مهارات تحديد الأهداف واتخاذ القرار وأهم الاستراتيجيات

إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوع
وقت القراءة: دقائق

لا يكاد تخلو ساعة واحدة من حياتنا دون اتخاذ قرار بشكل عام، قد يتبادر إلى ذهنك أن مصطلح اتخاذ القرار يقترن فقط بالقرارات الإدارية أو قرار دولي، لكن الأمر أبسط من ذلك بكثير؛ قد يكون القرار محيّر بما ستتناوله على الغداء اليوم كأبسط الأمثلة، ومن القرارات المعقدة أن تتخذ قرارًا نهائيًا في تغيير مجال عملك أو تخصصك الدراسي.

اتخاذ القرار يتطلب منك المهارة والجرأة للاختيار المثالي بين ما يتوفر أمامك من خيارات متعددة، فإن مسألة اتخاذ القرار الأنسب تحتاج موقف حازم منك مهما كان الأمر بسيطًا أو عظيمًا، وانطلاقًا من أهمية هذه العملية فإن الشركات الكبرى تتجه إلى توظيف أشخاص من أهل الخبرة والكفاءة في المجال ليكون قرارهم صائب يصب في مصلحة الشركة.

بشكل عام فإن تحديد الأهداف واتخاذ القرار يعتبر بمثابة رسم خطة الطريق إلى النجاح، فإن الفعالية المطلقة في اتخاذ القرار تحتاج منك الوعي التام في تحديد الهدف والمسار الذي تمضي به مع الاهتمام ببذل الجهود الجبارة لضمان الوصول إلى القمة المرجوة.

كما أن تحديد الهدف يتطلب أن تكون فضوليًا جدًا حتى تعرف ما تسعى لتحقيقه فعلًا، فقد تتفاجأ بأن هدفك مستوحى من تجربة عميقة في حياتك تركت لديك درسًا له أثر، من الأمثلة على ذلك والت ديزني الذي اكتشف موهبته بالصدفة عن طريق تجربة رسم الحصان بعد طلب ذلك منه من جيرانه، ما ولد لديه اكتشاف بأنه محب وهائم بالرسوم الكاريكاتورية ونسخها ببراعة، ويتجلى ذلك حاليًا في مدن والت ديزني الترفيهية المنتشرة حول العالم التي نقلته من طفل فقير إلى مليونير عالمي.

مفهوم اتخاذ القرار وتحديد الهدف Decision Making and Goal Setting

إن عملية تحديد الهدف Goal Setting أمر أساسي في حياتنا لا مفر منه، ونظرًا لعظمة وأهمية الأهداف في حياتنا فإن من يعيش بلا فائدة أو هدف يعتبر تائهًا وعشوائيًا، حتى إن كان الأمر بمنتهى البساطة في أهدافك على الأقل لديك وجهة تمضي نحوها لتحقيقها.

ترتبط عملية تحديد الهدف واتخاذ القرار معًا غالبًا، فقد تكون أمام مجموعة من الأهداف يطلب منك الاختيار بينها لتحقيقها؛ لكن يأتي هنا مدى ضرورة اتخاذ القرار في اختيار الهدف الصحيح والمناسب، وقد يكون الأمر بسيطًا في تفاصيل حياتنا اليومية، لكن عندما يزداد الأمر تعقيدًا فإن هناك اختلاف ملموس يحتاج استراتيجيات ومهارات، وهذا ما سنتعرف عليه في مقالنا هذا.


اقرأ ايضا

    إن تحديد الهدف يحتاج مهارة بحد ذاتها حتى تكون ملمًا بعمق عما ستصل إليه بعد القيام بمجموعةٍ من الأنشطة والأعمال عامةً، فإن المعرفة العامة للرؤية والقيّم والأهداف يعني وصولك إلى القدرة على اتخاذ القرار بأفضل وجه، كما يكون الإنسان قادرًا على تحقيق أهدافه من خلال وعيه وتواصله وتعاونه بدرجة عالية في الالتزام بتحقيق الأهداف، كما أن اتخاذ القرار يتخذ على عاتقه الاعتماد على الحدس (قرار صادر من المشاعر الغريزية قائمة على الخبرات والقيم)، وأيضًا المنطق الذي يعتمد على الحقائق والتفاصيل ذات العلاقة بالمشكلة.

    قد يهمك أيضًا: تطوير النفس

    مهارات تحديد الهدف واتخاذ القرار في الأعمال

    مهارات تحديد الأهداف واتخاذ القرار وأهم الاستراتيجيات

    هناك العديد من المهارات التي لا بد من متخذ القرار القدرة على تطبيقها جميعًا أو معظمها على الأقل في الأعمال حتى يصل في نهاية المطاف لاتخاذ القرار النهائي والصحيح، ويتمثل ذلك بما يلي:

    • المهارات التحليلية والتفسيرية الممتازة Analytical Skills

    بحيث يكون متخذ أو صانع القرار Decision maker قادرًا على معرفة العوامل المؤثرة في نتيجة القرار بكل احترافية، فإن ذلك يكون فعالًا استقطاب المعلومات وتقييمها بدقة متناهية قبل الوصول إلى القرار النهائي.

    فإن المهارة التحليلية يعني تجزئة المشكلة التي بين يديك حتى تنظر إلى كل جزء على حدى والبحث عن الحقائق ذات الصلة به، ثم الإتيان بتفسيرات للأنماط والنتائج الظاهرة أمامك، فإن مثل هذه المهارات تكون فعالة في اتخاذ قرارات قائمة على حقائق منطقية.

    • التفكير الإبداعي في تقييم الحلول والخيارات Creativity Skills

    لا بد أن يكون صانع القرار ماهرًا في تقييم البدائل المتاحة له والوقوف على الأسباب الكامنة بمصداقية عالية خلف تقييمه لكل بديل، فإن عملية صنع القرار تتطلب منك توظيف التفكير الإبداعي إلى جانب الحقائق والأرقام حتى تفكّر خارج الصندوق وتصل إلى قرار جيد.

    من الضروري أن يكون أيضًا صانع القرار مفكر مختلف ليتمكن من تطوير الأفكار والحلول الموضوعة للمشكلات، والانفتاح نحو إمكانية تجربة أشياء جديدة.

    • مهارات التعاون Collaboration Skills

    يعتبر التعاون والعمل بروح الفريق في الشركة من الأمور المهمة جدًا، حتى يكون القرار جماعيًا، لذلك يفضل تحديد جلسات عصف ذهني للفريق للاطلاع على جميع الأفكار والآراء والحلول المبتكرة في حل هذه المشكلة، عند التعاون في إيجاد حلول أو اتخاذ القرارات فإن ذلك يعني الوقوف أمام وجهات نظر متعددة؛ بالتالي المضي قدمًا بطرق متعددة بالتفكير بحل للمشكلة.

    • المهارات القيادية Leadership Skills

    من الجيد أن يكون صانع القرار يتمتع بشخصية قيادية بحتة، وذلك حتى يكون قراره مختار بعناية فائقة بعد إلقاء النظر على كافة الوجهات؛ ثم المضي قدمًا بصنع القرار والحل بناءً على ما جاء من أفكار أعضاء الفريق.

    من الجدير بالذكر أنه ليس شرطًا أن يكون متخذ القرار هو المدير أبدًا، بل يحتاج الأمر إلى صانع قرار يتولى زمام الأمور بمعنى الكلمة له مهارات قيادية وقدرة وكفاءة عالية على القيام بالأمر؛ قد لا تتوفر عند المدير الفعلي، فإن القائد صانع القرار يوجه أنظاره نحو الاستراتيجيات والنتائج المترتبة عليها ليتوقع العواقب المنطقية بناءً على استنتاجات منطقية ضمن سياق محدد.

    كما أن صانع القرار يحافظ على النظر في اللوائح والسياسات والبروتوكولات والقوانين عامةً ليكون قراره معترف به وخاضعًا لجميع الأحكام دون مخالفة، بما معناه أنه بعيد المدى ويحاول تجنب العواقب المنطقية.

    قد يهمك أيضًا: نصائح حصرية للنجاح في العمل عبر الإنترنت: تعرّف على أسرار كسب المال من الويب

    أهمية وفوائد تحديد الهدف واتخاذ القرار

    في الحقيقة إن لكل منهما أهمية مختلفة عن الآخر، لذلك أود الوقوف على التفاصيل على طريقتي هذه:

    أهمية تحديد الهدف

    • تعميق الشعور بالالتزام والتحفيز نحو الرغبة بالوصول إلى القمة التي حددتها، فإن تحديد الأهداف مؤثر قوي على الدوافع والتركيز.
    • تعظيم شعور الإثارة والحماس تحديدًا بعد رفع الستار عن الصورة المتوقعة للنتيجة النهائية، كما هو الحال عندما تتخيل بدء مشروع تجاري وارتفاع الإيرادات ووصول مرحلة من الاستقرار المالي والنجاح؛ ما يدفعك للعمل دون كلل.
    • القدرة على العمل والنجاح بطريقة مميزة من خلال تجزئة الأهداف والتسلسل في تحقيقها للوصول إلى النتيجة النهائية، ما يجعل كل هدف جزئي في مرحلة معينة، من الأمثلة على ذلك المتسابقين في ماراثون الجري عندما يحلمون أولًا بإكمال مسافة 5 كيلو متر، ثم اتساع أفق الأهداف نحو 10 كيلو متر وهكذا حتى يصل إلى النهاية.
    • ارتفاع مستوى الشعور بالمسؤولية والثقة بالنفس والإيمان بالقدرات جدًا، ما يجعل الأمور لا تصعب عليك وتراها متاحة للتنفيذ والتحقيق والتجاوز بكل سهولة، كما هو الحال عند توجهك لتعلم لغةٍ ما وإتقانك المستوى الأول منها؛ فإنه يتولد لديك رغبة بإنهاء مستوى ثانٍ وثالث لبلوغ الاحترافية.

    أهمية اتخاذ القرار

    • تحسين القدرة على عدم التسرع في إصدار الأحكام، فإن التمتع بمهارات اتخاذ القرار تجعلك تتريث في أحكامك وقراراتك.
    • إخضاع المعلومات المتاحة أمامك للتحليل العميق، ما يجعلك متيقظًا لأدق التفاصيل.
    • الوصول إلى نتائج ممتازة أو مفضلة على الأقل.
    • تعزيز أواصر العلاقات بين صانع القرار وأعضاء الفريق عامةً.
    • اتخاذ القرار الصائب يعتبر طريق معبد نحو وصول النجاح والقمة.
    • توطيد أواصر العلاقات بين فريق العمل وتوجيه أنظارهم بما يتماشى مع مصلحة المنشأة أو العمل.

    استراتيجيات تحديد الهدف وصنع القرار

    مهارات تحديد الأهداف واتخاذ القرار وأهم الاستراتيجيات

    في مجال صنع القرار تحتاج للتعرف على مجموعةٍ من أهم الاستراتيجيات التي لا بد من التسلسل بها لتتمكن من الوصول إلى الاحترافية في صنع القرار:

    • البدء ببطء Start Slow: من الضروري أن يتريث صانع القرار في عمله حتى يكون قادرًا بالخروج بأفضل النتائج، لذلك يستغل وقته في تجزئة المشكلة وإمعان النظر إليها من جميع النواحي للتعرف على التفاصيل بدقة، ثم التفكير بالعديد من التساؤلات من ضمنها (ما هي الحقائق المهمة بهذا الشأن؟ عدد الحلول المتاحة لاتخاذ القرار؟ كيفية الوصول إلى الاستنتاج؟) ثم التسلسل والتقسيم في العملية لتتمكن من صنع قرار فعال، لكن التباطؤ هذا قد يكون في بداية الأمر لكن مع مرور الوقت ستكون أكثر ممارسة وسرعة وكفاءة في اتخاذ القرار.
    • النظر في الحقائق Consider the Facts، عندما تود اتخاذ قرار بناءًا على افتراضاتك فإن الأمر يعتبر بمنتهى السهولة؛ إلا أن الأمر أوسع من ذلك بكثير حيث يتطلب منك التعمق في الحقائق والوصول إليها بأي طريقة كانت لتكون عقلانيًا في صنع قرارك، لذلك كن حريصًا على تقييم المعلومات والحقائق بدقة، أجب على التساؤلات (هل تعرف كل الحقائق؟ ما الاستنتاج الأفضل حسب الافتراض الأمثل؟).
    • طلب المساعدة Ask for Help، قد تكون بعض القرارات تحتاج الاستعانة بآخرين أحيانًا، فإن وجود أكثر من رأي يعني النظر للمشكلة من عدة اتجاهات وتوظيف طرق تفكير مختلفة؛ قد يساعدك الآخرين على إبراز جوانب لم تخطر على بالك، لذلك كن حريصًأ على استشارة أهل الخبرة والآخرين في حل المشكلة.
    • المقارنة بين الإيجابيات والسلبيات Weigh pros and cons، من العقلانية أن تسلط الضوء على الإيجابيات والسلبيات لأي قرار تود اتخاذه وحسم الأمر به، ولا بد أن تكون هادئًا ومستقرًا نفسيًا حتى تتخذ القرار وتفهمه بعمق، فإن الأمر يحتاج إلى المنهجية المطلقة حتى تتفادى نقطة التحيز المعرفي.
    • كن مرنًا Be flexible، لا يحتاج الحزم والصلابة المطلقة في اتخاذ القرار، لذلك لا بد من المرونة وقبول التنازلات عند حسم أمرك واتخاذ قرارك، دع صوت الحق والمنطقية يعلو على التفضيلات الشخصية، فإنك بحاجة للمضي قدمًا بطريقة ثابتة.

    دورات تحديد الهدف واتخاذ القرار

    بعد الوقوف مليًا على أهمية تحديد الهدف واتخاذ القرار والتعرف على أهم المعلومات، نود الانتقال سويًا إلى أهم دورات تحديد الهدف واتخاذ القرار تعقدها الكثير من الجهات التي تؤمن بمدى أهمية هذا الأمر في الحياة الشخصية والمهنية، ومن أهم هذه الدورات:

    • دورة حل المشكلات واتخاذ القرارات في بيئة العمل من إدراك، من الدورات المجانية التي تعزز قدرة المتعلّم على تحديد المشاكل المتوقعة والفعلية التي قد تواجهه في بيئة العمل والتعامل معها بكل احترافية من خلال خلق حلول بديلة لأصعب المشاكل، والقدرة على بناء خطة عمل متكاملة لتقييم نتائج القرارات بهذا الشأن.

    دورة مجانية تحديد الأهداف واتخاذ القرار من فرصة، من الدورات القيمة التي تؤهل المتعلم على تحديد أهدافه الشخصية والعملية والسعي نحو تحقيقها والمساعدة باتخاذ القرارات بأفضل وجه، واستثمارها.

    ختامًا، إن اتخاذ القرارات وصنعها أمر يحتاج إلى التأني والدقة المتناهية لبلوغ سدة النجاح، فإن المهارات التي يتمتع بها صانع القرار تجعل قراره أفضل وأكثر دقة، وفي حال الشعور بحاجة للمزيد من الخبرات يمكن اللجوء إلى ورشات العمل والدورات التدريبية حتى يضاعف جرعة الخبرة والمعلومات.

    المراجع

    1. What Are Decision-Making Skills?

    2. 5 DECISION-MAKING SKILLS FOR SUCCESSFUL LEADERS

    3. Mastering Goal Setting and Decision-Making in 3 Minutes!

    إيمان الحياري

    إيمان الحياري

    كاتبة محتوى تقني ومنوع

    كاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ