بينما كنت راكبة في سيارة أجرة، ألقيت نظرة نحو الركاب الآخرين ووجدتهم جميعا، اختاروا الصمت بدلا من الكلام، تأملت المشهد كأني أراه لأول مرة ، اخترت الصمت بدوري، فبدأت أنظر من النافذة ، ورأيت أمامي الجبال والأشجار ، لكن سرعان ما بدأ عقلي بالتحليل والمعالجة لأفكار ومواقف عديدة ، فأدركت أنني لم اكن أرى إلا ما يدور في عقلي. وبدأت أفكاري تتجمع وتتحلل فأدركت أن كل راكب كان يبحر في عالم أفكاره الخاصة أيضا، رغم أن الصمت كان هو السائد على وجوههم.

قد تعتبر هذا الأمر طبيعيا، لأن التفكير خاصية يتميز بها الإنسان، لكن ما يثير الاهتمام هو جودة الأفكار التي تتدفق في أذهاننا، ومصدر هذه الأفكار التي تسبح بحرية دون رقابة.
لقد اعتدنا على عملية التفكير لكن هذه العملية مازالت تتسم بنوع من العشوائية ممزوجة بالأحكام السلبية والنظرة التشاؤمية للأمور والتي تنتهي برؤية وحياة متشائمة، لذلك كان ولابد من طرح بعض الأسئلة المهمة في هذا الصدد:
-من أين تأتي الأفكار؟
-ماهي العوامل التي تشكلها ؟
-كيف يمكن التحكم فيها لنصبح أكثر توازن ورضا؟
دعني أهمس لك بسر هادئ هو بوابة فهم هذه الأسئلة
" نعم نفكر لكن لا نعرف كيف نفكر"
إذا كنت دقيق الفهم والمسؤولية، فستعرف أن هناك مهمة جديدة أضيفت إلى جدول أعمالك اليومية، وهي مهمة جوهرية " راقب أفكارك واعرف ممن تشتريها".في زماننا هذا الأفكار هي السلعة الأكثر قيمة، والمحتلون يدركون أن بإمكانهم السيطرة على عقولنا دون الحاجة إلى اقتحام بيوتنا، يكفيهم أن يزرعوا أفكارهم في أذهاننا ليصبحوا المتحكمين في قراراتنا وتصرفاتنا. فكن حذرا وكن سيد أفكارك.
فأنت ترى العالم من خلال عدسة الأفكار، وتقرأ الأحداث وتترجمها وفقا لما تعتقده وتفهمه، الأمر لا يتوقف هنا، فالأفكار تتحكم في مشاعرك وتشكل ردود أفعالك اتجاه المواقف المختلفة، وفي الوقت نفسه يمكن للمشاعر أن تكون البوصلة التي توجه أفكارك، فتغير في منظورك وفهمك للعالم.وتحدد كيف ترى نفسك ومن حولك.
وفي الأخير أدعوكم لوقفة إجلال لكلمات كتبت بحروف بسيطة لكنها تحمل في طياتها الكثير من المعاني :
" راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعالك، وراقب أفعالك لأنها ستصبح عاداتك، وراقب عاداتك لأنها ستصبح طباع، وراقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك".
KELTOUM AGOURRAME
كاتبةكلثوم اكرام أعمل كمختصة اجتماعية في مؤسسة تعليمية،وابلغ من العمر 27 سنة،ولدي ميل للكتابة اكتشفته منذ فترة ولابد أن يحمل هذا الميل الهام لمساعدة الناس للتغيير للأفضل. ان وجودنا تعبير عن روح تعرف ما فيها وما عليها،ومتى اكتشف الانسان سبب وجوده وهدفه في الحياة سمح له ذلك بعيش الحياة بأسلوب أكثر جودة وباحساس هائل.