النقيض والحب

Ahmat Comaa
Al-Warraq| الوارق
نشرت:
وقت القراءة: دقائق
النقيض والحب

الحب: الحب هو شعور عميق وقوي ينشأ بين الأشخاص ويمكن أن يشمل عدة جوانب مختلفة. يمكن أن يكون الحب نوعًا من المشاعر الرومانسية والجنسية التي تنشأ بين شريكين عاطفيين، ويمكن أن يكون أيضًا شعورًا عائليًا مثل حب الوالدين لأبنائهم أو حب الأشقاء والأخوات بعضهم البعض. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون الحب أيضًا شعورًا صداقيًا قويًا ينشأ بين الأصدقاء المقربين.

فالحب يصعد من الأجسام المحسوسة الفانية إلى الجمال المطلَق الباقي، وهو مَطلَب النفس الخالدة، التي كانت تعيش في عالَم المُثل قبل اتصالها بالجسد، والمُحِب الحقيقي الكامل وهو صاحب الحب الأفلاطوني، يَزدري الجمالَ الزائل ويتعلَّق بالجمال الدائم؛ جمالِ الروح.

الحب يتميز بعدة خصائص، بما في ذلك الاهتمام والاحترام والتفاني والرغبة في رؤية الآخرين سعداء ومزدهرين. قد يكون الحب مصدرًا للسعادة والرضا والمتعة، وقد يمنح الأشخاص الدعم العاطفي والقوة لمواجهة التحديات في الحياة.

ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن الحب قد يكون معقدًا أحيانًا وقد يواجه تحديات. قد يحدث التوتر والصراع في العلاقات العاطفية، وقد يتطلب الحب الكثير من العمل والتفاني للحفاظ على العلاقة قوية ومستدامة.

بشكل عام، يعتبر الحب أحد أكثر الجوانب الإنسانية التي تهم الكثير من الناس وتعطي الحياة معنى وقيمة.

هناك أنواع مختلفة من الحب. يمكن أن يكون الحب الرومانسي، الذي ينشأ بين الشركاء العاطفيين وقد يؤدي إلى الزواج وتكوين أسرة. وهناك أيضًا الحب العائلي، الذي يشمل حب الوالدين لأبنائهم وحب الأشقاء والأخوات. بالإضافة إلى ذلك، هناك الحب الصداقي، الذي ينشأ بين الأصدقاء المقربين ويستند إلى الثقة والتفاهم المتبادل.


اقرأ ايضا

    الحب يرتبط بالعواطف والمشاعر المختلفة. يمكن أن يشمل الحب السعادة والفرح، ولكنه أيضًا يمكن أن يثير الحزن والتوتر عندما تواجه العلاقة العوائق والتحديات. قد يكون الحب مصدرًا للراحة والأمان والدعم العاطفي.

    الحب الصحي يتطلب الاحترام والثقة المتبادلة بين الشركاء. يتضمن الحب الصحي التواصل الجيد والتفاهم والقدرة على التعاطف مع الشريك. يتطلب الحب الصحي أيضًا القدرة على تقبل الاختلافات والتعامل بإيجابية مع التحديات والصعوبات. الحب السليم له تأثير إيجابي على الصحة العقلية والجسدية. يمكن أن يقلل الحب من مستويات التوتر والقلق ويزيد من السعادة والرضا الشخصي. بعض الدراسات أيضًا تشير إلى أن الحب يمكن أن يحسن الجهاز المناعي ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

    العلاقات العاطفية تواجه التحديات والتغيرات على مر الزمن. قد يحدث التوتر والصراع وقد يتغير الحب مع مرور الوقت. يتطلب الحب النضج والتفاني للتكيف مع هذه التحديات والعمل على بناء علاقة قوية ومستدامة.

    وقال الأصمعي: غضب الفُضيل بن يحيى على جارية فبعثت إليَّ تسألني أن أسترضيه، فسألته فقال: الذنب ذنبها. فقلت: وكيف موقعها من قلبك أيها الأمير؟ قال: أحسن موقع، وإنما أُريد بهذا الهجر تهذيبها. قلت: فاستعمل فيه وصية العباس بن الأحنف.

    قال: وما هي؟ قلت:

    تحمَّل عظيم الذنب ممن تُحبه

    وإن كنتَ مظلومًا فقل أنا ظالم

    فإنك إن لم تغفرِ الذنب في الهوى

    تُفارق من تهوى وأنفك راغم

    النقيض والحب

    النقيض:

    وفي بعض الأحوال ينقلب الحب إلى درجة الاشمئزاز من المحبوبة، ثم يحل الصد محل عدم الاهتمام بها. ومن مظاهر النفور الألم الذي يحدث من الاتصال الجسدي والروحي، بل مجرَّد المصافحة أو ملامسة يدها؛ ممَّا يُؤدِّي إلى النفور، كما يُؤدِّي إلى سماع الحديث.

    وهذه درجة أقل في شدتها من الكراهية التي تُؤدِّي إلى مظاهر السلوك الخارجي البارز في الإشارة والنظرة، بل السُّباب والعدوان، وكثيرًا ما تنتهي حياة الحب بين الزوجَين ويحل بينهما الشقاق؛ وعندئذٍ لا يرتاح أحدهما إلى وجود الآخر، ويقل التبادل النفسي بينهما إلى درجة الانقطاع، كما لو انقطع التيَّار الكهربائي الذي يصل بينهما. وتُصبح الحياة المشتركة صمتًا عميقًا رهيبًا، لا تقطعه إلَّا بعض الكلمات التي يقتضيها الأدب، وهي بعض ألفاظ تنطوي على البرود والتهكُّم. على أن هذا الغطاء الرقيق من الأدب أو «الإتيكيت» الاجتماعي لا يلبث أن يتمزَّق فينفجر الزوجان في غضبٍ شديد، وتكثر الفضائح العامة والتأنيب والتحقير.

    الكراهية هي عكس الحب، وهي شعور سلبي وعدائي تجاه الآخرين أو الأفكار أو الجماعات. يمكن أن تكون الكراهية نتيجة للتحامل أو الاستياء أو الاستياء من سلوك أو صفات أشخاص آخرين، أو قد تنشأ عن العداء العرقي أو الديني أو السياسي أو الاجتماعي.

    تتميز الكراهية بعدة صفات، بما في ذلك العداء والاستفزاز والعنف المعنوي أو الجسدي. قد يتم تعبير الكراهية من خلال التعليقات المسيئة أو السلوك العدواني أو التمييز أو العنف. الكراهية قد تؤدي إلى التمييز والظلم وتقسيم المجتمعات وتفاقم الصراعات.

    من الضروري أن نفهم أن الكراهية ليست صحية وغالبًا ما تكون مدمرة للفرد والمجتمع. تتعارض الكراهية مع قيم التعايش والاحترام والتسامح. بدلاً من ذلك، يمكن أن يكون التعلم عن الآخرين وتقدير الاختلافات والبحث عن سبل الحوار والتفاهم هي الخطوات نحو بناء مجتمع أكثر انفتاحًا وتعاونًا.

    وهناك صلةٌ بين الاحتقار والكراهية؛ لأن الذي تُبغضه تحتقر من شأنه، وترميه بنظراتٍ غريبة مملوءة بالوعيد والتهديد. وظهور هذه النوايا دليل على الميل إلى الانتقام. وكثيرًا ما يرغب الذي يشعر بالاحتقار في الفراق، وتجنح المرأة إلى الانتحار والهرب أكثر ممَّا تلجأ إلى القتل، فإذا جنحت إلى التخلُّص ممن تُبغضه، لجأت إلى وسائل الإناث كالسم. أمَّا الرجل فإنه يهجر منزله ويرتمي في أحضان الخمر، ويلجأ إلى الشراب، ويسلك المكروه إحدى سبيلَين؛ إمَّا أن ينطوي على نفسه في حزنٍ وصمت، وإمَّا أن يجنح إلى الثأر والانتقام.

    Ahmat Comaa

    Ahmat Comaa

    Al-Warraq| الوارق

    الكاتب الأمريكي ( وندل هولمز » يقول ان الإنسان - كل إنسان بلا استثناء - انما هو ثلاثة أشخاص في صورة واحدة . الإنسان كما خلقه الله .. والإنسان كما يراه الناس .. والإنسان كما يرى هو نفسه.

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ