صادفت صديقاً قديماً في السوق لم أره منذ تخرجنا، يبدو عليه مظاهر التعب والشرود لدرجة أنه لم يلاحظني، حتى بادرت بالسلام عليه سألته عن أحواله، وسبب انقطاعه فجأة عني وهل كان مسافراً؟ لكن الجواب كان صادماً بالنسبة لي لقد كان معتكف ولمدة ثلاث سنوات في المنزل، بسبب تدهور صحته النفسية بعد تعرضه لأزمة زعزعت استقرار كيانه، وذلك جراء وفاة توأمه بحادث سير وهو في مرحلة العلاج من آثار الصدمة، عن طريق مختص بالصحة النفسية. تركت صديقي وأنا في حالة ذهول مما رأيت. لقد كان ملهمنا بإيجابيته المفرطة في الجامعة. كيف يتبدل الإنسان من حال لحال؟ وكيف للعقل البشري القدرة على تحمل الكثير؟ تساءلت هل معه حق فيما فعله بنفسه؟ وأصبح لدي فضول بالبحث عن أسرار النفس البشرية وصحتها النفسية وبعد جهد أدركت وجود نقاط رئيسية إذا اتبعتها فستحافظ على صحتك النفسية وإليك أهم 10 خطوات سهلة للحفاظ عليها.
1. تواصل مع الآخرين:
إن التواصل مع الآخرين هو عنصر أساسي للصحة النفسية، فعندها نشعر بالانتماء والدعم، كما يساعدنا التواصل في التعبير عن مشاعرنا وأفكارنا واحتياجاتنا، ويساعدنا في مواجهة التحديات عبر التحدث لشخص موثوق للحصول على منظور جديد للمواقف وتطوير الحلول المناسبة لها. عليك قضاء وقت مع الأصدقاء والعائلة أو الانضمام إلى مجموعة أو منظمةلتزيد فرص التواصل مع من تحب، ومن المفيد التطوع لمساعدة الآخرين لتصحيح صحتك النفسية.
2. حافظ على نشاطك:
الرياضة تساعد في تحسين صحتك النفسية من خلال مجموعة متنوعة من الآليات. بحيث تساعد في إفراز الإندورفينات، وهي مواد كيميائية في الدماغ ترتبط بالشعور بالسعادة والرضا. وتساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق. ولها القدرة على تحسين النوم، وتقليل الاكتئاب. وزيادة احترام الذات. عليك اختيار نشاط تستمتع به ابدأ ببطء وزد تدريجياً من شدة ومدة التمرين وابحث عن رفيق للبقاء متحمساً.
3. اتبع نظام غذائي صحي:
يساعد الطعام الصحي في الحفاظ على صحة الدماغ حيث إن الدماغ يحتاج على عناصر غذائية متنوعة لكي يعمل بالشكل الصحيح، ويساعد النظام الغذائي الصحي في تنظيم مستويات الهرمونات التي تؤثر على المزاج والسلوك ويقلل من التوتر ويحسن جودة النوم مما يزيد مستويات الطاقة ويحسن الأداء. عليك الإكثار من الفواكه والخضراوات واختر الحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون وقلل من تناول الدهون المشبعة والسكر.
4. معالجة التوتر:
إن الصحة النفسية والجسدية مترابطان بشكل وثيق، فالتوتر يؤدي إلى مشاكل في النوم وألم في الرأس ومشاكل في القلب والجهاز المناعي فضلاً على العديد من المشاكل النفسية التي تؤدي إلى الاكتئاب والقلق، لمعالجة التوتر من الأفضل تحديد مصدر التوتر في حياتك، واستخدام تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا وممارستها بانتظام مما يحسن صحتك النفسية.
5. ابتعد عن المنشطات:
المنشطات هي مواد كيميائية أو أدوية تزيد من النشاط العقلي والجسدي يمكن أن تؤدي إلى مجموعة من الآثار الجانبية النفسية كالسلوك العدواني والهلوسة والأوهام بالإضافة إلى مشاكل في الذاكرة والتركيز والإدمان فيجب عليك الابتعاد عن المنشطات إلا بموجب وصفة طبية ومن الأفضل استخدام البدائل الصحية وكن على دراية بالمخاطر الصحية لها لما لها تأثير على صحتك النفسية
6. تقبل ذاتك كما هي وفكر بإيجابية:
تقبل الذات وتقديرها من أهم العوامل التي تساهم في الصحة النفسية فعندما نفعل ذلك نشعر بمزيد من الرضا والسعادة ويشعرنا ذلك بالأمل والتفاؤل ويساعد تقبل الذات والتفكير الإيجابي في تحسين العلاقات الشخصية. عليك التركيز على نقاط قوتك وقضاء الوقت مع أشخاص يدعمونك وابحث عن الأشياء التي تجعلك سعيداً وكن لطيفاً مع نفسك.
7. استمتع وتعلم مهارات جديدة:
إن تعلم مهارات جديدة تساعدك في تعزيز الثقة بالنفس وزيادة الشعور بالإنجاز وتوفير هدف بذلك نعطي أنفسنا شيئاً جديداً نعمل عليه يساعدنا في تحسين الرفاهية العامة من خلال تعزيز الشعور بالأمل. عليك تحديد مهارة تريد أن تتعلمها وتحديد أهداف واقعية بالإضافة إلى أن تكون صبوراً مما يزيد من تحسين الصحة النفسية لديك.
8. الإيمان والروحانيات:
يساعد الإيمان في إعطاء حياتنا معنى وهدفاً من خلال تعزيز الشعور بالأمل وكما يساعد في تعزيز الشعور بالاتصال مما يجعلنا أقل وحدة ويشعرنا بالانتماء والدعم. عليك أن تبحث عما يناسبك فهناك طرق عديدة للتعبير عن الإيمان وكن منفتحاً على تجربة أشياء جديدة وكن متسامحاً مع نفسك ولا تتوقع المثالية وذلك لتحافظ على صحتك النفسية.
9. نم جيداً:
النوم يساعد على تنظيم الهرمونات التي تلعب دوراً مهماً في السلوك والمزاج، وهو يساعد على إصلاح وبناء الخلايا التالفة ويساعد على تحسين الذاكرة والتركيز فعليك خلق روتين للاسترخاء يومياً وتجنب الكافيين والكحول والوجبات الثقيلة قبل النوم بالإضافة على الحفاظ على غرفة نومك هادئة ومظلمة وباردة.
10. اطلب المساعدة:
إن طلب المساعدة بالنسبة للصحة النفسية أمر في غاية الأهمية، بحيث يمكن أن يساعد ذلك في إدارة أعراض الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب ويساعد في تحسين الحياة من خلال تعزيز العلاقات الشخصية، ويساعد من الوقاية من الانتحار الذي يعد السبب الرئيسي للوفاة بين الشباب. يمكن أن يساعد العلاج النفسي في منع الانتحار عن طريق توفير الدعم والمساعدة للأشخاص الذين يعانون من أفكار انتحارية. يتم الحصول على المساعدة عن طريق المعالج النفسي أو الطبيب النفسي أو عن مجموعات الدعم.
الحياة التي نعيشها لن تعاد مرة ثانية، وكل لحظة تمر هي كنز ثمين علينا استغلاله بأفضل قدر ممكن ولا يتم ذلك إلا إذا تمتعنا بصحة نفسية جيدة تساعدنا على المضي قدماً في شتى مجالات الحياة، تلك الصحة التي لا تقدر بثمن لا بد لنا من الاهتمام بها ومراعاتها قدر الإمكان. ساعد نفسك لأجلك. كن دائما الدواء لذاتك وإن لم تستطع ابحث عن المساعدة ولا تتردد في ذلك فالحياة أجمل من أن نمضيها بتعب، لذلك لا بد من صيانة أنفسنا من الداخل فذلك يساعدنا على الشعور بالسعادة والرضا والاستعداد للتحديات التي تواجهنا في الحياة.
هل تعتقد بأنك بصحة نفسية جيدة؟ إليك اختبار مجاني يساعدك في تحديد نوع شخصيتك وصحتك النفسية واختبار اضطراب ما بعد الصدمة.