فرص النجاح والربح من الانترنت - كيف تنجح في الحقيقة لا في الوهم

Ahmad eshoush
فنان تشكيلي وكاتب محتوى إبداعي متنوع
نشرت:
وقت القراءة: دقائق
كيف تنجح في الحقيقة لا في الوهم _ فرص النجاح والربح من الانترنت كيف تنجح في الحقيقة لا في الوهم _ فرص النجاح والربح من الانترنت

ربما تلاحظ أن عبارة مثل عبارة الربح من الانترنت، هي الأكثر شهرة ورواجا وبحثا على المواقع والقنوات على شبكة الإنترنت، ولو تعمقت في البحث قليلاً، ستجد كما هائلا من المحتوى العربي خصوصا، الذي سيعلمك كيف تفشل وتهدر كل فرص الربح الممكنة؟!

كيف يقودك الناصحون إلى الخسارة؟

لا شك أن للنصيحة فضلها الكبير، وفوائدها العظيمة النفع، ومكانتها الرفيعة دينيا ودنيويا، لكنها حتى تكون كذلك بالفعل لا بد أن يتوفر فيها بعض من الشروط الضرورية واللازمة، التي لا قيمة لها ولا معنى بدونها. ومن أهمها:

الخبرة والمعرفة: فلا يعقل أن تقدم نصيحة لا خبرة لديك ولا دراية في مجالها، ولا حكمة في الأخذ بنصيحة لا تستند إليهما.

الصدق: لا بد للنصيحة أن تكون صادقة لا مضللة، حتى تكون ذات فائدة وذات قيمة.

أن تكون على وعي بظروف المنصوح وطبيعته الخاصة المختلفة بالتأكيد عن الناصح: فلا يجوز أن أقدم النصيحة بناء على ما أراه مناسباً لي ومتوافقا مع إمكانياتي، وأتجاهل ظروف من أقدم له النصيحة، والتي قد تكون مختلفة تماماً عن ظروفي.


اقرأ ايضا

    الحكمة والاعتدال: فلا بد أن تتسم النصيحة بالحكمة والاعتدال، وإلا كانت ضالة ومضللة، ولا ريب في أن"الحكمة ضالة المؤمن" .

    والسؤال هنا هو هل تتوفر هذه الشروط في كم كبير من المحتوى العربي المنتشر على الانترنت وخارجه والذي يحاول أن يرشدنا إلى طرق الربح من الإنترنت وتحقيق النجاح المالي، أم أنه يرشدنا في جزء كبير منه إلى وهم تحقيقهما، وإلى احتمالات فشل وسقوط مدوية؟

    كيف تنجح في الحقيقة لا في الوهم _ فرص النجاح والربح من الانترنت كيف تنجح في الحقيقة لا في الوهم _ فرص النجاح والربح من الانترنت

    النظرة الأحادية الشاذة

    أولى الأخطاء التي يرتكبها مثل هؤلاء الناصحين هي تلك النظرة الأحادية الجانب، والتي كل همها كم ستربح.. وكيف تربح.. وإمكانيات التحايل لتحقيق الربح.. دون أن تجهد نفسها في النظر إلى الجهة الأخرى، والتساؤل عن القيمة التي سأقدمها مقابل الحصول على هذا الربح، أو ما الذي سيربحه الطرف الآخر في المقابل؟

    أي أن معظم ما يقدم هو استراتيجيات للتحايل من أجل تحقيق ربح ما، وليس من أجل تحقيق ربحية حقيقية مثمرة ودائمة.

    الثقة أساس النجاح في تحقيق ربحية تدوم طويلاً

    تدرك الشركات والمشاريع الكبيرة أن أساس نجاحها هو في تلك الثقة القوية التي تبنيها مع عملائها، من خلال صدق تعاملها، وجودة منتجاتها وخدماتها، ومتابعتها المستمرة لهم (ما بعد البيع)، وأخذ آرائهم ومقترحاتهم وتوصياتهم في الاعتبار، فيما تقوم من عمليات تحسين وتطوير دائمين، حرصا منها على تقديم أفضل الخدمات الممكنة وأجودها.

    وقد تستغرق سنوات عديدة في بناء هذه الثقة والسمعة الطيبة، لكن محصولها في النهاية سيكون وفيرا وطويل الأمد، وجذوره راسخة، "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، كذلك يضرب الله الأمثال" الرعد ١٧

    في حين أن من يعتقدون أنهم يمكن أن يحققوا مكاسب سريعة ب(الفهلوة) والاحتيال وعلى طريقة"اضرب واهرب"، فإنما يقوضون كل فرص الربح المستدامة، رغم تحقيقهم أحيانا لبعض المكاسب السريعة والخاطفة، لكنها لا تلبث أن تضمحل وتتلاشى بالسرعة نفسها.

    فرص الربح من الانترنت

    لقد أحدثت هذه الطفرة الهائلة في التطور، التي شهدتها وسائل الاتصال والتواصل والانفتاح العالمي، فرصاً حقيقية ولا محدودة، لتحقيق شهرة واسعة وسريعة وجني أرباح كبيرة وبأقل التكاليف الممكنة، لكن هذا لا يعني أبداً أن الأموال كما يصورها البعض ملقاة على قارعة الإنترنت، وما عليك سوى أن تدخل لتلتقطها، وإنما سيحتاج الأمر إلى كثير من الجهد والتخطيط والتعلم والصبر واكتساب مهارات عديدة، قبل الحصول على شيء منها. أما (الفهلوة) والاحتيال فلن تجعلك تقبض غالباً إلا على السراب.

    الذكاء الاصطناعي في مقابل الذكاء الانساني

    كثيراً ما تسمع حالياً أو تقرأ لمن يحدثك عن كيفية استغلال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته الكثيرة في تحقيق الربح من الانترنت، ورغم أهمية الأمر وزخم الفرص التي بات يتيحها، والمهام الجليلة التي يؤديها، فإنك قل ما تسمع من يحدثك عن الذكاء الانساني، المخلوق في أحسن تقويم وأعظم قدرة، والذي لا يمكن بحال مقارنته بأي ذكاء آخر.

    إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي هي أدوات تم ابتكارها لتعزز من قدرة الإنسان على الفعل، وتوفير الوقت للتركيز على أمور أكثر حاجة لتركيز العقل البشري عليها، لا لتضعه على رف الحياة وتحل محله، وقد أثبتت التجارب الكثيرة عبر تاريخ الإنسان الطويل قدرة العقل البشري على تحقيق نجاحات كبيرة وعظيمة في أصعب الظروف وأضيقها، فما بالك بمثل سعة ظروفنا المعاصرة ووفرة أدواتها.

    لابد أن هذا سيفتح آفاقا واسعة ولا محدودة من الإنجاز والتطور، أما أن يتم تجميد الذكاء الانساني لحساب الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، فهذا بالتأكيد ليس خيارا صائبا، وربما يفتقر كثيرا إلى أن يكون ذكياً.

    ثقافة الاستهلاك

    إنه لمن الخطير فعلا المواصلة بعقلية استهلاك ما تجود به علينا عقول الأمم الأخرى من ابتكاراتها وإختراعاتها المتلاحقة، وحصر إمكانيات عقولنا في كيفية استهلاكها بفعالية، والتحايل من أجل استغلالها في تحقيق فتات من المكاسب المحدودة والمؤقتة.

    ولا بد من التحرك بعقلية فاعلة ومنتجة ومؤثرة، تعمل على إثراء المحتوى العربي بالمحتوى الإبداعي الخلاق، الذي يشجع الإنسان العربي على الخلق والابتكار وصناعة التأثير، بما يجعله لاعباً أساسياً على المستوى العالمي لا متفرجا ومستهلكا.

    كيف تنجح في الحقيقة لا في الوهم _ فرص النجاح والربح من الانترنت كيف تنجح في الحقيقة لا في الوهم _ فرص النجاح والربح من الانترنت

    العمل على الانترنت وليس الربح من الانترنت

    إن فرص جني المال من الانترنت أمر ممكن جدا، لكنه بلا شك يتطلب جهدا وعملا تقدم من خلاله قيمة عالية للآخرين، أو تحل مشكلة تؤرقهم، أو تؤدي خدمات لهم ذات جودة، ولن يكون على الأغلب مجرد ربح وحسب، وإذا ظننت أنه لا فرق كبير بين المعنيين، فقد تكون واهما جدا، لأن اللغة كما يقول فقهاؤها: "هي عقل الأمة" الذي تبني من خلاله أفكارها وتصوراتها.

    طرق العمل المربح على الإنترنت

    تتعدد طرق العمل التي تحقق أرباحاً على الانترنت وتتنوع بشكل كبير، بدءاً من تقديم خدمات مصغرة، إلى تنفيذ مشاريع كبيرة، إلى بيع منتجات مادية أو رقمية، إلى بيع بالعمولة، إلى خدمات تعليم وتدريب واستشارة وتسويق وغيرها.

    لكن الفيصل في تحقيق أفضل عائد مالي منها هو في اعتقادي يكمن في اختيارك لمجال العمل الذي يكون أقرب إلى مناطق شغفك، والذي يمكن أن تصب فيه أقصى طاقتك الإبداعية، ذلك أن الأمر سيحتاج إلى شيء من الصبر وكثير من الابداع، لكنه سيكون بلا شك مجديا ومستحقا.

    كيف تعرف شغفك

    إن تحديد جانب الشغف بالنسبة لنا من الأمور التي قد تكون صعبة ومربكة للبعض، لكنه من الأمور البالغة الأهمية لزيادة فرص النجاح في العمل والحياة، ذلك أنه بمثابة الوقود الذي يحفزنا على التعلم والعمل، وبذل أقصى جهودنا دون كل أو ملل، ويحافظ على شعلة الحماس والإبداع في دواخلنا متوهجة.

    أما عن كيفية معرفته واكتشافه، فقد يحتاج الأمر إلى شيء من التجربة والتفكير والبحث، إسأل نفسك عن الأشياء التي يمكن لك أن تتعلمها أسرع من غيرها، أو التي يمكن أن تعمل فيها لساعات دون أن تشعر بمرور الوقت، ويمكن أن تقوم بتنفيذها أيضا تطوعا دون مقابل، ودون أن تشعر بالاستياء لهذا.

    بعض التأمل والتدقيق وملاحظة نفسك سيرشدك إلى منطقة شغفك بكل تأكيد.

    خلاصة القول

    خلاصة القول أن فرص الربح (العمل) على الانترنت ممكنة وعديدة جدا، ويكون مردودها كبيرا في كثير من الأحيان، لكن الأمر يتطلب عملا حقيقيا، وخططا مدروسة، وتعلما واكتساب مهارات وبناء سمعة وثقة، ويحتاج إلى شيء من الصبر والإبداع، وليس بالبساطة التي يصورها لك البعض لاستدراجك بحيث تكون أنت وسيلتهم لتحقيق أرباحهم.

    وأبعد من ذلك فنحن بحاجة حقيقية إلى محتوى إبداعي بعيد عن عقلية الاحتيال والاستهلاك والتضليل، يكون مرشدا لنا في هذا الجانب وغيره، ومعينا لنا على النمو والتقدم والارتقاء كأمة، وهذا بلا شك واجبنا وأمانتنا.

    Ahmad eshoush

    Ahmad eshoush

    فنان تشكيلي وكاتب محتوى إبداعي متنوع

    فنان تشكيلي وكاتب محتوى إبداعي متنوع، لدي شغف كبير بالتأليف والكتابة الإبداعية ولدي أربعة كتب مطبوعة ومنشورة وأكثر من خمسة معارض فنية شخصية ونصبين تذكاريين في مدينتين من المدن الأردنية العريقة وحاصل على العديد من الجوائز في الشعر والقصة القصيرة واللوحة التشكيلية

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ