كيفية تحقيق الأهداف: 10 خطوات فعالة في بلوغ هدفك
كيف أحقق أهدافي وطموحاتي من أكثر التساؤلات التي تلازمنا حتمًا! فإن تحقيق الأهداف هو صمام الأمان الأول في التأكد من نجاحنا وبلوغنا القمة حسبما نراها نحن، لذلك فإن البدء في رحلة تحقيق الهدف يعني أن تباشر بالعمل والتنفيذ وليس مجرد كلام وتزيينه وتجميله أبدًا، فإنك لست مضطرًا للإتيان بتلك الطرق الصعبة عليك والتي تجعلك في وقت من الأوقات عاجز عن المضي قدمًا فيها، لذلك من الرائع أن نرسم خطة الأهداف كاملةً حسب قدرتنا الفعلية دون اندفاع في لحظة حماس؛ بحيث نكون واقعيين في عملية التنفيذ الفعلي للأهداف.
إن تحقيق الأهداف لا يتطلب منك المستحيل أبدًا! بل يحتاج منك مستوى عالٍ من التركيز بكل شفافية، من الأمثلة على ذلك ما قامت به عالمة النفس سارة برودهيد التي انضمت إلى الفريق الأولمبي البريطاني وصبّت جهودها على تدريب لاعبة التايكوندو جاد جونز بحماس وإرادة؛ وكانت النتيجة الفوز بميداليتين ذهبيتين في الأولمبياد، ولم يكن العمل مستحيلًا أبدًا؛ فقد كان الشعار المرفوع "الأشخاص الناجحون يفعلون باستمرار ما يفعلة الآخرون أحيانًا فقط"، أي الاستمرارية والتركيز الحل الجذري للوصول إلى الحلم.
فإن الفائزة جونز قد حققت الهدف بمساعدة برودهيد من خلال التركيز وتعلم استراتيجياته، والحصول على نوم وغذاء جيد، وتخصيص وقت للتعافي، والأهم من ذلك الابتعاد تمامًا عن أي مصدر للمشتات، إن كنت تسعى إلى بلوغ هدف ما فإنك بحاجة لقراءة السطور التالية لعلّها تكون الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل في كيفية تحقيق الأهداف في حياتك.
ما هو تحقيق الهدف Achieve Goals
تحديد الأهداف خيارٌ أولّي في حياتنا الطبيعية التي قد تكون قصيرة المدى أو طويلة على الصعيد الشخصي والعملي، فإنه أمر موجود في أي جزء من أجزاء عالمنا هذا، جميعنا نسعى لوضع الأهداف والمخططات في أعمالنا وحياتنا عامةً، ومن الرائع أن المجتمعات المتطورة بدأت تسلط اهتمامها على تحفيزنا على التفكير في الإنجاز القادم وعدم الالتفات إلى ما فشلنا به، لذلك قبل التفكير في تحقيق أهدافك لا بد من تحديد معالمها أولًا.
تحديد الأهداف يعني أن تحدد الهدف والطموح والحلم بعناية التي تسعى إلى تحقيقها منطقيًا، فإنك بحاجة لأن تكون واضحًا مع نفسك حول الاحتمالات الممكنة في تحقيق الهدف والمستحيل منها، سواء كنت ترغب في كسب المال أو خسارة الوزن أو النجاح في مادة ما؛ جميعها تحتاج منك رسم خطة الوصول إلى الهدف.
في الواقع إن تحقيق الهدف يتطلب منك مليًا القبول التام لأي تضحيات مطلوبة منك مقابل تحقيق حلمك، هنا يكمن التحدي الحقيقي، على سبيل المثال قد تصادف مواقف تضطر بها للتنازل عن فرصة سفر حلمت بها طويلًا مقابل الدراسة بجد واجتهاد للنجاح في امتحانٍ ما، أو مقابل عدم خسارتك وظيفة ما وقِس على ذلك الكثير.
كيفية تحقيق الأهداف بكل كفاءة وفعالية
هناك العديد من الخطوات والطرق المتاحة لنا جميعًا تساعدنا وتسهّل علينا مسألة تحقيق الأهداف وبلوغها بإذن الله، لنقف سويًا على أهم الطرق:
1. كتابة وتحديد هدفك بعناية ودقة

حررّ قيود أهدافك من خيالك وانقلها إلى الورق حتى تصبح مرئية وتستحق التقييم والتفكير، فإنها تتحول إلى واضحة المعالم أكثر، هل تعلم بأن كتابة الهدف تعتبر وسيلة على إجبار العقل الباطن في قبول الالتزام في تحقيق هدف فرضته على نفسك؛ لذلك تبدأ عملية التحفيز على تحقيق الهدف.
من الضروري جدًا أن تحدد الهدف العام لك أولًا، إضافةً إلى تحديد الأهداف الفرعية عنه، ثم تابع كل خطوة تتخذها في الوصول إلى الهدف الكبير خلال مسيرتك في تحقيق أهدافك الحياتية والعملية.
خلال بدء تحديد الأهداف لا بد أن تحرص على أن تكون أهدافًا ذكية؛ بحيث تكون حقيقية وواقعية ومحددة تخلو من الغموض والتعميم، إضافةً لأن تكون قابلة للقياس من حيث النجاح واكتمال الهدف؛ هنا لا أقصد أن يكون الناتج رقمي أو أحصائي؛ بل أن يكون فقط على الأقل قابل للتحديد فيما إذا كان ناجحًا أم لا.
كما أن أهدافك يجب أن تكون قابلة للتحقيق وملائمة فعلًا للواقع والمتطلبات الموجودة لديك، من هذا المنطلق فإن تحديد الهدف أمر مهم جدًا من جميع النواحي، احرص على أن تكون أهدافك ذكية حتى يتم تحقيقها بطريقة أذكى.
2. تحديد مدة زمنية لأهدافك

إذا كنت تطمح فعلًا في تحقيق أهدافك بأسرع وقت ودون مماطلة؛ لا بد من تحديد تاريخ ومدة زمنية لوصول الهدف، من النصائح الذهبية عند السعي في تحقيق أهدافي أن أبدأ بتقسيم الهدف المعقد والكبير إلى خطوات أصغر، مع منح كل هدف جزئي موعد محدد لإنهائه، من الضروري أيضًا أن تدوّن التواريخ المهمة وتفاصيلها في اليوميات أو التقويم المنظم لأعمالك سواء ورقيًا أو حاسوبيًا.
3. طوّر تفكيرك وعقليتك بإيجابية مطلقة

من الخطوات والاستراتيجيات التي تحتاج إليها حقًا في تحقيق أهدافك أن تطوّر تفكيرك وتحسّن عقليتك قدر الإمكان، فأنت بحاجة لذلك قبل المضي قدمًا نحو بدء الهدف الأول، كن متفائلًا وإيجابيًا بالدرجةِ الأولى حتى تتمكن من البدء الفعلي في تحقيق هدفك واتباع الطريقة المناسبة لذلك.
من طرق تطوير العقلية والتفكير مثلًا قراءة كتب ملهمة، مرافقة الناجحين والمتحمسين الذين يبثون في أعماقك طاقة إيجابية، إضافةً إلى الإيمان الحقيقي والنابع من أعماقك بقدرتك على الوصول.
إضافةً إلى ما تقدّم؛ إذا كنت تسعى فعليًا إلى بلوغ هدفك وتحقيقه وإدخال التغييرات الإيجابية على حياتك؛ فأنت بحاجةٍ ماسة لتطوير وتغيير عقليتك بحيث تصبح أكثر قبولًا للتغيرات من حولك، والرفض الصريح لأي شيء يقلل من قيمة تفكيرك ويرجعك خطوة للوراء، من الرائع أن تمنح عقلك فسحة إيمانية في التأمل والصلاة والتقرب من الله تعالى ليصبح عقلك أكثر نشاطًا وإيجابية.
4. تطوير مهاراتك التي تحتاجها في تحقيق هدفك

خلال رحلة تحديد الأهداف حتمًا ستلاحظ أنك بحاجةٍ ماسة لتعلم المزيد من المهارات حتى تتمكن فعليًا من تطوير مهاراتك، فإن ذلك سيكون له أثر رجعي على حياتك الشخصية بالنمو والتقدم في وقت آخر أيضًا، لذلك عندما تبرز مهارة جديدة يجب أن تتعلمها؛ كن حريصًا على اختيار المصدر الأفضل والموثوق به للحصول على المعرفة منها، مع استثمار الوقت للتعلم بدقة متناهية.
فإن تطوير المهارات من الخطوات المهمة جدًا في تحقيق الأهداف، كما قد تنمي المواهب وتحسنّها، لذلك لا بد من التحقق من قدراتك وتطوير المهارات حتى تتماشى وتتوافق مع رؤيتك وأهدافك.
5. عدم المماطلة والتسويف في تحقيق الأهداف

جميع الطامحين ببلوغ سدة النجاح ينطلقوا فورًا دون تأجيل أو مماطلة، فإن بدأت بالخطوة الأولى حتمًا سيكون هناك إجراء حقيقي في تحقيق الهدف، لكن إن بدأت التأجيل فإننا نضمن لك أنك في طريقك إلى الفشل لا محالة، البدء فورًا واتخاذ الخطوة الأولى هو الحل الأمثل للوصول إلى ما تطمح به.
لا تضع لنفسك الحجج والمبررات للتأجيل أبدًا؛ فإذا بقيت تنتظر لحظة يكون فيها كل شيء على ما يرام فإننا نود إعلامك بأنك لن تبدأ،لذلك انطلق الآن ولا تتوقف أبدًا سواء كان الوقت صعب أم معقد، حتمًا ستكون الخطوة القادمة أسهل وتصبح الأمور أكثر سهولة تدريجي، فإن البدء فورًا هو الحل حاليًا.
6. عدم السماح للإحباط بالسيطرة عليك

عند بدء تحقيق الأهداف لا يعني أبدًا مواجهة بعض الصعوبات أو الفشل مبدئيًا أن تصاب بالإحباط والخمول أبدًا! بل يجب أن يولد لديك دافع قوي لتقف على نقاط الضعف والتعرف عليها عن كثب، ثم دراستها وعلاجها.
الإحباط قاتل ومميت دون أدنى شك، إن رفعت راية الاستسلام له فإنك ستبقى فاشلًا دون بلوغ أدنى هدف، لكن المقاومة والمثابرة هما سيدا الموقف لتتمكن من الوصول إلى حياة ناجحة مليئة بالتفاؤل والقوة والطاقة الإيجابية.
كل ما تسلل إليك الإحباط قاومه بممارسة أنشطة محببة إليك مثل التأمل والاسترخاء والتفكير مليًا بعواقب الاستسلام له، كما يجب إلقاء نظرة على الجانب المشرق من مقاومته بوصولك إلى هدف ونجاح عالٍ حلمت به طويلًا.
7. تعميق الشعور بالمسؤولية تجاه ذاتك في تحقيق أهدافها

ألقِ على عاتقك مسؤولية تحقيق الأهداف حتى تصل إلى شخصية عظيمة في عين نفسك أولًا وعين الآخرين؛ وذلك بأن تواصل المشي في الطريق إلى الإنجاز النهائي لهدفك وعدم الاستسلام إطلاقًا تحت أدنى تقدير، ومقاومة أي عقبة أو عقبات قد تواجهك.
من المهم أن تحرص دومًا على التركيز على النتيجة النهائية والتفكير بها وبكيفية الوصول إليها، حافظ دومًا على مستوى الحماس والتعلم من أخطاء الماضي، كما يستلزم اعتبار أن بلوغك الحلم وتحقيق الهدف فرصة للنمو والتقدم.
بهذا الصدد؛ حتمًا تحتاج إلى تطوير مهاراتك وبذل جهودك لتصبح جبارة، وتقوية العزيمة وتشجيع ذاتك حتى تستمر في تحقيق الهدف.
8. تقييم الإنجاز والأداء اليومي ومكافئة نفسك

أنت تستحق كل ما هو جيد حتمًا! لذلك لا تتقاعس ولا تتجاهل فكرة مكافئة نفسك بعد بلوغ أول نجاح وتحقيق أول هدف، قف بافتخار واعتزاز مع إمعان النظر بإنجازاتك المذهلة، مهما كانت بسيطة فإنها ذات قيمة كبيرة، فأن تكافئ نفسك وتفتخر بما قمت به من شأنه تدريب العقل الباطن على إنجاز المزيد من الأنشطة الناجحة.
استمتع جدًا بمكافأتك لنفسك ولا تبخل عليها أبدًا، ثم انطلق نحو تحقيق الهدف التالي واجعله أكبر وأكثر تحديًا، مع الاهتمام بأن نكون من أصحاب الإنجازات الكبرى في كل مرة.
9. إعادة تقييم خطة تحقيق الأهداف وتعديلها عند الحاجة

من صفات الشخص الناجح أن يسعى لجعل خطته ذكية وديناميكية قابل للتقييم والمراجعة دومًا، ليس من الضروري أن يكون سبب التغيير وجود خطأ ما! بل قد يكون السر ظهور أهداف جديدة ومهمة تحتاج منك التنفيذ حتى تحقق نجاحًا باهرًا في حياتك؛ أي جرعة إضافية من النجاح.
10. التعلم من الأخطاء وتقييم نقاط القوة والضعف
من المؤكد أننا نبقى في عالم تحقيق الأهداف والطموحات ما حيينا! لا يعني أنك حققت هدفك الآني بأن الأمر انتهى، بل أنك ستكتشف هناك المزيد من الأهداف التي تظهر تدريجيًا، لذلك لا بد من تقييم نقاط القوة للتركيز عليها وتوطيدها خلال تحقيق الأهداف الأولى، وتقويم وعلاج نقاط الضعف التي لاحظتها ورصدتها إزاء ذلك أيضًا.
ختامًا، فإن تحقيق الأهداف يحتاج منك السعي والمثابرة والأمل أيضًا، والإيمان التام بأنك قادر فعلًا على الوصول إلى أهدافك؛ طالما تولدت لديك الرغبة والحلم فإن ذلك معناه أنك قادر حقًا.
المراجع:
What Stops Us From Achieving Our Goals
Seven simple steps to achieving your goals
Goal Setting: A Scientific Guide to Setting and Achieving Goals

إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوعكاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.