هل ستصمد جوجل أمام تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة؟

آية  محمد توفيق
كاتبة مقالات ومترجمة
نشرت:
وقت القراءة: دقائق

منذ تأسيس شركة جوجل عام 1998 أصبح محرك البحث الخاص بها والذي يحمل نفس الاسم من أشهر محركات البحث على الإنترنت إن لم يكن أشهرها، وارتبط في عقول الناس أن الصفحة البيضاء التي تضم شريط البحث وشعار شركة جوجل هي البوابة الإلكترونية الرئيسية للمعلوماتية حيث يستخدمه مليارات من الأشخاص يوميًا للبحث عن أغراض متعددة بدءًا من البحث عن المطاعم والاتجاهات إلى فهم التشخيصات الطبية المعقدة.

ولكن في الأشهر القليلة الماضية أحدثت شركة OpenAi طفرة في عالم التقنية بإصدار الروبوت Chatgpt الذي فاجأ الجميع بقدرته على كتابة الإيميلات والأكواد وإجراء المحادثات والرد على أسئلة المستخدمين باحترافية، الأمر الذي بات يهدد مكانة جوجل. وأصبح السؤال المتداول هو هل هذه نهاية جوجل أم أن للشركة رأي آخر؟

جوجل في خطر

روبوت يعمل بالذكاء الاصطناعيروبوت يعمل بالذكاء الاصطناعي

منذ 25 سنة لم تتلقَ جوجل تهديدًا أكثر خطورة من Bing.

بدأ الأمر منذ أن عرف موظفو جوجل أن شركة سامسونج العملاقة تفكر في استخدام محرك البحث المنافس من شركة مايكروسوفت "Bing" كمحرك بحث افتراضي لأجهزتها بدلاً من جوجل. وأصيبت جوجل بالذعر لسماع هذا الخبر حيث كانت تتوقع خسارة بقيمة 3 مليار دولار سنويًا وفقًا لبنود العقد مع سامسونج.

وتصاعدت المخاوف داخل جوجل عندما تعاونت مايكروسوفت مع شركة OpenAi على عمل روبوت محادثة يُدعى ChatGpt الذي يقدم خدمات متعددة للمستخدمين، مثل:


اقرأ ايضا

    • الإجابة على الأسئلة والاستفسارات في مختلف المجالات
    • ترجمة النصوص والجمل من وإلى اللغات المختلفة.
    • كتابة النصوص والمقالات والأوراق البحثية والتقارير بشكل إبداعي.
    • إجراء المحادثات الشخصية والتفاعلية مع المستخدمين

    وتثير هذه الأداة قلق جوجل لأنها لن تسمح للمستخدمين بالبحث بأنفسهم عن المعلومات، ونتيجة لذلك لن يتعرضوا لإعلانات جوجل التي تعد مصدر دخل أساسي لها.

    فإذا قل عدد الأشخاص الذين يجرون عمليات بحث تقليدية، سيؤثر ذلك على نتائج جوجل المالية. وذلك لأن المعلنون يدفعون مبالغ هائلة لجوجل في مقابل ظهور الروابط بجوار نتائج البحث على أمل أن ينقر المستخدم عليها.

    وفي ديسمبر 2022، تنبأ Paul Buchheit، مطور Gmail، بأن "الذكاء الاصطناعي سيحل محل صفحة نتائج محرك البحث" وسيتسبب في"انقلابًا كليًا" لجوجل.وأضاف Buchheit "الطريقة التي أتخيلها لحدوث ذلك هي استبدال شريط عنوان/البحث في متصفح جوجل بذكاء اصطناعي يكمل فكرتي/سؤالي بمجرد كتابتي له، ويوفر أيضًا أفضل إجابة (والتي قد تكون رابطًا إلى موقع ويب أو منتج)."

    Paul Buchheit

    هل يحل ChatGpt محل جوجل؟

    مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي في الآونة الأخيرة وخاصة فيما يتعلق بأداة ChatGPT، فهناك بعض الاعتقادات والمخاوف من أن تقضي هذه الأداة على جوجل.

    للوهلة الأولى يبدو أن كلاً من جوجل وChatGpt يؤديان نفس الغرض - الإجابة على استفسارات المستخدمين - ولكن لكل منهما نهج مختلف.

    جوجل

    شعار شركة جوجلشعار شركة جوجل
    • محرك بحث يحتوي على قاعدة بيانات ضخمة ويسعى لمواكبة الأحداث والأخبار لتقديم نتائج تحتوي على أحدث المعلومات
    • يستخدم خوارزميات معقدة لفهرسة صفحات الويب وتصنيفها بناءً على صلتها باستفسار المستخدم
    • يقدم نتائج مخصصة للمستخدم بناءً على تفضيلاته واختياراته السابقة وموقعه
    • لا يعمل جوجل كمساعد افتراضي مدعوم بالذكاء الاصطناعي وإنما يقدم نتائج مختلفة ويترك للمستخدمين إيجاد الإجابة الأكثر دقة.
    • الوظيفة الأساسية لجوجل هي توفير معلومات ذات صلة للمستخدمين على شكل صفحات ويب وصور وفيديوهات وأنواع أخرى من المحتوى

    ChatGpt

    ChatGpt روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي ChatGpt روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي
    • تقنية حديثة أصدرتها شركة OpenAi وهو عبارة عن روبوت يستخدم نموذج لغوي يحتوي على ملايين الكلمات مما يمكنه من الحديث بطريقة سلسة وإجراء محادثات طبيعية مع الناس
    • تم بناء فهرس ChatGPT من مصادر متعددة (مقالات وروايات ونصوص سينمائية ومحادثات عبر الإنترنت وصفحات ويب)
    • يجيب ChatGpt على الأسئلة البسيطة بدقة ولكن تتراجع دقته عند تعقيد السؤال قليلاً
    • يولِد إجابات غير معلومة المصدر وفي بعض الأحيان يجيب إجابات خاطئة بكل ثقة
    • غير قادر على استدعاء أي معلومات بعد عام 2021

    ومن الجدير بالذكر هنا أن مجال الذكاء الاصطناعي يتطور بشكل كبير وسريع، فجميع هذه النقاط السلبية يتم العمل عليها ومن المحتمل أن يصبح أقل خطأً في المستقبل وأن يتم العمل على تحديث المعلومات بشكل مستمر.

    يمكن القول بأن ChatGPT وجوجل لديهما أغراض ووظائف مختلفة، ومع ذلك فكلاهما يتشارك في إيصال المعلومة للمستخدم.

    وفي بعض الأحيان في وقتنا الحالي نجد أن محرك بحث جوجل أفضل في إيصال الملعومة خاصةً المعلومات الإخبارية والحديثة، أما ChatGPT فهو أفضل في الإجابة على الأسئلة خاصةً الأسئلة التي لديها إجابات معروفة ولا تخلتف من شخص أو لآخر وليست بحاجة للنقاش.

    وعلاوة على ذلك، تقدم جوجل مجموعة واسعة من الخدمات بخلاف محرك البحث فحسب، مثل البريد الإلكتروني وخدمات التخزين السحابي وأدوات الإنتاجية، بينما يتركز ChatGPT على معالجة اللغة الطبيعية والاتصال.

    لذلك فمن غير المرجح أن يحل ChatGPT محل جوجل، ولكن يمكن استخدام ChatGPT كأداة تكميلية لتحسين تجارب المستخدمين على منصات مختلفة، بما في ذلك محركات البحث مثل جوجل من خلال توفير محادثات آلية تعتمد على بيانات السياق.

    أحدث تطورات جوجل في مجال الذكاء الاصطناعي

    ردًا على إصدار ChatGpt وبالإضافة إلى التطورات الأخيرة التي أحدثتها مايكروسوفت في محرك البحث Bing، أعطت جوجل الأولوية لمشاريع الذكاء الاصطناعي في خططها المستقبلية.

    وبناءً على ذلك، من المقرر أن تكشف جوجل عن مجموعة مذهلة من المنتجات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي كما تقرر إضافة روبوت محادثة قوي لمحرك البحث الخاص بها هذا العام.

    ووفقًا للتقارير، فإن العملاق التكنولوجي يستعد لعرض ما لا يقل عن 20 منتجًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي الأمر الذي سيحدث ثورة في طريقة استخدام المستخدمين للإنترنت.

    وقد تطرق مسؤولو جوجل إلى زيادة الاعتماد على روبوتات المحادثة الذكية في الاجتماع الأخير، مع التأكيد على حل بعض المسائل مثل منع التحيز وتحري الدقة لروبوت المحادثة.

    ونتيجة لذلك، يعمل فريق جوجل الداخلي على قدم وساق لإنشاء المشاريع الجديدة والتي من أهمها "Google Bard" و"Magi".

    Bard

    يعد "Bard AI" هو الرد الفوري من جوجل على ChatGPT. فهو عبارة عن شات محادثة يعتمد على الذكاء الاصطناعي مع قدرته على محاكاة المحادثات البشرية باستخدام نماذج متقدمة للتعلم الآلي.

    • تهدف إجابات Bard إلى الإجابة على ما يسمى بـ NORA questions، كما تطلق عليها جوجل - وهي عبارة عن عبارات بحث ليست لها إجابة صحيحة واحدة.
    • يستخدم Bard نموذج بحثي كبير للغة LLM وهو نسخة خفيفة ومحسنة من LaMDA لفهم التفاصيل الدقيقة التي يصعب على محركات البحث فهمها.
    • تستند إجابات Brad على بحث جوجل للحصول على بيانات موثوقة ومحدّثة ويتعلم من تعليقات المستخدمين لتحسين أدائه
    • يتيح لك استكشاف أفكار مختلفة حيث يسمح بتحديد الإجابة الأنسب لك أو طرح أسئلة إضافية أو طلب المزيد من الخيارات
    • يحتوي على واجهة استخدام سهلة الاستخدام ويمكن دمجه مع خدمات ومنتجات جوجل الأخرى

    Magi

    مشروع Google Magi هو مشروع تطوير محرك بحث جديد من جوجل يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي.

    يعد هذا المشروع في مرحلة الإعداد المبكرة، ومن المتوقع أن يحتوي على ميزات أخرى تتضمن إنجاز المعاملات المالية وكتابة الأكواد البرمجية ومن المتوقع أن يتم إطلاقه في وقت قريب.

    • يهدف المشروع إلى تحسين تجربة المستخدم عند البحث على الإنترنت وتقديم نتائج أكثر تخصيصًا وتفصيلاً.
    • تستخدم Mag الذكاء الاصطناعي لفهم الاستفسارات باللغة الطبيعية وتوفر نتائج بحث دقيقة في كل المجالات.
    • تعتمد على خوارزميات التعلم الآلي لتحليل السياق وتفسير نية المستخدم وفهم محتوى صفحات الويب.
    • تنشئ إجابات صوتية على أسئلة محددة مثل فكرة المساعد الصوتي "سيري" و"أليكسا".
    • توفر للمستخدمين نتائج بحث مخصصة بناءً على تفضيلاتهم وتاريخ بحثهم وسلوكهم.

    خاتمة

    على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمثل تحديًا كبيرًا للشركات التي تعتمد على تقنيات البحث والإعلانات، فإن جوجل تعتبر نفسها قادرة على مواجهة هذا التحدي.

    ويتمثل رد فعل جوجل على تلك التهديدات في تحسين تقنياتها وتطوير منتجاتها المبنية على الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال تعزيز البحث والتطوير وجلب أفضل المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي.

    ومن المتوقع أن يشهد المستقبل القريب المزيد من التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي من قبل جوجل وغيرها من الشركات الكبرى، وذلك يمكن أن يؤدي إلى ثورة في طريقة استخدام الإنترنت والتعلم والتفاعل مع الأجهزة التقنية.

    المراجع

    Microsoft and Google are about to Open an AI battle

    What is Bard AI and How to Use It: Top Tips on the Future of Generative AI

    ChatGPT Vs Google: Which One Is Better In 2023?

    Google Devising Radical Search Changes to Beat Back A.I. Rivals

    آية  محمد توفيق

    آية محمد توفيق

    كاتبة مقالات ومترجمة

    منذ صغري أرى الحروف تتلألأ على الورق مثلما تتلألأ النجوم في السماء، أهوى اللغات وأعشق الكتابة، ففي الكتابة أجد نفسي في عوالم مختلفة وعندما أمسك بالقلم أشعر أنني أتحكم بمجرى حياتي.

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ