الكتابة الإعلانية: كيف تستخدم الكلمات لزيادة المبيعات والتحويلات؟
هل ترغب في إقناع شخص ما بشراء منتجك أوخدمتك أو الاشتراك في دورتك التدريبية لكنك لا تعلم كيفية فعل ذلك؟

لا شك أنك جربت طرق كثيرة، استخدمت العروض الترويجية والحسومات ولجأت لتخفيض السعر لكن كل ذلك لم يساعدك كما يجب، إذن ما رأيك إن أخبرتك إنه بإمكانك إقناع أي شخص بأي شيء ترغب به فقط باستخدام الكلمات!
إن لم تصدق ذلك فتذكر عدد المرات التي أٌقنعك بها صديق أو قريب بفعل أمور عديدة لم تكن مقتنع بضرورة فعلها. ربما تقول في نفسك أن سبب حدوث ذلك هو كونك تثق بهذا الصديق أو القريب وليس بسبب إتقانه لفنون الإقناع والبيع، وهذا صحيح إلى حد ما لكن ما تجهله هو أن السر الحقيقي يكمن في معرفته بك، واستخدامه للمعلومات التي يعلمها عنك ليقنعك بفكرته!
وهذا ليس كل شيء، بل إنه يعلم كيف يحفزك وما هي الأمور التي تجذب اهتمامك وما هي الكلمات التي ستثيرك وتقنعك، وهذا هو جوهر الكتابة الإعلانية.
ما هي الكتابة الإعلانية؟
الكتابة الإعلانية هي فن صياغة المحتوى الذي يهدف إلى حث القارئ على اتخاذ إجراء محدد، مثل الشراء أو التسجيل في خدمة معينة، وتجمع بين الإبداع والتفكير الاستراتيجي، وكل كلمة لها تأثير محدد وهدف واضح.
الفرق بين كتابة المحتوى والكتابة الإعلانية
يخلط بعض الأشخاص بين كتابة المحتوى والكتابة الإعلانية رغما اختلافهما بأمور جوهرية، سنذكر منها:
- تهدف إلى إبلاغ وتثقيف الجمهور
- تركز على تقديم قيمة للقارئ.
- تسعى لبناء الثقة والسلطة في موضوع معين.
- تشجع على التفاعل والمشاركة.
- تكون غالبًا أطول وأعمق في التفاصيل
الكتابة الإعلانية:
- تهدف إلى إقناع الجمهور باتخاذ إجراء معين.
- تركز على التحويلات والمبيعات.
- تستخدم الإثارة العاطفية والدعوات للعمل.
- تكون أكثر مباشرة وأقصر في الطول.
- تعتمد على الإبداع والإقناع في صياغة الرسائل.
ولكن كلا النوعين مهمان في استراتيجية التسويق الشاملة، حيث تعمل كتابة المحتوى على جذب وتثقيف الجمهور، بينما تحول الكتابة الإعلانية هذا الجمهور إلى عملاء من خلال الإقناع والدعوة للعمل.
التسويق بالمحتوى مقابل الكتابة الإعلانية
في عالم التسويق الرقمي حيث تتنافس العلامات التجارية لجذب انتباه الجمهور، يبرز بطلان رئيسيان: التسويق بالمحتوى والكتابة الإعلانية. كلاهما يسعى للفوز بقلوب وعقول الناس، لكنهما يسلكان مسارات مختلفة.
التسويق بالمحتوى يشبه الراوي الحكيم الذي يجلس حول النار، يروي قصصًا تعليمية وملهمة تترك الجمهور متعطشًا للمزيد. يبني هذا الراوي علاقة مع الجمهور، يشاركهم المعرفة والخبرات، وينسج من الكلمات ثوبًا من الثقة والولاء. لكنه لا يسعى مباشرة لبيع شيء، بل يرغب في أن يصبح صديقًا موثوقًا يمكن العودة إليه دوما والأخذ بنصيحته قبل فعل أي شيء.
بينما الكتابة الإعلانية تشبه البائع الساحر في السوق، والذي يعرف كيف يجذب الانتباه بكلماته اللامعة وعروضه الجذابة. حيث يستخدم هذا البائع لغة مقنعة ويعرض الفوائد ببراعة، داعيًا الجمهور لاتخاذ إجراء فوري، حيث إنه يعرف كيف يلعب على وتر العواطف ويخلق شعورًا بالإلحاح، مما يدفع الناس لفتح محافظهم والشراء.
في النهاية، كلا البطلين يسعيان لتحقيق النجاح للعلامات التجارية التي يمثلانها، لكنهما يفعلان ذلك بأساليب مختلفة. فالتسويق بالمحتوى يبني قصورًا من الثقة على مر الزمان، بينما الكتابة الإعلانية تفتح أبواب السوق للمبيعات الفورية, ويعمل كلاهما على إكمال الآخر.
أهمية الكتابة الإعلانية
تكمن أهمية الكتابة الإعلانية في قدرتها على التأثير مباشرةً على قرارات الجمهور وسلوكياتهم الشرائية، حيث تعتبر الجسر الذي يربط بين العلامة التجارية والعميل، إذ يستخدم كاتب الإعلانات اللغة والإقناع لتحفيز الجمهور على اتخاذ إجراءات ملموسة مثل الشراء أو التسجيل في خدمة.
وفي عصر الإعلام الرقمي، حيث تتنافس الشركات على انتباه المستهلكين، تصبح الكتابة الإعلانية أداة حاسمة للتميز في السوق والتأثير في زبائنه. فمن خلال الرسائل الإعلانية المصاغة بعناية، يمكن للشركات تعزيز صورتها، وتوضيح فوائد منتجاتها، وبناء علاقة إيجابية مع زبائنها.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد الكتابة الإعلانية في تحسين معدلات التحويل وزيادة العائد على الاستثمار في حملات التسويق. وبالتالي، فإن الكتابة الإعلانية ليست مجرد عنصر في الحملة التسويقية، بل هي قلب الحملة الذي ينبض بالإقناع والجاذبية، مما يجعلها عنصر حاسم لنجاح أي إستراتيجية تسويقية.
10 عناصر رئيسية تتكون منها الكتابة الإعلانية
إن كتابة نص إعلاني فعال يحقق لك أهدافك يجب أن يتضمن مجموعة عناصر أساسية لكل منها هدف محدد يجعل النص أكثر فاعلية:
1. الجمهور المستهدف: فهم من هم الجمهور الذي تكتب له وما هي احتياجاتهم ورغباتهم.
2. الرسالة الواضحة: يجب أن تكون الرسالة الإعلانية واضحة ومباشرة لتجنب الالتباس والضياع.
3. الفائدة الرئيسية: تسليط الضوء على كيف يمكن للمنتج أو الخدمة حل مشكلة أو تحسين حياة الجمهور المستهدف.
4. الدعوة للعمل CTA: تحفيز الجمهور على اتخاذ إجراء محدد مثل الشراء أو التواصل أو أي إجراء تريده.
5. الإثارة العاطفية: استخدام العواطف لبناء صلة قوية مع الجمهور وتحفيزهم على التفاعل.
6. المصداقية والثقة: بناء الثقة من خلال الشهادات، الإحصائيات، ودراسات الحالة أو غيرها.
7. الإبداع: استخدام الأساليب الإبداعية لجعل الإعلان بارز، مميز، ولا يُنسى.
8. التكثيف والبساطة: تقديم المعلومات مكثفة وغنية لكن بطريقة بسيطة ومختصرة للحفاظ على انتباه الجمهور.
9. التميز: إظهار كيف أن المنتج أو الخدمة مختلفة عن المنافسين.
10. تحسين محركات البحث (SEO): استخدام الكلمات المفتاحية المناسبة لضمان ظهور الإعلان بشكل جيد في نتائج البحث.
هذه العناصر مجتمعة تساعد في إنشاء محتوى إعلاني قوي يجذب الجمهور ويحفزهم على التفاعل مع العلامة التجارية.
كيف أصبح كاتب إعلانات؟
يتطلب أن تصبح كاتب إعلانات محترف مزيجًا من المهارات، كالتواصل الفعال والقدرة على الإقناع بالإضافة للقدرة على الكتابة بشكل متقن وغيرها من المهارات، لكن امتلاك هذه المهارات لن يساعدك وحده في الوصول لهدفك، ولذلك سأخبرك كيف يمكنك البدء.
أول تعلم أساسيات التسويق الرقمي ثم تدرب على كتابة نسخ المحتوى، كما من المهم أن تراقب وتحلل نسخ المحتوى الإعلاني لتفهم كيف يكون الأمر، وبما أن الوصول إلى قلب وعقل الجمهور المستهدف هو الغاية الرئيسية عليك أن تتعلم كيف تصل إلى هذا الجمهور وكيف تحلل سلوكياته وكيفية تفاعله مع المحتوى وما هي الطريق الأمثل للتواصل معه من خلال الكلمات.
ما الذي يجعل الإعلان ناجحًا؟
لجعل الإعلان ناجحًا، هناك عدة عوامل يجب أخذها في الاعتبار. وفقًا لخبراء التسويق، هناك ثلاثة عوامل رئيسية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على نجاح الإعلان:
1. العاطفة: يجب أن يثير الإعلان عاطفة المشاهدين، سواء كانت سعادة، حماس، أو حتى حزن. الإعلانات التي تستطيع إثارة العواطف تميل إلى أن تكون أكثر فعالية وتذكرًا.
2. البساطة: يجب أن يكون الإعلان سهل الفهم والتذكر. البساطة في التصميم والرسالة يمكن أن تساعد الجمهور على فهم الإعلان بسرعة وتذكره لفترة أطول.
3. الاتساق: يجب أن يظهر الإعلان التزام العلامة التجارية بقيمها ووعودها. الإعلانات التي تعكس صدق وثقة العلامة التجارية تبني علاقة أقوى مع الجمهور.
بالإضافة إلى هذه العوامل، من المهم أيضًا أن يكون الإعلان مبتكرًا وأن يتميز بفكرة إبداعية تجذب الانتباه وتجعل الإعلان يبرز بين الإعلانات الأخرى.
أبرز 10 أخطاء يقع بها كتاب الإعلانات المبتدئين
كتابة الإعلانات فن يتطلب مهارة ودقة، وغالبًا ما يقع المبتدئون في أخطاء شائعة تؤثر على فعالية الإعلان. إليك أبرز هذه الأخطاء:
1. التوجه لجمهور عام: الإعلان الناجح يستهدف شريحة محددة من الجمهور ولا يحاول أن يكون شاملًا للجميع.
2. عدم وضوح الرسالة: يجب أن يكون الإعلان واضحًا ومفهومًا للناس فالغموض يؤدي إلى فقدان الاهتمام.
3. استخدام عبارات تقليدية: الإبداع مطلوب في كتابة الإعلانات،لذا تجنب العبارات المستهلكة والتقليدية.
4. المبالغة في وصف المنتج: الصدق هو أساس الثقة، لذلك تجنب المبالغة التي قد تؤدي إلى خيبة أمل العملاء.
5. إضافة بيانات غير صحيحة: الدقة في البيانات والأرقام ضرورية، فالأخطاء هنا قد تؤدي إلى فقدان المصداقية.
6. الأخطاء اللغوية: الإعلانات التي تحتوي على أخطاء إملائية أو نحوية تعطي انطباعًا سلبيًا عن العلامة التجارية.
7. خطأ في اختيار لغة النص: يجب أن تتناسب لغة الإعلان مع الجمهور المستهدف وأن تعكس صوت العلامة التجارية في ذات الوقت.
8. تجاهل الدعوة للعمل (CTA): يجب أن يحتوي كل إعلان على دعوة واضحة للعمل توجه الجمهور للخطوة التالية، وإلا لن يحقق الإعلان الغرض المطلوب منه بشكل فعال.
9. عدم استخدام الشهادات والتوصيات: الشهادات تعزز الثقة وتشجع العملاء المحتملين على اتخاذ القرار.
10. إهمال الاختبار والتحسين: الإعلان الأول ليس النهائي، إذ يجب اختبار إعلانات مختلفة وتحسينها بناءً على النتائج.
المراجع:
- rock content
- moosend
- digitalmarketinginstitute
- neilpatel

ديب الحسين
أخصائي تسويق رقمي وكتابة محتوىأخصائي تسويق رقمي وكتابة محتوى بخبرة تزيد عن 4 سنوات. لدي شغف في ممارسة التسويق وتعليمه، وأومن بدور المحتوى في إحداث فرق هائل في العالم، ولذلك أهتم بدراسة دور الاقتصاد السلوكي وعلم النفس في قرارات الزبائن، لأتمكن من تحقيق أهداف عملائي وتعزيز وجودهم الرقمي.