قصة نجمة البحر: قصص قصيرة تصنع فرقا كبيرا
هل ما زلت تذكر قصة قصيرة قرأتها أو سمعتها من والديك أو أحد أجدادك رسخت في ذهنك إلى الآن؟ بالتأكيد نعم، فكم من قصة وحكاية سمعنا بها في طفولتنا علمتنا درسنا وغيرت من تصرفاتنا. فحتى موقف قد يمر عليك أو تسمع به قد يكون دافع لك للتطوير أو حتى يساهم في تحسين مزاجك.
في عالم مليء بالتحديات والمواقف، كيف لإنقاذ نجمة بحر واحدة أن يصنع فارقا، في قصتنا اليوم دعنا نرى معا كيف يمكن لجهود صغيرة أن تحدث فرقا وأثرا واضحا،
هيا نقرأها معا
قصة نجمة البحر
في إحدى السواحل الجميلة كان هناك كاتب مبدع عاش كل حياته بالقرب من البحر، كان كل يوم صباحا يذهب يتمشى على الساحل ويستنشق الهواء النقي، ثم يجلس على الشاطئ يتأمل أمواج البحر ويلمس الرمل الناعم بيديه مما يعطيه الإلهام والإبداع في كتابته.
في ليلة من الليالي حدثت عاصفة قوية تسببت في حدوث أمواج ضخمة على شاطئ البحر ورياح قوية، في صباح اليوم التالي خرج الكاتب كعادته إلى الشاطئ وانصدم من المشهد الذي رآه! فقد كان الشاطئ مليء بمئات بل بآلاف من نجوم البحر، كان المنظر عجيبا!
وهو يمشي بين الكم الهائل من نجوم البحر لاحظ وجود فتاة صغيرة من بعيد تمشي خطوة ثم تنزل لتحمل نجمة وترميها بعيدا في البحر وهكذا باستمرار حتى وصل إليها.
عندما ألتقى بها ألقى التحية عليها وسألها: يا بنيتي ماذا تفعلين؟
أجابته قائلة: أحاول أن أعيد هذه النجوم إلى البحر كي تعيش فإذا بقيت على الشط لساعات الظهيرة سوف تموت!
ابتسم الرجل بسخرية وقال: لكن العدد كبير لن تستطيع إنقاذ كل هذه النجوم لن تحدث إي فرق، أنصحك لا تتعبي نفسك، لما لا تجميعها و تحتفظي بها لنفسك، يكون أفضل.
لم تكترث الطفلة لما قاله واستمرت بما تفعل وعندما التقطت نجمة قالت له: ربما لا أستطيع إنقاذ كل نجوم البحر تلك لكن على الأقل سوف أنقذه هذه، وأشارت لما في يدها ورمتها بعيدا في البحر قائلا: ربما لن يحدث تغيير كبير لكن سوف يحدث لهذه النجمة وهذا يكفيني.
انصدم الرجل الكاتب من كلام هذه الطفلة وفكر بكلامها فوجده صحيحا وأخذ يساعدها، وأدرك حقا أنه على الرغم من أنه كاتب ناجح ويقرأ الكثير إلا أنه ما يزال يتعلم بل قد تعلم درسا هاما من طفلة صغيرة جعلته يغير نظرته للحياة وأنه حقا يمكن لتغيير صغير أن يحدث أثر كبير.
اقرأ ايضا
حكايات صغيرة ودروس كبيرة: 5 قصص قصيرة قبل النوم تحمل عبرة
5 حكايات مسلية قبل النوم: لتعزيز الخيال وتنمية القيم لدى الأطفال
العبرة المستفادة من القصة
. أي عمل صغير يحدث فرقا كبيرا
رأينا في هذه القصة كيف لأي عمل بسيط تقوم به سوف يحدث أثر كبير سواء في نفسك أو لغيرك. لقد حاولت هذه الفتاة إنقاذ ومساعدة نجمة البحر كي تستعيد حياتها وأداء وظيفتها داخل البحر، حتى لو أنها أنقذت نجمة واحدة فهذا يكفي فهي أثرت على حياة هذه النجمة بالذات، ومهما كان العدد فهو يكفي بل أفضل من لا شيء، أفضل من أن تمشي وتقول لا أستطيع فعل شيء.
. كن قدوة للآخرين بمبادرات بسيطة
كما قرأنا في حكايتنا أنها حفزت شخص آخر معها على العمل. لا تتردد في فعل الخير لتكون قدوة للآخرين، وتذكر دوما أن إصلاح المجتمع يبدأ بإصلاح نفسك أولا.
. لا تنتظر تغيير شامل
الفتاة الصغيرة في هذه القصة لم تكن تنتظر تغيير شامل يؤدي إلى إنقاذ كل النجوم، هذا ما عليك أن تقوم به أنت في حياتك فإذا أردت أن تنجح عليك أن تقسم المهام إلى مهام صغيرة بهذه الطريقة سوف تجعل تحقيق الهدف ممكن بل وأسهل.
. لا تتأثر بالكلام السلبي
كان من الممكن أن تشعر الفتاة بالإحباط واليأس عندما سخر منها الرجل، لكن لم يؤثر بها كلامه إطلاقا، بل كان لديها الإجابة الكافية لتنير عقله وكأنها قدمت له درسا كان ينتظره طوال حياته.
لو فكرنا بكل ما يحدث لنا من مواقف في حياتنا على أنه يحمل لنا حكمة وعبرة لعرفنا أننا خلقنا على هذه الأرض لهدف ولتحقيق إنجاز وتغيير مهما كان بسيطا لكنه له أثر كبير. لا تستهين بأي عمل تقوم به مهما كان بسيط لا بد أن يحدث أثر كبير سواء على نفسك أو على غيرك.
المراجع:
