مدخل القصة

يعد الكرم سمة من سمات المسلم فهو صفة لا يمتلكها البخيل وقد أوصانا الله تعالى بالكرم في قوله : (وماتنفقوا من خير فلأنفسكم وماتنفقون إلا إبتغاء وجه الله وماتنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لاتظلمون )
كرم الشيخ أحمد
في قرية صغيرة تحيط بيها الجبال والنخيل الكثيفة, عاش رجل مسلم يدعى الشيخ أحمد ,كان معروفا بكرمه وحسن خلقه بين أهل القرية . كان الشيخ أحمد يعمل في زراعة أرضه, وجني خيراتها ما يكفيه ويكفي عائلته, ولكنه لم يكن يبخل أبدا على من يحتاج المساعدة .وكان يردد دائما :الكرم من الإيمان ,ومن أحب أن يبارك الله في رزقه فليعط مما أعطاه الله .
في أ حد الأيام ,بينما كان الشيخ أحمد عائدا إلى منزله بعد يوم طويل ومتعب , لاحظ رجلا غريبا يجلس على جانب الطريق ,يبدو عليه التعب والإرهاق اقترب الشيخ أحمد منه وسلم عليه, فاكتشف أن الرجل مسافرا ضل طريقه ولم يكن معه مايكفي من زاد أو مال .وكان الرجل يرتجف من شدة البرد, ووجهه شاحب من الجوع .
بدون تردد, دعا أحمد الرجل إلى منزله. هناك قدم له طعاما ساخنا وماءا نظيفا ,وأعطاه مكانا لينام فيه. في الصباح, أعطاه الشيخ احمد بعض المال وزاد لرحلته , على رغم من أنه بالكاد يحصل على قوت يومه ,ودعا له بالسلامة, قال له الشيخ أحمد "لا تشكرني بل أشكر الله الذي جعلني سببا لمساعدتك ".
لم يكن الشيخ أحمد يعلم أن هذا الرجل كان تاجرا ثريا من مدينة بعيدة . بعد أسابيع , عاد الرجل إلى القرية حاملا معه هدايا ثمينة , شاكرا له على كرمه الذي أنقذه في وقت الشدة .لكن الشيخ أحمد رفض الهدايا وقال : "الكرم جزء لا يتجزأ من إيماني ولا أتوقع مقابلا له , مافعلته كان واجبي كمسلم ".
إنتشرت قصة الشيخ أحمد في القرية وأصبح مثالا يحتذى به.تعلم الناس منه أن الكرم ليس مجرد عطاء مادي , بل هو تعبير عن الإيمان والإنسانية .ومنذ ذالك اليوم , ازدادت أواصر المحبة بين أهل القرية , وصار الكرم صفة مميزة لهم .أصبح الجميع يتسابقون لفعل الخير , متذكرين قول النبي صلى الله عليه وسلم : "اليد العليا خير من اليد السفلى ".
وبمرور الوقت , تحولت القرية إلى مكان يعج بالخير والبركة , بفضل كرم الشيخ أحمد وأخلاقه العالية وكان أحمد دائما يقول : الكرم لايفقر , بل يزيد الرزق بركة .
