قصة قصيرة بعنوان: تقاعد

أحمد القاضي
كاتب وقاص وروائي
نشرت:
وقت القراءة: دقائق

حين أقترب وصولي لسن التقاعد، أحسست أنها الخلاص، نهاية قطار الشقاء ومسؤوليات حمقاء.

يراودني كثيرًا أحساس الإستسلام المبكر، فلم أعد متحمس لمهام الروتين، ونفاق المحيطين، لا أرى أمامي سوى هذا اليوم الموعود.

قصة قصيرة بعنوان: تقاعد

مالي أرى الوقت يَحْبو، هل يعاندني؟، أم كنت لا أدرك حجم الوقت الحقيقي مع دوامات الأمل، والطموح، وسلسلة تحقيق الأهداف، وكلمات الثناء والمدح المعسول.

أعيد حساب ما تبقى كل يوم، وأحيانًا أكثر من مرة في اليوم، بشكل لا إرادي حين أتحدث، أذكر ما تبقى لي، بين الزملاء، الأصدقاء، والعائلة، وأحيانا يراودني حساب الأيام أمامهم، لماذا؟! لا أدري.

أتخيل حين يودعونني بتمني البركة، أكاد أن أجزم جهل الكثير بكلمة مبروك، فهى من عظيم الدعوات بطرح البركة، ولكن اعتادوا أن يأخذوا الكلمات بالتلقين دون فهم المعنى، فقط بربطها بالمواقف والمناسبات.

رغم ما يمدني البعض بطاقة سلبية عن جهل، وكأن الفترة المهنية هي العمر الذي ينتهي بالتقاعد، والسؤال عن ما أفعله في البيت، لكن إدراكي بثقافة المجتمع، واعتقادي بالحقيقة تصرف تلك الطاقة بكل سلاسة.


اقرأ ايضا

    الكثير من المحالين للمعاش، أول ما يرد في أذهانهم الذهاب لأحد محال الجلباب والمكتبات الإسلامية، لشراء الجلباب والطاقية، لا أعرف ما علاقة المعاش بهذا الذي، وكأنه يونيفورم المرحلة، لماذا لا يتبادلون الملابس الرياضية بعد التمارين بالكاجول في وقت الاسترخاء، والملابس الرسمية في المناسبات، والجلباب حين يحب، لماذا اختزلوا الملابس في الجلباب والطاقية وشبشب الجلد.

    قرأت في كتب علم النفس أن التفكير والاعتقاد يشكل سلوك الأفراد، فمن الممكن أن هذه الكتب كانت تعنيهم، فهؤلاء رسخت في أذهانهم أن الشيخوخة تزورهم ببلوغ سن الستين، وتعلن البطارية ما تبقى من رصيد شحن الطاقة الذي أوشك على النفاذ، مع عدم وجود شاحن، و اضاءة لمبة انذار نفاذ الوقود الغير قابل للتمويل، والانتقال لاستهلاك المخزون الاحتياطي.

    أضاعوا على أنفسهم حياة أخرى، رسالات عظيمة، لم تجدهم لأدائها، مواهب وابداعات وعبادات، لمجرد أنهم قرروا التوقف هنا، وعدم إكمال المسير.

    جهلوا هؤلاء أن ما انتهى هو مهامهم الرسمية، والحياة المهنية، لتبدأ حياتهم هم، وقت تحقيق الأهداف الشخصية، ولكن بقوانينهم هم وضوابطهم المزاجية.

    لدي الكثير لأقوله لكن نسيت، لاحظت نسياني المتكرر، "يبدوا أنه التقدم فالسن وبوادر الشيخوخة، رغم أنني لم أبلغ سن الستين".

    أحمد القاضي

    أحمد القاضي

    كاتب وقاص وروائي

    شارك في ثلاث كتب ورقية كاتب لمقالات متنوعة في العديد من المواقع العربية كاتب قصص قصيرة وراية أهتم بالكتابة في علم النفس والتاريخ وعلم السلوك وعلم الإدارة وعلم النفس الإداري

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ