ماذا نعرف عن التلوث البصري؟
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولكلف الإنسان بإعمار الأرض ورزق البيئة ليستغل ما فيها من اجل احراز تقدمه وتطوره الحضاري في كل المجالات إلا أن الاستغلال الغير عاقل للبيئة أدى إلى إفسادها بما تركه من مخلفات ضارة للكائنات الحية بما يسمى بالتلوث، الثلوث له عدة أنواع من ضمنها التلوث البصري، التلوث البصري من اقل المواضيع التي تعالج على الرغم من كونها أكثر انتشارا في مدننا الحديثة خاصة بعد الثورة الصناعية
في هذا المقال سأعرض ما هو التلوث البصري وما هي أنواعه والحلول التي تساعد في تقليله
تعريف التلوث
قبل معرفة التلوث البصري لابد في البداية أن نضبط مفهوم، التلوث: أما من الناحية اللغوية فقد جاء في لسان العرب المحيط أن كلمة (لوث) تعني تلطخ، فيقال لوث ثوبه بالطين؛ أي لطخها ولوث الماء أي كدره، وفي المعجم الوسيط تلوث الماء أو الهواء يعني خالطته مواد غريبة، كما تشير معاجم لغوية أخرى أن التلوث يعني خلط الشيء بما هو خارج عنه، أما من الناحية الإصطلاحية فالتلوث هو إدخال مواد ضارة إلى البيئة وتسمى هذه المواد الضارة تسمى الملوثات
أنواع التلوث
اختلفت طرق تقسيم أنواع التلوث فهناك من نظر إلى مصدره وهذا يقسم التلوث الى نوعين:
التلوث الطبيعي: الذي يحدث بسبب الظواهر الطبيعية الخارج عن إرادة الإنسان مثل: الدمار الناتج عن الزلازل والفيضانات والأعاصير
التلوث الصناعي: الناتج عن نشاطات الإنسان المختلفة في أنشطته الصناعية والزراعية وغيرها من النشاطات التي تمس البيئة
والأشهر والمنتشر هو التقسيم بحسب البيئة التي يحدث فيها فنجد:
تلوث الهواء، تلوث الماء، تلوث التربة، التلوث الضوئي ومنهم التلوث البصري
التلوث البصري:
يتم تعريف التلوث البصري على أنه مجموعة من العوامل التي تعيق جمالية المنظر سواء كان المنظر منظرا طبيعيا كالغابات والشواطئ أو منظرا من صنع الإنسان مثل المدن، ينتج هذا النوع عن التلوث وأنواعه بصفة عامة أو عن الاستغلال غير الجيد للبيئة ومن أمثلته: اللوحات الاعلانية، النفايات، الكتابات على الجدران، المباني المهجورة، الأسلاك الكهربائية، الطرق الغير معبدة
نعم للتلوث البيئي عدة اشكال الا ان هذه الاشكال تشترك في كونها تؤثر على الصحة النفسية وعلى صحة المجتمع وفيما يلي سأحاول تغطية أكبر الأثار السلبية للتلوث البيئي
قد يقال إن هذه مشكلة غير مهمة أو أن جمالية المحيط أمر رفاهي ولا يجب الانشغال به بل الأولى التركيز على النمو الاقتصادي، وهذا خطأ اذ Hن الاشتغال بخلق بيئة ملائمة للأفراد لا يتعارض مع النمو الاقتصادي بل العكس فجمالية العمران والبيئة تجذب السياح مما يحسن من اقتصاد البلد، ثم إن التواجد في بيئة ممتازة يحسن من إنتاجية الأفراد ويقلل من ضغطهم في العمل بالتالي انعكاس إيجابي على أداء المؤسسة بالتالي نتائج إيجابية اقتصاديا واجتماعيا، ثم إن تداركنا هذا المشكل من الآن فسيكون اسهل بكثير من محاولة تداركه في المستقبل
مصادر التلوث البصري
وسائل التواصل: إضافة الى تأثير الضوء الناتج عن شاشات الاجهزة على العينين تحتوي وسائل التواصل على الكثير من الألوان الفاقعة في المنشورات أو في الإعلانات
اللوحات الإعلانية: سواء التي توجد في المباني أو في المحلات تمثل اللوحات الإعلانية أكثر تجليات التلوث البصري انتشارا، تقلل اللوحات الإعلانية من جمال المظهر وتجعله يبدو غير متناسق وتسبب ظاهرة تسمى الفوضى البصرية
التلوث الضوئي: وهو تواجد الإضاءة الصناعية في البيئة ويعتبر من الأسباب الأساسية للتلوث البصري، من الأشكال التي يكون فيها التلوث الضوئي مؤثرا على التلوث البصري هي ظاهرة التعدي الضوئي حيث يتم إضاءة أماكن غير مرغوب في إضاءتها كدخول ضوء عمود الانارة في الشارع الى الغرف، كذلك الإضاءة المفرطة التي تؤدي إلى مشاكل في رؤية الألوان
كذلك التصميم السيء للمباني، والأسلاك الكهربائية، النفايات، والرسم على الجدران، يمكن القول أن وجود التلوث البصري هو نتيجة حتمية لتواجد الأنواع الأخرى للتلوث
أثار التلوث البصري على الصحة
لا يؤثر التلوث البصري بشكل رئيسي على الصحة البدنية للإنسان لكن تأثيره يتركز في الجانب النفسي حيث انه يسبب القلق والكآبة والتوتر للمواطنين كما أنه يضر براحة العين قد لا يبدو ذلك مشكلة للبعض إلا أن لديه تأثيرا مباشرا في سعادة المواطنين وطبيعة العلاقات الاجتماعية، كذلك للتلوث البصري عواقبه على الاقتصاد، كما أن التواجد في بيئة ملوثة بصريا يؤثر بالتأكيد على جودة الحياة للفرد
أثار التلوث البصري على البيئة والاقتصاد
يكمن أثر التلوث البصري على البيئة في كونه يخلق فوضى بصرية، الفوضى البصرية هي عبارة عن اختلاف الأشكال والأحجام والألوان بحيث يجعل المنظر قبيحا، هذا يؤثر على البيئة فيجعلها أقبح مما يجعلها غير ملائمة للقيام بلأنشطة اليومية بشكل فعال بالتالي تؤدي إلى تقليل الإنتاجية والذي يؤدي حتما إلى اضرار إقتصادية، بسبب قلة إنتاجية الفرد
من المسؤول؟
التلوث البصري جرم اشترك فيه عدة أطراف من ضمنهم نحن كأفراد، فنحن المسؤولون الرئيسيون عن جودة المحيط التي نعيش فيه كالمنزل والشوارع فضلا عن كوننا المسؤولين عن تحسينها، كذلك تتحمل السلطات مسؤولية الشوارع المتواجدة في الأماكن العامة وكذلك أصحاب المحلات مسؤولون عن محلاتهم، فكل طرف مسؤول عن ما في يده وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، فالأب مسؤول في بيته والتاجر مسؤول في متجره والمسؤول مسؤول في مؤسسته وكذا...
الحل
توجد عدة حلول للحد من التلوث البصري بعضها للأفراد والبعض الآخر للسلطات منها: تنظيم اللوحات الإعلانية وتصميمها بشكل أفضل، وضع قوانين تحد من هذا التلوث، التوعية حول الموضوع خصوصا للأجيال الصاعدة بحكم ان هذا التلوث في تزايد
إن التلوث البصري على الرغم من كونه من أقل أنواع التلوث التي تلاقي اهتماما إعلاميا إلا انه من أكثرها انتشارا بحكم كثرة انتشار مصادره، ومن أكثرها تأثيرا علينا إذ هو تشويه للبيئة التي نعيش فيها والتي لها ارتباط مباشر بسعادتنا إنتاجيتنا كأفراد، نحن مسؤولون كأفراد عن نظافة بيئتنا ونحن المتأثرون الرئيسيون بها نفسيا أو بدنيا، سلبا أو إيجابا
المصادر
https://www.scenic.org/2022/03/31/visual-pollution-and-the-preservation-of-aesthetic-places/
https://environmental-conscience.com/visual-pollution-causes-effects-solutions/
https://environmental-conscience.com/causes-effects-solutions-for-light-pollution/
Zakaria Abderrahmane Bellouber
طالب جامعي وكاتب مهتم بالثقافةأنا بلوبر زكريا عبد الرحمان جزائري من مواليد 2004 طالب صحة وسلامة وبيئة، محب للكتابة ومهتم بالثقافة
تصفح صفحة الكاتب