يُعتبر النطق والتواصل اللفظي من أهم مراحل نمو الطفل إذ يبدأ الرضيع في إصدار الأصوات منذ الأشهر الأولى ثم يتطور ليكوّن كلمات وجمل مع تقدمه في العمر.
لكن في بعض الحالات قد يعاني الطفل من تأخر في النطق مما يثير قلق الوالدين حول الأسباب المحتملة وطرق العلاج.
متى يُعد تأخر النطق مشكلة؟
يختلف تطور النطق من طفل إلى آخر، لكن هناك بعض المعايير التي يمكن أن تساعد في تقييم ما إذا كان الطفل متأخرًا في الكلام:
- في عمر 6 أشهر: لا يصدر أصواتًا مثل المناغاة أو الضحك.
- في عمر 12 شهرًا: لا يستخدم إشارات أو إيماءات مثل التلويح أو الإشارة إلى الأشياء.
- في عمر 18 شهرًا: لا ينطق كلمات مفردة مثل "ماما" أو "بابا".
- في عمر 24 شهرًا: لا يستطيع تكوين جمل من كلمتين أو أكثر.
- في عمر 3 سنوات: لا يتمكن من التحدث بجمل واضحة أو لا يفهمه الأشخاص خارج العائلة.
أسباب تأخر النطق
هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى تأخر النطق عند الأطفال، منها:
1-مشكلات في السمع: ضعف السمع أو التهابات الأذن المتكررة قد تؤثر على قدرة الطفل على التقاط الأصوات وتعلم الكلمات.
2-أسباب وراثية: في بعض العائلات، قد يكون هناك تاريخ من تأخر الكلام.
3-التوحد: الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد قد يعانون من صعوبات في التواصل اللفظي وغير اللفظي.

4-الاضطرابات العصبية: مثل الشلل الدماغي أو التأخر العقلي، والتي قد تؤثر على القدرة على النطق.
5-نقص التحفيز: قلة التفاعل اللغوي مع الطفل، مثل عدم التحدث إليه أو قراءة القصص له، قد يؤدي إلى تأخر الكلام.
6-مشكلات في الفم أو اللسان: بعض الأطفال قد يكون لديهم مشاكل في اللسان، مثل اللسان المربوط (Ankyloglossia)، مما قد يؤثر على حركة اللسان والنطق.

متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا لاحظت أيًا من العلامات التالية فمن الأفضل استشارة طبيب أطفال أو أخصائي تخاطب:
- الطفل لا يصدر أي أصوات حتى عمر 12 شهرًا.
- الطفل لا يفهم التعليمات البسيطة بعمر سنتين.
- الطفل يعتمد بشكل أساسي على الإشارات دون كلمات بعد عمر 18 شهرًا.
- الطفل يعاني من صعوبة في نطق الكلمات أو ترتيب الجمل بعد عمر 3 سنوات.
- وجود تاريخ عائلي من اضطرابات النطق أو مشاكل في التعلم.
- الطفل يعاني من التهابات أذن متكررة قد تؤثر على السمع.
الفحوصات الطبية اللازمة

إذا كان هناك شك في تأخر النطق، فقد يوصي الطبيب بإجراء بعض الفحوصات مثل:
اختبار السمع: للتأكد من عدم وجود مشكلات سمعية تؤثر على النطق.
تقييم التخاطب واللغة: من قبل أخصائي التخاطب لتحديد مستوى التطور اللغوي. الفحص العصبي: للكشف عن أي اضطرابات تؤثر على المهارات الحركية أو العقلية. فحص الفم واللسان: للتأكد من عدم وجود مشكلات تشريحية تعيق النطق.
طرق تحفيز النطق عند الأطفال
للمساعدة في تطوير مهارات النطق لدى الطفل، يمكن اتباع بعض الطرق الفعالة:
- التحدث المستمر معه: وصف الأشياء اليومية والتفاعل اللفظي المستمر.
- القراءة اليومية: اختيار قصص مصورة وقراءتها بصوت واضح.
- تشجيع التواصل: استخدام الألعاب التفاعلية لتعزيز النطق.
- تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية: لأن الإفراط فيها قد يقلل من التفاعل الاجتماعي.
- التفاعل مع أخصائي تخاطب: في حال كان التأخر شديدًا فقد يكون التدخل المبكر عبر جلسات التخاطب ضروريًا.

الخلاصة
قد يكون تأخر النطق عند الأطفال أمرًا طبيعيًا في بعض الحالات، لكنه قد يشير أيضًا إلى مشكلة تحتاج إلى تدخل متخصص.
من المهم متابعة تطور الطفل وملاحظة أي علامات تستدعي القلق وفي حال الشك يُفضَّل استشارة الطبيب للحصول على التشخيص المناسب ووضع خطة علاجية تساعد الطفل على تنمية مهاراته اللغوية