اهم اقوال باولو فريري المأثورة .. معلم الحرية للمقهورين
باولو فريري أيقونة التنظير في مجال التعليم، وروبن هود البرازيل الذي أطلق العنان لأفكاره لمساعدة الفقراء في الحصول على حق التعليم، وكان إصراره يتضاعف تدريجيًا كلما ازدادت الحياة قسوة عليه؛ إذ لم يولد بفمه ملعقة من ذهب، بل كانت الحياة قد أشبعته ضربًا لكن لم تشبعه الطعام إطلاقًا؛ فقد كان يعيش في كنف عائلة فقيرة جدًا تعاني الجوع تحت مظلة الكساد الكبير الذي اجتاح بلاده عام 1929م، ما جعله منبرًا حرًا للصدح بأفضل أقوال الحرية والدعوة إلى الانطلاق.
باولو فريري Paulo Freire
باولو فريري مُنظّر ومعلم برازيلي كبير ذاع صيته في مجال مساندة الفقراء والمناداة بضرورة توفير أفضل فرص التعليم لهم دون منازع، وانطلاقًا من الشغف والهيام بهذا المجال وصدق رغبته بذلك؛ فقد توجه إلى تقديم نظريات كثيرة للعالم لتترك أثرًا في مختلف أرجاء العالم.
في الواقع إن باولو فريري كان أنموذجًا يحتذى به بما بذله من جهودٍ مشكورة في أي مكانٍ حل به بتعليم الطلبة ومن يحتاجون إلى العلم، فقد عمل معلمًا للغة البرتغالية للمرحلة الثانوية، كما تولى منصب مدير قسم التعليم والثقافة بالخدمات الاجتماعية مع حلول عام 1946م، وغيرها الكثير من المناصب ذات العلاقة بالمؤسسات التعليمية، وقد توفي عن عمر يناهز 72 عام قضاها في خدمة العلم والمتعلمين بكل صدق ووفاء.
أهم أقوال باولو فريري
أقوال باولو فريري من أجمل الأقوال التي يمكن الاستماع إليها بكل بساطة، فإنك ستكون متأملًا بتفاصيل عميقة تكشف مدى الألم الذي يعاني منه المضطهدين والفقراء والأطفال بالمجمل المحرومين من أدنى حقوقهم من الحرية والتعليم وغيرها، لنقف سويًا على أهم الأقوال:
- أن تتعلّم يعني السعي الحقيقي للحرية.
- حتى لو لم يكن باستطاعتي التحفيز على تحقيق الأحلام المستحيلة؛ فإنه لا يمكنني الحكم على أحلام الحالمين بالإعدام.
- القهر وسيلة مؤكدة لحب الموت والرغبة العارمة به وانعدامها تجاه حب الحياة.
- اكتشاف الأثر للتفكير السلبي يأتي دومًا بعد فوات الآوان.
- وجودك في العالم لا يقتصر على التعايش والتأقلم، بل لتكون قادرًا على التغيير فعليًا.
- الحوار ركيزة أساسية ومهمة؛ حتى لو استدعى الأمر تغيير الهيكل كاملًا إذا لم تسمح البنية بذلك.
- القوة النابعة من أعماق المحرومين هي القوة الوحيدة القادرة فعلًا على تحطيم قيود المجتمع التي تكبله أمام الحرية.
- المضطهد رمزٌ حر وقائد حقيقي لنفسه ليكون قادرًا على التحرر فعليًا.
- في حوار بين مذيع وطالب فقير سائلًا إياه إذا كان يحلم، فأجاب الأخير أنها كوابيس وليست أحلام إطلاقًا.
- انعدام الشعور بالهوية يعفيك من الصراع الحقيقي والانتماء.
- المهمة الأولى والأساسية للمضطهد السعي نحو تحرير نفسه فقط، ثم ينطلق.
- لا يولد الإنسان كاملًا؛ وإنما هو من يقرر الكمال والنقص خلال حياته.
- لا علاقة للنضج ببلوغ سن الخامسة والعشرين؛ إنما كل يوم ينقضي يولد بداخلنا نضجًا من نوع مختلف.
- العملية التعليمية عبارة عن إيداع علمي وليس نقدي؛ فإن الطالب هو المودع له، أما المعلم فإنه المودع.
- الاستماع هو البنية التحتية لقبول الاختلافات بين البشرية الفضيلة الأهم.
- قيام الطائفية يعني عبودية البشر وتلاشي حلم التحرير تمامًا.
- السر الكامن خلف التعلم المستمر هو تجاهل بعض الأشياء ومعرفة بعض الأشياء؛ فإن المعرفة والتجاهل الكامل أمر مستحيل.
- التعليم له منحنى واحد؛ إما التحرير من القيود والعبودية والقهر، أو سلبهم ما تقدم.
- المعلم قد يكون ديكتاتوريًا باستغلاله سلطته في التعليم وسلطته في المهنة؛ وجميع ما تقدم على حساب حرية الطالب بالدرجةِ الأولى.
- ليس المهم رؤية وقراءة "إيفا رأت العنب"، بل الأهم الانغماس بالتفاصيل الأعمق حول من قام بإنتاج العنب ومن يستفيد منه.
محطات في حياة باولو فريري
أدلى باولو فريري بالكثير من الأقوال الذهبية التي من شأنها تحويل فكر الإنسان المضطهد وجعله يتجه نحو التحرر، فقد نادى بالحرية والمساواة والعدالة بكافةِ أساليب النداء، وانطلاقًا من دوره وأثره في المجتمع الذي عاش به؛ واستمراره حتى الوقت الحالي لا بد من التعرف على أهم محطات في حياة باولو فريري بالتفصيل:
- يعتبر باولو فريري واحدًا من أبناء الطبقة الوسطى في البرازيل الذين تأثروا بعمق بتفاصيل الأزمة المالية العالمية التي غزت العالم والبرازيل على وجه الخصوص سنة 1929م.
- رأى فريري النور في مدينة ريسيفي البرازيلية ونشأ وترعرع هناك بكنف والديه، ومن المؤسف أن هذه المدينة أنموذج للفقر وشدة البؤس الطاغية عليه بين المدن القائمة في دول العالم الثالث.
- تركت الأزمة المالية العالمية في نفس باولو فريري أثرًا ملموسًا بعد ملاحظته المعاناة العارمة من شدة الجوع والحرمان؛ ما استدعاه إلى النضال والمقاومة في مجابهة الجوع والفقر منذ بلوغه سن 11 عام.
- رغم الدور العظيم الذي أداه باولو فريري في التعليم والحرب على الجهل؛ إلا أنه في مرحلة من مراحل حياته كان قد واجه حرمان من التعليم وانقطاع عنه نتيجة الفقر في ظل الأزمة، ما استدعاه الأمر إلى بذل جهوده الجبارة تجاه الأطفال وتعليمهم والدفاع عن حقهم بشتى الطرق.
أهم مؤلفات باولو فريري
قدم باولو فريري العديد من الكتب والمؤلفات التي عبر بها عن جزيل اهتمامه بحقوق الفقراء والمقهورين والمضطهدين في المجتمعات، ومن أهمها ما يلي:
- كتاب تربية القلب في مواجهة الليبرالية الجديدة.
- تعليم المقهورين
- المعلمون بناة الثقافة
- الفعل الثقافي في سبيل الحرية
- النظرية التربوية عند باولو فريري.
ختامًا، فإن الكثير من أقوال وعبارات باولو فريري قد تركت بصمة واضحة في أعماق النفس الإنسانية وعززت فيها الرغبة في الحرية والسعي نحو تكسير القيود المفروضة على الفقراء والمضطهدين وتقييد حرياتهم.
إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوعكاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.
تصفح صفحة الكاتب