فريد شوقي
(وحش الشاشة)

1. المقدمة وسبب التسمية...
من أول ما تسمع اسم فريد شوقي، بتحس إنه مش اسم عادي، ده لقب وليه قصة: اتلقب بـ“ملك الترسو” عشان طول قامته الفارع اللي وصل 1.87 متر ووجهه الرجولي اللي كان مستحيل إنك تنساه. الرجل ده مش بس كان بطل أفلام؛ ده كان ظاهرة فنية مملوءة طاقة وحضور، قدر يحفر اسمه على جدران تاريخ السينما المصرية في نصف قرن تقريبا. في المقال ده هنتكلم بلساننا العامي، هنحكي حكايات من حياته، ومن أهم أفلامه، وإزاي قدر يسيب بصمة مالهاش مثيل في قلوب الجمهور.
٢.النشأة و البداية
فريد شوقي اتولد يوم 30 يوليو 1920 في حي القلعة بالقاهرة. حلمه الكبير وهو لسه صغير كان إنه يبقى لاعب كرة، وتعيش معاه أحلام الملاعب ولما دخل المدرسة اتقلب على الأدب والمسارح. بس القدر جايبله حاجة تانية خالص: اشتغل مع المخرجين في مدرسته الناصرية سنة 1927، وفيها اكتشف إن صوته الجهوري وشكله القوي ممكن يفتحوله أبواب التمثيل. بعد كده بدأ يمشي في سينما الهواة، ونجح يقدم أول أدواره في فيلم “ملوك الرحمة” سنة 1946 مع يوسف وهبي وأمينة رزق.

٣.الانطلاق للأضواء
في سنة 1947 عمل دور صغير فيلم “جهد عام” وسرعان ما التفت للنجم مصباح شاكري، والاتنين قدموا حفلة تأسيسية: أدوار حماسية وشخصيات عميقة شجعت الجمهور يلتفت لفريد ويقول “ده جديد في المشهد”. في 1948 اتعمل له دور في “كتاب السيناريو” مع تحية كاريوكا، وده كان فيلماً ملموس جداً، بدأ من هنا صوته يعلو والناس تبصله بعين التقدير. بعد كده توالى ظهور فريد بأفلام في نفس العقد، ولما رجع للتمثيل الشاشة الكبيرة وقدّم أفلام سنة 1949 زي “أوراق الهجاء”.
٤.العشرية الذهبية الخمسينات

خلال الخمسينات فريد شوقي بقى ظاهرة: قدم أفلام بطولة مطلقة وأدوار ثانوية بتزهر فيها شخصيته. اشتغل مع كبار المخرجين زي حسن الإمام وإبراهيم عمارة، وحققت أفلامه أرباح خيالية. من أهم أعماله في الفترة دي:“المماليك” (1950) مع نخبة كبيرة من النجوم.
“غرام في الكرنك” (1953) بدور ضابط صعيدي بهيج.
“عودة زكي رستم” (1954) اللي رسّم شخصية المحقق الخارق. كل فيلم كان بيبوّظ للمنافسين أرضية الإبهار ويثبت إن فريد عنده القدرة يخوّل نفسه “الولد الشقي” أو “بطل الرومانسية” وفوق ده كله بطل الحركة.
٥.التنوع بين الأكشن و الرومانسيه
فريد كان عنده قدرة غير عادية على التنويع: يوم تلاقيه “غول الأكشن” بيهجم بلكمة جنب السكة، ويوم تلاقيه عاشق رومانسي يدرّي دموع من قلب الستات. تراوح بين أدوار:بطل حربي (زي دور الضابط في “جناح الحق”).
ضابط شرطة (زي “الضحية”).
راجل صعيدي أشكاله قاسية بس قلبه طيب (زي “غرام في الكرنك”). والجمهور كان دايماً مستني ييجي دوره عشان يشوفه بيظهر على الشاشة في سيف ولا بينثر ورود حب.
٦.اشهر ١٠ افلام لازم تتفرج عليهم:

لو هتعمل ماراثون فريد شوقي، متفوتش الأفلام دي:المماليك
غرام في الكرنك
عودة زكي رستم
الدماء الزرقاء
المحتال
الخيط الرفيع
رجال بلا قلب
جزيرة الشيطان
الطريق المشؤوم
الفاتنة والغوريلا
كل فيلم من دول مش بس حكاية؛ ده درس في الإتقان والإخراج وتمثيل على مستوى عالمي.
٧.حياته الشخصية و خلفية العائلة

خلف الصورة الكبيرة على الشاشة، فريد شوقي كان راجل بسيط: اتجوز مريم فؤاد وأنجب منها ولدين وبنت. كان بيحب يقعد معاهم في البيت، ولما يخلص تصوير يسافر يصطاد أو يطلع في رحلات صيد في الواحات. حبه للطبيعة كان معروف، وكثير من الممثلين الشباب كانوا بيتلمّوا حواليه عشان ياخدوا منه خبرته وحماسه. بصراحة، الرجل ده كان أبٍ قدوة وصديق لكل واحد وقف جنبه في مشواره الفني.
٨.السياسة و الانخراط في الحياة العامة
فريد شوقي ما اكتفاش بالشاشة؛ كان مشجع للوحدة العربية، وانخرط في مناسبات سياسية وفنية كتير. وقف جنب زملائه في “نقابة الممثلين” وشارك في كثير من الاحتفالات الحكومية ودعم الشباب الموهوبين. حبه للوطن واضح في كل تصريحاته، وكان دايماً يقول “الفن رسالة مش ترفيه بس”. ودوره ده خلاه يتصدر عناوين الصحف مش بس لفنه، لكن كمان لمواقفه الوطنية.
٩.لقب "ملك التروس"و أسطورة الطول

طوله الفارع (1.87 متر) ميّزه عن كل زملائه. كان لما يدخل الاستوديو الكاميرا بتدور حواليه، وصوته الجهوري بيملأ المكان. الجمهور كان بيصفه دايماً بالـ“أفعى”. في حوارات ومقابلات، كان بيضحك ويقول “لو عملت فيلم فيبرة (ملعب)، كان زماني اتشطّبت في البطاقات”. السخرية دي كسرت جليد الجدية وحوّلته إلى نجم محبوب.
١٠.التحديات و الأوقات الصعبة
مش كل أيام فريد كانت وردية: واجه فترة من الأفلام المتكررة والسيناريوهات الضعيفة في أواخر الستينات، وصاحبتها أزمات إنتاجية. كسر الروتين بتأسيس شركته الخاصة للإنتاج، واتعلم بنفسه التمويل والتوزيع. رغم الهزات، قدر يلم شمله ويرجع بنجاحات أهمها “العقرب” و“أمير الدهاء”.
١١.الإرث و الحضور الدائم
لما رحل فريد شوقي يوم 27 يوليو 1998 عن عمر 77 سنة، ترك وراه رصيد فني ضخم: حوالي 400 فيلم بين بطولة وكومبارس، وأعمال مسرحية وسينمائية وتلفزيونية. الجمهور لسه بيعيد مشاهدة أفلامه على التلفزيون وعبر الإنترنت، وسينمات مهرجان القاهرة السينمائي بتكرّمه سنوياً. الأجيال الجديدة بتتعرف عليه كجزء من تاريخ السينما المصرية وعلمة فني كبير.

الختام
فريد شوقي مش بس اسم في تاريخ السينما؛ ده عنوان كبير لطاقة لا تنضب وإبداع مالوش حدود. حكاياته من أول فيلم عمله لآخر جائزة أخدها بتوصف حياة الفنان اللي بكتب السينما المصرية بحروف من ذهب. لو بتدور على قدوة أو مثال للمثابرة والموهبة، فريد شوقي هو العصا السحرية اللي بتلهم كل فنان شاب إنه يكمل المشوار.

الكاتب المتألق طارق عاطف
كاتب فني و ابداعياحب القراءة و كتابة المقالات الفنية و الرياضيه و الصحية و أيضاً الطهي و احب أيضاً متابعة مباريات الفنون القتالية و اخبار المصارعة الحرة كما أني أعمل في مجال الانترنت و تكنولوجيا الحاسبات و المعلومات