هل تعاني من الأرق؟ تعرّف على أنواعه، أسبابه وطرق علاجه

هل تعاني من الأرق؟ تعرّف على أنواعه، أسبابه وطرق علاجه
ربما شعرت يوماََ بعدم القدرة على النوم رغم شعورك بالإرهاق والتعب.. وراودتك الأفكار والأسئلة ليلاّّ بينما لا تستطيع النوم عن سبب حدوث هذا الأرق !
لماذا لا أستطيع النوم رغم شعوري بالتعب؟ ما هي أسباب حدوث هذا الأرق ؟ وكيف أوقف تفكيري لأتمكن من النوم؟
قد تخطر ببالك هذه الأسئلة – والعديد غيرها – إن كنت تعاني أنت أو أحد أفراد عائلتك من الأرق. سأقدم لك في هذا المقال إجابات واضحة لكل ما تبحث عنه أو يدور في ذهنك.
ما هو الأرق؟
الأرق هو هذا الشعور المزعج بعدم القدرة على النوم أو الاستغراق فيه، بالرغم من الشعور بالإرهاق والتعب.
يؤثر الأرق -دون شك- على الصحة النفسية والجسدية مع مرور الوقت، كما يُسبب الأرق الشعور بالتوتر، وقلة الإنتاجية بجانب تأثيره السلبي على أداء الوظائف اليومية.
لا يقتصر الأرق على البالغين فقط، بل يصيب الأطفال أيضّّا، وتزداد نسبة حدوثه بين النساء وكبار السن.
أنواع الأرق
صنّف الخبراء الأرق إلى عدة أنواع، وذلك وفقًا للتصنيف الدولي لاضطرابات النوم – الإصدار الثالث (ICSD-III). هم كالآتي:
▪︎ الأرق المزمن:
عند حدوث اضطرابات في النوم لثلاث ليالٍ في الأسبوع على الأقل، ولمدة ثلاثة أشهر أو أكثر.
▪︎ الأرق الحاد:
عندما يعاني المريض من الأرق لأقل من ثلاثة أشهر. وغالباّّ ما تختفي أعراض هذا النوع من تلقاء نفسها، لكنها تتطور أحيانًا لتصبح من النوع المزمن.
كما أضافوا تصنيفاً أخر للأرق يُطلق عليه "أرق غير محدد"، يشمل الحالات التي لا تنطبق عليها معايير الأرق المزمن أو الحاد.
ولكن ما هي أسباب حدوث الأرق؟
أسباب حدوث الأرق:
قد يكون الأرق هو المشكلة الأساسية أو عرضًا لمشكلة صحية أخرى، وفي الحالتين ينتج الأرق عن عوامل جسدية أو نفسية متعددة. نذكر منها الآتي:
- بعض الاضطرابات النفسية:
الأشخاص المصابون باضطرابات نفسية مثل اضطراب القلق، اضطراب ثنائي القطب، أو الاكتئاب، هم أكثر عرضة للإصابة بالأرق.
- بعض الحالات الطبية:
يحدث الأرق أحيانًا نتيجة لبعض المشكلات الصحية مثل السكتة الدماغية، أورام الدماغ، متلازمة التعب المزمن، الألم المزمن، الذبحة الصدرية، ارتجاع المريء (GERD)، الربو، توقف التنفس أثناء النوم، الزهايمر، فرط نشاط الغدة الدرقية، التهاب المفاصل، وحساسية الأنف أو الجيوب الأنفية.
- التوترات النفسية:
يشعر الإنسان بالتوتر نتيجة للتفكير الزائد، بداية من مشاكل الحياة اليومية العادية إلى الأحداث الصادمة، يجعل التوتر العقل نشطًا في الليل ويؤدي إلى الأرق.
- جداول العمل والسفر المتغيرة:
يؤثر العمل بنظام المناوبات أو السفر عبر مناطق زمنية مختلفة على الساعة البيولوجية للجسم، ويؤدي إلى اضطراب النوم.
- التقلبات الهرمونية:
تُسبب التقلبات الهرمونية خلال فترة الحيض الأرق لدى بعض النساء.
- وجود وسائل التكنولوجيا في غرفة النوم:
تشير بعض الدراسات إلى أن وجود التكنولوجيا ووسائل الإعلام في غرف النوم يعطّل أنماط نوم الأطفال.
- تناول بعض العقاقير:
قد تتداخل بعض الأدوية الموصوفة أو التي تُصرف دون وصفة من الصيدلي OTC مع النوم، خاصةََ تلك التي تحتوي على الكافيين أو المنبهات، بعض مضادات الاكتئاب، أدوية الربو وأدوية علاج ضغط الدم.
- الكافيين، النيكوتين والكحول:
تناول بعض المشروبات مساءََا مثل الكولا، القهوة والشاي التي تُعد من المنبهات، كذلك تناول النيكوتين في المساء يؤثر على النوم، بينما يمنع الكحول الوصول إلى مراحل النوم العميقة وقد يسبب اضطرابات النوم.
- تناول الطعام في وقت متأخر من الليل .
- اضطرابات النوم الأخرى:
مثل توقف التنفس أثناء النوم ومتلازمة تململ الساقين تؤدي إلى تقطع النوم و تسبب الأرق.
عوامل أخرى تزيد من نسبة حدوث الأرق
تزداد احتمالية الإصابة بالأرق في بعض الحالات كالآتي:
عند النساء: بسبب التغيرات الهرمونية المرتبطة بالدورة الشهرية أو سن اليأس.
عند كبار السن: حيث تزداد معدلات الأرق مع التقدم في العمر.
الضغوط النفسية: تسبب الضغوط النفسية الأرق الحاد أو المزمن.
مضاعفات الأرق
لا يقتصر الأرق على شعور الإرهاق وعدم الراحة فحسب، بل يعد الأرق عامل خطر لتطور مشكلات صحية ونفسية أخرى، مثل:
▪︎ أمراض القلب والأوعية الدموية:
يرفع الأرق من احتمالية الإصابة بمضاعفات قلبية.
▪︎ ارتجاع المريء (GERD):
توجد علاقة ثنائية الاتجاه بين الارتجاع واضطرابات النوم.
▪︎ الربو:
الأشخاص المصابون بالأرق المزمن أكثر عرضة للإصابة بالربو أو التهاب الأنف التحسسي.
▪︎ السكري من النوع الثاني:
يزيد الأرق المزمن من خطر الإصابة بالسكري بنسبة 16%.
▪︎ اضطرابات الغدة الدرقية:
يعتبر الأرق من المحفزات المعروفة لمشكلات الغدة الدرقية.
علاج الأرق :
هناك عدة طرق لإدارة الأرق وعلاجه، يمكن تقسيمها إلى قسمين، هما الطرق الغير دوائية والعلاج بالعقاقير
طرق غير الدوائية:
تحسين عادات النوم:
تعديل نمط الحياة، مثل تجنب القيلولة خلال النهار، عدم تناول الطعام ليلًا، الابتعاد عن الكافيين، الكحول، والتدخين في المساء وكذلك تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
تهيئة بيئة النوم:
يشمل ذلك تجنب الأكل أو القراءة في غرفة النوم ، والذهاب للنوم فقط عندما يشعر الشخص بالنعاس.
علاج تقييد النوم:
هو تقنية تعمل على تقليل عدد ساعات النوم بهدف تحفيز الجسم على النوم بشكل أعمق. ولكن الشعور بالنعاس خلال النهار يعد من أبرز سلبياته.
الاسترخاء:
تساعد ممارسة تمارين اليوغا، التأمل، أو تمارين التنفس بانتظام على تقليل الشعور بالقلق والتوتر وتحسين جودة النوم. وأظهرت الدراسات أن إدارة التوتر تساعد في تحسين حالات الأرق من خلال الاسترخاء وتدريب اليقظة الذهنية.
العلاج السلوكي المعرفي للأرق (CBT-I):
يُعتبر العلاج السلوكي المعرفي للأرق (CBT-I) من أكثر العلاجات فعالية لإدارة الأرق ، وقد أثبتت الدراسات تفوقه على العقاقير في علاج الأرق المزمن.
ولكن كيف يعمل العلاج المعرفي السلوكي؟
في البداية، يعمل العلاج المعرفي السلوكي على فهم واكتشاف العلاقة التى تربط بين طريقة التفكير والأفعال التى يقوم بها المريض وطريقة النوم، ليتم تحديد الأفكار والمشاعر والسلوكيات التي تسبب الأرق.
ثم يتولى بعدها مقدم العلاج السلوكي المعرفي مسئولية إعادة صياغة هذه الأفكار والسلوكيات لأخرى تعزز النوم.
عادة ما يحتاج المريض من 6 إلى 8 جلسات للعلاج؛ لفهم حقيقة تأثير الأفكار والمشاعر على النوم وما اذا كانت السلوكيات تعزز النوم.
العلاج الدوائي للأرق
تُستخدم بعض العقاقير لعلاج الأرق بعد استنفاذ دور العلاجات السلوكية والنفسية في العلاج. تمت الموافقة على هذه الأدوية من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ويجب استخدامها تحت إشراف طبيب مختص.
الأدوية المستخدمة لعلاج الأرق:
- البنزوديازيبينات: هي أدوية الجيل الأول لعلاج الأرق، تعمل كمنشطات لمستقبلات البنزوديازيبين في الدماغ، مثل:
Estazolam
Flurazepam
Quazepam
Temazepam
Triazolam
يجب استخدامها تحت إشراف الطبيب لتجنب الإدمان.
- منشطات مستقبلات البنزوديازيبين غير البنزوديازيبينية: الجيل الأحدث لعلاج الأرق، وتعمل بشكل أكثر تحديدًا على مستقبلات البنزوديازيبين في الدماغ، مما يقلل من خطر الإدمان والآثار الجانبية.
- محفزات مستقبلات الميلاتونين الانتقائية مثل راميلتيون (ramelteon)
- مضادات الاكتئاب المهدئة:
تعمل أنواع محددة من الأدوية المضادة للاكتئاب على تحسين أعراض الأرق.
- أدوية لا تحتاج إلى وصفة طبية:
مثل الميلاتونين و الدايفينهيدرامين.
يتم اختيار الدواء المناسب لعلاج الأرق بناءً على التجارب السابقة، الآثار الجانبية، التفاعلات الدوائية، التكلفة وتفضيل المريض.
يجب تقليل جرعة أدوية النوم تدريجيًا عند التوقف عنها تحت إشراف الطبيب، خاصة في حالات علاج الأرق طويل الأمد.
ختاماً، يُعد الأرق مشكلة شائعة تؤثر على جودة الحياة والصحة عموماً، لكن فهم أسبابه واتباع عادات نوم صحية يشكّلان خطوة فعّالة نحو التغلب عليه. كما أنه يجب استشارة الطبيب إذا استمر الأرق لفترة طويلة للحصول على الدعم المناسب.