هل أمريكا وراء 25 يناير ورحيل مبارك.. أبوالغيط يفتح ملفات حساسة من عهد مبارك
كشف أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية المصري الأسبق، عن صفحات مخفية في كواليس حكم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، خاصةً ما يتعلق بملف التوريث، وضغوط الولايات المتحدة الأمريكية، وموقف مبارك من تلك التدخلات.
"هذا كلام لا يُكتب!"
"هذا كلام لا يُكتب!" بهذه العبارة بدأ أبو الغيط سرده، مؤكدًا أنه بعد عودته من زيارة رسمية إلى واشنطن، رفض كتابة تفاصيل ما دار هناك في تقاريره الدبلوماسية، قائلاً: "هذه أمور لا تُكتب، لكنها تُقال".
وفي صباح اليوم التالي، أطلع الرئيس مبارك بشكل مباشر على مضمون اللقاءات التي جمعته بنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، ووزير الدفاع الأمريكي، وكذلك السيناتور الجمهوري جون ماكين، والتي تمحورت حول ملف التوريث في مصر، ورغبة الولايات المتحدة الصريحة في تغيير النظام السياسي.

"مبارك أصيب بإحباط"
أكد أبو الغيط أن مبارك شعر بصدمة قوية من هذه الرسائل، خاصةً أنه كان ينظر إلى واشنطن كدولة صديقة، وداعم أساسي له في المنطقة. وقال أبو الغيط إن مبارك لم يكن يتوقع أن تأتي هذه الضغوط من حلفائه، لا سيما وأنه اعتبر نفسه شريكًا في الاستقرار الإقليمي والدعم الأمريكي في الشرق الأوسط.

"لو أرادوا إزاحتي... لفعلوا"
في حديث دام لأكثر من ساعة ونصف، كشف مبارك لأبو الغيط عن مدى إدراكه لحجم المؤامرة التي تُحاك ضده، قائلاً بهدوء وبنبرة مَن يعرف خفايا السياسة: "لو أرادوا إزاحتي عن الحكم، لفعلوا ذلك."
هذه الجملة كانت بالنسبة لأبو الغيط تلخيصًا لحكمة مبارك ورؤيته العميقة، وهي موثّقة بالكامل في كتابه "شهادتي".
هل تعتقد أن هذه الضغوط كانت السبب الحقيقي في نهاية نظام مبارك؟ شاركنا رأيك في التعليقات.
واشنطن والتغيير في العالم العربي
بحسب أبو الغيط، فإن التوجه الأمريكي نحو "التغيير" لم يكن قاصرًا على مصر وحدها، بل كان جزءًا من أجندة شاملة لإعادة تشكيل المجتمعات العربية، وهو ما لمّح إليه منذ توليه وزارة الخارجية في 2004، ثم بشكل واضح في زيارته لواشنطن في فبراير 2005.

- السيناتور ماكين يفتح النار على مصر
خلال مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن عام 2005، واجه أبو الغيط هجومًا مباشرًا من السيناتور جون ماكين، الذي طرح أمام الحضور تساؤلات حادة:
"ما قصة الرئيس مبارك والتوريث؟ مصر بحاجة إلى التغيير!"
كلمات ماكين لم تكن مجرد انتقادات سياسية، بل كانت إشارة واضحة إلى تحول جذري في النظرة الأمريكية إلى النظام المصري.
- شخصيات محنكة وتحركات محسوبة
وختم أبو الغيط تصريحاته بالإشارة إلى أن الشخصيات التي قابلها في واشنطن كانت على قدر كبير من الحنكة السياسية، بعضها يمتد تاريخه إلى إدارة الرئيس ترومان في خمسينيات القرن الماضي. هذه اللقاءات أكدت له أن النية الأمريكية للتغيير لم تكن وليدة اللحظة، بل ضمن استراتيجية عميقة بدأت في التكوّن منذ سنوات.

تصريحات أحمد أبو الغيط تعيد فتح ملف شديد الحساسية في التاريخ المصري الحديث، وهو ملف العلاقة المعقدة بين القاهرة وواشنطن في السنوات الأخيرة من حكم مبارك، والجدل الكبير حول مشروع التوريث، والانقلاب السياسي الناعم الذي سبق ثورة 25 يناير.

هل كانت واشنطن بالفعل هي من أزاحت مبارك من المشهد؟ وهل التوريث كان خطًا أحمر دوليًا؟
الأسئلة كثيرة، لكن ما كشفه أبو الغيط يضيء جانبًا كان طي الكتمان لسنوات طويلة.
هل تعتقد أن هذه الضغوط كانت السبب الحقيقي في نهاية نظام مبارك؟ شاركنا رأيك في التعليقات.
الأوسمة
مبارك, مبارك والتوريث، هل أمريكا وراء سقوط مبارك, سبب سقوط مبارك, ثورة 25 يناير صناعة أمريكية, أمريكا ومبارك