يتخذ الكثيرون من
بداية العام الجديد فرصة لبداية جديدة في حياتهم ونقطة انطلاق جديدة لمواصلة
الطريق نحو أحلامهم لذلك يحرصون على استقباله وهم محملين بالأمنيات التي يأملون أن
تتحقق في عامهم الجديد.

ولذلك حينما تأتي
ليلة رأس السنة يشتعل العالم بالاحتفالات والطقوس المملؤة بالأمل والطموح لعامٍ
أفضل من سابقه.

ولأن عالمنا متعدد
الأمم والثقافات سنجد أن لكل منه طريقته في الاحتفال وإن اتفقوا جميعا على نفس
الغاية ألا وهي التفاؤل بعامٍ قادم ربما يحمل الخير آملين أن لا يأتي العام الجديد
بما يحزنهم.

لذلك إن أخذنا جولة حول
العالم ستقابلنا العديد من التقاليد المختلفة باختلاف ثقافة شعوبها بعضها سيكون
عاديا والبعض الآخر قد يكون مثيرا للاستغراب.

لذا هيا بنا لنلقي
نظرة على بعض هذه التقاليد ولنرى أيها قد يبدو لك عاديا وأيها سيثير استغرابك. 

في البرازيل يؤمنون أن ارتداء اللون الأبيض والتوجه نحو الماء ليلة رأس السنة يجلب الحظ السعيد
لذلك يتوجهون نحو الشواطئ مرتدين ملابس بيضاء ليقفزوا فوق سبعة أمواج ويتمنون أمنية واحدة مع كل موجة
يقفزون فوقها.

في الدنمارك يعتبرون الأطباق المكسورة أمر جيد لذلك يتوجهون إلى مداخل
منازل عائلاتهم وأصدقائهم ويقمون بتكسير الأطباق على عتبة الباب وكلما كان لديك
أطباق مكسورة أكثر دل ذلك على أنك محبوب وكلما انتشرت القطع المكسورة بشكل أوسع حول المدخل
كلما دل هذا على الحظ الجيد.

 أما في تركيا فهناك عادة مشابهة للعادة السابقة ولكن بدلا من كسر الأطباق يقومون بكسر
الرومان على عتبة المنزل وكلما تكسر الرمان إلى قطع أكثر وتناثرت على نطاق أوسع
كلما دل ذلك على عام سعيد مليء بالرخاء فهم يعتبرون الرمان رمزا للرخاء.

لدى الإسبان عادة أنه عند منتصف ليلة رأس السنة الجديد يجهز كل فرد 12 حبة
من العنب وعندما تدق الساعة الثانية عشر بالضبط يبدأ في تناولها حبة مع كل دقة من
دقات الساعة الاثني عشر  ويعتبر الفشل في
تناولها بالشكل المضبوط شيء سيء يدعو للتشاؤم.

ورغم أنها عادة تبدو ليس شديدة الغرابة ولكنها شديدة الخطورة فقد حذرت جمعية
أطباء الحنجرة والبلعوم من خطورتها خاصة على الأطفال الصغار لأن سرعة تناول حبات
العنب قد يؤدي إلى الاختناق مما يعيق عملية التنفس وإذا لم يتم معالجة هذه الإعاقة
فقد تؤدي إلى الوفاة.

محاولة التنبؤ بما هو قادم

في ألمانيا هناك تقليدا يهدف للتنبؤ بما قد يحمله العام الجديد ويعتمد هذا
التقليد على إذابة قطعة من معدن الرصاص في معلقة فوق شمعة ثم صب المنصهر الناتج في
الماء البارد والشكل الناتج سيحدد شكل العام الجديد فمثلا الشكل المستدير يدل على
الحظ الجيد بينما تدل السيوف على عام مليء بالمخاطر.

ذاك التقليد كان هو المستخدم قديما في الثقافة الألمانية لكن اليوم تم
استبدال الرصاص بالقصدير أو الشمع نظرا لأن الرصاص مادة سامة.

في الفلكلور الألماني والإنجليزي يقولون أن أول شخص تلامسه في عامك الجديد يحدد
مصير العام بأكمله.

لذلك يتخذ الكثيرون تقليدا بتقبيل ومعانقة شخصهم المفضل عند بداية العام الجديد أملا في استمرار علاقتهم.

إما إن لم يكن لديك حبيب فيمكنك اتباع الايرلنديين الذين يقولون أنك إذا وضعت غصنا من نبات اللبلاب أسفل وسادتك ليلة رأس
السنة فإنك سوف تحلم بشريكك المستقبلي.

يعتبر اليونانيون البصل رمزا للخصوبة والحظ السعيد وذلك لأنه ينبت وينمو
حتى إن لم يعتني به أحد بشكل جيد لذلك يقومون ليلة رأس السنة بتعليق ربطات من
البصل على أبواب منازلهم وفي صباح اليوم التالي يستخدمون هذا البصل لضرب أطفالهم
به على رؤوسهم بخفة لإيقاظهم.

ونقصد هنا بالجميع أي كل شيء حرفيا فالمزارعون في بلجيكا يحرصون على
الاستيقاظ مبكرا في صباح أول أيام السنة الجديدة لقول سنة جديدة سعيدة لجميع
الأبقار والخيول والدجاج وكل حيوانات المزرعة لأنهم يعتقدون أن ذلك سيجلب لهم سنة
زراعية مليئة بالخير والرخاء. 

على عكس العديد من الشعوب التي لديها أطعمة تقليدية خاصة يتناولونها بمناسبة
السنة الجديدة إلا أنه في إيرلندا لديهم تقليدهم الخاص الذي لا يتعلق بتناول
الطعام بل بدلا من ذلك يصنعون الخبز ليطرقوا به على الجدران لطرد الأرواح الشريرة وبدء
عام جديد بسجل نظيف.

لا تستغرب من العنوان الذي يبدو غير منطقي بالمرة ففي كولومبيا يجعلون الأمر واقعيا حيث يقومون بحمل شنط سفر فارغة ويركضون حول
المباني بأسرع ما يمكنهم فهم يعتقدون أن هذا يجلب لهم عاما مليئا بالسفر.

تناول الأطعمة الطويلة يجلب لك حياة طويلة

في اليابان هناك طعام تقليديا للعام الجديد يسمى "توشيكوسي سوبا"
وهو عبارة عن طبق من النودلز المصنوعة من الحنطة السوداء تحديدا حيث ترمز النودلز الطويلة لطول
العمر وقد تم صناعتها من الحنطة السوداء دون غيرها لترمز إلى القدرة على التحمل.

في أمريكا اللاتينية يقولون أن لون ملابسك الداخلية ليلة رأس السنة يحدد
شكل عامك الجديد لذلك إن كنت تريد جلب الحظ السعيد عليك ارتداء اللون الأصفر أما
إن كنت ترغب بالحب فعليك بارتداء اللون الأحمر أما اللون الأبيض فمن أجل السلام.

في سنغافورة يقومون بمليء نهر سنغافورة بكرات الأمنيات تلك الكرات تطفو فوق
النهر حاملة أمنيات وأحلام المحتفلين بالعام الجديد مما يخلق منظرا غاية في الجمال.

في بورتو ريكو يقومون بسكب الماء من النوافذ لأنهم يظنون أن هذا يجلب الحظ السعيد
ولنفس السبب يقومون برش السكر خارج منازلهم.

في الأكوادور يعتبرون حرق الأجزاء السيئة من السنة نوعا من التطهير لذلك يقومون
بصناعة دُمى مليئة بنشارة الخشب ترمز لتلك الأحداث فيصنعون الدُمى على هيئة سياسيين
أو شخصيات شعبية أو أي شخصية أخرى ترمز لحدث سيء ويقومون بحرقها عند منتصف الليل ثم
القفز فوق النيران 12 مرة لتعبر كل قفزة عن شهر من شهور السنة.

في روسيا لديهم عادة غاية في الغرابة حيث
يقومون بكتابة أمانيهم على ورقة ثم يحرقونها وينثرون رمادها على كأس الشامبانيا ثم
يشربونها.

في النهاية يمكننا القول أن اختلاف الثقافات يؤدي لاختلاف طريقة الاحتفال لكن تظل جميع الأمم تبحث عن نفس الشيء فالبشر هم البشر في كل زمان ومكان لكن كل أمة تعبر عن مشاعرها بطريقتها الخاصة التي تنبع من ثقافتها المختلفة مما يجعل الأمر غريبا للبعض ومألوفا للبعض الآخر. 

وأنت برأيك أي تلك العادات هي الأكثر غرابة؟ 

يتخذ الكثيرون من
بداية العام الجديد فرصة لبداية جديدة في حياتهم ونقطة انطلاق جديدة لمواصلة
الطريق نحو أحلامهم لذلك يحرصون على استقباله وهم محملين بالأمنيات التي يأملون

حرق السياسيين وشرب رماد الأمنيات....أغرب تقاليد الاحتفال بالسنة الجديدة حول العالم

Hadeer Salim

اقرأ ايضاّ