الصلاة...شيء طبيعي لمن يعي

Ayman Alam Eldin
كاتب مقالات وقصص قصيرة
نشرت:
وقت القراءة: دقائق
الصلاة...شيء طبيعي لمن يعي

الصلاة في الإسلام هي الركن الثاني من أركان الإسلام ، بني الإسلام علي خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و صوم رمضان ، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً ، فرضت الصلاة في مكة قبل هجرة النبي (ص) إلي المدينة المنورة أثناء الإسراء و المعراج ، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة ، و الصلاة في اللغة الدعاء .

تأمل الذات و الكون في الصلاة بإرجاع كل شيء لله و قياسه بقوانين الكون التي وضعها الله ، هي محاسبة النفس و فقًا للمعيار الأعظم وهو حكم الله ، وسنة المصطفى ، الصلاة مراجعة النفس وإعادة تقييم لكل تصرف قام به الإنسان في يومه، هل كان خالصًا لوجه الله، هل أنا على الطريق الصحيح وأتجه بالفعل لأحلامي العملية والإنسانية، الصلاة هي إعادة تذكر كل فعل صدر منك ووضعه تحت الميكروسكوب الإلهى، الصلاة في المرتبة الأولى هي عملية ذهنية تستوجب تركيزًا عاليًا جدًا وهى المكان النموذجي للتوبة وهى مراجعه ذهنية لحقائق الكون ، فعندما تقول في السجود : سبحان ربى الأعلى فإنك تنزه صفات وذات وأفعال الله من أن يكون له شبيه أو نقص في عظمته المطلقة ، تستحضر عظمه الخالق.

بهذا المنطق فإن الملحد مثلًا والذي يبحث عن النجاح المادي في الدنيا والذى لحياته معنى وهدف وأحلام وأشواق إنسانية وهو أيضًا يفكر ويتأمل ذاته....

يصلى بطريقته ، يراجع سلوكياته مقارنةً بقيمه الدنيوية ويختبر صحة سلوكياته بتلك القيم التي لا يرجعها إلى خالقها ، إنه يكتفى بمراجعة أفعاله بقيمه ويشحذ نفسه لمزيد من القرب من هذه القيم ، إنه يصلى ولكن بطريقته ، إنه يأمل أن تقربه تلك القيم إلى ذاته الحقيقية وإلى إنجازه الكبير في الدنيا ...نحن أيضًا نقترب كمسلمين ولكن ..من خالق هذه القيم ....الله...الواحد...القهار .

إنك تتأمل في صلاتك عظمة الخالق وقدرته المطلقة اللانهائية وتتوسل إليه بها ليعطيك ما تتمنى ، الملحد الذي لحياته معنى يتأمل عظمة القيم دون الرجوع لخالقها وهذا هو الفرق : " إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون".

لماذا عندما تؤخر صلاة ما من الصلوات فأنت تشعر بأنك فاضي .. فارغ، ينبغي أن نشحن أنفسنا بالقرب من الله "أرحنا بها يا بلال ".


اقرأ ايضا

    وكما يقول د. مصطفى محمود .. الصلاة نوع من التطهر الداخلي ، بطرح كل الوساوس والهواجس . لأن الله أكبر من كل هذه التوافه ، وهو القادر على أن يحل لنا كل المشكلات ، لذلك بعد الصلاة نحس بهدوء داخلي غريب .. مجرد أن تسجد تكون مستحقًا لمنحة الرب العظيم .. إهدنا الصراط المستقيم ، الصلاة ( كما يقول د . مصطفى محمود ) هي نوع من إحياء الباطن وربطه بمنبعه .. بالنور الأصيل .. وبدون هذا الربط يُقطع الحبل السري بين الفرد وبين الله ، إنها حالة داخلية لا يمكن الحصول عليها إلا باللجوء لمصدرها ، من أين ستجلب نورًا ؟ لا يوجد إلا مصدر وحيد .. الخالق العظيم .

    كل وقت للصلاة له حكمة يعملها الله ، وطبيعي أن نستنتج أن الانسان يكون في هذا التوقيت في أتم الاستعداد للتلقى عن الله ويكون الكون في أحسن الحالات لشحن الانسان ، وهناك أوقات لا ينبغي أن نلقى الله فيها كوقت ما بعد العصر ، ومثلاً .. مزاج الإنسان بعد الاستيقاظ من النوم يكون متعثرًا فجعل الله صلاة الفجر ، وقبل أن ينام الانسان جعل الله له صلاة العشاء لكى ينام على ذكره فيطمئن قلبه ولكى يكون الذكر هو خاتمته قبل النوم.

    بمعنى أنهم يتواصلون مع القيم التي تصنع وتحقق وجودهم بطرق ما منها عملية التأمل الذاتي وهي عملية تتضمن البقاء بعض الوقت في مكان هادئ والتواصل الداخلى مع الذات وتحليل الأسباب والدوافع الكامنة وراء سلوكهم وعواطفهم وأفكارهم ، وينطوي التأمل الذاتي على المراقبة والنظر إلى ما يحدث لك بموضوعية وسؤال النفس الأسئلة التي تساعدك على فهم أفضل لما حدث لك وما يمكن تعلمه من التجارب ، إن الناجحين من غير المسلمين يرجعون أمورهم إلى الفلسفات والقوانين الوضعية التي يؤمنون بها : ماركس – جان بول سارتر ونيتشه ووليام جيمس وديكارت لكى يرتقوا أو يكونوا أقرب إليها مع مرور الوقت أما نحن - المسلمين - فنرجع إلى قوانين الله وإلى الله ذاته.

    أن المسلم يصلى ويسبح ويتسق مع نشيد كوني خالد قديم تنشده المخلوقات والطبيعة – للخالق الأعظم.

    صلى ، عش حرًا مرفوع الرأس .

    Ayman Alam Eldin

    Ayman Alam Eldin

    كاتب مقالات وقصص قصيرة

    كبير معدين بالقناة الثالثة بالتليفزيون المصرى كاتب قصص قصيرة

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ