كيف تؤثر علاقاتك الإجتماعية على صحتك العامة؟

Zahra Bensadi
مؤلفة و فريلانسر
نشرت:
وقت القراءة: دقائق
كيف تؤثر علاقاتك الإجتماعية على صحتك العامة؟

ربما في مرحلة ما من حياتنا فكرنا جميعا في كون علاقاتنا الإجتماعية تؤثر على صحتنا النفسية و الجسدية لما رأيناه من أدلة حية أمام أعيننا, و لكن هل لذلك أساس علمي؟ في الواقع أجل, قد أثبتت العديد من الدراسات الحديثة بأن العلاقات الاجتماعية تؤثر بالفعل على صحتنا و في هذا المقال ستعرف كيف يحدث ذلك.

لنفهم جيدا عن ماذا يدور الموضوع, يجب أن نفهم أولا ما المقصود بالعلاقات الإجتماعية؟ يمكن أن يكون لها أكثر من تعريف واحد و لكنها ببساطة شبكة العلاقات المحيطة بالأفراد, التي تؤثر عليه و يؤثر فيها, سواء بشكل إيجابي كتقديم الدعم و التعاطف, أو سلبي كحصول صراعات ينتج عنها الكثير من التوتر و القلق,و تنقسم العلاقات الإجتماعية إلى قسمين, غير رسمية كتلك التي تجمعك بعائلتك و أصدقائك و رسمية كتلك التي تجمعك بمؤسسات تطوعية أو دينية و غيرها.

هكذا تؤثر العلاقات الإجتماعية على صحتك

كيف تؤثر علاقاتك الإجتماعية على صحتك العامة؟

بمساعدة خبراء علم الإجتماع تمكن الأطباء من الحصول على أدلة تأكد تأثير العلاقات الإجتماعية على صحة الأفراد, و الشيء الصادم أنها تؤثر حتى على نسب الوفيات, فالأشخاص الأكثر عزلة معرضون لخطر الوفاة المبكر أكثر من الأشخاص ذوي العلاقات الإجتماعية المتزنة, و تؤثر العلاقات أيضا على الاشخاص المصابين بحالات صحية معينة,فمثلا وجدت دراسة أن الاشخاص المصابين بمرض الشريان التاجي الذين يعانون العزلة, أكثر عرضة لخطر الوفاة بسبب الأزمات القلبية 2.4 مرة من أولئك الذين يتمتعون بعلاقات إجتماعية جيدة,و حتى بالنسبة للأصحاء الذين يعيشون علاقات إجتماعية غير صحية أو منعزلين تماما, تزيد لديهم إحتمالية الإصابة بعدة أمراض أو تطور حالات مرضية موجودة لديهم بالفعل, مثلا أمراض القلب و الأوعية الدموية, إحتشاء عضلة القلب المتكرر,تصلب الشرايين,إرتفاع ضغط الدم, خلل التنظيم اللاإرادي,السرطان,تأخر الشفاء من السرطان و حتى بطء إلتئام الجروح,كما إرتبطت العلاقات الإجتماعية الرديئة بضعف المناعة و المؤشرات الحيوية الإلتهابية, و هناك ثلاثة طرق أساسية تعمل من خلالها العلاقات الإجتماعية لتؤثر على صحة الإنسان,وهي الصحة السلوكية, الصحة النفسية الإجتماعية و أخيرا الصحة الفيسيولوجسة.

كيف تؤثر العلاقات الإجتماعية على سلوك

سلوكياتنا تؤثر بشكل مباشر على صحتنا ولا شك في ذلك,سواء كانت تلك سلوكيات جيدة كممارسة الرياضة و تناول غذاء متوازن أو سلوكيات سيئة كالتدخين و الإفراط في تناول الأكل غير الصحي مما يسبب السمنة و غيرها من المشاكل, الجدير بالذكر أن هاته السلوكيات قبيحة كانت أم حميدة, فهي تتأثر بشكل مباشر بعلاقاتنا الإجتماعية,مثلا نوعية الطعام الذي إعتدنا تناوله في المنزل, وجود شخص مدخن بيننا من عدمه, و يتجاوز هذا التأثير العائلة لينتقل إلى كافة المجتمع, فنظام الأكل و العادات و التصرفات تختلف بإختلاف المجتمع, الشيء الإيجابي في كل ذلك أن عائلتك أو محيطك بشكل عام قد يدفعك للتغير للأحسن في أحايين كثيرة, مثلا قد تنخرط الأسر في سلوكيات معينة لتحمي صحتها و صحة الأخرين, إنطلاقا من شعورهم بالإهتمام أو الخوف على صحة بعضهم البعض.

تأثير العلاقات الإجتماعية على الحالة النفسية

يجعل الدعم الإجتماعي الفرد يشعر بأنه محبوب و يتم الإستماع له و الإهتمام به, ما يعزز الصحة العقلية و النفسية للأشخاص و يجعلهم أكثر إتزانا, بحيث يحد هذا الدعم من التوتر و يعطي للأشخاص هدفا و معنى لحياتهم, ما ينعكس عليهم فيسيولوجيا و يخفض ضغط دمهم و معدل ضربات القلب, و بالتالي يقلل من إحتمالية الرغبة بالإنخراط في سلوكيات خطيرة تهدد الفرد و المجتمع على حد سواء,مثلا إرتبطت إحتمالية تعاطي المراهقين للمخدرات أو المشروبات الكحولية بأقرانهم و أصدقائهم, و في دراسة أخرى كان الأزواج الذين لديهم أطفال أكثر إهتماما بصحتهم بسبب شعورهم بالمسؤولية.

كيف تأثر العلاقات الإجتماعية على صحتك البدنية

تفيد العلاقات الإجتماعية الصحية الجيدة في تحسين وظائف المناعة و الغدد الصماء و القلب و الأوعية الدموية,و يبدء ذلك منذ سن مبكرة جدا, فالبيئات الداعمة للطفل تؤثر على تطور مختلف الأنظمة لديه, كالجهاز المناعي و الجهاز العصبي اللاإرادي و في حال وجود أي مشاكل في محيط الطفل سيؤثر ذلك على صحته على المدى البعيد,و كمثال اخر يكون المتزوجون الذين يعيشون حياة زوجية مستقرة أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب و الاوعية الدموية مقارنة بالأزواج الذين يعانون من علاقة غير صحية أو تعرضو لخسارة شريكهم.

الجانب المظلم من العلاقات الإجتماعية

كيف تؤثر علاقاتك الإجتماعية على صحتك العامة؟

رغم كل ما ذكرناه سابقا من محاسن العلاقات الإجتماعية و أهميتها,إلى أنها قادرة على أن تكون مرهقة جدا و مدمرة, مثلا الأزواج العالقون في زواج فاشل و الذين لا يحظون بعلاقة جيدة, في النهاية هم الأكثر عرضة للإكتئاب و مشاكل المناعة و تظهر هذه المشاكل بوضوح مع مرور الوقت و تقدمهم في العمر, و أيضا التوتر الذي قد يحصل خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة لدى الأشخاص نتيجة علاقاتهم الإجتماعية يساهم في مشاكل الإجهاد و الإضطراب النفسي لديهم,و من خلال التعرض لكل ذلك الضغط و التوتر بسبب علاقاتهم, يجد الأشخاص أن هذا يدفعهم لممارسة سلوكات إدمانية غير صحية مطلقا, كالتدخين و المخدرات و تعاطي المشروبات الكحولية,ما سينتقل كالعدوى في ذلك الوسط السام, ففي النهاية سيؤثر هؤلاء الأشخاص في أشخاص اخرين,و يسهل تفشي هاته العادات الضارة.

خاتمة

العلاقات الإجتماعية مع الأشخاص الأقرب إلينا, هي العلاقات الأكثر تأثيرا علينا في الغالب, يأثر الوالدين على الطفل كثيرا بينما يؤثر الأصدقاء على المراهقين أكثر و ثم يؤثر الشريك بشكل أكبر من أي نوع من العلاقات الأخرى على شريكه, لذا يفترض بأن تكون هاته البيئات داعمة و جيدة و صحية, حتى يتفادى الإنسان المعاناة من مشاكل نفسية و جسدية قادرة على التأثير عليه طوال حياته, بل و تتسبب حتى في كونه أكثر عرضة لمختلف الأمراض و حتى الوفاة المبكرة مقارنة ببقية أقرانه, و لأن صحتك هي اغلى ما قد تمتلكه يوما, أبعد نفسك عن العلاقات التي تؤذيك أو إنعزل تماما عنها, كن بالمقابل الشخص الذي يوفر بيئة سليمة و صحية لأقربائه و مجتمعه, و حاول التخلص من أي تأثير سلبي تلقيته فيما مضى من محيطك, كي تتحسن و تمضي قدما, العلاقات الإجتماعية مهمة ولا شك و عندما تكون متزنة فهي نعمة تمكنك من عيش حياة صحية وكريمة, فكن الشخص الذي يساعد في منح هكذا حياة لأحبائه.

المصدر

Social relationships

Zahra Bensadi

Zahra Bensadi

مؤلفة و فريلانسر

مرحبا! إن كنت أود التعريف عن نفسي فيكفي أن أخبرك بأنني تجسيد حي لشعور الشغف! في الكتابة و التأليف و التصميم و البحث عن المعلومات بإستمرار..و يسرني جدا أن أسخر ذلك في سبيل تزويدك بمعلومات عن مواضيع مختلفة من مصادر موثوقة..أرجو أن تستمتع بقراءة مقالاتي و تستفيد أقصى قدر ممكن من الإستفادة.

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ