
كنت أظن أن الحياة ستسندني ، وأنني حين أضعف سأجد من يُعينني ، لكن فجأة ، وجدت نفسي وحدي في قلب الأزمة. مرض زوجي فجأة، وكان مرضًا شديدًا استنزف قواه وقوانا ، ومعه انهارت الأحوال المادية ، واشتد الضغط النفسي والعصبي . لم يكن المرض وحده هو العبء ، بل شعرت وكأن كل ما كنت أبني عليه حياتي بدأ ينهار أمامي قطعة قطعة.
كنت أحتاج لمن يربت على كتفي، لمن يقول لي: "أنا معك"، لكن لم أجد ذلك، بل على العكس ، كل من كنت أظنهم سندًا باتوا عبئًا. بدلًا من أن يقدموا لي الدعم ، صاروا يطالبونني بأشياء إضافية ، وبالأموال ، رغم علمهم بما أمر به من ضيق . كان موقفهم صادمًا لي ، لكنه كشف لي حقيقة العلاقات التي كنت أظنها قوية . لم يكن صباحًا عاديًا ، حين فتحت عيني على صوت أنين زوجي المتكرر. لم يكن مجرد تعب ، بل بداية رحلة طويلة مع المرض... ومع الألم النفسي الذي لا يقل قسوة.
حاولت أن أبدو قوية أمام أطفالي، أبتسم، ألعب معهم، أساعدهم في دراستهم، ولكن ما إن أغلق باب غرفتي، حتى أنفجر بالبكاء
دعنا لا ننسى ذلك الموقف يا قلبى .
- المال شحيح
- والدواء غال
- والقلق لا يرحم
لقد قضيت ليالٍ طويلة بلا نوم، لا أعرف فيها الراحة ولا الطمأنينة. الألم النفسي كان يفوق طاقة البشر، لكني لم أستسلم. كنت أقاوم، ليس لأني لا أتألم، بل لأني كنت أعرف أنه لا خيار لي سوى
ووجدت نفسى اتحمل كل مسئؤليات الحياة فوق عاتقى فزوجى مريض واطفال فى بداية المرحله التعليمية و ايضا ام زوجى مريض وتحتاج الى من يعولها حتى لا اثقل على زوجى فى مرضه وبدات الايام تاخدنى شهر تلو الاخر ونحن جميعا نعلم ان الرجال حينا يمرضون يكونوا اكثر عصبية وحزن ولا يتحملون حتى النظرات
تعبت كثيرًا، جسدي أرهق، ونفسيتي ضعفت، لكني كنت أتمسك بآية: "إن مع العسر يسرًا". وكنت أؤمن أن الله لن يضيع صبري.
اراد الله لنا الخير ووفقنا لانجد طبيب جيد يراعى الله فينا ويحاول مساعدتنا على تخطى كل الصعاب
وبدانا رحله العلاج بخير والامل يملئ قلبى بان لى رب اعبده ولا يتركنى فى هذه الشدة
وطويت صفحات الاشخاص المخذلين ونظرت الى الامام فمهما كانوا قاسيين على رحمة ربى لا تتركتنى ابدا
لا انكر يأسي بعض اللحظات وخوفى من المجهول فتاة مثلى كانت تحلم بالعش الهادى والحياة الجميلة التى لم تسمع عنها الا فى القصص والروايات .
كل موقف صعب مرّ عليّ، ترك فيّ علامة، لكنه جعلني أكثر صلابة. كنت أظن أنني ضعيفة، لكن اكتشفت أن ضعفي هو مصدر قوتي. كلما سقطت، قمت، وكلما بكيت، مسحت دموعي واستأنفت طريقي
وفي لحظة، كنت أجلس على الأرض في غرفة نومى ، والليل يلفني، وشعرت أنني وصلت للنهاية... لا أمل، لا مال، لا دعم. فقط وجع... ودموع واختناق بصدرى .
كن في تلك الليلة، ولأول مرة، قلت لنفسي: "كفاية." لن أنتظر أحدًا، لن أستند على من لا يريد حملي. سأقف بنفسي... حتى لو اهتزت رجلاي. حتى وان فاقدت كل شى الا زوجى واولادى
وبدات ابحث عن حلول لا شكوى وادعو الله ان يرزقنى بالمال الوفير والعمل وبالفعل بدات اعمل من المنزل حتى لا اترك زوجى واولادى فهم يحتاجون الى الرعاية الكاملة فكان يومى ملئ بالمشاوير والطرق استيقظ صباحا لاذهب باولادى الى المدرسه وانا عئدة اجلب معى الخضروات لعمل الغداء وايقظ زوجى لعمله واحضر له الفطار وبعد مغادرته للبيت ابداء بتحضير الغداء واذهب ثانية لاحضر الاطفال من المدرسة ونبدا فى عمل بعض الواجبات المنزلية والذهاب الى الدروس الخصوصيه واعود لاحضر الغداء لزوجى ونكمل باقى اليوم فحقا اتت على ايام كنت ما ارتديه صباحا لا اغيره حتى اخر اليوم من كثرة الهاب والاياب
وكان بالجوار صوت واحدة من الاقارب تقولى لى انتى لا تتعبي في شي فكلنا متعبون احقا يااختى العزيزة لا اتعب لان الله يعيننى على ذلك
وتمر الايام وانا احاول جاهدة لا انسى مرة من مرات تناول العلاج او الكشف او عمل المناظير اللازمة
وبعد عامٍ كامل من التعب والمعاناة، ومن التنقّل بين الأطباء، وسهر الليالي، والدعاء الذي لم ينقطع يومًا، أكرمني الله وتعافى زوجي وأصبح بحالٍ أفضل ، والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه.
حين سمعت أن زوجي تجاوز المرحلة الحرجة ، شعرت وكأنني ولدت من جديد . كل ليلة سهر ، وكل دعاء ، وكل دمعة ، لم تذهب سدى.
كانت سنة قاسية
مملوءة بالدموع والخوف والقلق ولكن علمتنى كثير واخرجت ما بداخلى من قوة وتركت بداخل قلبى اثر ان لا احد يقف بجوارك غير الله هو من ييسر لك امر ويوفقك فى طريقك حتى وان كنت تظن نفسك عاجز عن ذلك فظن بالله خير وتوكل عليه.
أعرف أن الكثيرين قد يمرون بتجارب مشابهة، وربما أشد، لذلك أقول لهم: لا تيأسوا، تمسكوا بالأمل، واصبروا، فلكل ليل فجر
لست بحاجة لأن أبرر نفسي لأحد، ولا لأن أشرح كيف تحملت، أو لماذا بكيت. أنا إنسانة، لي قلب، ومشاعر ، وضعف ، لكن أيضًا لي إرادة، وعزيمة ، وربّ كبير
ربما لا تزال بعض الذكريات تؤلمني ، لكن الألم أصبح جزءًا من قصتي ، لا نهاية لها.أنا اخترت أن أروي هذه القصة، لأني فخورة بها ، فخورة بأنني كنت قوية رغم كل شيء.
واليوم، حين أرى زوجي يضحك، وأطفالي يمرحون، أشكر الله من أعماق قلبي. لقد اجتزنا معًا اختبارًا صعبًا ، وخرجنا منه أقوى، وأكثر حبًا ، وأكثر امتنانًا.
المراجع

جاسى جاسمين
محررأُتقن فنّ صياغة المحتوى بشكل جيد جدا ، ذلك الذي يُحدث فرقاً حقيقياً. أُدرك قوة الكلمات وتاثيرها ، وأُستخدمها ببراعة لتحقيق أهدافك، سواءً كانت تسويقية أو توعوية أو إعلامية. لا أكتفي بتقديم المعلومات، بل أُغذيها بالحياة والإبداع. أُضيف لمسة سحرية تُميز محتواي، مُجعلةً إياه لا يُقاوم. أنا شريكك في رحلة النجاح، أُساعدك على الوصول إلى جمهورك بأبلغ الطرق. اخترني، و دعنا نُحدث معاً ثورة في عالم المحتوى.