
رمضان... شهر تنقية الروح والصفاء
رمضان شهر مبارك موسما ايمانيا عظيما, وفرصة لا تتكرر إلا مرة في العام, يحمل في طياته نفحات روحية سامية, ويعيد إلى القلب طمأنينته, وإلى الروح صفائها. فهو شهر القرآن, وشهر المغفرة, والعتق من النار.
معنى الصيام وأبعاده
الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب؛ بل هو تربية للنفس, وتهذيب للجوارح, وامتحان حقيقي للإرادة. يقول الله تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"[البقرة:183]
"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون", والتقوى هي الغاية الكبرى من هذه العبادة, إذ لا يكمل الصوم إلا حين يتطبع السلوك بروح الطاعة, فيتحول الصائم إلى إنسان أكثر رحمة, وأشد صبرا, وأقوى على ضبط شهواته ... للمزيد يمكنك الضغط على الرابط هنا يوجد تفسيرات موثوقة ستفيدك انشاء الله تعالى
رمضان... فرصة العطاء
في رمضان, تفتح أبواب الخير على مصراعيها. فالمسلم الحق لا يكتفي بالعبادة الفردية؛ بل يمد يده إلى غيره, فيطعم جائعا, ويكسو عاريا, ويواسي محتاجا, فالصدقة في هذا الشهر تضاعف أجرها, والأحسان يظلل صاحبه بظل يوم لا ظل إلا ظله, وما اجمل ان يجتمع الناس على موائد الإفطار, متآلفين متحابين, يشكرون الله تعالى على نعمه, ويشعرون الفقير بأنه ليس وحيدا.
القرآن... ربيع القلوب
لقد ارتبط رمضان بالقرآن ارتباطا وثيقا, فهو الشهر الذي أنزل الكتاب العزيز القرآن هداية للناس, وفرقانا بين الحق والباطل, ومن هنا, يحرص المسلمون على الإكثار من تلاوته وتدبره. فل القرآن يداوي جراح القلوب, ويزرع في النفس نورا وطمأنينة لا تقدر بثمن.
الطاعات في شهر رمضان المبارك
يعد شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة للمسلمين لاغتنام الأجر والثواب, فهو شهر تتضاعف فيه الحسنات وتفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران. وقد حث الإسلام على استثمار أيامه ولياليه بالطاعات التي تقرب العبد من ربه وتطهر قلبه من الذنوب.
اولا:الصيام
الصيام هو الركن الرابع في الإسلام, وبه يتميز شهر رمضان عن سائر الشهور. فهو عبادة عظيمة تهذب النفس وتعلم الصبر وتزرع في القلب التقوى,
كما قال الله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولكروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)[البقرة:185]
ثانيا: قراءة القرآن الكريم
القرآن هو كتاب الله الخالد الذي أنزل في رمضان, لذا كان السلف الصالح يكثرون من تلاوته آناء الليل وأطراف النهار. فالمسلم يجد في قراءة القرآن نورا لقلبه وهدى لطريقه, وهو من أعظم القربات في هذا الشهر المبارك.
ثالثا: الصلاة والقيام
من أعظم الطاعات في رمضان أداء الصلوات المفروضة في أوقاتها, والإكثار من النوافل وصلاة التراويح التي يجتمع فيها المسلمون في المساجد في جو إيماني مهيب. كما أن قيام الليل يفتح باب القرب من الله تعالى ويجعل القلب عامرا بالإيمان والطمأنينة.
رابعا: الدعاء والذكر
رمضان شهر الدعاء المستجاب, حيث يتوجه المسلم إلى الله تعالى بقلب خاشع ولسان ذاكر, يسأله العفو والرحمة والقبول. والإكثار من الأذكار اليومية كالتسبيح والتهليل والتحميد يحيي القلوب ويزيد من رصيد الحسنات.
خامسا:الصدقة والإحسان
من الطاعات التي يحرص عليها المسلمون في رمضان إخراج الصدقات وإطعام الطعام للفقراء والمحتاجين, لما فيها من أجر عظيم وتزكية للتفس والمال.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"أفضل الصدقة صدقة رمضان".
سادسا:صلة الأرحام
رمضان فرصة عظيمة لتقوية الروابط الأجتماعية وزيارة الأقارب والإحسان إليهم. فصلة الرحم من أسباب البركة في العمر والرزق, وهي من الأعمال التي يحبها الله تعالى.
سابعا: الإعتكاف
يعد الإعتكاف في العشر الأواخر من رمضان منالسنن المؤكدة, حيث يبتعد المسلم عن مشاغل الدنيا ليتفرغ لعبادة الله تعالى وطلب مغفرته ورضوانه, لاسيما في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
خاتمة الطاعات شهر رمضان المبارك
إن الطاعات في شهر رمضان المبارك ليست مجرد أعمال تؤدي شكليا, بل هي وسيلة لتطهير الروح والجسد من السموم وتهذيب السلوك وتقوية الصلة بالله جل جلاله. ومن وفقه الله لاغتنام هذا الشهر في الطاعات فقد نال خيري الدنيا والآخرة.إن الطاعات في شهر رمضان المبارك
رمضان... شهر الطاعة والسمو الروحي
يأتي شهر رمضان المبارك كل عام محملا بفيض من الرحمة والنور, ليذكر القلوب بأن للحياة بعدا آخر يتجاوز المادة والملذات, ويعيد ترتيب الاولويات في وجدان الإنسان. إنه شهر تصفد فيه الشياطين, وتفتح فيه أبواب الجنة,وتغلق فيه أبواب النار، فلا عجب أن يجد المسلمون فيه فرصة متجددة لتجديد العهد مع الله تعالى, والتوبة الصادقة, والانطلاق نحو حياة أصفى وأطهر.
أبعاد الصيام التربوية
الصيام مدرسة شاملة تتجاوز فكرة الأمتناع عن الطعام و الشراب. فالصائم يتدرب على الصبر, ويمرن نفسه على ضبط الانفعالات, فيغدو أكثر حلما وحكمة. كما أنه يكف لسانه عن الغيبة و النميمة, ويحرس بصره وسمعه من الحرام. وهنا يتجلى المعنى العميق لعبادة الصيام؛ إذ لا يقتصر على الجانب الجسدي, بل يتغلغل إلى أعماق السلوك و الوجدان. وقد ورد في الحديث الشريف: "من لم يدع قول الزور و العمل به, فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
رمضان... أثره بعد الرحيل
قد يظن البعض ان رمضان فرصة عابرة, تنتهي بأنتهاء أيامه, لكن الحقيقة أنه مدرسة متكاملة. فمن ذاق لذة الطاعة فيه, سعى أن يحمل أثرها إلى ما بعده. ومن أعتاد صلاة الليل, وجد قلبه يشتاق إليها في سائر العام. ومن ذاق حلاوة الإنفاق, أدرك أن البذل يزيد المال بركة, ويزرع في النفس سعادة لا تقاس. وهكذا, يظل رمضان يترك بصمته في النفوس, ليكون نقطة أنطلاق نحو حياة أكثر إيمانا وصفاء.
خاتمة
إن رمضان ليس مجرد شهر في التقويم الهجري؛ بل هو فرصة سماوية عظيمة، تعيد تشكيل حياة الإنسان, وتقربه من معاني الطهر, والصبر, والرحمة, واليقين. ومن حسن أستقباله، واغتنم أيامه ولياليه, خرج منه بزاد روحي لا ينفد, وبقلب جديد يضيء دربه حتى رمضان القادم,بإذن الله تعالى.
المراجع

إسلام ويب - سعادة تمتد
إسلام ويب - أضخم محتوى إسلامي وثقافي على الإنترنت لتحقيق مبدأ : سعادة تمتد
تصفح المرجع
عطاء الحموي
كاتب ومحللأنا كاتبٌ وباحثٌ أجد في الكلمة نافذةً للعقل والروح. أسعى في كتاباتي إلى الجمع بين دقّة التحليل وعمق الرؤية وسعة الاطّلاع، فلا أكتفي بعرض الأفكار مجرَّدة، بل أغوص في أعماقها لأستخرج جوهرها وأقدّمها للقارئ بأسلوب يجمع بين الصرامة العلميّة وجمال البيان الأدبي. أؤمن بأن للمعرفة رسالةً تتجاوز حدود الزمان والمكان، ولهذا أحرص على الربط بين الماضي والحاضر، واستشراف ما يحمله المستقبل. أكتب بعقلٍ ناقد وروحٍ متأمّلة، وأطمح دائماً أن تكون كلماتي نوراً يضيء العقول ويحرّك الوجدان.