رجال في الشمس... في البحر... غسّان كنفاني... شمال إفريقيا و البحر المتوسّط نموذجا!

رجال في الشمس... في البحر... غسّان كنفاني... شمال إفريقيا و البحر المتوسّط نموذجا!
مقدّمـــــــــــة:
و أنت تشرع في قراءة رواية "رجال في الشّمس" لرمز المقاومة الفلسطينيّة الكاتب و الصّحفي الشّهيد «غسّان كنفاني» تكتشف و أنت الذي كنت تحسبها قصص نضال، و بطولات، و معارك أنّك بعيد كلّ البعد عن تخمينك، و أنّك ستقرأ قصّةً عمّا نسمّيه في وقتنا الحالي "الهجرة غير الشّرعيّة" أو "الحرڤة"!
أجل.. الحرڤة، و لكن ليس في عرض البحر، بل في عرض الصّحراء! الحرڤة.. في عرض الصّحراء، و في عزّ آب (أوث)!
الحرڤة.. و لكن ليس في الوقت الحالي، بل في خمسينيات أو ستّينيات القرن العشرين، أي بعد إعلان قيام الكيان الصّهيوني على أرض فلسطين عام 1948م بأقلّ من عشرين سنة.
إذن.. هذه الظّاهرة ليست وليدة العصر..! وليست وليدة الجيل..! بل حتّى إنّها ليست وليدة الجغرافيا _شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسّط نموذجا_..!!!
مرّة أخرى لنتّخذ شمال إفريقيا نموذجا؛ ليس كجغرافيا و لكن كبلدان تعرّضت لاحتلال و استدمار المستعمرين الفرنسيين و الإيطاليين و الإسبان.
لقد كان الفلسطينيّون سبّاقين إلى هذا النّوع من السّفر أو بتعبير أدقّ الهجرة؛ الهجرة المقترنة بالمخاطرة بروح المهاجر و بحياة المهاجر؛ المهاجر غير الشّرعي طبعا...!!!
سؤالان يطرحان نفسيهما بشدّة و بإلحاح:
- لماذا الفلسطينيّون بالتّحديد، رغم أنّ فلسطين لم تكن أوّل بلد في العالم يُحتلّ و يُستدمر؟
- لماذا لم تظهر الهجرة غير الشّرعيّة في بلدان شمال إفريقيا قبل نيلها للاستقلال؟


1هجرة غير شرعية أم أزمة وطن ؟!
قد لا يستدعي الأمر عناء الرّجوع إلى كتب التّاريخ و البحث و التّنقيب بين صفحاتها!!! إنّما القليل من التّروّي و من التّركيز قد يكفيان:
- الفلسطينيّون لم يهاجروا (هجرة غير شرعيّة) لأنّ وطنهم محتلّ...
- الفلسطينيّون لم يهاجروا (هجرة غير شرعيّة) لأنّ وطنهم مستدمر...
- الفلسطينيّون هاجروا (هجرة غير شرعيّة) لأنّ وطنهم مسلوب...
- !!!
- ...
لقد خاطر الحرّاڤ الفلسطيني بعبور الّصحراء نحو الكويت لأنّ لا وطن له إلّا المخيّم، و لأنّ لا هويّة لديه إلّا هويّة "اللّاجئ".








2 رجال في الشّمس: التّغريبة الفلسطينيّة:
التّغريبة الفلسطينيّة؛ رائعة الكاتب المبدع الدّكتور «وليد سيف» و المخرج المبدع الرّاحل «حاتم علي» و الممثّل المبدع الرّاحل «خالد تاجا» و الممثّلة المبدعة الرّائعة «جولييت عوّاد» و الممثّل المبدع الرّائع «جمال سليمان» و الممثّلة المبدعة الرّائعة «يارا صبري» و كوكبة من المبدعين و الممثّلين و الفنّانين.
"التّغريبة الفلسطينيّة" و"رجال في الشّمس" تكمّلان بعضهما البعض...!!! تحيل "التّغريبة الفلسطينيّة" المشاهد المكتوبة في "رجال في الشّمس" إلى صور مرئيّة و مسموعة؛ "حقائق".. و تسلّط "رجال في الشّمس" الضّوء على الظّاهرة التي تفشّت بعد "التّغريبة" و المتمثّلة في ظاهرة الهجرة السّريّة عبر الصّحراء إلى الكويت. صوّرت "التّغريبة الفلسطينيّة" مشاهدًا عن معاناة المهاجرين غير الشّرعيين و مخاطراتهم، و لكن يظلّ الفرق بين "التّغريبة الفلسطينيّة" و"رجال في الشّمس" هو أنّ "التّغريبة الفلسطينيّة" رصدت التّشريد والتّهجير الشّرعيّين!!! لقد رصدت التّهجير الذي لم يكن بإرادة المُهَجَّرين، أمّا "رجال في الشّمس" فقد رصدت التّشرّد و الهجرة غير الشّرعيين!!! لقد رصدت الهجرة التي كانت بإرادة المُهَاجِرين.


3 ضباع "الهجرة غير الشّرعية" في عرض الصّحراء أم قروش" الحرڤة" في عرض البحر؟؟!
(البصرة _العراق... دكّان الرّجل السّمين الذي يعمل في تهريب النّاس من البصرة إلى الكويت:
"
- ستكلّفك خمسة عشر دينارًا؛ إنّها رحلة صعبة.
- و هل تضمن وصولنا سالمين؟
- طبعا ستصل سالمًا، ولكنّك ستتعذّب قليلا.. نحن في آب (أوث)؛ الحرّ شديد، و الصّحراء مكان بلا ظلّ... و لكنّك ستصل..
- لقد قطعت آلاف الأميال كي أصل إليك، أرسلني سعد، أ تذكره؟ إنّني لا أملك إلّا خمسة عشر دينارًا، ما رأيك أن تأخذ منها عشرة و تترك لي الباقي؟
- إنّنا لا نلعب... أ لم يقل لك صديقك إنّ السّعر محدود هنا؟ إنّنا نضحّي بحياة الدّليل من أجلكم..
- و نحن أيضا نضحّي بحياتنا..
- إنّني لا أجبرك على هذا.
- عشرة دنانير..
- خمسة عشر دينارًا.. أ لا تسمع؟
- سأدفعها لك.. خمسة عشر دينارًا.. لا بأس.. و لكن بعد أن أصل إلى الكويت و ليس قبل ذلك..
- لماذا؟!
- لأنّ الدّليل الذي سترسلونه معنا سوف يهرب قبل أن نصل إلى منتصف الطّريق! خمسة عشر دينارًا، لا بأس.. و لكن ليس قبل أن نصل..
- أنا لا أجبرك على شيء، لا أجبرك.
- ماذا تعني؟
- أعني؛ إذا لم تعجبك شروطنا، بوسعك أن تستدير، و تخطو ثلاث خطوات، و ستجد نفسك في الشّارع.") -رجال في الشّمس، بتصرّف-
بإجراء تعديلات بسيطة على بعض الكلمات التي تضمّنها الحديث في دكّان تاجر البصرة المهرّب كالعملات التي تختلف تسمياتها و قيماتها _مع عامل الزّمن_ سيغدو الحديث مشهدا مأخوذا من فيلم مغاربي جزائري، أو تونسي، أو مغربي عن "الحرڤة" و بالتأكيد، لن يكون فيلما بالأبيض و الأسود.




4 قافلة يرشدها ضبع في عرض الصّحراء... قرش يدلّ سربا إلى عمق البحر!
حديث المهرّب الذي لا يشتغل في التّهريب (أبو الخيزران):
"سيترككم هؤلاء المهرّبون في منتصف الطّريق و يذوبون مثل فصّ الملح!.. و أنتم بدوركم ستذوبون في قيظ آب دون أن يشعر بكم أحد.. عشرة بالمئة على الأكثر وصلوا إلى هناك عن طريق المهرّبين، و إن تسألوهم فسيقولون لكم أنّهم أكملوا الطّريق بلا مهرّب و بلا دليل، و أنّ حظّهم هو الذي ساعدهم على النّجاة.
مرّة عبر الحدود، و بعد مسير أكثر من عشر ساعات حلّ الظّلام، عندها أشار المهرّب إلى مجموعة من الأضواء البعيدة و قال: تلك هي الكويت.. تصلونها بعد مسير نصف ساعة.. لم تكن تلك هي الكويت.. كانت قرية عراقية نائية!!..
هل رأيتم في عمركم كلّه هيكلا عظميا ملقى فوق الرّمل؟
- سألتكم، هل رأيتم في عمركم كلّه هيكلا عظميا ملقى فوق الرّمل؟
- كنتم سترون الكثير منها لو ذهبتم مع المهرّبين." -رجال في الشّمس، بتصرّف-
أبو الخيزران، المهرّب الذي لا يشتغل في التّهريب!:
(ينادونه أبو الخيزران.. منظره يوحي حقّا بالخيزران.. رجل طويل القامة جدّا، نحيل جدّا، و لكنّ عنقه و كفّيه يعطون الشّعور بالقوّة و المتانة، و كان يبدو لسبب ما أنّه بوسعه أن يقوّس نفسه فيضع رأسه بين قدميه دون أن يسبّب ذلك أيّ إزعاج لعموده الفقري أو لبقيّة عظامه. "لا أريد إلّا مزيدًا و مزيدًا من النّقود؛ فالوطنيّة لم تنفعني بشيء، و ليكسّر الفخّار بعضه". هذه هي فلسفته في العيش). -رجال في الشّمس، بتصرّف-



5 تفاصيل العبور السّرّي للحدود العراقية الكويتية ( هجرة غيرشرعية / حرڤة):
ثلاثة فلسطينيين قطعوا مسافة طويلة من فلسطين إلى العراق و تحديدا مدينة البصرة التي تعجّ بالمهرّبين، و لكنّ حظّهم اقتنص أخيرا مهرّبا أفضل من مهرّب البصرة السّمين، و بسعر معقول عن سعر تاجر البشر اللّعين ذلك، كما أنّه فلسطينيّ مثلهم _و حاله من حالهم_ بالإضافة إلى أنّه لا يشتغل في التّهريب رغم أنّه سيقوم بتهريبهم!!!... أ يكون حظّهم حقّا قنّاصا بارعا، أم أنّهم وقعوا فريسة لقنّاص بارع؟
أبو قيس _ أسعد _ مروان ... و قائد الرّحلة (أبو الخيزران):
"أسعد: أنت تريد إذا أن تضعنا داخل خزّان ماء سيّارتك في طريق عودتك؟
أبو الخيزران: بالضّبط.. لقد فكّرت بأن أنتهز الفرصة و أرتزق بقرشين نظيفين طالما أنا هنا و طالما أنّ هذه السّيّارة لا تخضع للتّفتيش.
أسعد: هذه اللّعبة لا تعجبني.. في مثل هذا الحرّ، من يستطيع أن يجلس في خزّان ماء مقفل؟
أبو الخيزران: لا تجعل من الأمر مأساة.. هذه ليست أوّل مرّة.. ستنزلون إلى الخزّان قبل نقطة الحدود في صفوان بخمسين مترا؛ سأقف على الحدود أقلّ من خمس دقائق، بعد الحدود بخمسين مترا ستخرجون من الخزّان. و في المطلاع على حدود الكويت سنكرّر المسرحيّة لخمس دقائق أخرى، ثم بعدها ستجدون أنفسكم في الكويت.
مروان: هل يوجد ماء في الخزّان؟
أبو الخيزران: هل أنا مهرّب أم معلّم سباحة أيّها الصّغير؟ إنّ الخزّان لم ير الماء منذ ستّة شهور.
أسعد: حسبت أنّك كنت تنقل الماء في رحلة قنص قبل أسبوع..؟
أبو الخيزران: أقصد منذ ستّة أيّام؛ إنّ المرء يبالغ أحيانا.. و الآن، دعونا ننه هذا الاجتماع الخطير، هل اتّفقنا؟
أسعد: اعفنا أوّلا من تصديق قصّة رحلة القنص! يبدو لي أنّك تعمل مع الحاجّ رضا بالتّهريب، و يعتقد الحاجّ رضا أنّ تهريب الأشخاص في طريق العودة أمر تافه، لذلك يتركه لك.
أنا شخصيا لا أهتمّ إلّا بموضوع وصولي إلى الكويت، أمّا ما عدا ذلك فإنّه لا يعنيني، و لذلك فإنّني سأسافرمعك.
مروان: و أنا سأسافر معكما.
أبو قيس: هل تعتقدون أنّه بوسعي أن أرافقكم؟
...........
...........
أبو الخيزران: لنستريح قليلا قبل أن نبدأ التّمثيلية مرّة أخرى.
أبو قيس: لماذا لم تتحرّك بنا مساء أمس فتوفّر علينا برودة اللّيل كلّ هذه المشقّة؟
أبو الخيزران: الطّريق بين صفوان و المطلاع تمتلئ بالدّوريّات في اللّيل؛ في النّهار لا يمكن لأيّة دوريّة أن تغامر بالاستطلاع في هذا القيظ.
مروان: إذا كانت سيّارتك معصومة عن التّفتيش فلماذا لا نبقى خارج ذلك السّجن الرّهيب؟
أبو الخيزران: لا تكن سخيفا، هل أنت خائف إلى هذا الحدّ من البقاء خمس أو ستّ دقائق في الدّاخل؟ لقد اجتزنا أكثر من نصف الطّريق و لم يبق إلّا الأسهل.
هيّا بنا لقد تعلّمتم الصّنعة جيّدا.. إنّها الحادية عشر و النّصف.. احسبوا سبع دقائق على الأكثر و أفتح لكم الباب..
...........
........... كانت عقارب السّاعة تشير إلى الثّانية عشر إلّا تسع دقائق ...........
...........
أبو الخيزران: أبو قيس، أسعد، مروان...
الصّدى: أبو قيس، أسعد، مروان...
دوّى الصّدى داخل الخزّان فكاد يثقب أذنيه و هو يرتدّ إليه فانزلق إلى داخل الخزّان، و لكنّه لم يلبث أن تحسّس طريقا منحنيا نحو الفوّهة. و حين أخرج رأسه من الفوّهة، لم يدر لماذا سقطت في ذهنه صورة وجه مروان دون أن تبرح؛ لقد أحسّ بالوجه يلبسه من الدّاخل مثل صورة ترتجف على حائط، فأخذ يهزّ رأسه بعنف و هو ينسلّ من الفوّهة فتحرق رأسه شمس لا ترحم...
و مضت السّيّارة تدرج فوق المنحدر ببطء و جبروت... التفت وراءه عبر النّافذة المشبّكة الصّغيرة فشاهد القرص الحديديّ مفتوحا مستويا يأكل باطنه الصّدأ، و فجأة غاب القرص الحديديّ وراء نقاط من الماء المالح ملأت عينيه. كان رأسه يتآكل من الصّداع و الدوّار لدرجة أنّه لم يعرف: هل كانت النّقاط المالحة دموعًا أم عرقًا نزفه جبينه الملتهب؟" -رجال في الشّمس، بتصرّف-




6 القبر: هل يجد الحرّاڤ الذي قضى في عرض الصّحراء أو في عرض البحر من يكرم جثته ب"قبر"؟
(تَعَب يتآكله و كأنّ ذراعيه محقونتان بمخدّر؛ لن يكون بوسعه حَفر ثلاثة قبور كما قرّر عند الظّهيرة... سيلقي بالأجساد الثّلاثة في صحراء الكويت و يكرّ عائدًا... و لكنّ الفكرة لا تعجبه.. لا يروقه أن تذوب أجساد الرّفاق في الصّحراء.. ثمّ تكون نهبا للجوارح و الحيوانات.. ثمّ لا يبقى منها بعد أيّام إلّا هياكل بيضاء ملقاة فوق الرّمل.. هبّت نسمة ريح فحملت إلى أنفه رائحة نتنة... قال في ذات نفسه: "هنا تكوّم البلديّة القمامة". ثمّ فكّر: "لو ألقيت الأجساد هنا لاكتُشفت في الصّباح و لدُفنت بإشراف الحكومة". كان الظّلام كثيفا مطبقا فأحسّ بالارتياح لأنّ ذلك سوف يوفّر عليه رؤية الوجوه).
-رجال في الشّمس، بتصرّف-

7 ضبعا أم قرشا أم إنسانا؟
"ألقى أبو الخيزران الجثث على رأس الطّريق حيث تقف سيّارات البلديّة عادة لإلقاء قماماتها كي تتيسّر رؤيتها من أوّل سائق قادم في الصّباح الباكر. كان قد قطع شوطا في طريق العودة عندما تنبّه إلى أمر ما، فأطفأ محرّك سيّارته من جديد و عاد يسير إلى حيث ترك الجثث؛ أخرج النّقود من جيوبها و انتزع ساعة مروان و عاد أدراجه إلى السّيّارة ماشيا على حافّتي حذائه. حين وصل إلى باب السّيّارة و أسند رأسه على المقود؛ رأسه الذي يكاد ينفجر؛ رأسه الذي فجأة صعد كلّ التّعب الذي كان يحسّه إليه، التفت إلى الوراء حيث ألقى بالجثث، إلّا أنّه لم ير شيئا، و لم تُفد تلك النّظرة إلّا في أنّها أوقدت فكرةً انزلقت من رأسه ثمّ تدحرجت إلى لسانه:
- لماذا لم يدقّوا جدران الخزّان؟
- لماذا لم تدقّوا جدران الخزّان؟
و صارت الصّحراء كلّها تردّد معه:
- لماذا لم تدقّوا جدران الخزّان؟
- لماذا لم تدقّوا جدران الخزّان؟
لــمــــاذا لــــم يــــدقــّوا جــــدران الــخـــــزّان؟
لــمــــاذا لــــم يــــدقــّوا جــــدران الــخـــــزّان؟" -رجال في الشّمس، بتصرّف-

خــــاتــــمــــة:
و صارت الصّحراء كلّها تردّد: "لماذا لم تدقّوا جدران الخزّان؟" و البحر... ماذا سيقول؟ و هل سيردّد مثل الصّحراء؟ و هل سيردّ عليه الصّدى؟ أم أنّه سيبتلع الصّدى؟ مثلما ابتلعهم و مثلما يبتلع كلّ شيء...؟
لماذا لم تدقّوا بابا آخر غير باب البحر؟ هكذا كان يجب أن يتردّد السّؤال...






*الكلمات المفتاحية:
الهجرة غير الشرعية/ الهجرة السرية - الحرڨة - عرض الصحراء - عرض البحر - القضية الفلسطينية - التغريبة الفلسطينية - غسان كنفاني - وليد سيف - حاتم علي - خالد تاجا - جولييت عواد - ... فلسطين - الأردن - العراق - الكويت - شمال إفريقيا - البحر الأبيض المتوسط - قروش البحر - ضباع الصحراء...