رحلة الإرتقاء بالذات والمجتمع من خلال العمل التطوعي
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخوللا بد أنك سمعت عن العمل التطوعي وأهميته للمجتمع، لكن هل فكرت بعمق ماهو العمل التطوعي؟ هل رأيت كيف أثر التطوع على حياة الأشخاص سواء من حولك أو حتى عبر برنامج تلفزيوني أو فيديو على وسائل التواصل الإجتماعي يتحدث عن أثر العمل التطوعي في حياة بعض الأشخاص المؤثرين؟
يعتبر العمل التطوعي ظاهرة مجتمعية إيجابية ونشاط إنساني راقي، سمعنا عنه سابقا وبدأ بفضل الله ينتشر بشكل أوسع بين أفراد مجتمعنا وشبابنا الصاعد.
ما هو العمل التطوعي؟
هو كل جهد أو عمل يقوم به الشخص لخدمة مجتمعه أو مساعدة شخص آخر دون مقابل. حيث أنه العمل الذي يقوم به الإنسان تطوعاً من تلقاء نفسه دون إجبار الآخرين ودون الإنتظار للحصول على أي مقابل.
هناك ثلاث أنواع رئيسية للتطوع:
- التطوع العام: وهو التطوع الذي يستطيع أي إنسان القيام به، دون الإحتياج إلى مهارات أو خبرات معينة، مثل تنظيف الشوارع، زراعة الأشجار، وتوزيع الطعام والمساعدات.
- التطوع المهاري: وهو التطوع الذي يقوم به شخص لديه مهارة معينة يتقنها، يقدم هذه المهارة في مساعدة الآخرين، مثلا تعليم الأطفال مهارة الرسم.
- التطوع التخصصي: يكون الشخص المتطوع متخصص في عمل معين، يقدم خدمة للآخرين دون مقابل في مجال تخصصه، مثل الطبيب الذي يعالج أشخاص محتاجين دون مقابل.
كيف يمكن للتطوع أن يغير حياتك وحياة الآخرين؟
قد تتسائل كيف يمكن للتطوع أن يؤثر على على حياتك أو شخصيتك أو حتى على الآخرين، بالطبع سوف يترك التطوع أثر كبير على حياتك من جوانب عديدة كما له أثر كبير على المجتمع كافة، إليك أبرز الجوانب الإيجابية التي يتركها العمل التطوعي على حياتك:
- تحسين الحالة النفسية: يعمل العمل التطوعي على تحسين الحالة النفسية من خلال شعور الشخص المتطوع بالإنجاز وإفراز هرمون السعادة "السيروتونين"، فهو يشعر بالسعادة لتحقيق المهام وشعوره بالرضا لمساعدة الآخرين وتقديم يد العون لهم. كما يقوم الأطباء النفسيين بنصيحة الشخص المكتئب بالمشاركة في الأعمال التطوعية لما لذلك أثر كبير للخروج من حالة الإكتئاب ومعالجة الصحة النفسية.
- ينمي المهارات الشخصية والخبرات العملية: المشاركة في الأعمال التطوعية يجعلك تكسب خبرات بمجالات واسعة سواء مهنياً، عملياً وإجتماعياً. سوف تحسن علاقاتك الاجتماعية وتوسع شبكة معارفك مما يتيح لك فرص أكبر للعمل، عدا عن الخبرة التي سوف تكتسبها و عن تعلم مهارات جديدة أيضا تتيح لك فرص أكبر للعمل وتحقيق نجاحات هائلة. إذا كنت ما زلت طالب جامعة فإن مشاركتك بالعمل التطوعي خلال فترة دراستك يؤهلك للحصول على فرص عمل أسرع بعد التخرج ويحسن من سيرتك الذاتية، حتى بعد التخرج إن التحاقك بالأعمال التطوعية يجعل الشركات الكبرى تبحث عنك لأنهم يعرفون مدى أهمية العمل التطوعي في تحسين عمل موظفيهم؛ فالتطوع ينمي مهارات العمل الجماعي ويزرع في الشخص أهمية بناء المجتمع، وكل ذلك يعود لمصلحة الشركات ونجاحها.
- إدارة الوقت وتنظيم المهام: يجعلك العمل التطوعي مدرك تماما لأهمية الوقت وكيفية استغلال اليوم كامل في إنجاز أعمال مهمة، يساعدك في تنظيم حياتك ويجعلك شخص ملتزم وتشعر بالمسؤولية.
- الشعور بالآخرين وتحسين المجتمع: يبني العمل التطوعي مجتمع واعي ومتكافل، يجعل الأشخاص يشعرون ببعضهم البعض، ينمي الوازع الديني لديهم ويبني مجتمع صالح وناجح.
كيف اشارك بالأعمال التطوعية؟
هناك فرص عديدة للمشاركة في الأعمال التطوعية، يمكنك البحث عنها عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الإجتماعي. وتحديد اهتماماتك في أي مجال ترغب بالعمل به وتقديم مهاراتك. والبحث عن المؤسسات التطوعية والجمعيات الخيرية المتاحة في بلدك.
كما يمكنك التعاون مع أصدقاء الدراسة، أو العمل أو مع جيرانك في الحي في تنظيم الأعمال التطوعية البسيطة. مثل تنظيف الحي أو الشاطئ، دهانة الرصيف، مساعدة السكان في أعمال الصيانة، بناء ملعب للأطفال.
وأنصح الأهل بمشاركة أطفالهم منذ الصغر في الأعمال التطوعية حتى تنمي مهاراتهم في سن صغيرة وتعليمهم حب مساعدة الآخرين وأهمية التعاون، يمكن ذلك من خلال مشاركتهم بالأعمال التي تقوم بها المدارس والتحاقهم في برنامج الكشافة، أو مشاركة الأطفال في تنظيف الحي أو زراعته، والكثير من الاعمال .
أشخاص مشهورين أثر العمل التطوعي على حياتهم
هناك شخصيات عظيمة ومعروفة عالمياً قاموا بالأعمال التطوعية واستمروا عليها وترك ذلك أثرا كبيرا عليهم وعلى الآخرين، منهم:
- أنجلينا جولي: اشتهرت الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي في الأعمال الخيرية وحبها لمساعدة الفقراء وتقديم التبرعات للمحتاجين في كافة دول العالم. فهي سفيرة الأمم المتحدة للإنسانية.
- أوبرا وينفري: وهي مقدمة البرامج التلفزيونية الشهيرة، أسست مدرسة داخلية لتعليم الفتيات، كما قدمت تبرعات هائلة لدعم التعليم في مختلف أنحاء العالم. أيضا كان لها أعمال تطوعية بارزة في نشر الوعي حول مرض الإيدز.
- إبراهيم الفقي: وهو معروف في مجال التنمية البشرية وساهم بشكل كبير في تحفيز العمل التطوعي حول العالم.
- بيل غيتس: هو مؤسس شركة مايكروسوفت الشهيرة، ساهم من خلال ثروته الكبيرة في الأعمال الإنسانية وتعزيز التعليم ومحاربة الأمراض.
العمل التطوعي يساهم في رسم البهجة والسرور على وجوه الآخرين، و يشعرهم بوجود أشخاص يقفون بجانبهم في هذه الحياة. فهو يقوي التعاون والود بين جميع أفراد المجتمع، يعلمنا معنى الإيثار ويقوي الوازع الديني لدينا، التطوع باب لكثير من الخير، اجعله دائماً مفتوحاً.