ذو قيمة للجميع، بغض النظر عن المنصب. يحتاج المديرون التنفيذيون في الشركة إليهم لتحقيق النجاح، كما يفعل فريق من العاملين الميدانيين في أي صناعة. ومن ثم، تمنحك هذه المهارات الناعمة اليد العليا على الذكاء الاصطناعي في مساحة العمل.
ومع ذلك، فإن المهارات الناعمة غريبة على الآلات ذات الذكاء الاصطناعي. لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تطوير هذه المهارات الشخصية المهمة لتطوير مكان العمل ونموه. يتطلب تطوير هذه المهارات مستوى عالٍ من التفكير والذكاء العاطفي.
5- البشر يجعلون الذكاء الاصطناعي يعمل
لن يكون هناك ذكاء اصطناعي بدون الذكاء البشري. مصطلح الذكاء الاصطناعي يعني أن البشر هم من صمموه. يكتب البشر سطور التعليمات البرمجية التي يتم من خلالها تطوير الذكاء الاصطناعي. يتم إدخال البيانات التي تعمل بها أجهزة الذكاء الاصطناعي بواسطة البشر. والبشر هم من يستخدمون هذه الآلات.
مع استمرار نمو تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ستنمو أيضًا خدمات البشر. يتعين على شخص ما أن يصمم عمليات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالجهاز، وأن يقوم بإنشاء هذه الآلات، وتشغيلها، وصيانتها. البشر فقط هم من يستطيعون فعل هذا. وبالوقوف على هذه الحقائق، يمكنك بجرأة رفض أي تكهنات حول تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في مساحة العمل.
6- الذكاء الاصطناعي يهدف إلى استكمال قدرة الإنسان وذكائه، وليس التنافس معه
إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تكتسب المزيد من التقدم في مكان العمل، وسوف تحل محل العديد من الوظائف التي يؤديها الناس اليوم. ومع ذلك، فإن الوظائف التي تتطلبها غالبًا ما تقتصر على المهام المتكررة التي تتطلب تفكيرًا أقل كثافة. بالإضافة إلى ذلك، فإن المتطلبات المتطورة في مكان العمل ستخلق أدوارًا جديدة للبشر مع تحرك العالم نحو مشهد تكنولوجي أكثر تكاملاً.
يُظهر تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أنه في حين ستحل الآلات المزودة بالذكاء الاصطناعي محل حوالي 85 مليون وظيفة في عام 2025، فإن حوالي 97 مليون وظيفة ستحل محلها ستكون متاحة في نفس العام بفضل الذكاء الاصطناعي. لذا فإن السؤال الكبير هو: كيف يمكن للبشر العمل مع الذكاء الاصطناعي بدلاً من استبداله به؟ ويجب أن يكون هذا هو تركيزنا.
لأنه في هذا العصر الحالي، سيكون من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، العيش بدون الذكاء الاصطناعي، وبدون البشر، لن يكون هناك ذكاء اصطناعي. تعمل المنظمات ذات التفكير المستقبلي بالفعل على تطوير طرق لدمج القدرات البشرية والذكاء الاصطناعي لتحقيق مستويات أعلى من الإنتاجية والابتكار.
7- يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى التحقق من الحقائق
تتمثل المشكلة الكبيرة في روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT في أنها غالبًا ما تكون غير دقيقة وتتطلب التحقق من الحقائق بواسطة المشرفين البشريين. من المؤكد أن الذكاء الاصطناعي قادر على التعلم بسرعة كبيرة، لكنه يفتقر إلى الحس السليم وهو ببساطة غير قادر على التفكير والطعن في الحقائق إلى الدرجة التي يستطيع البشر القيام بها. لهذا السبب، ربما ينبغي عليك تجنب سؤال روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي عن أشياء معينة.
الخلاصة هنا هي أنه نظرًا لأن الذكاء الاصطناعي غير قادر على مراقبة نفسه ويحتاج إلى إشراف خارجي، من المرجح أن يصبح التحقق من الحقائق مهنة رئيسية في المستقبل. لذا، قد ترغب في تحسين مهاراتك البحثية في هذه الأثناء.
8- لا يستطيع الذكاء الاصطناعي أداء العمل اليدوي
تتطلب الوظائف الإدارية مثل الكاتب والمبرمج والمحاسب والمصمم العمل مع البرمجيات، وبالتالي فهي أكثر عرضة للقيام بها - على الأقل جزئيًا - بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، فإن الوظائف العمالية مثل السباك والكهربائي وضابط الشرطة والبنائين وعمال البناء بعيدة عن أن تكون خطر التقادم بسبب الذكاء الاصطناعي لأنها تتطلب عمالة يدوية.
بعد كل شيء، لا يمكنك أن تطلب من ChatGPT بناء مبنى. ربما في المستقبل البعيد، ستتمكن أنظمة الذكاء الاصطناعي من بناء منازل باستخدام طابعات آلية ثلاثية الأبعاد، ولكن في المستقبل المنظور، يبدو العمل الوظيفي آمنًا من غزو الذكاء الاصطناعي. لأن قد يصبح العمل الوظيفي اكثر ربحا في المستقبل القريب.
تعلم كيفية العمل مع الذكاء الاصطناعي، وليس الخوف منه
الذكاء الاصطناعي ليس شيئًا يجب الخوف منه. ومع ذلك، يجب عليك تكثيف لعبتك حتى لا يتم استبدالك بالذكاء الاصطناعي. ارفع مستوى مهاراتك، وابق على اطلاع بأحدث الاتجاهات في مجالك، وكن مبتكرًا ومبدعًا. بهذه الطريقة، ستكون أحد الأصول التي لن يخاطر صاحب العمل بخسارةها.
لذا، في المرة القادمة التي تسمع فيها كيف يهدد الذكاء الاصطناعي بإزالة البشر من القوى العاملة، ارجع إلى هذه المقالة وكن مطمئنًا إلى أن البشر سيكون لهم دائمًا اليد العليا على الذكاء الاصطناعي.
المراجع :