صوابي في طيات الخطأ

كاتبة ومدققة مقالات وخواطر
نشرت:
وقت القراءة: دقائق

إليك: لا تُضيق عليّ رحب الوجود، ولا تجعلني أكره نفسي، أنا أعرف ديني، أعرف كيف أتعامل مع كل الأمور بهوان، ولكن الدنيا كلِّها تُبنى على عاتقي فلا تكن أنت أيضًا حملًا زائدًا معها، حين أكلمك فأنا أهرب من دُنياي، ومن ضيق الفضاء حولي إلى رحبِ وجودك، ولا أريد منك مبالغة، فقط كن سكنًا آمنًا وملاذًا هادئًا أهرب إليه لا منه، يجعلني براحة معه، لا بخوف مما يظنه عني، يكون واثقًا فيّ وبكل عمل أفعله لأنه يعلم مكانته عندي ويعلم كيف أسير الخُطى بحذر، وكيف أني مثله لا ممكن لأعصي الله، لستُ ملكًا أو رسولًا، وأنت كذلك، ولكننا نجاهد أن نكون من الصالحين، حين تراني مُخطئة بأمرٍ بحق تعال وانصحني بهدوء وبكلامٍ مُتزن غير مبتذل، ولا تُشعرني أني أدنى وأن الخطأ هذا الذي فعلته لا يُغتفر، بل أقنعني أنه مهما بلغ في النهاية ربنا غفور رحيم بنا، وكن معي على الدنيا والخطأ ولا تجعلها علي، يُمكنك أن تكون صوابي في طيّات الخطأ إذا ما أحسنت الصنع، ولكن صدقني كل شيء في التعقيد يُعقد أكثر!

أما بعد: أيها البعيد جدًا، كيف حالك؟

أرسل لك بعدما استحال ما بيننا أن يصل، أكتب وحدي وأقرأ وحدي وأعيش وحدي، هنا حيث أتنفس اختناق، أشعر أن جدران الغرفة أصبحت تنكمش على روحي، تهمش ذاتي وتطغى على وجودي.
هل نسوني من في الخارج يا ترى! لم أقصدك أنت، فأنت في الداخل، في الداخل جدًا في مكان لم يصل له أحدهم قط، أعمق ما قد يكون حيث لا داخل أكثر مما أنت فيه، متوغل فيّ كأنا، أصفن في السقف طوال الوقت، تكات الساعة كأنها تدق في رأسي تعد لحظات هلاكي، (تك، تك، تك، تك) والآن! الآن أنا متعبة، متعبة مني ومنك، ومن هذا المصل الذي يضخ إلى داخلي دواء السّم، أقول إنه سم لأنه لا يسمن ولا يغنيني شيئًا، فارغة من كل شيء، وممتلئة بكل شيء، وما بينهما لله حالي!

أهرب مني ومن تفكيري بالكتابة إليك، أجدني أبكي وحروفي إليك تواسيني وحدي، فلا أنت بالقرب الذي يريح الفؤاد، ولا أنت بالبعد الذي ينهي حبائل الأمل! وأنت، كيف أنت، كيف وجهي الذي نسيته في عينيك، والنوم الذي هرب من عيناي.
قلبي الذي تركته في حقيبتك، أصابعي التي شددت عليها برسغك.
يدي التي بترتها بعد آخر تلويحة وداع، واسمي الذي التهمته بصوتك في آخر لقاءٍ كان بيننا.
كيف أستعيد عقلي وشعوري منك! فهلّا يعيش المرء بلا شعور؟

صوابي في طيات الخطأ

وعد موسى

كاتبة ومدققة مقالات وخواطر

إلى الآن أرسل خطابات إلى الفراغ على أمل أن يعثر علي أحد ما ويتعرف علي من قصائدي، فأضع كومة منها بين يديه قائلة: هناك فتاة ما زالت تكتبك، لا تعرف كيف لا تفعل!

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ