قد تكون نوعية غذائك سببا في مشاكل بشرتك، أتعلم ذلك؟

Zahra Bensadi

مؤلفة و فريلانسر

متابعة

سبق و شاهدت على التلفاز أو على مواقع التواصل الإجتماعي، شخصية مشهورة تصرح بأن سر نظارة بشرتها، هو شرب كميات كافية من الماء، وهو ما يجده الكثيرون إجابة سخيفة تُمكن هاته الشخصية من التهرب من الإجابة الحقيقية، أو الإمتناع عن إعطاء تفاصيل روتين العناية ببشرتها السري لبقية الناس، و لكن ماذا يقول العلم بخصوص ذلك؟ هل حقا ما نتناوله و نشربه يؤثر على بشرتنا؟! سنعطيك الإجابة التي تحتاجها في هذا المقال.

علاقة الغذاء بالبشرة

لم يكن الأطباء سابقا يربطون المشاكل الجلدية بالنظام الغذائي، فقد كانت النتائج التي يحصلون عليها من خلال أبحاثهم دائما غير قاطعة و غير مقنعة بشأن هذا الموضوع،لكن الأبحاث الأخيرة تؤكد أن لنوع الغذاء دورا كبيرا في التخلص من بعض المشاكل الجلدية أو زيادتها سوءا، و ذلك يتضمن حب الشباب، شيخوخة الجلد، إلتهاب الجلد و الصدفية (الأمراض الإلتهابية عامة)، و لكن ينصح بإجراء إختبارات أولا للتأكد ما إن كنا بحاجة للتخلص من نوع ما من الغذاء أم لا، قبل المباشرة في تطبيق نظام غذائي معين.

كيف يؤثر الغذاء على الجلد

نمط الإستهلاك و الحالة الغذائية الخاصة بنا تتمتع بالقدرة على المساعدة في إلتئام الجلد أو إتلافه، فقد نجحت الأبحاث السريرية الحديثة و علم الأوبئة في الجمع بين التغذية و صحة الأنسجة و الأعضاء و أكدت أن المستويات الغذائية و عادات الأكل تؤثر لحد معين على صحة الجلد و تحد من الشيخوخة، عند مد جسدك بالمغذيات اللازمة تعمل البشرة و الأدمة في الجلد بشكل مثالي، وهذا ما يؤكد أن أي خلل في النظام الغذائي، سواء كان نقصا في المغذيات أو إستهلاك مكونات سامة أو الإفراط في تناول عنصر معين سيؤدي لإضطراب توازن في الجلد، و كما يمكن للكميات الزائدة و الفائضة من مختلف العناصر أن تحدث ضررا، فنقص الفيتامينات و المعادن و الأحماض الدهنية يؤدي لمشاكل في البشرة قد تتحول تدريجيا لأمراض بعضها صعب العلاج.

الغذاء سبيلك الأول للوقاية من سرطان الجلد

أظهرت العديد من الدراسات أن إتباع نظام غذائي غني بالخضر و الفواكه يقلل من نسبة الإصابة بالسرطان بشكل عام، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسرطان الذي تسببه الأشعة فوق البنفسجية، فإن حصول جسمك على ما يحتاجه من مضادات الأكسدة التي نجدها في الخضار و الفواكه كثيرا سيؤمن لك الوقاية التي تحتاج إليها.

شيخوخة الجلد

ترتبط التغيرات في الكولاجين و الألياف المرنة للجلد بترهل الجلد و فقدانه بمرونتها، و ذاك ما يرتبط إرتباطا وثيقا بالغذاء بحيث يؤدي إستهلاك الكثير من السكر إلى تسريع الشيخوخة، و ذلك لأنه يحفز الإرتباط المتبادل لألياف الكولاجين، في هذه العملية يتكون رابط بين الاحماض الامينية في كولاجين الادمة و الإيلاستين، بحيث ترتبط هذه الاخيرة عن طريق الجلوكوز و الفركتوز (سكريات)، إرتفاع مستوى السكر في الدم يسرع من حدوث هذه العملية و بمجرد حدوثها لا يتمكن الجسم من إصلاحها، ما يؤدي إلى تغييرات في تركيبة الجلد و بالتالي حدوث الشيخوخة.

و للوقاية من الشيخوخة ينصح الخبراء بإستهلاك بعض الاعشاب و التوابل كالزعتر و القرفة و القرنفل و الزنجبيل و حتى الثوم، و كذلك المواد الكيميائية المتواجدة بشكل طبيعي في الخضر و الفواكه، نذكر منها حمض الليبويك الذي نجده في السبانخ و البروكلي.

حب الشباب

لنكون صريحين الدراسات حول علاقة حب الشباب بالتغذية قليلة، و مازالت متواصلة و غير قطعية، لكن هذا لا يعني عدم وجود أدلة على أن للنظام الغذائي دور في ذلك، فهناك مؤشرات واضحة على كون منتجات الألبان و الأغذية ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع تساهم في إنتشار حب الشباب و شدته، كما يرتبط الاستهلاك المنتظم لأحماض الأوميغا 3 بتقليل من شدة و هيجان حب الشباب، تشير النتائج الأولية للأبحاث أيضا إلى كون مكملات البروبيوتيك تخفف من حب الشباب و لكن هاته الدراسة ماتزال بحاجة للمزيد من البحوث لتأكيد نتائجها.

الصدفية

من المعروف أن الصدفية هي حالة إلتهابية، قد تتفاقم بسبب إتباع نظام غذائي يحفز ذلك الإلتهاب، فمثلا النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة غير متوازنة من أحماض أوميغا 6 و أوميغا 3 الدهنية هو أحد الانظمة الغذائية التي تتسبب في تهيج الإلتهاب.

يساعد النظام الغذائي الخالي من الغلوتين العديد من مرضى الصدفية الذين أصبحت أعراضهم أكثر حساسية للجلوتين، و ينصح عادة هؤلاء المرضى بإتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية و منخفض البروتين بحيث يخفف ذلك من انتشار الصدفية و يثبط نموها.

على ماذا يجب أن نركز في غذائنا لحماية البشرة؟

أولا الفيتامينات.

الفيتامينات مهمة للجسم بشكل عام و للبشرة بشكل خاص و خاصة الفيتامينات A,C,D,E جنبا إلى جنب مع الزنك و السيلينيوم و يفضل الحصول عليها من مصادرها الطبيعية.

ثانيا الأوميغا 3.

تتواجد هذه الاحماض الدهنية في الاسماك كالسلمون مثلا و أنواع كثيرة من المكسرات، وتساعد في تجديد الخلايا و تخفيف جفاف الجلد و تقليل الإلتهاب.

الماء.

من الضروري أن تمد كامل أعضائك بحاجتهم من الماء، و جلدك ليس إستثناء هنا و تذكر دائما أن المشروبات السكرية أو التي تحتوي على الكافيين تسبب أضرارا لبشرتك ولا يمكنك إطلاقا تصنيفها مع الماء فقط لكونها سوائل.

الخاتمة

في النهاية بإمكاننا القول أن الغذاء و كما يؤثر على جميع أعضائنا الداخلية و الخارجية فهو بالطبع يؤثر على بشرتنا، من المأكد أن الحصول على نظام غذائي جيد و شرب ما تحتاجه من السوائل، ليس كافيا للحفاظ على بشرة نظرة، فأنت ما تزال بحاجة للحصول على نوم كاف و الإهتمام بنظافة بشرتك كما يجب، لكنه و دون شك جزء هام من روتين العناية بنفسك عامة و ببشرتك خاصة و لا يمكنك إطلاقا التخلي عنه.

المصادر: