هحبك… لكن ليس أكثر من نفسي
في كثير من العلاقات، تقع بعض النساء في فخ العطاء اللامحدود. تمنح بلا حساب، تحب بلا شروط، تضحي بكل شيء من أجل شريكها، حتى لو كان المقابل… لا شيء. وقد تستمر في هذا العطاء، مدفوعة بحبها أو خوفها من الفقد، إلى أن تفيق على حقيقة مؤلمة: أنها أهدرت نفسها، بينما الطرف الآخر لم يقدّرها يومًا.
لا تجعلي الحب يُلغيكِ
عندما تحبين شخصًا أكثر من نفسك، تبدئين في التنازل:
عن وقتك، وراحتك، واحتياجاتك، وحتى قيمك أحيانًا… فقط لكي لا تخسريه.
لكن المفاجأة أن من تحبينه لا يشعر بقيمة كل ما تقدمينه، بل يعتبره طبيعيًا، بل حقًا مكتسبًا.
تُعطين أكثر، فيأخذ أكثر، وفي النهاية… لا شيء يتغيّر.
الحب لا يعني أن تمحي نفسك
كونك تحبين شخصًا لا يعني أن تلغيكِ العلاقة.لا يعني أن تتحملي وحدك كل ما لا يُحتمل، ولا أن تكوني دائمًا الطرف الذي "يُصلح ويُضحّي ويصمت."المحبة لا تُقاس بكمية التنازلات، بل بجودة الاحترام المتبادل.
إن أحبك، سيحافظ عليكِ… وإن لم يفعل، فلا تستمري في خيانة نفسكِ باسمه.
الحب شعور نبيل، لكنه لا يعني أن تُهمِّشي ذاتك، ولا يعني أن تصبحي ظلًا باهتًا في حياة شخص لا يراكِ أصلًا. كثيرات أحببن بصدق، لكن حين أحببن أكثر من اللازم، خسرن أنفسهن في المقابل. فالحب السليم لا يُفترض أن يُذيب شخصيتك، بل يُضيف إليها. لا يُفترض أن يحطمك، بل يدعمك ويحتويك. وإن لم يكن كذلك، فهذا ليس حبًا بل استنزاف.
لا تبالغي في الحضور… فيعتاد غيابك
حين تعتادين أن تكوني دائمًا متاحة، دائمًا منصتة، دائمًا مبادرة، ستُفقدين قيمتك مع الوقت. فكل ما يزيد عن حدّه، ينقلب ضده. ومن الخطأ أن تعتقدي أن الحب يتطلب منكِ أن تتنازلي دائمًا. الحب المتزن يقوم على التوازن بين الأخذ والعطاء، وليس أن تكوني أنتِ العطاء وحدكِ، وهو الأخذ فقط.
من يحبك بحق… لن يسمح بانطفائك
الحب لا يُفترض أن يُتعبك. من يحبك بحق، سيُلاحظ تعبك قبل أن تتكلمي. سيرى تضحيتك، وسيُثمّن وجودك. أما الذي يعتبر حبك "واجبًا"، ووجودك "مسلّمة"، وتضحياتك "أمرًا طبيعيًا"، فهذا ليس حبيبًا، بل مستهلك عاطفي.
لا تهربي من نفسك باسم الحب
أحيانًا، نُفرط في التعلّق لأننا لا نملك أنفسنا كفاية. نهرب من وحدتنا إلى علاقة غير عادلة، فقط كي لا نواجه فراغنا. لكن الحقيقة أن الإنسان حين يحب نفسه بحق، لا يقبل أن يعيش دور الضحية. لا ينتظر المقابل دومًا، بل يعرف متى ينسحب، ومتى يُعيد لنفسه اعتبارها.
كوني الأولى في حياتك
افخري بأنك تُحبين، ولكن لا تسمحي أبدًا أن يُصبح هذا الحب سجنًا. لا تجعلي شغلك الشاغل هو كيف ترضين الآخر. اسألي نفسك أولًا: هل أنا راضية عن نفسي؟اجعلي لنفسك مكانة في قلبك، قبل أن تفتحي بابك لأي أحد. لأن الذي لا يحب نفسه، سيبحث دومًا عن الحب في عيون الآخرين، حتى لو كانت عيونًا لا ترى.
عندما تعطي كثيرًا… تخسرين كثيرًا
الذين يفرطون في العطاء، غالبًا ما يخرجون من العلاقات وهم فارغون. يتساءلون: "أين ذهب كل هذا الحب؟" الحقيقة؟ الحب لا يضيع، ولكن حين يُمنح للشخص الخطأ، يتحول إلى جرح.
لذلك، لا تعيشي حالة الإنكار. لا تبرري سوء المعاملة باسم العِشرة. ولا تُكذّبي إحساسك حين يقول لكِ: "أنتِ تستحقين أفضل."نعم، تستحقين الأفضل. ودائمًا.
---
خطوات بسيطة تعيدي بها نفسك إلى مركز حياتك:
1. ❥ اكتبي قائمة بكل الأشياء التي تُسعدك، وابدئي في ممارستها يوميًا.
2. ❥ ضعي حدودًا واضحة لأي علاقة تُرهقك نفسيًا أو عاطفيًا.
3. ❥ عبّري عن مشاعرك دون خوف، لكن لا تتوسلي الاهتمام.
4. ❥ استثمري وقتك في تطوير نفسك: تعلّمي، اقرئي، مارسي هواياتك.
5. ❥ كافئي نفسك، لا تنتظري أحدًا ليُقدّرك.
---
خلاصة المقال:
"هحبك، بس مش أكتر من نفسي" ليست جملة قاسية، بل هي رسالة وعي ونضج.لأنك عندما تحبين نفسك كما تستحق، ستكونين أكثر قدرة على اختيار من يحبك كما تستحقين.
---
مصدر موثوق:
موقع Psychology Today – مقال: لماذا يمنح بعض الناس أكثر من طاقتهم في الحب؟
