كيف تصبح كاتبا محترفا؟ أهم النصائح من الخبراء
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخوليمكن تعريف الكتابة بأنها رسم العديد من الرموز التي تعبّر عن كلمات يستطيع الآخرون قراءتها ومعرفة المعاني التي تتضمنها، وتُعد الكتابة من أبرز أشكال التواصل البشري منذ القدم؛ إلا إنها مرّت بالعديد من المراحل حتى تطوّرت إلى ما هي عليه في وقتنا الحالي. قد يبدو الأمر بديهيًا لدى البعض؛ إلا إنه بإمكان أي شخص تطوير مهارات الكتابة لديه ليصبح كاتبًا جيدًا من خلال اتباع بعض النصائح والإرشادات، ومنها تحديد نوع الكتابة الذي يرغب بالانخراط فيه، وكذلك جعل الكتابة من العادات اليومية، فضلًا عن ضرورة القراءة لمن يريد أي يصبح كاتبًا متميزًا.
نصائح تطوير مهارات الكتابة الجيدة
تبدأ مهارات الكتابة مع أيٍّ منا منذ الطفولة، حيث يتعلم الفرد المهارات الأساسية في مختلف المراحل الدراسية والعملية، وتتطور هذه المهارات لتصبح بابًا من المعرفة وشغفًا واضحًا مع مرور الوقت والتمرّس والاستمرارية في تطبيق عددٍ من النصائح بأساليب متنوعة. فيما يلي نستعرض قائمة من النصائح والإرشادات التي من شأنها أن تطوّر مهارات الكتابة لديك لتصبح كاتبًا جيدًا:
ماذا أريد أن أكتب؟
لطالما عرفَ الكاتب الشغوف ماذا يريد أن يكتب، وفي أي اتجاهِ تسير كتاباته، الأمر ليس صعبًا، حيث بمقدوره تحديد نوع الكتابة تبعًا لرغبته ما إذا كانت كتابات حرة وخاصة، أو للنوع المطلوب منه في حال كانت كتابات ضمن نطاق عمله. على اختلاف النوع تُولد الصياغة الأمثل لأي كتابة، التي بدورها تنعكس على الهدف أو الأهداف من الكتابة؛ فمثلًا كتابة الروايات، كتابة الشعر، كتابة القصة القصيرة وما إلى ذلك يتطلب استحضار الخيال ممزوجًا مع الواقع، وتقديم صور فنية تحاكي نفس القارئ وتستهويه لمتابعة الأحداث حتى النهاية، في حين أن الكتابات التقنية والترجمة تتطلب استخدام مفردات سلسة ومفهومة ومباشرة وصولًا إلى المعنى والمعلومة المطلوب إيصالها، الأمر أيضًا ينطبق في بعض الأحيان على الكتابة الصحفية، التي من الممكن أن تمزج ما الخيال والواقع؛ بحيث يربط الصحفي مفرداته السهلة الممتنعة مع ما بين يديه من وقائع أو تحليلات.
اقرأ ايضا
الكتابة بشكل يومي
لا شك بأن ممارسة الكتابة بشكل يومي تؤدي إلى التحسن واكتساب المزيد من المهارات بشكل تدريجي إلى جانب زيادة السرعة أيضًا، وذلك لأن مهارات الإنسان المختلفة تتطور عادةً عند ممارستها بشكل يومي. من الممكن أن يكون تخصيص ما مدته 10-15 دقيقة يوميًا للكتابة دون شروط أو قيود معينة تأثيرًا إيجابيًا وواضحًا على تحسّن الأداء يومًا بعد يوم، حيث يعتاد الكاتب على قراءة ما كتبه ومراجعة الفكرة والتدرج في تقديمها، فضلًا عن خلوّ نصّه من الأخطاء على اختلاف أنواعها.
القراءة مفتاح آخر للنجاح الكتابي
"اقرأ كثيرًا".. مقولة معروفة في عالم الكتابة، ونصيحة جيدة جدًا لمن يرغب بأن يصبح كاتبًا مشهورًا.
يتميز الكاتب الجيد بكونها قارئًا جيدًا أيضًا، ولذلك يُنصح الراغبين بالانخراط في أنشطة الكتابة بالقراءة يوميًا أو بشكل شبه يومي لتطوير مهاراتهم بشكل جيد. نشير هُنا إلى أهمية انتقاء المواضيع المقروءة وارتباطها برغبات الكاتب ونوع الكتابة المطلوبة منه، الأمر الذي يؤدي إلى تحسين مهارات الإدراك وتوسيع آفاقه ونظرته وزيادة مخزون مفرداته، ما ينعكس على آلية التقديم الخاص به والأسلوب الذي يتبعه في كتاباته.
أسرار استخدام الخط
قد يستغرب البعض من استخدام الكاتبٍ الخط الغامق أو المائل في كتاباته، وهنا نقصد كلمات ومفردات معينة داخل النص، السر يكمن في خلطة تكتيكية يستخدمها أي كاتب يريد إيصال فكرة معينة إلى القارئ؛ بحيث يشير إلى الكلمات المهمة بهذا النوع من الخط، وكأنه تنبه نظري يقدمه للقارئ بأن هذه الكلمة/الكلمات ستكون مفتاح لفهم العنوان الرئيسي أو الفرعي أو فقرة بعينها.
ينطبق الأمر ذاته على استخدام الخط الأكبر في بعض العناوين، أو داخل النصوص، فالفكرة المهمة تبدأ من النظر والتركيز على الكلمات أو الجمل المختلفة بشكلها، بل وتثير شهية القارئ للمتابعة.
ابتعد قدر الإمكان عن علامات التعجب
الإفراط في الأكل يؤدي إلى التخمة!.. هل تعجبت من هذه المعلومة، لا أعتقد ذلك!.
مثل هذه المعلومات وغيرها من الكتابات التي تحمل في جعبتها الإشارة إلى مواضيع معينة بشكل استعراضي أو معلوماتي، لا تحتاج إلى استخدام علامات التعجب، فإن الإفراط باستخدامها يشبه الإفراط بالأكل، بل ولا يؤدي إلى نتيجة ملموسة ويكون ضارًا بالنص. على الكاتب أن يعي بأن استخدام هذه العلامة يكون محل تشكيك أو استغراب أو استهجان، وفي المثال السابق بعد الإجابة عن السؤال بـ "لا أعتقد ذلك!" يكون استخدامها صحيحًا.
نص بلا أخطاء، هل يمكن ذلك؟
إن الأخطاء الإملائية والقواعدية واللغوية هي مصدر قلق للكثير من الكتّاب حتى لو كانت بسيطة؛ مثل عدم التفريق بين التاء المربوطة والمبسوطة أو همزة الوصل والقطع، وعليه يجب على كل كاتب يرغب بالنجاح والوصول إلى الفئة المستهدفة أن يعلم جيدًا بأن تجنّب مثل هذا الأخطاء أمرٌ واجب، لطالما أنه يقدم نصًّا جميلًا ومكتملًا جملةً وتفصيلًا، ما يتضمن نص بلا أخطاء، ويتطلب المراجعة قبل النشر.
من سوف يقرأ كتاباتي؟
ترتبط هذه النقطة ارتباطًا وثيقًا بالنقطة الأولى، وهي تحديد نوع الكتابة، وعليه سيكون الجمهور المستهدف معروفًا لدى الكاتب، ومع مرور الوقت وتقديم مجموعة كتابات معينة سيفهم الكاتب طبيعة هذا الجمهور، والصياغة والأسلوب والمواضيع التي يرغب بالاطلاع عليها.
الاستعانة بدورات الكتابة
تتوفر الكثير من دورات الكتابة المجانية أو المدفوعة على شبكة الإنترنت، ويمكن لأي شخص البحث عن هذه الدورات والانخراط والتسجيل فيها للتعرف على كثير من الإرشادات، وامتلاك المهارات الجديدة التي تجعل منه كاتبًا أفضل.
مخاطبة الأشخاص بشكل صحيح
للكتابة حقولٌ كثيرةٌ يستدعي بعضها مخاطبة الأشخاص، وعليه يجب معرفة الطريقة المناسبة للقيام بذلك، آخذًا بعين الاعتبار اختلاف فئاتهم، ما ينعكس على كيفية استخدام الضمائر أو الألقاب أو الأسماء بعينها داخل النص، أيًّا كان الهدف منه. يتخلل بعض الكتابات مخاطبة ضمنية للقارئ، وقد تكون باستخدام الضمائر المحايدة أو التفخيم، وهذه الحالة تكون عند عدم معرفة جنس المُخاطب أو التعميم.
حذف الكلمات غير الضرورية من النص
تعد هذه النصيحة مهمة جدًا، خاصة للراغبين بإثراء نصوصهم؛ فيعتقدون بأن زيادة عدد الكلمات هو الهدف. هُنا لا بد أن نشير إلى ضرورة الابتعاد عن استخدام الكلمات غير الضرورة؛ مثل تكرارها بمفردات شبيهة، أو حتى الإسهاب في تقديم الفكرة، فمثل هذه الأمور تُضعف النص بل ورسالته والهدف منه.
القراءة بصوت مرتفع
تختلف آلية مراجعة النص من كاتب إلى آخر، ووجب التنويه هُنا إلى الدور الفعّال للقراء بصوت مرتفع، ما يساعد على اكتشاف الأخطاء الإملائية والقواعدية بالنظر إليها وقراءتها معًاـ، ويمكن كذلك تصحيح صياغة جملة معينة وتقديمها بطريقة أفضل من السابق.
عرض النصوص على شخص آخر
على أي كاتب أن يتعامل مع نصّه وكأنه ابنه الوحيد عند كتاباته؛ يدلل مفرداته وصياغته وأسلوب الطرح فيه بطابع خاص لا يشاركه أحدٌ فيه، ومن جهة أخرى على أنه نوعٌ من الحلويات لا مذاق له إلا بالمشاركة، وهنا نقصد مشاركته بعد الانتهاء منه مع الزملاء والأصدقاء، فهم العين الأولى التي تهمك، بل وتثني على العمل وتكتشف ما فيه من أخطاء أو عبارات غير مفهومة أو جمالية معينة.
إرشادات زيادة سرعة الكتابة
يتساءل الكثير من الراغبين بالانخراط في مجال الكتابة، تحديدًا كتابة المقالات على اختلاف مجالاتها أو نوعها، عن الطريقة الي يستطيعون زيادة سرعة كتابتهم من خلالها حتى لا تستغرق وقتًا طويلًا، وفيما يأتي مجموعة منها نطرحها وفقًا لما ورد في بعض المصادر الموثوقة والخبرة الشخصية:
- وضع المخطط التفصيلي: قبل البدء بالكتابة يجب على الكاتب وضع المخطط التفصيلي لما سيكتبه؛ فإن ذلك يجعل من جمع المعلومات والبيانات اللازمة أكثر سهولة بل ويزيد من وضوح الأفكار ما يزيد من سرعة الكتابة.
- وضع التحديات: من الجيد وضع التحديات التي تساعد على زيادة سرعة الكتابة بشكل منتظم، ومن الأمثلة على ذلك زيادة سرعة الكتابة إلى ألف كلمة في الساعة الواحدة لمن يكتب أقل من ذلك، حتى تتحسن السرعة مع مرور الوقت.
- اختيار الوقت الأفضل: من الجيد مراعاة الوقت المفضل للكتابة عند الرغبة بممارسة هذه العادة وتطويرها وزيادة السرعة فيها؛ فإن بعض الكتاب يستطيعون الكتابة بشكل أسرع صباحًا خلافًا للآخرين الذين يفضلون وقت المساء.
- جمع المعلومات مسبقًا: بعد جمع المعلومات المطلوبة يستطيع الكاتب المتابعة في كتابة النص مع التخلص من البحث، الذي يعد أحد العوائق التي تزيد من الوقت المستغرق في الكتابة.
- التخلص من المشتتات: لا شكّ بأن هناك كثيرًا من المشتتات التي يمكن أن تعترض الكاتب أثناء الكتابة وتجعله يأخذ وقتًا أطول؛ بما في ذلك الإزعاج الخارجي وتطبيقات التواصل الاجتماعي، لذا يجب التخلص منها لتزداد سرعة الكتابة.
- ممارسة ألعاب الكتابة: تتوفر الكثير من ألعاب الكتابة على شبكة الإنترنت، ويُمكن الاستعانة بها حتى يعتاد الكاتب على استخدام لوحة المفاتيح، وبالتالي زيادة سرعة الطباعة بشكل ملحوظ مع مرور الوقت.
خطوات كتابة المحتوى الجيد
لا شك بأن هُناك فرقٌ كبيرٌ بين الموضوع الذي تتم كتابته بشكل جيد والموضوع المكتوب دون مراجعة، ويمكن للقارئ المتمرس أن يلاحظ الفرق سريعًا. فيما يلي عددٌ من الخطوات التي تساعد على كتابة موضوع جيد، خاصة للكتّاب المبتدئين:
- الكتابة المسبقة: إن الكتابة المسبقة أولى خطوات الكتابة الجيدة، وتتضمن كلًا من العصف الذهني والكتابة الحرة حول الموضوع، بالإضافة إلى خطة الكتابة وتجميع الأفكار، وغيرها من العناصر الابتدائية التي يعتمد عليها النص النهائيّ.
- البحث: بعد وضع المسودة الأولى حول خطة الموضوع وتجميع الأفكار الأولية ينبغي على الكاتب إجراء البحث عن المواضيع التي تحتاج إلى ذلك؛ لضمان عدم الوقوع بأية أخطاء علمية أو منهجية، وينبغي الاعتماد على مصادر موثوقة.
- الصياغة: في هذه الخطوة تتم كتابة الفقرات والجمل والعناوين وفق الخطة التي وُضعت مسبقًا حتى يقوم الكاتب بإعدادها للنشر النهائي، وتتضمن الاستشهادات والنتائج، إلى جانب جميع المعلومات التي يريد الكاتب كتابتها عن الموضوع.
- المراجعة: يجب أن تخضع الصياغة إلى المراجعة للتحقق من أي أخطاء، بالإضافة إلى معرفة العبارات غير الواضحة، إلى جانب التحقق من جودة الموضوع والكلمات المكتوبة قبل النشر والعرض والتحقق من تلبيته الأهداف والغايات المنشودة.
- التدقيق اللغوي: في النهاية يتم التدقيق على الكلمات المكتوبة لغويًا للتخلص من الأخطاء الإملائية إذا وجدت، بالإضافة إلى التخلص من الأخطاء التي تتعلق بالإعراب وعلامات الترقيم، والتأكد من استخدام الخط المناسب.
ما هي خصائص الكتابة الجيدة؟
عند قراءة نص ما يمكن وبكل سهولة تحديد ما إذا كانت الكتابة فيه جيدة أم لا، حيث يوجد العديد من العناصر التي تُحدّد ذلك، والكاتب الجيد يستحضر هذه العناصر مجتمعةً في نصه على اختلاف نوعه، بل ويسهل الأمر في حال كان النص مقالًا. النقاط تالية الذكر توضّح هذه العناصر:
- الأفكار واضحة للقارئ: إن الكتابة الجيدة تستثير شهية القارئ بدءًا من وضع الفكرة الرئيسية للنص، ووصولَا إلى الأفكار الفرعية، التي يمكن أن تكون على شكل عناوين فرعية في المقالات، وفصول في الروايات أو القصص، فضلًا عن الأفكار الضمنية داخل الفقرات.
- وحدة الموضوع: ما دامت الأفكار المركزية والفرعية للنص واضحة فإن وحدة الموضوع تكون واجبة لإيصالها للقارئ، حيث التدرج فيها وعدم الإسهاب في وصفها، وجعلها مباشرة ومنظمة تسير وفق كل فكرة على حِدة دون تشتيت القارئ.
- التسلسل المنطقي: وهُنا نشير إلى ما ذكرناه في النقطة السابقة وهي التدرج المنطقي في طرح الأفكار وكتابة العناوين والفقرات؛ بدءًا من المقدمة ووصولًا إلى الخاتمة، حيث يعي القارئ بأن النص ذو فائدة، بل وقد يرسخ في باله.
- تدعيم الأفكار المكتوبة: تستوجب بعض الكتابات مثل المقالات والبحوث العلمية، وكذلك الأدبية، تقديم براهين وأمثلة تحاكي عقل القارئ وتدعم الفكرة المبتغاة بشكل سلسل وسهل، لتكون دليلًا على مصداقية الطرح، بل وأن الكتابة جيدة بالفعل.
- الخلو من الأخطاء: ينبغي على النصوص المكتوبة أن تكون خالية من الأخطاء الإملائية والأخطاء التي تتعلق بالصياغة أو القواعد النحوية؛ فإن الكتابة تكون أكثر جودة عند انخفاض نسبة مثل هذه الأخطاء.
الملخص
إن التخصص في مجال الكتابة، على اختلاف نوع المحتوى والمجال، عالمٌ بحدِّ ذاته، ويمكن للراغبين بتقديم مستويات جيدة وكتابات ذات جودة نوعية وكمية عالية اتباع ما ذكر من النصائح والإرشادات السابقة، مع مراعاة متطلبات كل حقل من حقول الكتابة عمومًا. نشدّد هُنا على أن الصياغة ووحدة الأفكار وتسلسلها والابتعاد عن الأخطاء القواعدية والإملائية هي عوامل مشتركة بين مختلف أنواع الكتابات، كما أن القراءة هي البنك الذي لا تنفذ كنوزه، ومن شأنها تعزيز رؤية الكاتب وكفاءة ودقة ما يقدمه.
أخيرًا يمكننا القول بأن أي شخص مؤهل لأن يصبح كاتبًا في حال رغب بذلك، بل وعمل جاهدًا على متابعة تحديثات ومتطلبات هذا المجال، من أدوات وأنواع وتقنيات مُساعدة، مع ضرورة الحفاظ على هويته وبصمته الخاصة في كل عمل يقدمه للقرّاء.